المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال الإفتـــــــــــــــاء حســـــــــــــب الأهـــــــــــــواء ؟!!



الكاتب السوداني
26-12-2014, 08:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


:psbt::psbt::psbt:.....:psst::psst::psst:.....:psgt::psgt::psgt:

:ds018:

:AR15firing::AR15firing::AR15firing::AR15firing:



الإفتــــــاء حســــــب الأهــــــواء ؟!!


( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

السكوت لا يعني الوفاق والاتفاق .. بل قد يكون فقط لتجنب الفتنة والشقاق .. والبعض يصر في المضي فوق بساط الهلاك والمهلكات وهو يظن الصواب .. كما يظن أن الأصوات التي تقول ( لا ) هي التي يجب أن توضع في خانة الأعداء .. تطرف في الأحكام دون عقل يجاري الحكمة والمنطق .. ويكمن الداء في ذلك النوع من الإنسان الذي يمتطي الإصرار المشوب بالثقة المفرطة في قرارات الذات .. تلك القرارات التي تحتمل الصواب وتحتمل الكثير من الأخطاء .. مثل ذلك الإنسان هو ذلك الأصم العنيد الذي يرفض بوادر النصح من الآخرين .. كما يرفض مجرد التلميح بأنه قد أخطأ وخرج عن جادة الطريق والصواب .. وقد يصنف بالديكتاتوري المستبد .. وهو يفضل دائماَ وأبداَ من يجاريه في الأهواء كيفما تأتي بها الرياح .. والصديق في عرفه هو ذلك المنافق المتملق .. فلا يكون ناصحاَ بالخير بل هو ذلك المواكب للمجريات في السراء والضراء .. ومسمى ( الصديق ) في تلك الحالة يخرج عن مدلول القواميس ليحمل مدلولاَ مناقضاَ للأعراف والأخلاق .. لأن الصديق في المعاجم هو ذلك الناصح المفيد في استجلاب الخيرات وليس المفيد في استجلاب الشرور .. فلا يكون الصديق مجرد إشارة فارغة وديباجة صورية .. ولذلك أنسب المسميات لمثل ذلك الإنسان الذي يجاري بنمط أعمى هو مسمى ( السدنة ) .. فالسادن شخص يوالي في الخير والشر .. في الحلال وفي الحرام .. دون أن يتأفف ولو قليلاَ ودون أن يملك حرية الرأي والقرار .. يميل حيث يميل السيد يميناَ أو يساراَ .. شرقاَ أو غرباَ .. فهو ذلك الظل الممل الذي يحاكي كل حركات وسكنات ذلك المسيطر المبجل .. يفقد الشخصية ويفقد التواجد ويفقد الصورة والهيبة .. وهؤلاء يتواجدون بكثرة .. وأينما تواجدوا يشكلون الوباء والهلاك .. ومن موبقات هذا العصر أن السلالم قد أقيمت في غفلة العقول والأعين حين تسلق فوقها كثرة من القردة التي تمكنت من الوصول إلى المناصب والمكانة والوظائف العليا التي لا يستحقونها .. ومن تلك المنابر ترد القرارات الخاطئة برفقة السدنة المفسدين .. تلك القرارات النتنة التي فاحت لتعم الأرجاء شرقا وغرباَ .. قرارات سوداء كالحة هزيلة بكل المستويات والمحتويات .. وإفتاء من أشباه العلماء الذين يكفرون ويطاردون المؤمنين الموحدين .. ويؤازرون ويصوبون الكفرة والملحدين .. يريدون من الناس أن تكفر حين يكفرون وتمجد حين يمجدون .. وقد وصلت بهم حالات الغرور والتجبر والتكبر بأن يستهينوا بعقول البشر .. فالناس تعلم الحقائق ثم تسكت خشية الفتنة الكبرى .. وهم بحماقة شديدة يمتطون سكوت الناس مطية جاهل غبي ليأتوا بالمزيد من مهازل الإفتاء .. وتلك صورة مشينة تلطخ سيرة السادة كما تلطخ سيرة السدنة كما تلطخ سيرة علماء الزيف .. وهي تؤكد حقيقة التردي المخزي الذي يندي له الجبين في هذا العصر .. وسوف تأتي في صفحات التاريخ يوماَ سيرة تلك المهازل التي مرت بها الأمة .. وسيرة هؤلاء المتسلقين الذين فقدوا المكانة والمقام والشرف والعزة حين سجدوا تحت أقدام الكفرة الملحدين .. كما سترد سيرة أشباه العلماء الذين أرادوا إرضاء الأسياد ولم يريدوا إرضاء الله رب العالمين .. وحيث الإفتاء حسب الأهواء .. واللعنة على هؤلاء الذين يحاربون الله وعقيدته ليلاَ ونهاراً .. سراَ وجهاراَ .. والذين يجدون العزة والكرامة حين يركعون في تخاذل أمام الكفرة الضالين .. ويحتمون بخيام هؤلاء الملحدين الفجرة .. وتلك سيرتهم أصبحت مهدورة في سخط وغضب الله .. إنا لله وإنا أليه راجعون .



( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) ـــــــ الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد