المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال تبا لمشاعرك !



رفعت خالد
25-11-2013, 08:13 PM
360470
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمدلله والصلاة والسلام على محمد عبد الله ورسوله.
أما بعد..
ننسى في كثير من الأحيان الطريقة التي نتكلم بها ونلتفتُ فقط للمعنى والرسالة التي نريدُ إيصالها، فنغفل بذلك عن مشاعر الآخر، ونكاد ننسى أنه بشرٌ مثلنا من لحم ودم وذكريات وضعف وعقل محدود..
(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم) الإسراء، 53.
إنك قد تجرح أحدهم بعينيك فقط دونما حركة من جوارحك، ناهيك عن الكلام الذي يذهب في الإذاية والجرح أبعد من ذلكم بكثير.. حتى أنه قد ورد في السنة النهي عن تناول حبتين أو أكثر من طعام تأكله مع أخيك حتى تستأذن منه، تخيل ؟
هذا، ومعروف قدر الابتسام في الوجوه ومخالطة الناس بالخلق الحسن وكف الأذى عنهم وعدم الكلام في غيبتهم بما يكرهون وغير ذلك مما وصى به ديننا القيّم..
لكن الناس لا يفعلون عُشرُ معشار هذا، ولسانُ حالهم يقول: (تبا لمشاعرك).. وقد جرّبتُ من قبل ما يُشبه الذي أقول، بل كان ما جرّبتُ سببا لتغيّر نظرتي للحياة والناس تماما.. فلانٌ يعرف حاجتك بعد أن حدثته عنها واثقا مستأمنا إياه، ظانا فيه سلامة الصدر والخلق، بل حتى المنهج والعقيدة.. ثم ينتهز فرصة غيابك أو عجزك لينقض عليها لاهثا كالـ... وإذا اعترضَ أحدٌ بعدها يقول هذا جائز، هذا حلال.. وأين من استأمنك ووثق بك يا رجل ؟..تبا له ولمشاعره.. هكذا.
ولو فٌعل معه هو أدنى من ذلك لأريته يشكي ويبكي ويدعو ويملأ الدنيا صُراخا ويشرح لك كم أن الناس ذئاب وأنهم لا أمان لهم وأن علينا أن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا.. وهل فعل هو ؟ هل عمل حسابا لإخوانه هو ؟ هل فكر فيهم لثانية ؟ أم هو حظ النفس وجشعها.. ألا عار عليكَ أن تأتي الفعل وتنهى عنه، عارُ عليك ذلك عظيمُ !
فما أحوجنا إلى الإنصاف وأن نُعامل إخواننا بما نحبّ أن نُعامل به، فنتخيلنا أحيانا مكانهم.. حتى لا نبخسهم حقوقهم ولا نؤذي خواطرهم، بل نخدمهم جهد ما في طاقتنا ونعين المحتاج منهم، حتى إن دعى ذلك إلى تأخير حظوظنا.. وكل ذلك في الله وتقربا إليه..
ما أحوجنا إلى حفظ الأمانات والأسرار وستر العيوب والأخبار والاستماع لهموم الناس ومواساتهم وتذكيرهم بكلام الله وسنة نبيه وتصبيرهم.. وهذا من العون، كما أمر ربنا (وتواصوا بالصبر).. فإن أقربنا مجلسا من النبي عليه صلوات الله وسلامه أحسننا أخلاقا كما تعلمون..
ومع ذلك فليحذر الواحد منا شياطين الإنس وليحفظ سره وليكتم حوائجه فإن - والله - في الناس من نفوسهم ذئبية، يبتسم لك ويهشّ ويبشّ، ويلين القول، بعد أن شمّ عندك بعض ما يريد.. فلا تحسبنّ الآخرين لا يجرؤون على فعلٍ لا تجرؤ أنت عليه، ولا تحسبنّ لهم نفس مقدار حياءك ومروءتك..إنما أحسِن ابتغاء وجه ربك ولا تنتظر جزاء من أحد ولا شُكورا، أحسن وانس، أحسن وامضِ.. ودعك ممن يقول (لا تفعل خيرا، لا يحدث بأس) فهذه دعوة لوقف عمل الخير وذلك مُعارضٌ لما أُمرنا به.. بل نفعل الخير، والعوض من الله.. والأجر منتظر منه عزّ وجل، وهو المستعان على كل حال.



رفعت خالد
22-11-2013

الراجية الله
27-12-2013, 09:49 PM
http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.0.403.403/p403x403/268503_476532612404223_1355720527_n.jpg