المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال دار الحكمة ج(1): الشر الذي تقدمه يبقى معك والخير الذي تقدمه يعود إليك



أوركيديا
25-07-2013, 07:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام لكل الأعضاء والزوار

تقدم لكم أوركيديا موضوع دار الحكمة وهو اسم على مسمى , يعني في كل مرة سأضع موضوع عنوانه دار الحكمة ج(...) وسيكون هنالك حكمة أو قصة يستفيد القراء منها فيه, أما عندما تودون الرد على الموضوع فضعو نهاية الرد حكم مفيدة تعرفونها حتى يكون حقا دار للحكمة نتناقل فيه الحكم والنصائح التي نحن بحاجة ماسة لها , و أرجو أن تكون حكم مفيدة يعني ليست تلك السخيفة عن الذكر والانثى مثلا
وإذا استطعتم فحاولوا وضع الحكم ضمت صورة أو بتصميم معين لجذب القراء. ولا بأس لو وضعتم قصة حدثت معكم او مع غيركم كانت سببا في جعلكم تتغيرون للأفضل

واليوم جلبت قصة عنوانها :
الشر الذي تقدمه يبقى معك والخير الذي تقدمه يعود إليك

يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي مار ليأخذه. وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” ..

كل يوم كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”، بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:“كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟

في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت

سوف أتخلص من هذا الأحدب !، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكن بدأت يداها في الارتجاف ” ما هذا الذي أفعله؟!”.. قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة.

كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولشهور عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما، في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب البيت مساء وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال ” إنها لمعجزة وجودي هنا، على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!! وأثناء إعطاءه لي قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي اكبر كثيرا من حاجته”

بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وطهر الرعب على وجهها واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا !

لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله ولكان قد فقد حياته!لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”

أرجو أن تكونوا استفدتم من هذه القصة أنتظر الردود ومعها الحكم

ام ابـراهيم
25-07-2013, 11:40 PM
شكرا حكمة رائعة .
انا اعرف ان الصدقة تدفع البلاء .
و كثير امور حصلت بحياتي شفت فيها ايات الله .
في مثل تونسي في نفس السياق يقول

"إفعل الخير و انساه و إفعل الشر و تذكره "

أوركيديا
26-07-2013, 10:11 PM
شكرا , مثل رائع
حكمة :إذا المرء لايرعاك إلاتكلفا فدعه ولا تكثر عليه تأسفا
الشافعي

ملاحظة : الحكمة \ القصة ليس شرطا ان تكون من نفس الموضوع الأصلي المهم أن تكون مفيدة و أثرت فيكم و جعلتكم تتغيرون للأفضل

chris
31-07-2013, 08:35 PM
هذه القصة اعجبتني كثيرا ً واحب ان اطلعكم عليها وفي العبرة التي وضحها الراوي فيها
واشكر لكي يا اختي الفاضلة هذا الموضوع الرائع

القصة
في يوم من الأيام في مكان ما كان يعيش ملك من الملوك في مملكته ...

وكان يجب أن يكون هذا الملك ممتنا لما عنده في هذه المملكة من خيرات كثيرة...

ولكنه كان غير راضي عن نفسه وعما هو فيه...

وفي يوم استيقظ هذا الملك ذات صباح على صوت جميل يغني بهدوء ونعومة وسعادة...

فتطلع هذا الملك لمكان هذا الصوت...ونظر إلى مصدر الصوت فوجده خادما يعمل لديه في الحديقة ...

وكان وجه هذا الخادم ينم على الطيبة والقناعة والسعادة...

فاستدعاه الملك إليه وسأله:

لما هو سعيد هكذا مع أنه خادم ودخله قليل ويدل على أنه يكاد يملك ما يكفيه ...

فرد عليه هذا الخادم:

بأنه يعمل لدى الملك ويحصل على ما يكفيه هو وعائلته وأنه يوجد سقف ينامون تحته...

وعائلته سعيدة وهو سعيد لسعادة عائلته...

فلا يهمه أي شئ آخر...مادام هناك خبز يوضع للأكل على طاولته يوميا...

فتعجب الملك لأمر هذا الخادم الذي يصل إلى حد الكفاف في حياته ومع ذلك فهو قانع وأيضا سعيد بما هو فيه!!!

فنادى الملك على وزيره وأخبره من حكاية هذا الرجل...

فاستمع له وزيره بإنصات شديد ثم أخبره أن يقوم بعمل ما...

فسأله المكل عن ذلك فقال له "نادي 99 "

فتعجب الملك من هذا وسأل وزيره ماذا يعني بذلك؟

فقال له الوزير:

عليك بوضع 99 عملة ذهبية في كيس ووضعها أمام بيت هذا العامل الفقير

وفي الليل بدون أن يراك أحد اختبأ ولنرى ماذا سيحدث؟
فقام الملك من توه وعمل بكلام وزيره وانتظر حتى حان الليل ثم فعل ذلك واختبأ وانتظر لما سوف يحدث...
بعدها وجد الرجل الفقير وقد وجد الكيس فطار من الفرح ونادى أهل بيته وأخبرهم بما في الكيس...

بعدها قفل باب بيته ثم جعل أهله ينامون...ثم جلس إلى طاولته يعد القطع الذهبية...فوجدها 99 قطعة...

فأخبر نفسه ربما تكون وقعت القطعة المائة في مكان ما...فظل يبحث ولكن دون جدوى وحتى أنهكه التعب...

فقال لنفسه لا بأس سوف أعمل وأستطيع أن أشتري القطعة المائة الناقصة فيصبح عندي 100 قطعة ذهبية...

وذهب لينام...ولكنه في اليوم التالي تأخر في الاستيقاظ ...

فأخذ يسب ويلعن في أسرته التي كان يراعيها بمنتهى الحب والحنان وصرخ في أبنائه

بعد أن كان يقوم ليقبلهم كل صباح ويلاعبهم قبل رحيله للعمل ونهر زوجته...

وبعدها ذهب إلى العمل وهو منهك تماما ...

فلقد سهر معظم الليل ليبحث عن القطعة الناقصة...ولم ينم جيدا ...وغير ذلك ما فعله في أسرته جعله غير صافي البال...

وعندما وصل إلى عمله ...لم يكن يعمل بالصورة المعتاد عليها منه...

ولم يقم بالغناء كما كان يفعل بصوته الجميل الهادئ ...بل كان يعمل بهستيريا شديدة...

ويريد أكبر قدر من العمل ...لأنه يريد شراء تلك القطعة الناقصة...

فأخبر الملك وزيره عما رآه بعينيه...وكان في غاية التعجب...

فقد ظن الملك أن هذا الرجل سوف يسعد بتلك القطع وسوف يقوم بشراء

ما ينقصه هو وأسرته مما يريدون ويشتهون ولكن هذا لم يحدث أبدا!!!

فاستمع الوزير للملك جيدا ثم أخبره بالتالي:

إن العامل قد كان على هذا الحال وشب على ذلك وكان يقنع بقليله....وعائلته أيضا ...

وكان سعيدا لا شئ ينغص عليه حياته فهو يأكل هو وعائلته ما تعودوه

وكان لهم بيت يؤويهم غير سعادته بأسرته وسعادة أسرته به...

ولكن اصبح عنده فجأة 99 قطعة ذهبية ...وأراد المزيد...!!!

هل تعرف لما لأن الإنسان إذا رزق نعمة فجأة فهو لا يقنع بما لديه حتى ولو كان ما لديه يكفيه فيقول هل من مزيد....!!!

فاقتنع الملك بما أخبره وقرر من يومه أن يقدر كل شئ لديه وحتى الأشياء الصغيرة جدا ويحمد الله على ما هو فيه...

العبرة هنا:

أنه لا بأس من طلب المزيد ولكن ليس بالضرورة التعرض للضغط والعناء الشديد والجري بهستريا

تجعلنا نفقد الأشياء الجميلة التي من الله بها علينا

أو حتى نعمى عنها...فكم من نعم أنعم الله بها على الناس...

وهم لا يرونها ويتطلعون إلى ما عند الآخرين ...

ظانين بأنه ليس من العدل أن يحصلوا على هذه الأشياء وهم لا....!!!

فالله قسم الأرزاق كما أراد وكل مخلوق له رزقه الذي قدر له...وأمرنا بالسعي ...

ولكن السعي الذي يرضى به الله علينا فيبارك لنا في أرزاقنا ويكرمنا بها ...فنرضى فتكون هذه هي القناعة
"الكنز الذي لا يفنى ولا يعد ولا يحصى........."



سلام chris

أوركيديا
01-08-2013, 02:02 PM
358663
قصة رائعة شكرا لك chris وموضوعها جميل ونحتاجه حقا
الرضا نعمة عظيمة تساوي الأرض وما فيها و تجعل كل النعم معها جميلة و بدونها كل شيء لا معنى له