المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة أعجبتني ...



AbadY2000
24-02-2002, 04:20 PM
أخواني هذه قصة قرأتها وقد أعجبتني كثيراً لما فيها من الغرابة والعظة وأسأل الله العظيم أن تنال إعجابكم ...

باع بقرته التي لا يمتلك سواها بثلاثة آلاف ليرة سورية وقبض الثمن ووضعه في كيس صغير أعدّه لوضع الدراهم فيه ثم دسه في وسطه ، وقصد الضيعة هو يشعر أن هذا الكيس جني حياته ومستقبل أسرته ،ووصل أبو حسن إلى الضيعة ودخل منزله فاستقبلته زوجته ورأت على محياه علائم الحسرة وإمارات الكآبة ، وعندما علمت ببيعه البقرة التي كانوا يعدونها رفيقة حياتهم وواحداً من أسرتهم أخذت تعزيه عن فقدها وتهون عليه مصابهم فيها ، وتمنيه بأن الله سيعوّض عليهم بأحسن منها . وذات مساء جلس أبو حسن وزوجته يسمران على ضوء الكاز ويتعللون على وشوشات اللهب المتصاعد من حطبات الموقد في زاوية من زوايا الغرفة الصغيرة ، بينما كانت أم حسن تعلل طفلها بالرضاع الكاذب لتحمله على الفطام ، سمعا طرقات خفيفة على باب الدار .. ففتح أبو حسن الباب فإذا برجل يرتجف من شدّة البرد وقد تلفح بحطة على رأسه لتقي وجهه لفحات الهواء والزمهرير ، وقال : غريب ألجأني البرد إلى قريتكم ولا أعرف بها أحداً وأنا في طريقي إلى حمص . قال أبو حسن : ماذا نستطيع أن نقدم لك في مثل هذا الوقت أيها الضيف ونحن أسرة فقيرة وبيتنا ضيق لا يساعدنا على استقبال الضيوف ، قال : أرجوكم أن تسمحوا لي بالمبيت عندكم حتى الصباح ولا أريد أن أكلفكم أية نفقة . قال أبو حسن : ليس لدينا سوى هذه الغرفة أنام بها أنا وزوجتي وطفلنا الصغير فأنت تعذرنا لعدم وجـود مكان نـؤويـك فيه . قال : أنام في الـزاويـة وتنامون أنـتم في الجانب الآخر ويمكنكم أن تضعوا بيننا حاجزاً وأجـركم على الله . رق قلـب أم حسن لهذا الـغـريب وقـالت : يعـيننا الله يا أبا حسن ولعلّه يردّ عنّا المصائب بحسنة هذا الضيف الغريب . قال له أبو حسن : تفضل أيها الغريب وأمرنا إلى الله . سهر أصحاب الدار وضيفهم حتى الهزيع الثاني من الليل ثم قام كل إلى فراشه ، بعد أن أعدّوا للضيف ما وجدوا لديهم من الفرش والغطاء . وما لبث أبو حسن وزوجته أن غطّوا في الرقاد فقد أجهدهم السهر وأضناهم سعيهم في النهار . وكان الغريب يرقب أهل الدار حتى تيقن أنهم استغرقوا في سباتهم وإلى جانبهم طفلهم الرضيع . انسلّ الغريب وراح يتحسس موضع الطفل فحمله وخرج به من الغرفة ووضعه بعيداً عن فناء الدار وعاد إلى فراشه وتظاهر بالرقاد . أحسّ الرضيع بلسع البرد فراح يبكي ، استيقظت أم حسن على صوت البكاء فتحسست فراش الطفل فلم تجده فيه فأيقظت زوجها وهمست في أذنه : لقد حبا الطفل خارج الدار قم بنا نعيده إلى فراشه قبل أن يضره البرد ، قفز أبو حسن من وهلة النوم وتبعته زوجته مسرعين على صوت الطفل حتى وصلا إليه انحنت عليه أمّه وضمّته إلى صدرها وهي تقول : لهفي عليك يا ولدي ما الذي أخرجك من فراشك في هذا الليل البهيم والبرد الشديد. ما كاد أبو حسن وزوجته يتجهان بطفلهما نحو الدار حتى خرّ السقف وانهدمت الدار فوقفا واجمين ، وسمع الجيران فرقعة الخشب وسقوط السقف وانهدام الجدران فخرجوا من بيوتهم مسرعين ليتبينوا الأمر ، ويسهموا بالإنقاذ ، قال أبو حسن : يا ناس عندنا ضيف في داخل الدار يجب أن نسعى لإنقاذه قبل كل شيء ، ودخل أبو حسن وصحبه وسعوا إلى موضع الضيف فلم يجدوه ، أخذوا يرفعون الأنقاض حتى وصلوا إلى مفرش الزوج والزوجة وإذا بالضيف قد قضى نحبه تحت الأنقاض وبيده كيس النقود ، وقد أخرجه من تحت الوسادة التي ينام صاحب الدار عليها . وكان هذا اللص قد حضر السوق ورأى أبا حسن وهو يبيع البقرة ، وشاهده وهـو يضع ثمنها في الكيس ويدسه في وسطه فقرر سرقة الثمن ورسم الخطة لذلك ، وقد تبع أبا حسن حـتى رآه يدخـل الدار . قال أبـو حسن : أكرمـنـاه وآويـنـاه فـأبى إلا أن يـقابل الخير بالشرّ والمعروف بالمنكر فأهلكه الله بشرّ فعلته ونجانا وطفلنا إحساناً بإحسان ، فلئن غفل الإنسان لا تغفل يد الله وانصرف الناس وهم يقولون : هذا الجزاء السريع للذنب الفظيع.

:) :)

حـسـن
24-02-2002, 10:33 PM
والله تعبت وأنا أقراها

يارا
25-02-2002, 02:06 PM
الله اكبر
الله يمهل ولا يهمل
قصتك حلوه ومعبره جدا
مشكور اخوي

هنادي المنامه
25-02-2002, 07:06 PM
الله اكبر الله اكبر

يمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين.

هذه القصه فيها عبره لمن لا يعتبر.

و مشكور اخووونا.

X_5
25-02-2002, 08:53 PM
قصه حلو وزي ما قالو فيها عبره بس النهايه حزينه وين ينامون الحين؟؟ :": ?:

تــوتـه
25-02-2002, 11:55 PM
مشكور الف شكر:)