المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال الطبيب النرويجي الذي منعته مصر وسمحت له إسرائيل بخدمة الغزّاويين



نسر القاهرة
25-07-2014, 11:03 AM
الطبيب النرويجي الذي منعته مصر وسمحت له إسرائيل بخدمة الغزّاويين

http://altagreer.com/wp-content/uploads/2014/07/doctor.jpg


منذ بدء الهجوم على قطاع غزة، توجّه الطبيب النرويجي مادس جيلبرت المختص بالتخدير وطب الطوارئ إلى القطاع المحتل عبر معبر رفح، ولكن مصر منعته ومَن معه من الدخول وخدمة الغزاويين، فلم يستسلم وحاول العبور من خلال معبر إيريز الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية، وتمّ السماح له بالدخول؛ فدخل إلى ببت حانون ومنه مباشرة إلى مجمّع الشفاء في غزة. والطبيب النرويجي ينحدر من مدينة بورسجورن، وهو من الناشطين في العمل التضامني، حيث سبق له زيارة قطاع غزة بالحرب الأولى عام 2008 ثم خلال الحرب الثانية (حجارة السجيل) عام 2012، وهو يشغل رئيس قسم الطوارئ في مستشفى جامعة شمال النرويج، إلى جانب عمله أستاذًا في طب الطوارئ بجامعة ترومسو.



http://altagreer.com/wp-content/uploads/2014/07/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1..jpg

في غرفة العمليات

خبرة في العمل التضامني يقول النرويجي مادس جيلبرت: “أنا طبيب أعيش وأعمل في أقصى شمال الكرة الأرضية، وسبق أن عملت على معالجة ضحايا حقول الألغام في بورما وكمبوديا وأفغانستان وأنغولا وسيرلانكا، كما عملت لسنوات عديدة إلى جانب الفلسطينيين في فرق التضامن الطبية في مخيمات اللاجئين في لبنان والضفة الغربية وفي غزة، وأنا من المؤيدين المتحمسين للقضية الفلسطينية ومع حق الشعب العربي في تقرير مصيره وحقه في العيش بكرامة وإنسانية”. وإلى جانب ذلك، فهو أحد مؤسّسي اللجنة النرويجية الفلسطينية التي تعدّ أقدم لجنة للتضامن مع فلسطين في أوروبا، كما إنه شارك في تأليف كتاب: “عيون في غزة”.




http://altagreer.com/wp-content/uploads/2014/07/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1.jpg


محمد بن رجب – التقرير منذ بدء الهجوم على قطاع غزة، توجّه الطبيب النرويجي مادس جيلبرت المختص بالتخدير وطب الطوارئ إلى القطاع المحتل عبر معبر رفح، ولكن مصر منعته ومَن معه من الدخول وخدمة الغزاويين، فلم يستسلم وحاول العبور من خلال معبر إيريز الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية، وتمّ السماح له بالدخول؛ فدخل إلى ببت حانون ومنه مباشرة إلى مجمّع الشفاء في غزة. والطبيب النرويجي ينحدر من مدينة بورسجورن، وهو من الناشطين في العمل التضامني، حيث سبق له زيارة قطاع غزة بالحرب الأولى عام 2008 ثم خلال الحرب الثانية (حجارة السجيل) عام 2012، وهو يشغل رئيس قسم الطوارئ في مستشفى جامعة شمال النرويج، إلى جانب عمله أستاذًا في طب الطوارئ بجامعة ترومسو.




http://altagreer.com/wp-content/uploads/2014/07/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1..jpg (http://altagreer.com/wp-content/uploads/2014/07/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1..jpg)

في غرفة العمليات


خبرة في العمل التضامني يقول النرويجي مادس جيلبرت: “أنا طبيب أعيش وأعمل في أقصى شمال الكرة الأرضية، وسبق أن عملت على معالجة ضحايا حقول الألغام في بورما وكمبوديا وأفغانستان وأنغولا وسيرلانكا، كما عملت لسنوات عديدة إلى جانب الفلسطينيين في فرق التضامن الطبية في مخيمات اللاجئين في لبنان والضفة الغربية وفي غزة، وأنا من المؤيدين المتحمسين للقضية الفلسطينية ومع حق الشعب العربي في تقرير مصيره وحقه في العيش بكرامة وإنسانية”. وإلى جانب ذلك، فهو أحد مؤسّسي اللجنة النرويجية الفلسطينية التي تعدّ أقدم لجنة للتضامن مع فلسطين في أوروبا، كما إنه شارك في تأليف كتاب: “عيون في غزة”.



http://altagreer.com/wp-content/uploads/2014/07/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1.jpg (http://altagreer.com/wp-content/uploads/2014/07/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1.jpg)

العمل لساعات طويلة


حبيب الغزاويين وجاء الطبيب النرويجي مادس جيلبرت مدينة غزة أكثر من مرة بين الحربين للاطمئنان على الوضع الصحي كما الأطباء هناك، حتى إنّ المسؤولين هناك دونوا اسمه على إحدى غرف المستشفى تقديرًا للمجهودات التي يبذلها ويقدّمها إلى الفلسطينيين في محنتهم.
وفي مقابلة له مع “الجزيرة مباشر”، قال الطبيب مادس: “إن منعه من الدخول إلى مصر عن طريق معبر رفح مشكلة صغيرة مقارنة مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من عدوان إسرائيلي”. مضيفًا: “الشعب الفلسطيني في غزة يتعرض للقتل والعقاب الجماعي في انتهاك للقانون الدولي الإنساني”، وشدد على أنه: “يجب وقف ما يتعرض له قطاع غزة من انتهاكات”، وهو ما جعله يطالب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالضغط على إسرائيل لوقف القصف اللاإنساني.



http://altagreer.com/wp-content/uploads/2014/07/%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%AD%D9%89.jpg

يطمئن أهالي المصاب

عقاب جماعيّ وقال الدكتور جيلبرت: “إن ظروف المعيشة في قطاع غزة صعبة للغاية نتيجة للحصار والعقاب الجماعي واستهداف حياة المدنيين الذي تقوم به إسرائيل”. وأضاف: “القطاع الطبي والصحي في غزة يعاني بسبب نقص الكوادر الطبية والأجهزة والمعدات والوقود؛ فالأطباء والممرضون يعملون بكل طاقتهم على مدار الساعة، مما يلقي عليهم عبئًا ثقيل،ًا كما إنّ سائقي سيارات الإسعاف يقومون بأعمال بطولية في ظل القصف الإسرائيلي، وهم يستحقون أقصى درجات الاحترام”.
وأكّد الطبيب مادس: “أريد توصيل رسالة إلى العالم عبر حضوري هنا في غزة، تشرح الصعوبات التي لا حدّ لها في هذا المكان المحاصر من العالم، في تحدّ سافر للقوانين الدولية والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان والتي تنصّ على حماية المدنيين خلال النزاعات العسكرية”. وشدّد جيلبرت على أنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يرأف بالمدنيين الفسلطينيين فتراه يتلذذ بقتل وتعذيب النساء والأطفال.



http://altagreer.com/wp-content/uploads/2014/07/%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%AD%D9%89.jpg



جريمة إنسانية يقول الدكتور جيلبرت: “كل الأمور التي تحدث في قطاع غزّة تدلّ على أننا أمام جريمة إنسانيّة، تمارس فيها أبشع أشكال الإجرام والعدوان. حتى قبل العدوان، يمكننا القول إنّ حصار غزّة بحد ذاته جريمة ضد الإنسانيّة تأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي”.
ويؤكد: “يجب وقف العمليات العسكريّة الإسرائيليّة حفاظًا على أرواح المواطنين، ووقف القصف المتواصل ورفع الحصار الخانق عن قطاع غزة لضمان دخول مستلزماته، إلى جانب إيجاد ضمانات تحمي حقوق الشعب الفلسطيني”.



http://altagreer.com/wp-content/uploads/2014/07/%D9%8A%D9%88%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B6%D9%89.jpg

قريب من الأطفال




رسالة إلى الرئيس أوباما في ظلّ ما يحسّ به من آلام في مجمّع الشفاء في غزة وهو يحاول بما له من خبرة التخفيف من آلام الغزاويين، كتب رسالة إلى الرئيس الأمريكي أوباما حمّلها آلامه وآماله بإيقاف الحرب على الأبرياء.
يقول الطبيب النرويجي مادس جيلبرت في رسالته التي نشرها موقع (MEMO): “ليلة البارحة كانت قاسية جدًّا. الاجتياح البري لغزة خلّف أعدادًا طائلة من الجرحى الفلسطينيين من كل الأعمار، كلهّم مدنيون، كلهم أبرياء، جاؤوا مشوهين، ممزقين، نازفين، مرتجفين، ومحتضرين”. وأضاف: “الأبطال في سيارات الإسعاف وفي كل مستشفيات غزة يعملون في مناوبات مددها بين 12 و24 ساعة، وجوههم شاحبة من شدة التعب والضغط اللاإنساني للعمل (دون رواتب في كامل مستشفى الشفاء منذ أربعة أشهر). إنهم يعتنون بجرحاهم ويوزعون المسؤوليات بين العاملين، ويحاولون استيعاب الفوضى العارمة للجثث والأشلاء والأطراف، وللبشر الذين يمشون والذين لا يمشون، الذين يتنفسون والذين لا يتنفسون، الذين ينزفون والذين لا ينزفون، لهؤلاء البشر! هؤلاء البشر يُعامَلون اليوم، مرة أخرى، كالحيوانات، من قبل “أكثر جيوش العالم أخلاقية”(!)”.
الصمود الصامت ويزيد ألم الطبيب النرويجي وهو يقول: “احترامي لهؤلاء الجرحى، في صمودهم الصامت وسط الألم والعذاب والصدمة، بلا حدود. تقديري للطاقم والمتطوعين بلا حدود. قربي من الصمود الفلسطيني مَنحني القوة، رغم أني أحيانًا لا أريد سوى أن أصرخ، أن أحتضن أحدًا بقوة، أن أبكي، أن أشم وجه طفل دافئ مغطى بالدم وشعره، أن أحميه في عناق طويل؛ لكننا لا نملك الوقت لذلك، ولا يملكونه هم”.
المحاربون لا يتذمرون ويتحدث الدكتور مادس عن الصعوبات التي يلاقيها الإطار الطبي في التعامل مع عدد الجرحى: “أكثر من مئة حالة وصلت إلى مستشفى الشفاء خلال الساعات الأربعة والعشرين الأخيرة. هذا عدد كافٍ لمستشفى كبير مجهز بكل شيء، لكن هنا لا نكاد نجد شيئًا: لا كهرباء، لا ماء، لا عدّة استهلاكية، ولا حتى طاولات أو أدوات أو أجهزة مراقبة. كلها صدئة، تبدو وكأنها مسروقة من متحف عن مستشفيات الماضي. لكن ليس بين هؤلاء الأبطال من يتذمر. إنهم يباشرون عملهم كمحاربين، ويمضون به بحزم عظيم”. ويعبر عن الحرقة التي تختلج صدره في مشهد تراجيدي: “وأنا أكتب لكم هذه الكلمات، وحيدًا في سريري، تنهمر دموعي. إنها دموع حارة وبلا فائدة، دموع الحزن والألم، دموع الغضب والخوف. لا يعقل أن كل هذا يحدث فعلًا!”. ويواصل: “الآن، في هذه اللحظة، تستأنف أوركسترا آلة الحرب الإسرائيلية سيمفونيتها الشنيعة: وابل من الذخيرة التي أطلقتها قوارب قوات البحرية تسقط الآن على الشاطئ، الـF16 تهدر، طائرات الاستطلاع ترنّ، والأباتشي تضجّ. كل هذا تصنعه وتموّله الولايات المتحدة”.

سيد أوباما، ألكَ قلب؟ ويتوجه إلى الرئيس أوباما في حرقة: “سيد أوباما، ألكَ قلب؟ أدعوك لقضاء ليلة، ليلة واحدة فقط، معنا في الشفاء، لربما متنكّرًا كعامل نظافة.. أنا على يقين تامّ من أن هذه الليلة ستغير التاريخ.. لا أحد يملك قلبًا وقوة يمكنه إمضاء ليلة في مستشفى الشفاء دون أن يعزم على إنهاء المذبحة بحق الشعب الفلسطيني. لكن أولئك الذين لا قلوب لهم ولا رحمة عندهم قد أجروا حساباتهم وخططوا لـ”داهية” أخرى يصبّونها على غزة. أنهار الدماء ستستمر بالجريان في الليلة المقبلة. أستطيع سماعهم يحركون آلات الموت؛ أرجوكم، افعلوا ما بوسعكم، ما يحدث لا يمكن أن يستمر”.


http://altagreer.com/%D9%86%D8%A8%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B9%D8%AA%D9%87-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%85%D8%AD%D8%AA-%D9%84