المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال المباركــــــة والمماحقـــــة !!



الكاتب السوداني
04-01-2015, 06:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


:jap002::jap002::jap002:

:Eyecrazy::Eyecrazy::Eyecrazy::Eyecrazy::Eyecrazy::Eyecrazy::Eyecrazy:





المباركــــة والمماحقــــة !!



( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )


هنالك في العالم من يؤمن بالماديات المحسوسة فقط .. الأجسام ذات الأحجام والكتل والأبعاد .. بجانب تلك الإشارات التي تقبل القياس والحساب .. مثل الكهرباء والضوء والصوت وأمواج الأثير وخلافها من حقائق علم الفيزياء .. ولكن هؤلاء في الغالب الأعم لا يؤمنون بالإشارات المعنوية التي لا تقبل الحسابات أو القياسات أو المشاهدات .. بالرغم من أن تلك المعنويات كثيرة وهامة في مفاهيم وممارسات الناس .. مثل مفهوم ( البركة والمماحقة ) .. ومثل مفهوم ( النحس واللعنة ) .. وأكثر من ذلك فإن الكثيرين من هؤلاء لا يؤمنون بوجود الملائكة أو الشياطين .. فهم يتحاجون بفلسفة المادية التي تبرر التواجد بالمشاهدة بالعين المجردة أو المشاهدة عن طريق الأجهزة المتطورة .. أو عن طريق تلك الإشارات التي تقبل القياس .. أو تلك العلامات المنطقية التي تقنع العقل وتؤكد تواجد ذات من الذوات .


و ( البركة ) في مفاهيم الناس هي الزيادة والإفاضة عن الحد المعتاد .. كما أن ( المماحقة ) في مفاهيم الناس تعني النقصان والخسران والانحصار والانكماش والتقلص . يقول الله تعالى :


(يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) ( البقرة آية رقم 276) .


ومن المدهش حقاَ أن تلك المعنويات تتجلى في ظاهرة عجيبة للغاية .. تلك الظاهرة التي تؤكد حقيقة البركة والمماحقة .. وتجري بوتيرة تتحدى قياسات العقل والمنطق .. وهي واقعة وحقيقة تلازم الوجود في حياة الناس اليومية .. فنحن نعلم أن أنثى الكلاب عادةً تلد بعد ( 4 ) أو ( 5 ) أسابيع ( أي بعد 63 يوماً فقط من التزاوج تقريباً ) .. وخلال السنة الواحدة هي تلد ثلاثة مرات تقريباً .. وهي تضع عادة بين ( 7 ) إلى ( 8 ) من الجراء في الولادة الواحدة .. والكلاب لا يوكل لحمها لمعظم شعوب الأرض إلا ما ندر .. كما نحن نعلم أن النعجة وهي من الأنعام عادة تلد بعد ( 6 ) أشهر من الحمل .. أي أنها تلد مرتين في السنة .. وهي تلد عادة ( 1 ) إلى ( 2 ) من الحملان في كل ولادة .. أو ( 3 ) في حالات نادرة .. ثم أن الخرفان والأنعام تذبح بالملايين للأكل يومياً في جميع أنحاء العالم لدى معظم شعوب الأرض .. وتذبح في المناسبات العديدة مثل الولائم والاحتفالات .. وهناك مواسم تذبح فيها الأغنام والأنعام بالملايين .. مثل أعياد الأضحى للشعوب المسلمة .. وكذلك تذبح مئات الألوف من الأنعام عند الهدي في مواسم الحج .. ومع ذلك فمن الأشياء التي تمخول العقول والمنطق أن مزارع الأنعام في العالم تعج بالمليارات من رؤوس الأنعام في الوقت الذي نرى فيه أن تعداد الكلاب في العالم لا يمثل واحد في المائة بالمقارنة مع تعداد نوع واحد من الأنعام .. فأين تنتهي تلك الكميات الهائلة من الكلاب التي تولد خلال الأعوام ؟؟ .. وبولادات متقاربة وبكميات أكبر كثيراَ بالمقارنة مع ولادات الأنعام .. وفي الوقت الذي هي ليست مطلوبة للذبح أو للأكل كالأنعام ؟؟ !!! .. فهي ليست مطلوبة للأكل بنفس القدر ( لا يومياً ولا شهرياً ولا سنوياً ولا موسمياً ؟؟ ) .. وبموجب العقل والمنطق يفترض أن تفوق أعداد الكلاب على أعداد الأنعام في العالم بآلاف المرات .. ولكن ذلك لا يحدث إطلاقاَ .. والسؤال المنطقي هو : أين تذهب تلك الكميات الهائلة من إنجابات الكلاب ؟؟!.. سؤال يحير العقل والمنطق فعلاً .. وهو سؤال لا أحد يستطيع أن يجيب عليه بمنطوق الإرهاصات والقياسات .. ولكن أهل الحكمة يجيبون ويقولون أن الأنعام ( مباركة ) أي أنها مدعومة ببركة الزيادة .. وأن الكلاب ( ممحوقة ) أي أنها تفقد تلك البركة وتعاني المماحقة والنقصان .. وتلك حقيقة واقعة في الحياة اليومية .. وسبحان الله رب العرش العظيم ( يبارك ما يشاء ويمحق ما يشاء ) .

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد