المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم



الملا عمر مجاهد
22-02-2002, 07:41 PM
بل هو خير لكم

بقلم : مولوي مطبع الله جمال

"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خـير ، إن أصابته سرّاء شكر فكان خـيراً له وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن" هذا كلام الصادق المصـدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي لفظ آخر: "لا يقضي الله للمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له

قد يكون فيما تتعرّض له أفغانستان من عدوان صليبي بعض "الشرّ" وهو من قبيل المصائب والشدائد والبلاء : مصائب "الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات " إلا أن هذه الابتلاءات تنقلب خيراً عظيماً بشرط الصبر "وبشّر الصابرين…" هذا إذا صحّ اعتبار ذلك شرّاً من وجهٍ، مع أن ذلك كله-عند التأمل- عينُ الخير والصلاح

ولكن لعلّ في هذه الحرب من الخير الصريح أن الله عز وجل يكفّر بها ذنوب عباده المؤمنين ويطهّرهم بها ، ومنه أنه سبحانه يهيّئ بها من الأسباب ما يرفع به درجات أوليائه ويتخذ منهم شهداء يحلّهم دار كرامته ويكونون شفعاء لأهلهم وكفى بها كرامةً، ولعلّ مما فيها من الخير أن تتميّز صفوف المسلمين وتتبيّن درجاتهم ومنازلهم، ويكشف الله بها أهل النفاق والخيانة {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}ومنها أن الله تعالى يرفع بها ذكر الإمارة الإسلامية وأمير المؤمنين سدّده الله، ويفتح لهم قلوب العباد، ويخرجهم –بإذنه تعالى-من المحنة أقوى وأصلب عوداً وأعظم قدراً وأبيض وجوهاً، ومنها كسر هيبةِ هذه القوة الطاغية الفاجرة (أمريكا) التي طغت في البلاد وأكثرت في الدنيا الفساد، تجرئة الناس عليها تقريباً ليوم انكسارها ، ومنها أنها سيكون من نتائجها على كل حال تعاظم الحقد والبغض والعداء في الضمير الإسلامي بل والإنساني ضدّ أمريكا ومَنْ وراءها مِن حلفائها، والحقيقة أن كثيراً من مفكّريهم ومراكز دراساتهم وبحوثهم يرصدون تراكم هذا الحقد وينبّهون عليه وهم يعبّرون عنه بـ(تنامي مشاعر الكراهية لأمريكا لدى الشعوب الإسلامية) لكن "الدولة" الأمريكية في سكرة طغيانها وغرورها يبدو أنها غير مستعدّة للاستماع لنصائح عقلاء مواطنيها