المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية وجوب قتال النـصـارى لأجل فـكـاك الأسارى



Black_Horse82
20-02-2002, 08:39 PM
قال القرطبي رحمه الله " قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله) : حض على الجهاد ، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ويفتنونهم عن الدين ، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده وإن كان في ذلك تلف النفوس .. "


إعداد / مركز الدراسات والبحوث الإسلامية

الثامن من ذي الحجة / 1422هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد تداعت الأمم الكافرة على المسلمين في هذا الزمان كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، وكان من أعظم ما حصل في هذا الوقت (الحملة الصليبية ) التي تقودها (أمريكا) و أذنابها على المسلمين ، فقتلوا أمماً لا يحصيهم إلا الله تعالى وشردوا آخرين واحتلوا أراضيهم .
وكان من نتائج حملتهم الصليبية – والتي لم تنته بعد – التربص بالمجاهدين والعاملين للإسلام في كل بقعة من بقاع الأرض واعتقالهم ونقلهم إلى جزيرة نائية وسط المحيطات في معتقلات النازية الرهيبة ، ومعاملة تدل على ما يحمله هؤلاء الأنجاس من حقد دفين على الإسلام وأهله .
فإن كان من تم أسره في أمريكا لمجرد الاشتباه بأن له علاقة بأحداث سبتمبر ويحميه القانون الأمريكي - كما يزعمون - قد تحدث عبر وسائل الإعلام بعد إطلاق سراحه ووصف معاناته والإهانة التي تلقاها والحقد والتعذيب الذي عاملوه به وأنهم لم يكونوا يطعموه إلا لحم الخنازير بعد التجويع والتسهير في غرفة غاية في الضيق ، هذا لمجرد الاشتباه ، فكيف بمن قبض عليه خارجاً أو داخلاً لأفغانستان لنصرة المسلمين هناك ، ولا قانون ولا أعراف تحميه أو تنطبق عليه ؟ .
ومن العجيب أن دول الكفر ومنظمات الكفار الحقوقية قد استنكرت معاملة أسرى جونتنامو وأحوالهم المعيشية واصدروا بيانات تدل على شجبهم لها وإن كان الاستنكار صورياً ، إلا أنهم أحسن حالاً من أكثر الدول المنتسبة للإسلام التي لم تصدر شيئاً ولم تنبس ببنت شفة – والأسرى من أبنائهم – وكأن المسألة لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
ولا شك أن هذا من العار الذي يلحق الأمة وأبنائها ، فقد أمنت دولة الكفر (أمريكا) جانبها فصارت تقتل من تريد وتنقل من تشاء إلى معتقلاتها – والله المستعان – .
ولم يكن وقوع الأسرى في أيدي الصليبيين أمراً غير متوقع في هذه الأحداث ، فهذه حرب يحصل فيها القتل والجرح والتشريد والأسر ، وكل من عزم على قتال عدوه فليعد العدة لكل ذلك ، ولا يمكن أن تنال العزة إلا بالتضحيات ، والأسر قد حصل لمن هم خير من أهل الأرض قاطبة في زماننا هذا ، لقد حصل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكونه قد حصل للمجاهدين في هذا الزمان لا يعني ذلك أنه قادحاً في نهج الجهاد فمن قال هذا فإنه جائر ظالم ، كما أنه أيضاً من الخور والجبن أن يضعف حصول الأسر من همة المسلمين ويعيقهم عن مواصلة الطريق ، علماً أن هدف العدو من نشر أخبار الأسرى وتصوير بعض أحوالهم المزرية إنما ذلك لإرهاب المسلمين من سلوك طريق الجهاد واقتفاء أثر الأنبياء ، ولكننا ومهما حصل لنا من قتل وجرح وتشريد وأسر نتمثل مع ذلك كله قول الله تعالى ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) .
ولما كان الأسر ملازماً لكثير من معارك المسلمين ، فقد خصت الشريعة الأسرى بأحكام جاءت في النصوص الشرعية دلالة على أهمية هذا الجانب لدى المسلمين ، وقد أسهب العلماء في الحديث عن هذا الجانب وتكلموا بكل مسائلة ، ونحن في بحثنا هذا سنتناول جانباً واحداً فقط وهو حكم تخليص أسرى المسلمين والواجب على المسلمين فعله تجاههم .

إن النصوص الشرعية العامة التي تحث على تناصر المسلمين وتعاونهم لا شك أنها تتناول نصرة أسرى المسلمين من باب أولى ومن تلك النصوص :

أن المسلمين أمة واحدة كما قال الله تعالى : ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني ) وقال) إنما المؤمنون إخوة ) .
قال القرطبي رحمه الله (تفسيره 16/322) على هذه الآية: " إنما المؤمنون إخوة : أي في الدين والحرمة ، لا في النسب ، ولهذا قيل : أخوة الدين أثبت من أخوة النسب ؛ فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين ، وإخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب" .
وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه).
وثبت في الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره).
وثبت فيهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وثبت فيهما أيضاً عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، ثم شبك بين أصابعه).
قال النووي رحمه الله تعالى (شرح مسلم 16/ 120) "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره : أما كون المسلم أخا المسلم فسبق شرحه قريبا ، وأما لا يخذله : فقال العلماء : الخذل ترك الإعانة والنصر ، ومعناه : إذا استعان به في دفع السوء ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي" .
وقال ابن رجب رحمه الله (جامع العلوم والحكم) ص333 "ومن ذلك خذلان المسلم لأخيه : فإن المؤمن مأمور أن ينصر أخاه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما )قال : يا رسول الله ، أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟ . قال : (تمنعه من الظلم ، فذلك نصرك إياه ) خرجه من حديث أنس ، وخرجه من حديث جابر ، وخرج أبو داود من حديث أبي طلحة الأنصاري وجابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته ) ، وخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدره على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة ) ، وخرج البزار من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من نصر أخاه بالغيب وهو يستطيع نصره الله في الدنيا والآخرة) " .
وهذه النصوص العامة التي تحث على تلاحم المسلمين وترابطهم وتناصرهم يأتي بعض الجهال لإبطالها جملة إذا ما أردنا إنزالها على الأسرى وذلك بقولهم " إن ما أصاب الأسرى هو بسبب خطأهم فما أصابهم يستحقونه ودعهم يتحملون تبعات خطأهم " وبهذا القول الجهال يتنصل المنهزمون من إنزال نصوص المناصرة العامة والخاصة على هؤلاء الأسرى ، وإذا لم يكن هؤلاء المجاهدون أحق الناس بالنصرة وهم الذين فارقوا الأهل والأوطان والأموال نصرة للمسلمين في أفغانستان ، فمن يا ترى يكون معنياً بالمناصرة ؟! .
علماً أن ذلك القول الجاهل يعارض أصول الشريعة ، وليس في الشريعة أبداً ما يدل على أن المسلم إذا أخطأ – لو سلمنا بخطأهم – فإن نصرته تسقط من أعناق المسلمين ، ولو كان كذلك لبطلت كل نصوص المناصرة والتعاون لأن كل ابن آدم خطّاء وبذلك لا داعي لمثل تلك النصوص .

وقد أوجب الله سبحانه على المسلمين تخليص إخوانهم من الأسر ولو كان بالقتال والأدلة على ذلك كثيرة منها:

قول الله تعالى ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك مصيرا ) :
قال ابن العربي في هذه الآية (أحكام القرآن 1/583) " قال علماؤنا : أوجب الله سبحانه في هذه الآية القتال ; لاستنقاذ الأسرى من يد العدو مع ما في القتال من تلف النفس , فكان بذل المال في فدائهم أوجب , لكونه دون النفس وأهون منها . وقد روى الأئمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني ) ، وقد قال مالك : على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم ; ولذلك قالوا : عليهم أن يواسوهم , فإن المواساة دون المفاداة" .
وقال القرطبي رحمه الله (5/279) " قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله) : حض على الجهاد ، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ويفتنونهم عن الدين ، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده وإن كان في ذلك تلف النفوس ، وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال وذلك أوجب لكونهما دون النفوس إذ هي أهون منها ، قال مالك : واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم ، وهذا لا خلاف فيه" .
ومن الأدلة :
ما ثبت في الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فكوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع وعودوا المريض) .
وما ثبت في الصحيح أيضاً عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، هل عندكم من الوحي شيء ؟ قال : لا ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهماً يعطيه الله عز وجل رجلاً ، وما في الصحيفة . قلت : وما في الصحيفة ؟. قال : العقل ، وفكاك الأسير ، ولا يقتل مسلم بكافر .
وقد جرت سنة النبي صلى الله عليه وسلم على إنقاذ الأسرى وتخليصهم من العدو ، ففي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم ( فدى رجلا برجلين ) .

وكما أوجب الله سبحانه وتعالى فكاك الأسير من أيدي الكافرين حتى بالقتال فإن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً تخليص أسرى المسلمين بخطف من يكون خطفه سبباً لفكاك أسرى المسلمين ، وفق شروط سنذكرها .

وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بعينه كما جاء عند مسلم عن عمران بن حصين قال كانت ثقيف حلفاء لبنى عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق قال يا محمد فأتاه فقال ما شأنك فقال بم أخذتني وبم أخذت سابقة الحاج فقال إعظاما لذلك أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف .
وفي هذا الخبر بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه أسر هذا الرجل مقابل أسر حلفاء قومه لرجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى فادى الرجلين من أصحابه بهذا الأسير الذي أخذه بجريرة حلفاء قومه ، وفي هذا دلالة واضحة لأسلوب النبي صلى الله عليه وسلم لإطلاق الأسرى بمثل هذه الطريقة بشروط منها :
1- أن يكون المخطوف من كفار تلك الدار المحاربة ، 2- وألا يكون الكافر المخطوف من أصحاب العهد أو الذمة أو الائتمان ، 3- وألا يترتب على خطفه ضرر أعظم ومفسدة أكبر من المصلحة المرجوة بحيث يكون خطفه سبباً فاعلاً لتخليص أسرى المسلمين ، وهذا الأمر يقدره أهل العلم والمعرفة بالواقع ، 4- المرأة إن كانت محاربة جاز خطفها وقتلها إذا لزم الأمر ، وذا لم تكن محاربة أو معينة للحرب فيجوز خطفها ولا يجوز قتلها .

وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه يدعو للأسرى بالخلاص .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينسى الأسرى والمستضعفين ، بل كان يقنت لهم في صلواته كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول : ( اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم أنج سلمة بن هشام ، اللهم أنج الوليدبن الوليد ، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف) .

وللعلماء أقوال كثيرة جداً يقررون فيها وجوب تخليص الأسرى سواء بالبدن أو بالمال ومن تلك النصوص :

1-قال شيخ الإسلام (فتاوى28/635) "فكاك الأسارى من أعظم الواجبات ، وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات" .
2-وقال ابن العربي رحمه الله (أحكام القرآن 2/440) " إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين ; فإن الولاية معهم قائمة , والنصرة لهم واجبة بالبدن بألا يبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك , أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم , حتى لا يبقى لأحد درهم ، كذلك قال مالك وجميع العلماء ، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو , وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأحوال والعدة والعدد , والقوة والجلد ".
3-وقال ابن حجر الهيتمي في (تحفة المحتاج 9/237) " ولو أسروا مسلما فالأصح وجوب النهوض إليهم فورا على كل قادر - ولو نحو قن بغير إذن ، خلافا لبعضهم - لخلاصه إن توقعناه ، ولو على ندور ، فيما يظهر وجوب عين كدخولهم دارنا , بل أولى ; لأن حرمة المسلم أعظم" .
4-وقال أبو بكر الجصاص (أحكام القرآن 1/58) " وهذا الحكم من وجوب مفاداة الأسارى ثابت علينا ; روى الحجاج بن أرطاة عن الحكم عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم ويفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين المسلمين . وروى منصور عن شقيق بن سلمة عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أطعموا الطعام وأفشوا السلام وعودوا المريض وفكوا العاني ) ، فهذان الخبران يدلان على فكاك الأسير ; لأن العاني هو الأسير وقد روى عمران بن حصين وسلمة بن الأكوع : أن النبي عليه السلام فدى أسارى من المسلمين بالمشركين ".
5- وقال ابن قدامة رحمه الله (المغني 9 / 228) " ويجب فداء أسرى المسلمين إذا أمكن ".
6- وقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله (فتح الباري 6 / 167) " قوله – أي البخاري – باب فكاك الأسير : أي من أيدي العدو بمال أو بغيره ، والفكاك - بفتح الفاء ويجوز كسرها - التخليص ، وأورد فيه حديثين :
أحدهما : حديث أبي موسى : (فكوا العاني ) أي : الأسير ... قال ابن بطال : فكاك الأسير واجب على الكفاية ، وبه قال الجمهور".




واجب المسلمين تجاه إخوانهم الأسرى

اعلم أن حقوق الأسرى هؤلاء تختلف باختلاف المسلمين :
أولاً : العلماء والدعاة والخطباء:
فعليهم بيان الحق للناس ، وتعليم الناس ما يلزمهم تجاه إخوانهم المعتقلين ، وتبصيرهم بواقع أعدائهم ، والدفاع عن المجاهدين ، وكتابة البيانات والفتاوى للأمة في ذلك ، والتحدث عبر الخطب والمحاضرات والكلمات لعموم المسلمين والحث على تخليص الأسرى وتفعيل دور المسلمين وترتيب جهودهم لذلك الأمر .
ثانياً : أئمة المساجد :
ومن حقوق الأسرى عليهم القنوت لهم في صلواتهم ، فإن هذا الموضع من النوازل التي قنت لها النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول : ( اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم أنج سلمة بن هشام ، اللهم أنج الوليدبن الوليد ، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف) .
ثالثاً : التجار وأهل اليسار :
فعلى التجار أن بذلوا أموالهم لكل مجهود يؤدي إلى فكاك الأسرى ، سواءً كان ذلك المجهود بالبدن كالقتال ، أو كان بالمال كالفداء أو استئجار من يطالب بهم ويترافع عنهم وينشر قضيتهم في وسائل الإعلام .
رابعاً : الهيئات والمنظمات الإسلامية :
فيجب على هؤلاء القيام مع الأسرى والدفاع عنهم في المحافل الدولية والمطالبة بتخليصهم ، وقد قدمنا الأدلة على وجوب ذلك .
خامساً : عامة المسلمين :
فعليهم الوقوف مع أسرهم ، والدعاء لهم في خلواتهم وأوقات الإجابة ، ففي مسلم عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : ولك بمثل) ، وعليهم وتحريض العلماء والتجار على مواصلة مناصرة الأسرى بكل وسعهم .
سادساً : أصحاب المناصب :
فعلى كل صاحب منصب أياً كان موقعه أن يستخدم منصبه ووجاهته ونفوذه لفكاك أسرى المسلمين ، فبما أنه ينتمي لهذه الأمة وهو قادر على صنع شيء لهم فالواجب عليه أن يسارع لبذل مجهوده ووسعه في تخليص أسرى المسلمين .
سابعاً : رجال الإعلام :
فعلى رجال الإعلام وأصحاب المنابر الإعلامية سواء كانت قنوات أو إذاعات أو صحف أو مجلات أو مواقع على الإنترنت ، على هؤلاء جميعاً إن كانوا ينتسبون لهذه الأمة أن يكتبوا ويقولوا ما يكون سبباً لفكاك إخوانهم الأسرى ويحثوا الأمة على مواصلة المطالبة بفكاكهم ، وينشروا قضيتهم ويتتبعوا أخبار الأسرى ومعاناتهم ، وعلى من كان يجد منبراً في الصحف الغربية أن يكتب عن حال الأسرى ويثير قضيتهم بشكل دائم وبأساليب متفرقة تثير الرأي العام الغربي على حكوماته ، وعلى كل من استطاع أن يطلع على قوانين النصارى الخاصة بالأسرى أن يحرص لإخراج المتناقض منها وأن يخرج منها ما يفيد فكاك الأسرى أو التخفيف عليهم أو طلب مزيد من الحقوق لهم .
وختاماً : فإننا نذكر المسلمين بأن المحافظة على الموجود أولى من طلب المفقود ، وذلك بأنه يوجد إخوان لنا في كل مكان معرضون للأسر من قبل الأعداء ولا يجدون ما يبلغهم مأمنهم ، والعدو الصليبي اليوم يتتبع الدعاة وأهل الإصلاح في كل بقاع الأرض ويتهمهم بالإرهاب ويعتقلهم ليكون مقرهم جزيرة جونتنامو النازية ، فأهل الإصلاح في أوروبا وفي البلقان وفي شرق آسيا إذا لم يتداركهم المسلمون ويعينوهم على الفرار بدينهم فإنهم سيصبحون في عداد الأسرى ، ولماذا ينتظر المسلمون الواقعة حتى تقع ويؤسر أهل الإصلاح والجهاد ثم بعد ذلك تتحرك الجهود لفكاك الأسرى ، وهاهم اليوم طلقاء وعلى وشك الأسر فهل نسعى لتأمينهم بكل السبل ونبذل الغالي والرخيص لحمايتهم ، أو ننتظر القبض عليهم لنشجب ونستنكر ، والسبل المذكورة سلفاً ما هي إلا تذكرة على سبيل المثال لا الحصر ، ومن الواجب بذلها لفكاك الأسرى وبذلها أيضاً لمن أصبح الأسر منهم قاب قوسين أو أدنى .
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تلطف بإخواننا الأسرى وتعجل خلاصهم وتقر أعين أهلهم بفكاكهم ، اللهم اجعل السجون عليهم رياضاً من رياض الجنة اللهم هونها عليهم والطف بهم وافسح لهم واشرح صدورهم ويسر أمورهم وألهمهم حججهم ، اللهم لا تكشف لهم سراً ، اللهم احفظ عليهم أبدانهم وأعراضهم وقواتهم وأنجهم يامن أنجا إبراهيم من النار ، اللهم إنا نسألك أن تسلم إخواننا المستضعفين من الأسر وتحفظهم من عدوهم وتعمي عنهم الأبصار وتأخذ عنهم الأسماع وتشغل عدوهم في نفسه وتسلط عليه من لا يرحمه .
وصل اللهم وسلم على محمد بن عبد الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
الكتاب بصيغة وورد مضغوط باستخدام ZIP