المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية ارهاب ام جهاد



الملا عمر مجاهد
21-02-2002, 09:02 PM
الحمد لله القائل في كتابه {والله يدعو إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم} والصلاة والسلام على رسول الله القائل (لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
يحاول الإعلام الغربي الحاقد على الإسلام وأهله في هذه الآونة وبصوته المرتفع إلصاق تهمة الإرهاب والهمجية والوحشية بالإسلام وأهله تخويفا لسائر الأمم من هذا الدين خشية أن يعتنقوه، ويحاولون تشويه حقيقة الإسلام الواضحة وأنه دين يدعو دائما إلى التآلف والتراحم مع من يستحق ذلك من الأفراد أو الشعوب، ويستغلون فى ذلك جهل الشعوب من ناحية بحقيقة الإسلام، وضعف الآلة الإعلامية عند معتنقي الإسلام الصحيح.
وقد أخبرنا الله تعالى بحقيقة مكر أعداء الإسلام وأنهم لا يزالون يحاربوننا حتى يخرجونا من الإسلام ويردونا عنه بكل سبيل، وأن ما فى قلوبهم أعظم مما يظهر على ألسنتهم، قال تعالى : (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)، وقال تعالى : (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر) ولذلك حذرنا الله تعالى من الاغترارا بهم ومتابعتهم والتحالف معهم فقال تعالى : (هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور)، وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم).
وفى الحقيقة إن الغرب الصليبى ومعه روسيا هو الأجدر بما يدعيه على أهل الإسلام من الهمجية والوحشية، ولقد عانت البشرية من ويلات تسلطهم على الحكم في سائر البلدان، وإن بحثنا في تاريخهم القديم وجدنا فيه كثيرا من مخازيهم المزرية فها هي أسبانيا خير شاهد على همجيتهم ووحشيتهم وإرهابهم، فلقد عمدوا إلى تنصير الملايين من المسلمين ونصّروهم تحت التعذيب وبقوة السلاح.
وأما إذا نظرنا إلى التاريخ الحديث فسنجده أشد ظلاما وإظلاما من التاريخ القديم، فهل قامت أمريكا –والتي تدعى أنها راعية السلام والعدل والمدافعة عن حقوق الانسان فى العالم- إلا على أنقاض أصحاب الأرض الأصليين من الهنود الحمر بعد مذابح يشيب لها الولدان، وما زالت مذابحهم للمسلمين في الصومال ولبنان شاهد على همجيتهم وبربريتهم.
وإذا بحثنا في التاريخ الحديث في تاريخ ما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي فسنجد أنه ما قامت دولته إلا على إرهاب المسلمين في دول آسيا الوسطى وحملهم بقوة السلاح على الدخول في دينهم الإلحادي، ومن لم يستجب لهم ولم يدخل في دينهم أذاقوه الويلات في سجونهم، ثم مثلوا بهم مثلة لم يعرف التاريخ مثلها إلى اليوم، وكل يوم تكتشف كثير من المقابر الجماعية في تلك البلاد.
وهاهي أفغانستان المسلمة شاهد حي على وحشيتهم وهمجيتهم ضد شعب أفغانستان المسلم الأعزل من كل شئ إلا من الإيمان بالله تعالى، ومازالت آثار مذابحهم باقية تدل علي جريمتهم التي اقترفوها في حق الإنسانية في كل دار وطأتها أقدامهم.
ولقد وقف العالم المتحضر موقفا مخزيا أمام همجية الصرب الأوروبيين ومذابحهم ضد شعب البوسنة والهرسك والتي مازالت تنظر أمام محكمة العدل الدولية.
وأما الإسلام فمنذ أن بدأت رسالته وتاريخه ناصع البياض، وما عرفت البشرية عدلا أنقى ولا أصفى من عدل الإسلام، فلقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم والناس في أشد حالات الظلم والعدوان علي أنفسهم بعبادة غير الله تعالى، وعلي بعضهم البعض وكأنهم يعيشون في غابة لا يرحم قويها ضعيفها ولا كبيرها صغيرها، وقد كانت عادة وأد البنات القبيحة خشية العار منتشرة بينهم لم ينج منها شريف ولا وضيع.
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التخلق بفضائل الأخلاق وكرائمها، فنهى عن عبادة غير الله تعالى من الأحجار والأشجار والطواغيت الأحياء، وأمر بإقامة العدل والميزان، ونهى عن رذائل الأخلاق، فنهى عن التباغض والتحاسد والتقاتل بغير حق، وأمر بأن يعيش الناس إخوانا تظلهم راية التوحيد والعدل والأخوة، فدخل كثير من الناس في دين الله أفواجا لما رأوا من عدل الإسلام ورحمته، و وقف بعضهم حجر عثرة في وجه الإسلام ونكلوا بمن اعتنقه وعذبوهم وآذوهم وشردوهم بل وقتلوا بعضهم، ثم أمر الله تعالى أهل الإسلام بالهجرة إلى ديار الأمن، حتى مكّن الله تعالى لدينه بدخول الأنصار في الإسلام أفواجا، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم دولة العدل والقسط والحق كما أمر رب العزة سبحانه.
فالدماء في دار الإسلام محفوظة إلا بحق الإسلام، ومن استقام على التوحيد ولم يقترف ظلما لنفسه أو لغيره فليس لأحد عليه سلطان وله الأمن في الدنيا والآخرة، ومن أصاب شيئا من الموبقات أو الحدود عوقب بالعدل دون جور أو ظلم.
ولقد سطر التاريخ أروع الأمثلة على عدل الإسلام في كل بقعة نزلوا بها، فها هي سمرقند شاهد حي على ذلك، فقد روى أهل التاريخ والسير أن أهل سمرقند قد اشتكوا إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز أن جيوش المسلمين قد دخلوا ديارهم دون أن ينذروهم ثلاثة أيام كما هو الحكم في شريعة الإسلام الرحيمة، فأمر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز بأن يعين قاضٍ للنظر في هذا الأمر، فأمر القاضي جيش المسلمين المنتصر الذي دانت له البلاد بأن يخرج مرة ثانية ثم ينذر أهل البلدة ثلاثة أيام للنظر في أمرهم وتدبير شأنهم فخرج الجيش المنتصر بعد أن ذاق حلاوة النصر، وخضعت له رقاب أعدائه، وكان نتيجة ذلك أن دخل أهل سمرقند في دين الله تعالى بعد أن رأوا عدالة هذا الدين بأم أعينهم.
فهل يقارن هذا الموقف بموقف الأمريكان من أعدائهم اليابانيين في الحرب العالمية، حينما ألقوا على هيروشيما ونجازاكي القنبلة الذرية فأبادت الآلاف من البشر، وشوَّهت الملايين، وقضت على الأخضر واليابس، وما زالت آثار التشوهات في أهل هاتين المدينتين إلى يومنا هذا شاهد حي على وحشية وهمجية الأمريكان الذين يتشدقون ليل نهار بأنهم حماة العدالة والحرية وحقوق الإنسان، فهل هناك مقارنة بين الموقفين؟ اللهم لا، وهل تقارن مواقف المسلمين وأفعالهم في البلاد التي فتحوها بما فعله الأمريكان في فيتنام مثلا.
والمتصفح في أحكام الإسلام يعلم تماما أنه دين يدعو إلى العدل والقسط، وليس دين تخريب وظلم، وليس الإسلام ديناً أرضياً يخضع لأهواء القادة والحكام والزعماء يغيرونه متى شاءوا، بل هو دين أنزله رب الأرض والسماء {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
والجهاد في الإسلام إنما شرع لردع أهل الظلم والكفر الذين يصرون على الإشراك بالله تعالى بعد الدعوة والبيان وإقامة الحجة، أو الذين ينكلون بأهل الإسلام ويقفون حجر عثرة أمام اعتناق الناس للإسلام، أو الذين يكرهون الناس ماديا ومعنويا ويصدونهم حتى لا يدخلوا في الإسلام، أو الدين.
فدين الإسلام دين يدعو إلى الرحمة حتى بالكفار الذين يقاتلهم، فقد قال الله تعالى : {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} وفسر العلماء الاعتداء المقصود هنا بقتل من لا يستحق القتل من النساء اللاتي لا يحاربن أو الذرية أو الشيوخ الذين لا طاقة بهم في القتال.
وروى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان). وروى النسائي عن كثير بن السائب، قال : حدثني ابنا قريظة أنهم عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة (فمن كان محتلما أو نبتت عانته قُتِلَ، ومن لم يكن محتلما أو لم تنبت عانته تُرِكَ).
وروى أبو داود عن رباح بن ربيع، قال : كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فرأى الناس مجتمعين على شيء فبعث رجلا فقال : (انظر علام اجتمع هؤلاء) فجاء فقال على امرأة قتيل، فقال : (ما كانت هذه لتقاتل) قال : وعلى المقدمة خالد بن الوليد، فبعث رجلا، فقال : (قل لخالد لا يقتلن امرأة ولا عسيفا)، والعسيف هو الأجير الذي لا يشترك في القتال ضد المسلمين.
وروى الإمام أحمد عن الأسود بن سريع، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت معه وأصبت ظهرا فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان والذرية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (ما بال أقوام جاوزهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية) فقال رجل يا رسول الله إنما هم أولاد المشركين، فقال : (ألا إن خياركم أبناء المشركين) ثم قال : (ألا لا تقتلوا ذرية .. ألا لا تقتلوا ذرية) قال : (كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها، فأبواها يهودانها وينصرانها).
فهل الدين الذي يدعو إلى ترك قتل من لم يشترك في قتال المسلمين، ومن لا طاقة له بذلك، دين يدعو إلى الإرهاب؟ أم الذين لا يميزون في قتالهم بين صغير وكبير؟ بل الذين يقتلون بقنابلهم الأطفال والنساء والشيوخ قبل المقاتلين؟ وما مأساة مسلمي العراق عنّا ببعيدة، فقل قتل في حرب الخليج الثانية من الشيوخ والأطفال والنساء المسلمين الآلاف والآلاف ظلما وعدوانا، مع أنهم لم يشتركوا في قتال، ولا حملوا سلاحا، فأي الفريقين أحق بتهمة الإرهاب والهمجية والوحشية؟ المسلمون أم التحالف الأوربي اليهودي الصليبي؟
والإسلام دين يدعو إلى احترام مشاعر الإنسان حتى الموتى، وينهى عن تعذيب من له روح سواء من الإنسان أو الطير، وينهى كذلك عن التمثيل بجثث القتلى بعد قتلهم، فقد روى البخاري عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال : (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النهبى والمثلة). وروى أحمد في مسنده عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من مثل بذي روح ثم لم يتب مثل الله به يوم القيامة).
ونهى النبي عن الإحراق بالنار، حتى لو ارتكب الإنسان أعظم الجرائم، فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال : (إن وجدتم فلانا وفلانا –لرجلين من قريش- فأحرقوهما بالنار) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج : (إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما).
فهل الإسلام الذي ينهى عن التحريق بالنار دين يدعو إلى الوحشية؟ أم الذين لا يعبئون بأرواح الملايين من البشر، فضلا عن الحيوانات والطيور، والذين ينتجون يوميا الآلاف من القنابل الحارقة الفتاكة التي تدمر كل مظاهر الحياة على الأرض؟.
وفي النهي عن قتل الرهبان الذين يعتزلون في الصوامع ولا يدعون الناس إلى الخروج من الإسلام والدخول في النصرانية. روى أبو داود عن ابن عباس، قال : صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل نجران على ألفي حلة يؤدونها إلى المسلمين، وعور ثلاثين درعا، وثلاثين فرسا، وثلاثين بعيرا، وثلاثين من كل صنف من أصناف السلاح يغزون بها المسلمين ضامنون لها حتى يردوها عليهم إن كان باليمن كيد أو غدرة على أن لا تهدم لهم بيعة ولا يخرج لهم قس، ولا يفتنوا عن دينهم ما لم يحدثوا حدثا أو يأكلوا الربا.
وروى مالك أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام، فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع، ثم قال له : (إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له، وإني موصيك بعشر : لا تقتلن امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكله، ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه، ولا تغللن، ولا تجبن).
بل إن الإسلام قد احترم حتى الحيوانات طالما أنه ليس هناك ضرورة ملحة لإهلاكها. فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح). وعند أحمد عن ابن عباس قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب : النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد.
وروى ابن ماجة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا). وعند أحمد في مسنده عن ابن عباس قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ شيء فيه الروح غرضا. وعند أحمد أيضا عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من ذبح عصفورا أو قتله في غير شيء إلا بحقه سأله الله عنه يوم القيامة).
فهل الدين الذي يحترم عصفورا وينهى عن قتله لغير مصلحة دين إرهابي؟ وهل الدين الذي ينهى عن قتل النمل الذي لا يؤذي دين يدعو إلى الوحشية والهمجية؟ وهل الذين يحفظون أرواح من خالفهم في الدين من الرهبان إرهابيون أو همجيون؟.
إن من يردد ذلك من أعداء الإسلام يعروفون تماما أن أهل الإسلام هم أهل الرحمة والعدل، وأن أي بقعة يقام فيها شرع الله تعالى بقعة يسودها الأمن والأمان ويعيش فيها الناس في عدل وإنصاف، وتنخفض فيها معدلات الجريمة بشكل ملحوظ، وما ذلك إلا لأن دين الإسلام دين أنزله الله تعالى من فوق سبع سموات بالعدل والقسط والميزان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين