المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرجل طفل كبير .. فلا تبخلـي عليه



almazin
18-02-2002, 04:46 PM
أنت حلم زوجك منذ الطفولة، نسج صورتك في خياله ونقشها في قلبه منذ عرف للحياة طعمًا، وكان صداقك عنده غض البصر، وكانت هديته إليك حفظ الفرج.. فكيف به بعد الصبر الطويل والعناء الشديد يفتح كنزه فيجده بخيلاً عليه؟.. الكنز الرباني لديك قادر على تحويل البيت إلى جنة طوال الوقت..

أن الرجل طفل كبير، وهذه قاعدة مطردة في كل الأزواج يفرح جدًّا بكلمة رقيقة وتلتمع عيناه بالدموع من هدية بسيطة.

وتعلمي كذلك أن في داخل كل رجل طاقة رومانسية عاطفية مخبوءة تحت ستار الجدية أحياناً.. وتحت تصور خاطئ للرجولة أحياناً، وفي أكثر الأحيان تحت إرهاق العمل والأزمات المادية.

لماذا لا تخرجين كنزه من قلبه، وتنفضي عنه الغبار ببعض أسرار كنزك؟

ويتبادر إلى الذهن سؤال: ولماذا على الزوجة دومًا أن تمتص غضبه وتداهنه حتى يرضى، وتظل تسترضيه؟!! اطرحي على نفسك سؤالاً وأجيبي عليه بصدق مع النفس: أليس تعبه وإرهاقه وكدّه أكثر منك؟ رغم أنك قد تكونين من النساء العاملات؟!

ليت كدَّه كان في العمل فحسب ولكن مسئولية: بيت.. وزوجة.. وأولاد أمر كبير، قيادة دفة سفينة ليس بالعمل الهيِّن، وإذا كان الزوج مكلفًا بالحفاظ على مستقبل أسرته في الدنيا، فإن الزوج المتدين يضاف إليه عبء الحفاظ على مستقبلها في الآخرة؛ فهو يريد جمع أسرته جميعًا في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. ألم يكلفه الشارع بذلك: "قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا"، "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته: الأب راع ومسئول عن رعيته "… فاجتهاداته ومشاكله أكثر.. فما أجمل أن يجد البيت حين يرجع وردة ندية، وبسمة صافية، وهدوءاً محببًا، وحرارة حب، وصفاء لقاء.

أنت واحته التي يأوي إليها من هجير صحراء موحشة.. مهما كان ضيقه وعبوسه وانشغالاته ، أنت المسئولة الأولى عن تشجير البيت بشجر المودة، وغرس بذور الوئام.

والله كلفك بهذا حين أعطاك الكنز الذي لم يعطه للرجل كي تفيضي أوراق ورد وتغريد بلابل.. تعلَّمي من أمك "عائشة" - رضي الله عنها - التي لا تنسى أن تغمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) بمشاعرها حين يسألها: ألك حاجة إني أريد أن أقوم الليل فلا تفوّت الفرصة وتقول له: والله إني أحب قربك وأحب ما تحب، فافعل ما ترضى… وانظري إلى أثر ذلك أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يشعرها دائمًا بالقرب حين يقرأ القرآن وهو في حجرها حتى وهي حائض.. نتيجة طبيعية لإقبالها عليه.. لا ينأى أو يبعد.

انكِ تعملين على ارتفاع مؤشره واستقرار سبيله.
فلا تشتكي يومًا من أنه لم يمكث في المنزل أو أنه يظل عابسًا طوال الوقت، أو أنه لا يتنزه معك.. ولكن لومي نفسك دائمًا؛ لأنك لم تعدي برنامجًا لذلك، ولم تبتكري وسائل، ولم تأخذي خبرات الأخريات، ولم تفاجئيه كل يوم بمفاجأة جديدة أو اختلاق مناسبة سعيدة.. لأن الله أعطاك ما لم يعطه له.. أعطاك نهرًا من المشاعر والعواطف والحب.. وهو إنما اغترف منه غرفة بيده فقط.

تحياتي ،،

------------------------------------------
لو علمتم ما في الغيب لعشقتم الواقع