المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية التجارة الرابحة وسلاحنا الفتاك



الملا عمر مجاهد
21-02-2002, 09:06 PM
الحمد لله حمدا يبلغ رضاه وصلى الله على أشرف من اجتباه وعلى من صاحبه ووالاه وسلم تسليما لا يدرك منتهاه وبعد:-

إخواني لما قضى الله سبحانه وتعالى بوجود الحق قضى بوجود الباطل أيضا تمحيصاً للعباد ، وسن صراعا بين الحق والباطل ، وهي سنة من سننه الكونية ، فمنذ أن خلق الله آدم وصراع الشر والخير قائم ولازال وسيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أحبتي هانحن نرى الباطل متمثلا في عباد الصليب النصارى واليهود والمجوس بل وعباد البقر ، هانحن نرى ونسمع ونقرأ عن استماتتهم في قتل إخواننا حربا لدين الله تعالى وهم مصرون على طريقهم بلا ملل ولا كلل ، فالإسلام منهم في محنة عظيمة فأنى اتجهت إلى الإسلام في بلد وجدته كالطير مقصوص جناحاه ، ولو تلمسنا جسد أمتنا لما وجدنا موضعاً إلا وفية جرح ، إخواننا يكتوون بنار حروب الكفر ، فها نحن نرى الحملات اليهودية والصليبية تتجدد في كل مكان ، نسمع ونرى ونطالع صرخات أطفالنا ونسائنا في فلسطين و الشيشان وبورما والفلبين وكشمير و أرتيريا و أندونيسيا وفي كل مكان ، كل هذه حرب لإبادة الإسلام وإطفاء لنوره ، فهم الذين قال الله عنهم { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} .
نعم إن أمريكا والغرب معها وبقيت دول الكفر وأذنابهم من أعداء الملة والدين يحاربون الإسلام حقداًَ على الدين وأهله هذه عقيدتهم التي بينها الله تعالى بقوله { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء } وقال { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسد من عند أنفسهم } والآيات التي تبين أن الهدف من الحملة الصليبية الجديدة هو الإسلام والمسلمين كثيرة جداً يطول المقام لحصرها ، فهذا الدين هو عزنا لذا فإن الغرب لن يتوانى ولا للحظة واحدة حينما يقدر على إبعادنا عنه فإنه سيفعل ، وإذا أبعدنا عن ديننا فإن الفرصة له سانحة للسيطرة علينا وعلى مقوماتنا ، لذا فإنه لما رأى رجعة صادقة من الأفغان لدين الله تعالى وللجهاد خاصة أرغى وأزبد وهدد وتوعد ، وسيرد الله كيده في نحره بإذن الله .
نعم إنهم يريدون إطفاء هذا النور لكنه والله باق وهو والله تام ، لا نشك في هذا ولا نرتاب ونحن لا نحزن على ما يحل بإخواننا من قتل وتعذيب بقدر ما نحزن على أنفسنا فقد استمرأنا الذل والهوان .
من يهن يسهل الهوان عليه **** ما لجرح بميـــت إيـــلام

أصبحنا كهذا الميت نجرح ولا نشعر ، أصبحنا لا نتجاوز حد النظر والمشاهدة والسماع ثم الحوقلة فقط ، لقد أصبحنا أمام كل هذه المآسي والأحزان نكتفي بأن نحوقل ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أصبحنا نكتفي بالحزن اللحظي والذي سرعان ما يختفي باختفاء المشهد المعروض علينا في وسائل الإعلام ، نعم والله ، بل وقد ننظر إلى مشاهد إخواننا ونحن نحتسي مشروباتنا ونداعب أطفالنا.
إخواني كأني بأحدكم يقول" وماذا تريد منا أن نصنع غير أن نحزن ونتألم وندعوا فإن بلغ منا الشعور مبلغه دفعنا من مالنا ما نراه براءة لذمتنا " .
إخواني إن هذا أقل ما يطلب منا تجاه إخواننا ، وإلا فإن نصرة الحق تريد أكثر من ذلك و والله إن الدين يريد أكثر و والله إن للمسلمين حق علينا عظيم فوالله لنسألن عن خذلاننا لهم ولدين الله .
أحبتي في الله : في وقت مضى يكشف يهود بني قينقاع عورة امرأة مسلمة في سوقهم فيهب رسول الله صلى الله عليه و سلم لهم ويجليهم من المدينة ويشردهم كل مشرد ، وفيما مضى أيضاً تصرخ المسلمة وامعتصماه فتجيش الجيوش لنصرتها ، و الآن مالنا تصرخ بنا نساؤنا في كل مكان فلا نتعدى التأثر اللحظي .
عباد الله إني اطرح بين أياديكم تجارةَ ومشروعاَ ناجحاَ مضمون الربح بلا شك ، أترون لو أنى عرضت عليكم مشروعاَ تجارياَ ناجحاَ ربحه مليون ريال ، أتراكم تترددون في قبوله؟ ، أم هل تراكم تتشاورون مع الأهل والأولاد والزوجات ، في قبوله؟ وهل ترى الزوجة والأولاد يعترضون على دخولكم أو قبولكم لهذا المشروع؟ ، إنني أعرض عليكم مشروعاَ يدر ربحاَ أعظم من المليون ريال ، أعرض عليكم ما عرضة رب العالمين ، قال تعالى { يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} هذا رأس المال في هذه التجارة والشريك فيها الله عز وجل والخسارة فيها معدومة والربح فيها مضمون ، ربحها أحبتي ، قال تعالى{ يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين} .
هذا ربح هذه التجارة وهذه الصفقة ، وما عليك للدخول في هذه التجارة إلا إيمان لاشك فيه ثم جهاد في سبيل الله بالمال والنفس تبذل مالك ونفسك ، نعم النفس وهل هناك أغلى من النفس لتبذلها لله وللدين ، تبذل نفسك لتحيا الحياة الدائمة ولا يخفى عليكم أحبتي فضل الجهاد في الإسلام ، فالجهاد ذروة سنام الإسلام وهو أحب الأعمال إلى الله تعالى بلا شك ، قال علي ابن طلحة عن ابن عباس قال : " كان أناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون لوددنا أن الله عز وجل دلنا إلى احب الأعمال إليه فنعمل به ، فاخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إيمان لاشك فيه وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به " .
أجل أحبتي جهاد أهل المعصية أهل الكفر والزيغ والفساد أولئك الكفرة الذين علموا بأنه ليس لنا عزة نحن المسلمين إلا بالإسلام والجهاد فأداروا حروباً شرسة حرباً بعد حرب ضد عباد الله في كل مكان ، نعم لما علموا بأن قوتنا في هذا الجهاد أقاموا الأحلاف والمعاهدات والمؤامرات وحشدوا الطاقات لحرب الإسلام و الجهاد ، لأنهم علموا علم اليقين مدى خطره عليهم ، يقول المستشرق جاردينر" إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوربا" وصرح سالازار" الفرنسي في مؤتمر صحفي قائلا " إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن ان يحدثه السلمون حين يغيرون نظام العالم , فلما سأله أحد الصحفيين لكن المسلمون مشغولون بخلافاتهم ؟ أجاب : أخشى أن يخرج منهم من يوجه خلافاتهم إلينا " .
إذاً هم يخافون هذا الإسلام ويخافون هذا الجهاد يرونه شبحا مرعبا وماردا نائما، فو الله إن مخاوفهم في محلها فلا عزة لنا إلا بوحدة الصف و إعلاء راية الجهاد ، أما ما سواها فلن يكون لنا به عز ولن نرفع به شأن أمتنا ولن نمحو به جراح إخوتنا و آهاتهم وصرخاتهم تلك الصرخات التي باتت خبراً يوميًا يتكرر علينا فلا نحرك ساكنا و لاحول ولا قوة إلا بالله .
أحبتي نحن قوم رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ، أفلا نجعل المحرك لنا قال الله وقال رسوله صلى الله عليه و سلم ؟ أليس الله تعالى من قال { انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون } أليس الخير فيما اختاره الله لنا سبحانه وتعالى ؟ أليس الخير أن نختار ما تمناه محمد صلى الله عليه و سلم حينما قال ( وددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ) ، أليس كل امرء منا يطمع أن يكون قدره عند الله عاليا ؟ إذاً لماذا لا نركب ذروة سنام الإسلام ليرفع الله قدرنا وقدر أمتنا ؟ وقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم عن الإسلام أن ( عموده الصلاة ذروة سنامه الجهاد ) ، أحبتي نحن قوم يهدينا كتاب الله تعالى , ونتعبده بأوامره إن كنا حقا مسلمين ، قوم كلفنا الله بالعمل بما في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم ، فإن خالفناهما أصابنا الذل قال صلى الله عليه و سلم ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر, ورضيتم بالزرع , وتركتم الجهاد , سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ونحن لا نريد سوى الرجوع إلى ديننا حقا لننال العزة والرفعة نعود لجهادنا لنعز على أعدائنا ، نريد رجوعا لدين الله كما يريد الله لنا لا كما نريد نحن لأنفسنا ، ولما تركنا الجهاد رأينا مصداق قوله صلى الله عليه و سلم ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل يا رسول الله : أومن قلة نحن يومئذ؟ قال:لا أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل , ولينزعن الله المهابة منكم من قلوب عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالوا وما الوهن يا رسول الله ؟ قال:حبكم الدنيا , وكراهيتكم الموت ) وفي رواية ( وكراهيتكم القتال ) فبابي هو وأمي صلى الله عليه و سلم لو كان معنا لرأى ما أخبر به عيانا ، و ماذا عسانا نقول له u أنقول نعم يا رسول الله أحببنا الدنيا وكرهنا القتال أحببنا الفرش المريحة ومعافسة النساء والأولاد وتركنا الجهاد وتركنا إخواننا يستصرخون ويستنصرون بنا ولم نحرك ساكنا اكتفينا يا رسول الله بمشاهدتهم واخترعنا لأنفسنا الأعذار .
ولئن كان الزمان تغير على المسلمين فذلوا بعد عزة ، وانكمشوا بعد تمدد وفتوحات ، فإن ذلك بسبب أن الإيمان لم يعد هو المسيطرعلى أنفسنا ، الموجه لأخلاقنا لقد بات إيماننا جغرافيا بحكم ولادتنا ووطن نشأتنا ، أو أن إيماننا أصبح وراثياً نرثه كما نرث الدور والمال ، تغيرنا فلم نعد كما أراد منا ربنا .
نعيب زماننا والعيب فينا*******وما لزماننا عيب سوانا

اصبح إيماننا مخدرا نائما لا روح فيه ولا حيوية فكيف بعد ذلك نرجو عزة وكيف يورثنا هذا الإيمان الجغرافي الوراثي كيف يورثنا ويهب للنفس العزيمة للإقدام والفداء ؟ لا يمكن أبداً فهلا صححنا إيماننا لننفر لله تعالى بأنفس تهوى الجهاد والموت في سبيله ، إن الأمة التي تريد أن تبني مجدا , وتنهض برسالة محمد صلى الله عليه و سلم تحتاج إلى جهود وفداء لهذا الدين تحتاج إلى جهود مضاعفة أولها صدق النية مع الله ومحبة الموت كما يحب الكفار الحياة ، نحن بحاجة إلى عزائم لا تشكوا الملل والفتور بحاجة إلى المسلم الذي تقر عينه بفراق الأهل من اجل دين الله ، وبالغربة عن البيت من أجل الأمة ، ويطيب نفسا ببذل المال عند الحاجة وبذل الروح عند الضرورة يضحي بمصلحته الخاصة في سبيل الله ، ويستعذب المر ويصبر على العذاب ويرحب بالموت الزؤام في سبيل الله .
فليت شعري أين يوجد هذا الإنسان ؟ ومن أي مدرسة يتخرج ؟ .
قال تعالى{ انفروا خفافا وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله } قرأها أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه فقال : خفافا وثقالاً شباناً وكهولاً, ما سمع الله عذر أحد ، وقال لبنيه : جهزوني جهزوني - يعني للجهاد- فقال بنوه :يرحمك الله قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى مات ثم مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى ماتا , فنحن نغزو عنك , قال : لا جهزوني فكان له ما أراد ومات شهيدا ومن جهز غازيا فقد غزا " ، " ورأى بعضهم في غزوات الشام رجلا قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر فقال له : يا عم إن الله قد عذرك , فقال: يا ابن أخي قد أمرنا بالنفير خفافا وثقالا ـ يقصد الاية ـ " .
وقد روي في بعض الروايات ان الابن و أباه كانا يتسابقان إلى الجهاد فيستهمان ويقترعان بينهما فتخرج للابن فيقول الأب : آثرني يا بني أنا أبوك فيقول الابن: إنها الجنة يا أبي ولو كان غيرها لآثرتك والله " فليت شعري أين نحن من هؤلاء ؟.
فهلا شمرنا أحبتي وابتغينا ما عند الله وصدقنا الله النية ليصدقنا وييسر لنا ذلك ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت :يا رسول الله أي الأعمال افضل ؟ قال : ( إيمان بالله وجهاد في سبيله ) .
فهلا غضبة لله تنجينا من عذاب أليم وننال بها شهادة في سبيل الله ؟ هلا نجدة لنسائنا وأعراضنا التي بات يلعب بها أعداء الله ؟ هلا شهادة في سبيل الله ؟ وما فضل الشهيد عنكم بغائب ، إن للشهيد فضائل خصه الله بها , فهو يغفر له مع أول دفعة من دمه ، وهو يرى مقعده في الجنة قبل ان تفيض روحه ، وهو من يؤمن من فتنة القبر فكفى بظلال السيوف فتنه ، وهو من يشفع في سبعين من أهله ، وهو من يزوج بسبعين حورية ، وهو من يأتي يوم القيامة جرحه يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك ، فهذا والله كافٍ للإقدام وبذل المهج ، فكيف إذا انضم إليه الدفع عن الدين والعرض والأرض والمال .
إخواني والله إن أعدائنا أضعف مما تتصورن كثيراً ، والله إنهم يخافون أن نفيق من سباتنا ونصحوا من سكرتنا ، هم يخشون عودتنا للجهاد لقد عرفوا قدر الجهاد أكثر منا ، يعلمون أنه لا قبل لهم براية الجهاد يقول أحدهم وهو البرن شالدور : " من يدري ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهدده بالمسلمين , يهبطون عليها من السماء يغزون العالم مرة أخرى وفي الوقت المناسب " ويتابع " لست متنبأ ولكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة ، ولن تقوى الذرة ولا الصواريخ على وقف تيارها , إن المسلم استيقظ وبدأ يصرخ هاأنذا إنني لم أمت ولن أقبل بعد اليوم أن أكون أداة تسيرها العواصم الكبرى ومخابراتها " .
أحبتي هكذا ينظرون إلينا وهكذا يخشوننا ، لأن معنا سلاحاً فتاكاً ولكن متى نستخدمه لننتصر ، وإني لأسأل الله أن يكون قد جاء الوقت المناسب لاستخدام تلك السلاح الذي طالما خافوا استخدامه ، واستخدامه هو بأمر الله ثم بأيدينا ، إنهم يخافون من قيام راية الجهاد .
فهلا بعنا الأنفس ودخلنا في صفقة رابحة مع الله تعالى ننال بها الجنة والغفران والنجاة من النيران ؟ فما اجمل حياة أولها إعداد و أوسطها جهاد وآخرها استشهاد .
نسأل الله أن يعلي راية الجهاد ويقمع أهل الكفر والردة والفساد إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين .