المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية افغانستان والطالبان ومعركة الاسلام اليوم



الملا عمر مجاهد
21-02-2002, 08:07 PM
الحمد لله وكفى وسلام على عبادة الذين اصطفى ، والصلاة والسلام على حبيبنا النبي المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي.
اللهم ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا .
ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار .
ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد .
وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


وبعــد :
فهذا البحث الذي أبدأ كتابته اليوم من كابل ونحن في شهر جمادى الثاني من عام 1419هـ الموافق لشهر اكتوبر من عام 1998 م .
هذا الموضوع يدور حول قضية أفغانستان ا ليوم . وحركة الطالبان التي تحكمها . وتطبيقها للشريعة الإسلامية . والفجوات الموجودة فيها . والشبه القائمة حول الطالبان وحكمهم .وقضية القتال الدائر بينهم وبين خصومهم من الأحزاب المعارضة وتحالفها الداخلي والخارجي . ثم قضية القتال إلى جانب الطالبان والشبهات الدائرة حول ذلك والوقوف معهم من أجل إرساء دعائم هذه الدولة الإسلامية الوليدة . كأول فرصة سنحت للمسلمين ولأهل السنة والجماعة بعد غياب طويل . هذه الدولة التي جاءت ثمرة لجهاد الشعب الأفغاني الذي استمر نحو عشرين سنة إلى يومنا هذا . والذي ألقت فيه الأمة الإسلامية على ضعفها وتمزقها بثقلها شباباً ومالاً وتأييداً وجلست تنتظر هذا الأمل الذي حال بينها وبينه حروب التطاحن بين المجاهدين ردحاً من الزمن إلى أن جاءت هذه الحركة بالواقع الذي نعيشه ونلمسه اليوم .
هذه الأمور كانت نفسي تحدثني بالتكلم عنها وأداء الشهادة لله لكل مهتم بهذه القضية . وذلك بصفتي شاهد عيان معايش لهذا الحدث بصورة ميدانية . وقد ترددت حتى اليوم وأخرت شهادتي هذه لأسباب عديدة أهمها انتظار مزيد من الوضوح أولاً وخشية أن يطرأ على هذا الخير الذي شهدناه من الطالبان تحول أو تبدل مفاجئ لسبب ما . تحول يجعلنا تحت رحمة ألسنة الناس وألسنة الأخوة خاصة . هذه الألسنة التي عودتنا أنها لا ترحم . وذلك لأن إخواننا لا يستوعبون دواعي متغيرات الظروف السياسية والتي تنتج تغييراً في المواقف ومن ثم تغيراً في الأحكام السياسية الشرعية كما سأبين هذا لاحقاً. وكنت قد كتبت تقريراً عن الطالبان إثر زيارة استطلاعية قمت بها لأفغانستان قبل نحو عامين وقد نشر التقرير بالتعاون مع المكتب الإعلامي لجماعة الجهاد بمصر . وكان بعنوان ( الطالبان ) ونشر في نحو 35 صفحة ثم عدت في زيارة استطلاعية أخرى في شهر أبريل من العام الماضي 1997 حيث قررت بعدها الهجرة نهائياً إلى أفغانستان . وقد قدمتها في شهر آب أغسطس من العام الماضي . وما زلت في أفغانستان منذ ذلك الوقت أي منذ أكثر من سنة . عايشت فيها الأحداث يوماً بيوم عن كثب وعايشت الطالبان بشكل يمكنني من كتابة ونشر هذه الشهادة التي أستعين الله عليها وأرجو أن تكون قريبة من الحق والصواب ما أمكن .
ومنذ مدة علمت عن طريق بعض الأخوة المقيمين في لندن فرج الله عنهم وأحسن خلاصهم أن بعض فقهاء لندن التي أصبحت مستقراً للمتأخرين من علماء ( السلف الصالح ) ! سئل عن أفغانستان وهل أصبحت بتطبيق الطالبان للشريعة الإسلامية دار إسلام يمكن الهجرة إليها بهذا الاعتبار . فأجاب فضيلته ( أنها - أي أفغانستان - ) لا تتوفر فيها شروط دار الإسلام ولا شروط الحكومة الشرعية في حكومتها أي الطالبان .
ثم أخبرني الأخوة بأن الطامة بلغت عند آخر من نزلاء ديار ( مارجريت تاتشر ) أنه سئل مؤخراً عن القتال الدائر في أفغانستان بين الطالبان وخصومهم . فأجاب سماحته ( أن في هذا القتال القاتل والمقتول في النار ) !!. وقد سمعت عن مثل هذا العوج والخبط وبعض أدعياء اتباع السلف وأهل الحديث وبعض دعاة العمل الإسلامي في باكستان وبعض بلاد العرب مثل هذه الأقوال والفتاوى !!
فسبحان الله الذي جرأ بعض عبادة بما كسبت أيديهم على التقول على الله بغير علم وهم على بعد آلاف الأميال من موقع الحدث الذي لا يدرون عنه شيئاً اللهم إلا ما تجود به عليهم وسائل الإعلام العالمية ومن وراءها . أو نتف من أخبار تلفونية يرسل بها من يرسل وكما جاء في الأثر : " أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار " ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " على مثل الشمس فاشهد أو فدع " والمصيبة أن في المجاهدين هنا من يعتبر هؤلاء على بعدهم وجهلهم بالواقع مصدر فتوى يقرر على أساسها موقفه هنا. رغم معايشته بنفسه .
وبعد سماع مثل هذه الفتاوى اللندنية وما شابهها من بعض المنعزلين عن واقعهم هنا في أفغانستان رأيت أن من الواجب عليَّ فعلاً أن أسجل شهادة توصيف واقعية ميدانية للحال الذي نعيشه وتعيشه أفغانستان اليوم . لوضع المسلمين أمام حقيقة الأمر . ولعله يساعد أمثال هؤلاء الذين صدروا أنفسهم للفتوى وتوجيه الشباب على أن لا يقولوا على الله بغير علم . وإنما وفق علم بالواقع الذي ما زالوا يجهلونه وهو أساس الفتوى ومعرفة حكم الله في هذه النوازل . ثم لنبصر المسلمين عامة بأحوال أهم فرصة سنحت لأهل السنة والجماعة تبشر بتحول ميزان القوى بين أهل الإسلام وأعدائهم في هذه المعارك المصيرية التي نعيشها اليوم . ولنقيم الحجة على من تبقى من أهل الخير ممن تبقى من علماء المسلمين ونضعهم أمام مسؤولياتهم للقيام بحق الله في تحديد حكم الله فيما نحن فيه وواجب المسلمين تجاهه .

الكتاب بصيغة وورد مضغوط باستخدام ZIP

سيدو
21-02-2002, 08:18 PM
لو سمحت يأخي اريد ان احصل على الكتاب