المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاش هل يجب أن نثق في أنفسنا حقا ؟



رفعت خالد
20-08-2013, 12:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله..

إن "الثقة في النفس" عبارة صارت عندي أكثر تعقيدا من ذي قبل..
من قبل كانت حلما، وكنتُ أراها خيرا كلها.. واعتقدتُ أني كلما اغترفتُ منها كلما تحسّن حالي وانصلح أمري، أما اليوم فصرتُ أراها معنى زلقا ينبغي الحذر منه أشدّ الحذر.. فكم ممن يبدون ثقة بالغة بأنفسهم قد اتبعوا ما يسطرونه من قواعد ومبادئ يرونها صحيحة قد ختموا هم أنفسهم على صحتها وكأنهم مرجع الحكمة والصواب.. ورأينا كيف قادهم ذلك إلى التطاول على السنن النبوية فخرجوا عن الجادة لاعتقادهم أنهم لن يغتروا وأنهم (يعرفون ما يفعلونه جيدا).. وظنوا أنهم لن يُُفتنوا كما يُفتن الأغبياء.. (ألا في الفتنة سقطوا) !.. فضلوا ضلالا بعيدا، عياذا بالله
ثم كيف نثق في هذه النفوس وهي أمّارة بالسّوء ماكرة مُخادعة ؟ ألا يجدر بنا ألا نثق فيها من باب أولى
ولكن الباعث لهذا المعنى (الثقة في النفس) عند أكثر الناس يكون عند مواجهة الآخرين.. فيقولون ينبغي أن نثق في أنفسنا حتى نتكلم أمام الملأ دون حرج ولا شعور بالنقص.. يجب أن نثق في أنفسنا حتى نتخذ القرارات الشجاعة في المواقف الحساسة دون جبن !
إذا فما يقصدونه بالضبط هو خليط من (الشجاعة) و (عدم رفع الآخرين فوق قدرهم)..
فبالشجاعة التي هي ثبات القلب عند الأوقات العصيبة، يُقدم المرء على القول أو الفعل الذي يراه صوابا ونافعا في حينه.. فإذا ما كان الأمر صوابا لا أذى فيه ولا حُرمة، فليتوكّل على ربه وليُقدم عليه بالحكمة اللازمة، ولا يخشى شيئا مما يعتمل في النفوس منذ سنوات الطفولة، من تلك العُقد الدفينة.. كخشية السخرية من الناس وازدرائهم، أو أن تظهر بعض العيوب المخفية فينكشف أمره وينفضح.. وكل ذلك تافه لا حقيقة له لأن الناس كلهم بعيوب وعورات، وكلهم يستعملون المراحيض.. (إش مِعنى أنا يعني ؟) فالذي يضحك غالبا هو من يعاني من عُقدة ما.. فليُعالج نفسه !
كذلك عندما نرفع الآخرين فوق مايستحقون وأكثر مما هم عليه في الواقع، فإننا نتوهم تراتبية لا أساس لها وقد تكون معكوسة تماما.. نتوهم أننا من كوكب آخر، كوكب الضعفاء والناقصين.. ونتوهم الآخرين من كوكب يعجّ بالنجاح والكمال والجمال والمواهب.. وهذا يستحيل ولا يستقيم، ولعل هذا نتاج تلك المقارنات الجائرة.. حينما ننقب فقط عما لا نملكه ونتطلّع إلى بعض من يملكه من الناس بأسى وربما بحسد والعياذ بالله.. أما ما نملكه نحن من النعم الحاصلة فلا نلق له بالا، ولا كأنه موجود أصلا.. ولعلّ الآخرين - بدورهم - يتحرّقون لامتلاكه !
ودواء هذا - إن شاء الله - هو ما وصّى به النبي عليه الصلاة والسلام أحد أصحابه حين وصّاه أن ينظر إلى من هو دونه في الدنيا.. فذلك أجدر ألا يزدري نعمة الله عليه.
وكما ترون.. في شرعنا الحكمة كلها، والشفاء من كل داء.. وفيه أصول الفطرة السليمة التي خلقنا الله عليها، ولله الحمد والمنة
هذا وإن أصبت فبتوفيق من الله محض، وإن أخطأت في شيء فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه.



رفعت خالد
18 غشت 2013

ramon salazar
21-08-2013, 09:48 AM
جزاك الله خيرا اخي الكريم ، وشكرا على جهدك في ايصال الرسالة لنا

تحياتي

رفعت خالد
21-08-2013, 11:33 AM
وجزاك خيرا أخي المبارك إن شاء الله..

حفظك الله