المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية ازدياد حوادث قتل الأبرياء في أفغانستان



MandN
20-02-2002, 06:13 PM
الأربعاء:2002/2/20
أعمال القتل الخطأ بنيران قوات حليفة أو قتل الأبرياء غير المقصودين في أفغانستان ليست استثناء في الحروب. فخلال الأشهر الأولى للنزاع بدت أعمال القتل غير المقصودة قليلة نسبيا وحسب دراسة أجرتها «الاسوشيتدبرس» بلغت أعمال القتل هذه بضع مئات. لكن كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين وقيادتهم المدنية في إدارة بوش فشلوا في القيام بما ينبغي عليهم القيم به كواجب ضروري: إجراء تحقيقات جادة بحوادث القتل غير المقصودة وإعطاء تفسيرات علنية كاملة وتحميل الضباط والجنود الأميركيين المسؤولية عن أية تصرف غير لائق أو سلوك أرعن. لقد أصبح الالتزام بالقيام بهذا الواجب أكبر اليوم بسبب تزايد الأدلة على أن الطائرات الأميركية أو قوات الكوماندوز الأميركية شنت هجمات وقتلت أناسا أبرياء مرات عديدة خلال الشهرين الماضيين. فقد أكد القائد الأفغاني الجديد الموالي لأميركا حميد قرضاي التقارير التي تحدثت عن أن الطائرات الأميركية هاجمت وفدا من القادة الأفغانيين كان متوجها إلى كابول لحضور حفل تنصيبه في ديسمبر الماضي. كما أكد قرضاي صحة تقارير مستفيضة من قرويين بأن غارة جوية على منطقة أوروزغان في يناير استهدفت قوات تابعة للحكومة الافغانية. ومؤخرا اعتقل 27 شخصا وأطلق سراحهم لاحقا وقد تحدث هؤلاء عن تعرضهم للضرب الوحشي من قبل الجنود الأميركيين. وأبلغ القرويون قرب بلدة خوست مراسل «واشنطن بوست» دوغ ستروك ان صاروخا أطلق على مجموعة من الرجال ظنا انهم من قادة تنظيم «القاعدة» وتبين ان هؤلاء عبارة عن فقراء يبحثون عن لقمة العيش. وحتى لو كانت هذه التقارير غير دقيقة جزئيا أو كليا فإن ما يقلق حقا هو التردد الواضح من قبل البنتاغون في التجاوب بجدية مع هذه التقارير. لقد حدد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد موقف البنتاغون مبكرا. ففي مؤتمراته الصحفية التلفزة دأب على نفي صحة التقارير التي تحدثت عن قتل مدنيين ووصف ذلك بأنه دعاية إرهابية. وفي وجه كل الأدلة الثبوتية ودون التقدم بإثباتات مضادة يواصل الناطقون الأميركيون إصرارهم على القول بأن الوفد الذي كان مسافرا لحضور حفل تنصيب قرضاي كان هدفا مشروعا. ومؤخرا تمسك قادة البنتاغون بروايتهم القائلة ان الرجال الذين قتلوا بهجوم صاروخي كانوا من تنظيم «القاعدة» حتى قبل ان يتأكدوا من هوية المقتولين. ويقال ان هناك تحقيقات جارية في قضية أورزغان ولكن القيادة المركزية الأميركية نسفت مصداقيتها حسب تقرير أوردته واشنطون بوست برفضها الاعتراف بأن الغارة كانت خاطئة حتى بعد إطلاق سراح أولئك الذين تم القبض عليهم. لقد كانت هناك موجة من الغارات الموجهة خطأ ويبدو أن قوات الكوماندوز الأميركية باتت بحاجة لإعادة التفكير في كيفية تحسين عملياتها الاستخبارية وتوخي الحرص المطلوب في عملياتها العسكرية لكي تتمكن من العمل بفاعلية في أفغانستان المتميزة بطبيعتها المحيرة وسرعة نشوب النزاعات ولكن الأهم هو الحفاظ على الدعم لتلك الحرب داخل أفغانستان وخارجها. وأما السبيل إلى ذلك فهو التزام واضح بالمسؤولية من هذه الأخطاء المدمرة فعندما يتم الإعلام عن مقتل أناس أبرياء من قبل القوات الأميركية يجب على الولايات المتحدة أن تحقق بكل حزم وجدية وان تكون واضحة وصريحة في تفسيراتها وان تكون مستعدة لاتخاذ إجراءات في حالة ثبوت تصرفات غير صحيحة. ولكن إدارة بوش بدلا من الالتزام بهذا التوجه تخاطر ماليا بمضاعفة الضرر.

islammemo.com (http://www.islammemo.com/news/asia/20_2_02/3.htm)