المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال العراق || :22/4 جيش المجاهدين: حقيقة يجب أن لا تُتنسى أو تُغيَّب



سيف السحاب
23-04-2014, 01:14 PM
22/4 جيش المجاهدين: حقيقة يجب أن لا تُتنسى أو تُغيَّب



بسم الله الرحمن الرحيم
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج39).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

حقيقة يجب أن لا تُتنسى أو تُغيَّب

لقد كانت المرحلة التي مر بها المشروع الجهادي في العراق منذ عام 2007م إلى أن بدأت انتفاضة أهلنا قبل عام وربع العام من أصعب المراحل، وذلك لعدة أمور، من أبرزها الشرخ الحاصل بين المجاهدين وأهلهم والذي نجح الأعداء والجهلة في إحداثه وتوسيعه حتى صار المجاهد يقاتل عدوين صليبي ومجوسي في آن واحد ويتوارى في الوقت نفسه عن حاضنة قدمت له كل ما تستطيع قبل أن يفرق بينهما الغدر والتآمر.

وخلال هذه المرحلة الصعبة تأذى المجاهدون كثيرًا، فضعفت جماعات وتلاشت أخرى، وكنا نعمل جاهدين طيلة تلك المدة على مواجهة عدونا والحفاظ على علاقتنا بأهلنا وإصلاح ما أفسده العدو والجاهلون منها، حتى أذن الله تعالى وطفح الكيل وضاق أهلنا ذرعًا بجرائم الحكومة الصفوية وتصرفاتها فانطلقوا متظاهرين معتصمين معلنين الخروج على هذه الحكومة بالشكل الذي استمر عامًا كاملاً، عادت خلاله العلاقة بين المجاهدين وأهلهم لتتحسن من جديد، وعاد أهلنا مرة أخرى لاحتضان أبنائهم، وتوارت مخلفات المرحلة السابقة خلف شعور أهل السنة بالخطر المجوسي وأهمية الوقوف بوجهه.
ولما شن المالكي هجومه على ساحة اعتصام الرمادي وأعلن الحرب على أهل الأنبار انبرى أهلنا للتصدي له وكانت عشائرنا وأبناء أهل السنة قاطبة هم من تصدى للصفويين في أول معركة الأنبار، فحينما بدأ جيش المالكي المعركة هبَّ أهل الأنبار شيبًا وشبابًا للدفاع عن أعراضهم وبلادهم، فذُهِل العالم كله من أُناس عزَّل من السلاح إلا ما أخطأته عيون المفتشين، ومحاصرين من كل ناحية، ينقضون كالأسود الضارية على جيش دربته أمريكا عسكريًّا ورعته إيران عقائديًّا، متسلحين بغيرة المسلم على دينه وعرضه، وحمية من لا يرضخ للمعتدين، فما كان من ذلك الجيش إلا أن استسلم أفرادًا وقطعانًا. وفي ساعات قليلة، تهاوت قطعات كثيرة واستولى أهلنا المدافعون عن أنفسهم على عدتهم وعتادهم. لتشرق شمس يوم انتصار جديد لأمة محمد صلى الله عليه وسلم على المجوس وأذنابهم.

واستمر أهلنا في أيام المعركة الأولى يطهرون أرض الأنبار من رجس الصفويين، ثم بعد ذلك رتب المجاهدون صفوفهم واستُنفرت طاقاتهم ليكملوا المعركة مع عشائرهم وأهلهم وحاضنتهم ويتلاحم المجاهدون مع آبائهم وإخوانهم.
لذلك فإننا ومن خلال عرض هذه المرحلة المهمة نؤكد على ما يأتي:

1-لقد كان السبق والفضل بعد الله تعالى لما نحن فيه اليوم من (مسك للأرض ومنعة) لأهلنا وعشائرنا، وما كان للمجاهدين أن يتخذوا مثل هذا القرار (الحرب المفتوحة ومسك الأرض) أو تنفيذه لوحدهم فضلاً عن أنه قرار عشائرهم وحاضنتهم بامتياز.

2-كانت الجولة الأولى التي تضمنت طرد جيش المالكي والاستيلاء على آلياته وأسر جنوده لأهلنا وعشارنا بامتياز، وكان المجاهدون يقاتلون ضمن مناطقهم وعشائرهم بسبب ما فرضه واقع المعركة طيلة الأيام الثلاثة الأولى.
3-هذا الدور الذي قامت به العشائر وأبناؤها المجاهدون مكنهم من الانتقال إلى مرحلة جديدة هي الحرب المفتوحة والمواجهة الواسعة ومسك الأرض.

4-لاينكر هذا الفضل والدور لعشائرنا إلا مفتر كاذب ولا يحاول طمسه وإخفاءه إلا حاقد جاهل متشبع بما لم يُعطَ. نعم، ربما اختلف وزن أبناء العشائر وبرز دور المجاهدين في مراحل المعركة اللاحقة لأسباب تتعلق بالتسليح والتدريب وأمور أخرى لكن ذلك لن يقلل من أهمية أن أصل ما نحن فيه هو انتفاضة أهلنا وعشائرنا، ولم يكن لأي جماعة أو كل الجماعات مجتمعة أن تصل إليه لو لا تلك الانتفاضة.

وبناءً على ما سبق فرغم وجود مقاتلينا في الصفوف الأولى منذ بداية المعركة ورغم ما يحققونه من نكاية بالعدو وما قدمناه ونقدمه كل يوم من دماء وتضحيات فإننا اخترنا لأنفسنا أن لا نتبنى عملياتنا العسكرية ونقفز على ما تقوم به عشائرنا ويقوم به أهل السنة بشكل عام، ولا أن نحاول تصدر المشهد ونغيب أهلنا أو أن ننفرد عنهم بقرار ما داموا على ما هم عليه من قتال ووقفة مشرفة بوجه المشروع الصفوي.

فيا أهلنا وعشائرنا، نحن سيوفكم التي تذودون بها عن دينكم وأعراضكم وسهامكم ورماحكم التي ترمون بها عدوًّا غزاكم ليستأصل شأفتكم ويحتل أرضكم ويغير وجه بلادكم التي كانت منارًا للمسلمين ومنطلق الفاتحين مئات السنين، فارموا بنا عدوكم وتدرعوا بنا فنحن- كما عهدتمونا- أبناؤكم وجنودكم، نحورنا دون نحوركم، وأرواحنا لدينكم وأعراضكم الفدى.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

الهيئة الإعلامية لجيش المجاهدين

22/جمادى الآخر/1435هـ
22/4/2014م