المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى نفسي ....



المحتزم
18-02-2002, 12:18 AM
اليوم ، وفي هذا الصباح الفياض بالنور ،
انقدحت في ذهني فكرة …
عجبت كيف لم تطرأ على ذهني خلال تلك السنوات ، التي مرت مر السحاب !؟…
ولكني علمت أن الأمور مقدرة تقديراً عجيباً من عند الله ..
قالت لي نفسي :
منذ سنوات وأنت توجه رسائلك ذات اليمين وذات الشمال ..
فهلا تكرمت عليّ وتوجهت إليّ برسالة خاصة ، وأنا نفسك التي بين جنبيك ..؟!!
ألست أولى الناس باهتمامك !؟ أما لي حظ في قلمك ؟ ونصيب من فكرك ؟!
وما يدريك لعلي أتعظ برسالة أقرأها ، أكثر مما أتعظ بكلمة أسمعها ، ثم أنساها !!

ووجدتني أفرح بالفكرة فرح طفل تحصل على هدية يحبها ..!
وبادرت أكتب رسالة خاصة إلى نفسي ..نفسي التي عرفتها لئيمة ، مع أنها حبيبة !!
--
إليك أيتها النفس الحبيبة العجيبة أتوجه بخطابي هذا ..
لن أسألك عن الصحة ، كما أفعل عادة في رسائلي الأخرى ..
فأنا أعرف بصحتك ومرضك ..
ولن أسألك عن الأحوال ، فأحوالك هي عين أحوالي .. !!
فدعيني من هذا كله ، و أعيريني سمعك جيداً ..
لقد احترت والله في أمرك ، بعد أن بلغ بي الجهد معك مبلغاً عظيماً .
وبعد أن أعياني نصحك .. وأتعبني وعظك .. وأرهقتني متابعتك ..!!
كم ذا رأيتك مقيمة على قبيح الأفعال .. مقبلة على سفاسف الأمور ..
متولعة بهذر القول .. منتشية مع لغو الحديث .. متابعة لكل ما لا فائدة فيه ….
ومع هذا أراك صاحبة دعاوى كثيرة وطويلة ..!
وكلما قلت استقمتِ .. عدت إلى الوحل تتمرغين فيه ..مستمتعة به ..!!

أعجب من هذا …
أنني كلما رغبتك في أمر ذا بال يقرّبك من الله تعالى ، أراك تهتزين ،
وترينني الشوق في عينيك _ أو هكذا يخيل إليّ _
فما أن أشمر للقيام بذلك الأمر ، حتى أراك تنكصين..
وتؤثرين الفاني على الباقي ..!! وتستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير !!
وتعودين في لهفة الغائب ، إلى المستنقع الذي كنت فيه ..!!
وكلما زجرتك .. ورفعت سوط الترهيب فوق رأسك ، محذراً إياك .. وأنا أرعد وأبرق ، وأرغي ، وأزبد ..!!
ما أسرع ما أرى دمعاتك تنهمر على خديك ..!
ويهتز قلبي من داخله وأنا أرى هذه الحالة التي تتلبسين بها ..
ولم أدر أنك ممثلة بارعة ..! تجيدين لعب كافة الأدوار بمهارة عالية عجيبة !

تخادعينني بهذا الدور العاطفي الشديد التأثير ، لأنك تعرفين كم هي رقة قلبي ،
حين أرى دموع أحد من خلق الله يبكي مقهورا.. !
يا له من مشهد مؤثر .. مشهد هذه الدموع وهي تنساب كالنهر على خديك ..!
لكن ما قيمتها في دنيا الواقع !؟
لكن ما رصيدها في الحقيقة ، وهي لا تثمر لك تغيراً في سلوك ..!؟
أي قيمة لدمعاتك هذه ، وأنا أراك بمجرد أن تجف ،
تعودين على الفور إلى ما كنت منه تبكين ..!
فإذا أنت تنغمسين في دوائر الزلات والغفلات والهفوات ونحوها .

وأعود بدوري إلى رفع السوط فوق رأسك من جديد ،
سياط الوعد والوعيد ، والويل والثبور …!
في حمية قاسية ، وغضب شديد ..!
فإذا بك تنكمشين وتتجمعين في هلع في أقصى الزاوية ،
وألاحظ أنك ترجفين من مفرق الرأس ، إلى أخمص القدم ..!
فيداخلني فرح بأني انتصرت عليك هذه المرة …!
وأنسى أنك ممثلة بارعة مبهرة ..!
وأنك الآن في ( دور ) جديد ، تقومين بأدائه في مهارة فائقة لا تضاهى !!

وما أكثر ما انتحيت بك بعيدا عن عيون الخلق ، حيث لا يراني معك إلى الله وحده ..
في خلوة جانبية أسوقك إليها سوقاً عنيفاً ..!
وأبدأ أسرد عليك المواعظ ، والزواجر .. وأذكّـرك بالدنيا والآخرة ..
وأخوّفك من عذابٍ في القبر وعذاب في النار .. وأحدّثك عن مصارع الغابرين ..
وأذكّرك بقرب الرب سبحانه منك ، وأنه محيط بك ،
عالم بسريرتك ، يحصي عليك أنفاسك ، ويستر عليك أخطائك ،
ويوالي عليك نعمه التي لا تحصى ، فمن حقه سبحانه عليك :
أن يذكر ، فلا ينسى .. وأن يُشكر ، فلا يكفر .. وأن يُطاع فلا يعصى ..!

ويهزني أن أراك تصغين بعناية ، وبتركيز ، وتتابعين هذا الشلال
الذي يتدفق من غور قلبي ، بعينين مفتوحتين حتى أقصاهما
_ علامة الانبهار بما تسمعين _ !!
فتطرب روحي .. ويهتز قلبي .. وأنا أراك على هذه الحالة ..
وأنسى أنك الآن في ( دور ) جديد من أدوارك المتعددة !!
يالك من……. من شقية ……….. مع أنك حبيبة ..!!
تحياتي إليك ، ولي عودة معك _ إن شاء الله الله تعالى _…!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- - - - -
لن أخبركم بما ردت في جوابها على هذه الرسالة الطويلة
التي توجهت بها إليها …
لأن ردها _ فيما أحسب _
لا يتعدى القيام بدور جديد من أدوارها الكثيرة .!!
- - -
لكن هل ترون أني سأتركها !؟؟
لا والله .. وراءها .. وراءها .. حتى تلين أو تموت .. !!

ومن عيوب النفس :

1- حرصها على عمارة الدنيا والتكثير منها : وعلاجها أن يعلم أن الدنيا ليست بدار قرار وأن الآخرة هي دار القرار والعاقل من بعمل لداره لا لمراحل سفره .

2- كثرة الذنوب والمعاصي تؤدي إلى أن يقسو القلب : وعلاجها كثرة ذكر الله والاستغفار والتوبة في كل وقت وحضور مجالس الذكر .

3- سرورها بمدحها وطلبها الراحة وهي من نتائج الغفلة : وعلاجها التيقظ لما بين يديها وعلمها بتقصيرها فيما أمرت به .

4- الإعجاب بطاعتها والمنة بها ونسيان المنقصات للأعمال : وعلاجها أن تعلم أن أفعالها وإن أخلصتها فهي معلولة بأن أفعالها لا تخلو من العلل وعليه أن يعمل في إسقاط رؤية استحسانه من أفعالها .

5- قلة الاعتبار بما يراه من إمهال الله إياه من ذنوبه : وعلاجها دوام الخشية وأن يعلم أن ذلك الإمهال ليس بإهمال فإن الله مسائله .

6- الغفلة والتسويف والتواني والإصرار وتقريب الأمل وتبعيد الأجل : وعلاجها بتوبة تحل الإصرار ... وخوف يزيل التسويف ... ورجاء يبعث على قصد مسالك العمل ... وإهانة النفس بتقريبها من الأجل وبعدها عن الأمل

7- رؤيتها الشفقة عليها : وعلاجها رؤية فضل الله عليها في جميع الأحوال

8- تألف الخواطر الرديئة فتستحكم عليها المخالفات : وعلاجها رد تلك الخواطر في الابتداء لئلا تستحكم وذلك بالذكر الدائم وملازمة الخوف .

9- اشتغالها بإصلاح الظاهر لزينة وغفلة عن إصلاح الباطن : وعلاجها أن يتيقن أن الخلق لا يكرمونه إلا بمقدار ما جعل الله له في قلوبهم ويعلم أن باطنه موضع نظر الله فهو أولى بالإصلاح من الظاهر الذي هو موضع نظر الخلق .

10 – محبتها الخوض في أمور الدنيا وحديثها : وعلاجها الاشتغال بالفكر الدائم في كل أوقاته فيما أمامه من الأمور الشدائد والكروب والأهوال والبعث والنشور والحساب والجنة والنار والتفكر في خلق السموات والأرض .

11- إظهار الطاعات مغبة أن يعلم الناس منه ذلك أو يروه : وعلاجها أكل الحلال ومداومة ذكر الله .

12- فقدان لذة الطاعة وذلك من سقم القلب : وعلاجها أكل الحلال ومداومة ذكر الله .

13- طلب الرئاسة بالعلم والتكبر والافتخار به والمباهاة به : وعلاجها رؤية منة الله عليه في أن جعله وعاء لأحكامه .

ما يعالج به العجب والكبر والافتخار :

1- أن يعتقد ويجزم بأن التوفيق الذي حصل له من الله .

2- أن ينظر إلى النعماء التي تفضل الله بها عليه .

3- أن يخاف ألا يتقبل منه فإذا اشتغل بخوف عدم القبول ذهب عبه العجب بنفسه .

4- أن ينظر في ذنوبه القديمة والحديثة الكبائر والصغائر وبما يكون صدر منه قول أو فضل يحبط العمل .

14- عيوب النفس . استكشاف الضرر عمن لا يملكه ... ورجاؤه النفع ممن لا يقدر عليه : وعلاجها الرجوع إلى صحة الإيمان بما اخبر الله به في كتابه قال تعالى : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده ...)

15- كثرة الكلام بغير ذكر الله : وعلاجها تحقيقه بأنه مأخوذ بما يتكلم به وأنه مكتوب عليه ومسؤول عنه . فعلى الإنسان العاقل أن يحاسب نفسه ويتفقدها ولا يغفل عنها وينظر في عيوبها بدقة ويصلحها ويعالجها بالأدوية النافعة لها .

من كتاب / اغتنام الأوقات في الباقيات الصالحات

للشيخ / عبد العزيز محمد السلمان
;) ;) :D

CTMELODY
18-02-2002, 12:25 AM
شكراً أخوي المخضرم على هذي النصايح التي أسأل من الله عز وجل أن يجعلها في ميزان حسناتك .......

المحتزم
18-02-2002, 12:34 AM
المحتزم طال عمرك

وجزاك الله الجـــنـــه

وحنا بعد قل امــــــــــــــــــــيــــــــــــــن ........;)