المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية فريدمان : دول أوروبا تابع ذليل لأمريكا



Black_Horse82
21-02-2002, 08:21 PM
(الشبكة الإسلامية)
رسالة لندن

الكاتب الأمريكي توماس فريدمان كاتب وصحافي أمريكي شهير، عرف بمواقفه المتطرفة ، وهجومه الفج ضد الدول العربية والاسلامية - الشعوب والحكومات ، بل والدين نفسه - وفي هذا المقال يتجاوز فريدمان العرب والمسلمين ليهاجم أوروبا نفسها الحليف الأقوى لأمريكا بكثير من الغرور والصلف فهو لا يرى فيها أكثر من تابع ذليل لأمريكا .
يقول " : الطيران من أفغانستان يعتبر امراً معذّباً، فعندما حاولت أن أخرج من كابول ، قبل أسابيع قليلة ، أغلقت الأحوال الجوية السيئة قاعدة باغرام الجوية ، وألغت الامم المتحدة سفريتها، لذلك لم يتبق أمامي سوى التطفل بطلب السفر المجاني على مواصلات الجيش الأميركي على طريقة (هيتش هايك). وقد تحولت الرحلة إلى تأمل حقيقي .
يقوم الجيش الاميركي بتنظيم سفرياته الجوية الى داخل وخارج افغانستان ، خلال الليل ، وذلك لأسباب أمنية . وفي هذه الحالة تظل أضواء مدرج المطار مطفأة ، حتى قبل أن تهبط طائرة سي - 130، التي تدار بأجهزة الاستشعار دون الحمراء والرادار ، تحت السحب المنخفضة وتضرب باطاراتها الطريق المسفلت .
وبمجرد أن توقف الطائرة محركاتها يقوم الجنود الأميركيون، الذين يرتدون ملابس ليلية داكنة ، بافراغ الطائرة ، ثم يعيدون شحنها بالكامل تحت جنح الظلام. ثم تقلع الطائرة في ظلام دامس ، ما عدا إنارة أضواء المدرج التي تستمر لثوان قليلة بحيث يتم توجيه الطائرة خلال الإقلاع . هناك قوة عسكرية جوية واحدة في العالم كله تستطيع أن تفعل ذلك بفعالية شديدة ، في ظلام دامس ، باستخدام جهاز رؤية ليلية ، هي القوات الجوية للولايات المتحدة الأميركية .إنه لشيء عظيم ، ومن شأنه تحطيم قوة حلف الناتو.
وهو يقدم بهذه المقدمة ليتابع قوله " نعم إنك لم تخطئ القراءة ، فعند زيارتي لبروكسل ، بعد كابل ، وجدت أن الموضوع الوحيد المهيمن على غيره من المواضيع، في مقر قيادة حلف الناتو ، هو ما اصبحت عليه الولايات المتحدة الاميركية من تقدم اكبر ، على الصعيد التكنولوجي ، بقدر يفوق اياً من أعضاء الحلف الآخرين ، وان عدم حاجة اميركا لهم، في خوض حرب بعيدة ، صارت في تزايد مستمر .
لقد أظهرت اميركا ذلك في أفغانستان ، حين انتصرت اساسا، بمفردها ، باستثناء مساهمة قليلة ، ولكن هامة، قدمتها كل من بريطانيا وكندا واستراليا. وعندما تضيف الى ذلك الاندفاع الأحادي الجانب لفريق بوش ، والذي لا يود بصورة غريزية أن يحارب بعون من الحلفاء الذين قد يعيقونه أو يحدون من قدرة أميركا على المناورة . تجد الكثيرين في بروكسل يتساءلون ما إذا كانت شعوب الناتو ستحارب مجتمعة مرّة أخرى .
وقال دومنيك مويسي ، الخبير الفرنسي في مجال العلاقات الدولية: « في ستينيات القرن العشرين، ان فرنسا خلال رئاسة شارل ديغول ، هي التي هددت تماسك حلف الناتو ، وفي عام 2001 فإن اميركا - رامسفيلد ستفعل ذلك أيضا » . وأضاف مويسي: « ان السؤال المطروح أمامنا هو : ما الذي يحدث لعبد حين لا يعود سيده يشعر بالثقة فيه ؟ وما معنى حلف إذا كان رد الفعل المباشر لقادته هو ( لا تستدعونا، نحن سندعوكم لأننا أساساً لا نثق بكم )، لاحظ أنني أؤيد الناتو تأييداً كاملاً لكن ان لم يؤيده الاميركيون ، فماذا علي ان افعل ؟ » .
وقد أظهرت الحرب ، في افغانستان وكوسوفو ، أنه لكي تخوض حربا حديثة ، في عالم اليوم، فإنك تحتاج الى توفير اربعة عناصر أساسية :
· مواصلات على نطاق واسع بالطائرات لنقل القوات إلى ميادين القتال البعيدة .
· قنابل وصواريخ توجه من على بعد توجيهاً دقيقاً تستطيع ، من خلاله ، تدمير أهداف العدو بقدر كبير من الثقة ، وبذلك تختصر مدة الحرب ، وتقلّل من حجم الاصابات بين المدنيين .
· عدد من فرق العمليات الخاصة التي تستطيع التحرك ليلاً مستخدمة في تحركاتها أجهزة رؤية ليلية .
· تأمين اتصالات خفيّة يمكن بواسطتها تنسيق عمل الوحدات البرية والجوية في إطار واحد، من خلال تكنولوجيا اتصالات متقدمة لا يستطيع العدو التنصت عليها.
ويقول محتقرا أوروبا : ( لا يوجد بلد من بلدان الناتو يمتلك العناصر الاربعة تلك مجتمعة سوى الولايات المتحدة . بريطانيا تقترب من ذلك ، والمانيا وفرنسا وبلجيكا بالكاد تظل في الملعب ، أما الدول الاخرى فإنها بمثابة مزحة .
ويعود هذا جزئياً، الى كون الصناعات العسكرية الاوروبية ليست متطورة بالمستوى الذي وصلت اليه الصناعات العسكرية الاميركية اليوم . لكن من ناحية أخرى، فإن الامر يعود الى ان الاوروبيين لا يشعرون ، في اعماقهم ، بتهديد اعداء اميركا لهم ، خصوصا « محور الشر » ( إيران والعراق وكوريا الشمالية ) الذي حدده الرئيس بوش ، وبالتالي فإنهم لا ينفقون كثيرا على شؤون الدفاع . وإذا استطاع بوش أن يحصل على الزيادة التي طلبها، في خطاب حالة الاتحاد ، فإن نفقات الدفاع في الولايات المتحدة ستعادل مجموع ميزانيات 15 دولة من الدول المتقدمة .
ونتيجة لذلك ، فإننا نتجه بصورة متزايدة نحو نظام فصل عنصري ( ابارتهايد ) في حلف الناتو ، حيث ستكون اميركا هي كبير الطباخين الذي سيحدد القائمة الخاصة بأنواع الطعام الذي يقدم ، ويطبخ كل الوجبات، أما حلفاء الناتو الآخرون، فسيكونون صبيان غسيل الصحون المتسخة ، ممن يبقون على مقربة ليقوموا بتنظيف ما اتسخ ، ويحافظون على النظام الى أجل غير مسمى . وكما قال لي أحد الدبلوماسيين الفرنسيين : « ان ذلك لن يدوم». إنه على حق، إذ ان لدينا مشكلة في بروكسل .
لكن إذا أراد الأوربيون ، حقيقة ، أن يكونوا داخل إطار انطلاق العمليات الحربية ، فعليهم الاستثمار في مجال الطائرات والأجهزة التي تسمح لهم بالانطلاق معنا ، بما في ذلك الانطلاق تحت جنح الظلام الدامس . وبدون ذلك فإنه لن تكون لهم مصداقية ، حين يحتجون على تفرُّد الولايات المتحدة . وفي نفس الوقت فإن فريق الرئيس بوش يحسن صنعا ان كبح جماح بعض أعماله الغريزية ، الفردية ، من الناتو الى كيوتو ، لكي يوضح تماما اننا لا ننوي الطيران وحدنا الى كل مكان ، وأننا نريد الآخرين معنا عند الهبوط .
وينهي مقاله بالقول : " ولأنني ، بصراحة ، سعيد بأن اميركا تستطيع ان تحارب في اي مكان تحت جنح الظلام ، إلاّ أنني لا اريد لها أن تقاتل في كل مكان وحدها» .
الخميس : 21 / 2 / 2002