المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية توماس فريدمان و السعودية...مرة أخرى!



MandN
21-02-2002, 06:44 PM
الخميس:2002/2/21
بعدما كتب مطولا على صفحات نيويورك تايمز حاثا الإدارة الأمريكية على إبتزاز السعودية في نظامها التربوي و الإجتماعي، أثار توماس فريدمان مرة أخرى و هو يزور المملكة و عبر القناة نفسها الموضوع نفسه لكن هذه المرة بنبرة "الناصح العارف بخبايا الأمور" متخليا - إلى حين - عن النبرة "التكساسية" المعنفة التي طبعت مقالاته السابقة. و يبدو أن "التغيير" الذي لاحظه الكاتب خلال زيارته الأخيرة للسعودية مقارنة بما كان عليه الوضع خلال زيارته السابقة - قبل خمس سنوات حسب قوله - إقتضى أن يتناول "ملف" الرياض الذي يؤرقه كثيرا من زاوية مغايرة و أكثر واقعية دون أن يتراجع في العمق عن الأهداف الإستراتيجية التي نصبها أمام عينيه غداة أحداث 11 سبتمبر.
و يقول فريدمان في المقال المنشور في عدد نيويورك تايمز ليوم أمس (20 فبراير ) أن السعودية تعيش مخاضا كبيرا بدت مظاهره واضحة داخل نزل شيراتون الذي أقام فيه في جدة حيث موظفي الإستقبال سعوديون و هو أمر لم يكن موجودا قبل خمس سنوات على حد قوله. و أخذ الكاتب يسرد الأرقام التي تدل على الصعوبات الإقتصادية التي تواجهها المملكة بدءا ب"الإنفجار الديمغرافي" من 7 ملايين إلى 19 مليونا منذ العام 1980 - مع أنه يعيش في الولايات المتحدة أكثر من 300 مليون نسمة و لم نسمع عن "المخطط العائلي" للحد من الولادات! - و تراجع قيمة الدخل الفردي من 19 ألف دولار سنة 1981 إلى 7,300 دولار حاليا و انتهاءا بنسبة البطالة التي و إن لم "يكشف" عن نسبتها إلا أنه تحدث عن "كم مليون بطال أو موظف في منصب أدنى من مستواه أو من يقبل بوظائف لم يكن ليقبلها من قبل".
و يبدو أن فريدمان وجد الثغرة بسرعة بعدما "أعانته" أحداث 11 سبتمبر على اكتشاف "الخلل" في المنظومة الإجتماعية و التربوية السعودية، و بدأ بطرح أولوية التغيير على مستوى المدارس مستعينا بصورة مجازية معبرة "إذا أراد النظام السعودي إمتصاص البطالة" و يقصد بذلك أنه يتحدث ك"صديق صريح ناصح" لا علاقة لكلامه بالمصالح الأمريكية و لا حتى باللوبي الصهيوني. و معنى ذلك حسب الكاتب "أن تتعلم السعودية كيف تنقب عن آبار بشرية" و أن "السبيل الوحيد للإزدهار ( المادي ) أن تدخل إصلاحات على مدارسها من أجل تكوين شباب بإمكانه إنتاج خيرات من العقل و ليس فقط من الآبار (النفطية)." و لتوضيح فكرته أكثر حدد فريدمان ماذا يعني بالضبط فيقول بتوجيه طلبة "الجامعات السعودية المكتظة أكثر إلى التخصصات التقنية بدل الدراسات الإسلامية و الفنون اللبرالية" - و يبدو إدراج العبارة الأخيرة للتمويه فقط أو من باب "التوازن المصطنع" ما دام المستهدف "الدراسات الإسلامية" أي تعليم أصول الدين - ثم يتطرق إلى "ضرورة مراجعة المنظومة القانونية من أجل جلب المستثمرين و إيجاد مناصب شغل جديدة" و يقتضي ذلك "شفافية حقيقية و سيادة القانون و إستقلال القضاء و إجراءات لمحاربة الرشوة" أي أن ما "يقترحه" فريدمان على حكام السعودية هو برنامج إصلاحي شامل.
و يفاجىء معلق نيويورك تايمز بدق ناقوس الخطر عندما يتحدث عن توسع حالة الفقر في بلد الحرمين "إذا لم تطبق" الإصلاحات التي ذكرها مشيرا إلى أن 40% من السعوديين لا يتعدى سنهم ال14 عاما و أن هؤلاء سيشكلون "داينميت" - أي قنبلة موقوتة - عندما يصلون إلى سوق الشغل، بل و قد ظهرت مؤشرات التململ في نظره و منها وقوع مظاهرات غاضبة في نهاية شهر رمضان الماضي على كورنيش جدة رفع خلالها الشباب شعارات ضد النظام و ضد الولايات المتحدة و آلت إلى اعتقال 300 شخص حسب الكاتب.
و مع أن فريدمان يقر بحصول مؤشرات إيجابية للتغيير - بمنظوره - حتى قبل أحداث 11 سبتمبر على مستوى برامج التدريس مثل إدراج اللغة الأنجليزية في سن مبكر، إلا أنه يبدي تحفظا كون التغيير لن "يكون أمرا بسيطا" بسبب زيادة ساعات تدريس علوم الدين من جهة و بسبب موقف من يصفهم ب"المحافظين" من جهة ثانية. و بموازاة مدحه لولي العهد السعودي الأمير عبد الله الذي إلتقى به مؤخرا و سرب له على انفراد حقيقة موقف النظام السعودي من مسألة التطبيع مع "إسرائيل"، أبدى فريدمان إمتعاضا من "إعتراض" أعضاء العائلة الحاكمة "الآخرين" على التوجه "الإصلاحي" الإنفتاحي مشددا - كمثال - على موقف السلطات السعودية و العلماء من قضية السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات.
و يخلص كاتب المقال إلى أن "شرط" التغيير ليس كافيا إذا لم يتم قبل "مهلة" زمنية محددة - أي في أقرب وقت - مستعينا بمواقف أبداها له وزير النفط السعودي علي النعيمي الذي يكون قد تساءل "ما إذا لدى النظام السعودي متسعا من الوقت" حتى يجسد الإصلاحات المطلوبة "على الطريقة السعودية"، و ربما كان البديل التغيير "على الطريقة الأمريكية" التي ، و إن لم يعرضها الكاتب، إلا أنه لمح إليها - مستعينا دائما بتصريح الوزير السعودي - بقوله أن معظم السعوديين المشتبه في أنهم نفذوا عمليات 11 سبتمبر هم من منطقة العسير التي هي من "أفقر المناطق في السعودية" حسب الوزير، ليكشف الخلل الذي يكون أحد دوافع كره أمريكا، بنفسه، حيث يقول أن العسير شهدت مؤخرا حملة "عصرنة سريعة لكنها مولدة للإضطراب على المستوى الإجتماعي".
و واضح أن توماس فريدمان لم يبدع طريقة جديدة في تناول مشاكل واقعية تعيشها معظم بلدان العالم الإسلامي و ليس السعودية فقط، حيث تميع طموحات الجيل الجديد من الشباب و خلفيات رفضهم للفساد و تطرح في قالب نزوات العلب الليلية و الترفيه المادي و الثقافي، و هكذا يقزم العلمانيون المشكلة في بلدان مثل أفغانستان و مصر و الجزائر و حتى في فلسطين رغم أن الواقع يدحض ادعاءاتهم كل يوم. و تبقى "خصوصية" واحدة بالنسبة للكاتب المتصهين يمكن أن تطرح من خلال تساؤل بسيط: لماذا لم يعرض "مشاكل" السعودية قبل أحداث 11 سبتمبر، أم ترى أنه لم يكن على دراية بها قبل التاريخ المذكور أو ربما اكتشف "حيوية" توظيفها مؤخرا فقط وفقا لقناعاته الخاصة ؟

Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/485D348C-4A5E-4EF4-BBDB-87C52D8BFB33.html)

MandN
21-02-2002, 07:12 PM
صورة الصهيوني المتعصب.

Black_Horse82
21-02-2002, 07:24 PM
جزاك الله خيراً على هذا المقال

فلقد عزمت على ترجمة ما قاله هذا الخبيث في آخر مقابلة تلفزيونية له لولا أني رأيت هذا المقال


أضغط هنا لزيارة الموقع (http://www.montada.com/showthread.php?threadid=78490/)



http://www.montada.com/showthread.php?threadid=78490