Black_Horse82
21-02-2002, 08:18 PM
لندن القدس العربي :
يبدو ان الجيل السعودي الشاب بدأ يكسر القيود التي فرضتها عليهم حياة الكبت الاجتماعي والسياسي التي يعيشها المجتمع السعودي المحافظ، والذي يعاني ايضا من تفشي البطالة وانخفاض دخل الفرد، إذ بدأ شبان سعوديون بشن تمرد الضجرين في شوارع المملكة.
وفي احدي ليالي منتصف شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي، تظاهر نحو الف شاب سعودي بشدة في الشارع الساحلي في جدة. وحسب صحيفة الوطن السعودية، فقد بدأ هؤلاء بالصراخ وازعجوا النساء في السيارات المارة وعرقلوا السير واعتدوا علي رجال الشرطة وحطموا زجاج السيارات وهتفوا لاسامة بن لادن.
بعد ذلك بقليل قام اكثر من عشرة شبان في مدينة الدمام بتطويق سيارة ليموزين ، واعتدوا علي السائق بالضرب واخرجوا الراكبات الثلاث من داخل السيارة.
وفي اوائل شهر شباط (فبراير) الحالي توجهت مجموعة من الشبان في مدينة الخبر ليحتفلوا بانهزام فريق قطر لكرة القدم امام السعودية في مباريات كأس الخليج . بعد ان القوا بالحجارة والزجاجات الفارغة علي رجال الشرطة، واعتقلت الشرطة اكثر من مئة شاب واصيب رجلان من افراد الشرطة بجراح.
ووفقا لجميع التقارير يبدو ان خلفية هذه المشاغبات ليست امنية، بل سببها الضجر، إذ تحظر السعودية اللجوء الي وسائل ترفيه مثل السينما وقاعات الرقص والمسارح والنوادي، كما تحظر تأسيس منظمات سياسية، والبدائل التي توفرها مثل المكاتب والمتاحف والاندية الرياضية قليلة العدد.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان المجتمع السعودي يتوقع من ابناء الجيل الشاب الالتزام التزاما كاملا بمتطلبات تقاليد المجتمع، رغم ما يرونه من مظاهر اجتماعية اخري عبر الاقمار الصناعية والهواتف النقالة والانترنت والمتاجر الامريكية والاوروبية الضخمة التي فتحت لها فروعا في مدن المملكة.
وقال احد الشبان البالغ من العمر 17 عاما لصحيفة ذي نيويورك تايمز الامريكية وضعونا في قفص، وتدركون تماما ما يحدث عندما يوضع شخص في قفص، فانه يفتح الباب بعنف ويهيج .
كما يشير هذا التمرد الي مشاكل اقتصادية واجتماعية وديمغرافية واسعة النطاق، مثل تراجع فرص العمل وارتفاع تكاليف الزواج وزوال القيم العائلية في مجتمع يقل عمر 65 بالمئة من سكانه عن 25 عاما.
وانخفض دخل الفرد السعودي السنوي من نحو 28 الف دولار عام 1981 الي ثمانية آلاف دولار اليوم.
واعرب ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز عن قلقه الشديد إزاء وضع البلاد الاقتصادي في رسالة بعث بها الي مؤسسات حكومية قبل اسبوعين، قال فيها ان البلاد تعاني من ازمة خانقة وامر بخفض انفاق الحكومة.
وقد ادي مجمل هذه الضغوطات الي شعور الجيل الشاب بالحيرة والقلق الاستياء، والاعجاب براديكالية السعودي المولد اسامة بن لادن. ويتم تحرير روح التمرد المكبوتة داخلهم عبر وسائل عديدة، مثل الدخول في مطاردات مع سيارات الشرطة، وقذف العاب نارية صوب مناطق مزدحمة بالمارين، وحتي التخفي في ملابس نسائية لكي يتمكنوا من الدخول الي مناطق يسمح للنساء فقط بدخولها.
ويتخذ التمرد في بعض الاحيان شكل مطاردات بالسيارات وكأنها مستوحاة من افلام الصور المتحركة. ففي اعقاب لعبة كرة القدم ضد قطر، علي سبيل المثال، اوقفت مجموعة من الشبان سيارتهم التي كانت تطاردها الشرطة علي جانب احد مفترقات الطرق الرئيسية في مدينة الرياض، ورفعوا صوت الموسيقي التي كانوا يستمعون اليها عاليا، وخرجوا من سيارتهم وبدأوا يرقصون وسط الشارع. وعندما اقتربت منهم سيارة الشرطة عادوا بسرعة الي داخل سيارتهم وبدأت المطاردة من جديد. غير انه لمثل هذه الحوادث جانبها المأساوي، اذ قتل شابان اثناء حوادث مدينة الدمام عندما ارتطمت سيارتهم المسرعة بعامود كهرباء.
واعرب مراقبون عن قلقهم من الاثار الاجتماعية والسياسية بعيدة المدي التي قد تترتب علي مثل اعمال التمرد هذه.
وحذر بعض الصحافيين السعوديين من ان الاحداث التي شهدتها شوارع المملكة في الاشهر الاخيرة قد تشير الي تراجع سيادة القانون والقيم الاخلاقية والاجتماعية والدينية، وضرورة البحث عن حلول لمشكلة البطالة ومشاكل اقتصادية اخري تواجهها البلاد.
كما اشاروا الي خطورة عدم استعداد قوات الشرطة السعودية لمواجهة مشاغبات واعمال عنف واسعة النطاق، محذرين من ان افراد الشرطة قد يلجأون الي اطلاق النار علي المشاغبين.
ورغم ان التقاليد السعودية تمنع اختلاط الشباب بالشابات الا ان بعض العائلات اصبحت تدرك ان التغيير الاجتماعي قادم لا محالة، وبدأت تنظم سهرات بيتية لاصدقاء ابنائها او بناتها، يستطيع المجتمعون فيها التحدث بعضهم مع بعض والاستماع الي الموسيقي والرقص وحتي تبادل القبلات.
وقالت احدي الامهات التي نظمت مثل هذه الحفلات لصديقات واصدقاء ابنتها افضل ان يلهو ابنائي في البيت حيث استطيع الاشراف علي ما يفعلونه بدلا من ان ينطلقوا في الشوارع. لا يزعجنا احد لاننا نبقي هذه الحفلات شبه سرية .
يبدو ان الجيل السعودي الشاب بدأ يكسر القيود التي فرضتها عليهم حياة الكبت الاجتماعي والسياسي التي يعيشها المجتمع السعودي المحافظ، والذي يعاني ايضا من تفشي البطالة وانخفاض دخل الفرد، إذ بدأ شبان سعوديون بشن تمرد الضجرين في شوارع المملكة.
وفي احدي ليالي منتصف شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي، تظاهر نحو الف شاب سعودي بشدة في الشارع الساحلي في جدة. وحسب صحيفة الوطن السعودية، فقد بدأ هؤلاء بالصراخ وازعجوا النساء في السيارات المارة وعرقلوا السير واعتدوا علي رجال الشرطة وحطموا زجاج السيارات وهتفوا لاسامة بن لادن.
بعد ذلك بقليل قام اكثر من عشرة شبان في مدينة الدمام بتطويق سيارة ليموزين ، واعتدوا علي السائق بالضرب واخرجوا الراكبات الثلاث من داخل السيارة.
وفي اوائل شهر شباط (فبراير) الحالي توجهت مجموعة من الشبان في مدينة الخبر ليحتفلوا بانهزام فريق قطر لكرة القدم امام السعودية في مباريات كأس الخليج . بعد ان القوا بالحجارة والزجاجات الفارغة علي رجال الشرطة، واعتقلت الشرطة اكثر من مئة شاب واصيب رجلان من افراد الشرطة بجراح.
ووفقا لجميع التقارير يبدو ان خلفية هذه المشاغبات ليست امنية، بل سببها الضجر، إذ تحظر السعودية اللجوء الي وسائل ترفيه مثل السينما وقاعات الرقص والمسارح والنوادي، كما تحظر تأسيس منظمات سياسية، والبدائل التي توفرها مثل المكاتب والمتاحف والاندية الرياضية قليلة العدد.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان المجتمع السعودي يتوقع من ابناء الجيل الشاب الالتزام التزاما كاملا بمتطلبات تقاليد المجتمع، رغم ما يرونه من مظاهر اجتماعية اخري عبر الاقمار الصناعية والهواتف النقالة والانترنت والمتاجر الامريكية والاوروبية الضخمة التي فتحت لها فروعا في مدن المملكة.
وقال احد الشبان البالغ من العمر 17 عاما لصحيفة ذي نيويورك تايمز الامريكية وضعونا في قفص، وتدركون تماما ما يحدث عندما يوضع شخص في قفص، فانه يفتح الباب بعنف ويهيج .
كما يشير هذا التمرد الي مشاكل اقتصادية واجتماعية وديمغرافية واسعة النطاق، مثل تراجع فرص العمل وارتفاع تكاليف الزواج وزوال القيم العائلية في مجتمع يقل عمر 65 بالمئة من سكانه عن 25 عاما.
وانخفض دخل الفرد السعودي السنوي من نحو 28 الف دولار عام 1981 الي ثمانية آلاف دولار اليوم.
واعرب ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز عن قلقه الشديد إزاء وضع البلاد الاقتصادي في رسالة بعث بها الي مؤسسات حكومية قبل اسبوعين، قال فيها ان البلاد تعاني من ازمة خانقة وامر بخفض انفاق الحكومة.
وقد ادي مجمل هذه الضغوطات الي شعور الجيل الشاب بالحيرة والقلق الاستياء، والاعجاب براديكالية السعودي المولد اسامة بن لادن. ويتم تحرير روح التمرد المكبوتة داخلهم عبر وسائل عديدة، مثل الدخول في مطاردات مع سيارات الشرطة، وقذف العاب نارية صوب مناطق مزدحمة بالمارين، وحتي التخفي في ملابس نسائية لكي يتمكنوا من الدخول الي مناطق يسمح للنساء فقط بدخولها.
ويتخذ التمرد في بعض الاحيان شكل مطاردات بالسيارات وكأنها مستوحاة من افلام الصور المتحركة. ففي اعقاب لعبة كرة القدم ضد قطر، علي سبيل المثال، اوقفت مجموعة من الشبان سيارتهم التي كانت تطاردها الشرطة علي جانب احد مفترقات الطرق الرئيسية في مدينة الرياض، ورفعوا صوت الموسيقي التي كانوا يستمعون اليها عاليا، وخرجوا من سيارتهم وبدأوا يرقصون وسط الشارع. وعندما اقتربت منهم سيارة الشرطة عادوا بسرعة الي داخل سيارتهم وبدأت المطاردة من جديد. غير انه لمثل هذه الحوادث جانبها المأساوي، اذ قتل شابان اثناء حوادث مدينة الدمام عندما ارتطمت سيارتهم المسرعة بعامود كهرباء.
واعرب مراقبون عن قلقهم من الاثار الاجتماعية والسياسية بعيدة المدي التي قد تترتب علي مثل اعمال التمرد هذه.
وحذر بعض الصحافيين السعوديين من ان الاحداث التي شهدتها شوارع المملكة في الاشهر الاخيرة قد تشير الي تراجع سيادة القانون والقيم الاخلاقية والاجتماعية والدينية، وضرورة البحث عن حلول لمشكلة البطالة ومشاكل اقتصادية اخري تواجهها البلاد.
كما اشاروا الي خطورة عدم استعداد قوات الشرطة السعودية لمواجهة مشاغبات واعمال عنف واسعة النطاق، محذرين من ان افراد الشرطة قد يلجأون الي اطلاق النار علي المشاغبين.
ورغم ان التقاليد السعودية تمنع اختلاط الشباب بالشابات الا ان بعض العائلات اصبحت تدرك ان التغيير الاجتماعي قادم لا محالة، وبدأت تنظم سهرات بيتية لاصدقاء ابنائها او بناتها، يستطيع المجتمعون فيها التحدث بعضهم مع بعض والاستماع الي الموسيقي والرقص وحتي تبادل القبلات.
وقالت احدي الامهات التي نظمت مثل هذه الحفلات لصديقات واصدقاء ابنتها افضل ان يلهو ابنائي في البيت حيث استطيع الاشراف علي ما يفعلونه بدلا من ان ينطلقوا في الشوارع. لا يزعجنا احد لاننا نبقي هذه الحفلات شبه سرية .