المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية تمايز الصف رحمة للمؤمنين



الملا عمر مجاهد
24-02-2002, 09:15 PM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه

{ قل إني نهيت أن اعبد الذين تدعون من دون الله قل لا اتبع اهواءكم قد ضللت إذا وما انا من المهتدين }

{ ائنكم لتشهدون ان مع الله الهة اخرى قل لا اشهد انما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون }

معركة واضحة المعالم ، قديمة قدم الزمان بين أهل الإيمان وأهل الجاهلية ، ومنذ أن انطلقت قافلة الهدى والجاهلية تعترض طريقها بشتى الوسائل لتحد من سيرها مرة أو تحيد بها عن جادة الطريق مرة أخرى ، ولكن وكما شاء الله سبحانه وتعالى لها مواصلة المسير الطويل ، لا يضرها كيد الكائدين ولا سقوط المتساقطين

إن ظهور قافلة الحق وثباتها على الصراط المستقيم يكلف القائمين عليها تضحيات ومشقات ، وهي تضحيات ومشقات لابد منها تكاليف الإستقامة والثبات والتمايز في العقيدة والتصور على أهل الجاهلية

فعقيدة قافلة أهل الإيمان تختلف إختلافا كليا على عقيدة ومنهج وتصور الأحزاب الأخرى ، وإن كثرت

ومنهج الحركة والهدف عند الطائفة المنصورة يختلف كليا عن تلك المناهج والأهداف التي تصبوا إليها أحزاب الردة والضلال { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون } { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداد والذين امنوا اشد حبا لله } { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون }

وصفاء صف الجماعة المؤمنة المقاتلة ومنهجها ، ووضوح غايتها على رغم قلتها خير من تمييعها وانحلالها وقبولها بأنصاف الحلول ، رغم كثرتها ، فالعبرة بمدى إتصال الجماعة المؤمنة بربها ، واتباعها بمنهج نبيها ، وليست العبرة بكثرة المناصرين ، وازدحام المدّاحين { وقليل من عبادي الشكور } { فشربوا منه إلا قليلا منهم }

إن الطريق صعب وشاق وطويل

فقد يوجه حزب من الأحزاب هدفه نحو كسب ثقة أكبر عدد ممكن من الناس ، فيركز خطابه على مدح " الشعب " بأحسن ما يجود به لسانه الذي يشبه الحية الرقطاء في تقلبها ، فيمتد في إطراء حسنات ومناقب " الشعب " المسكين ، وقد يؤلهه في بعض الأحيان

ومنهم من يرى فلاحه ونجاته في خطب ود " الثكنة العسكرية " ، فيجعل منها معبوده بالإطراء مرة وبالنفاق مرات ومرات

كل يعمل داخل رقعة أرض " الوطن " وفي حدود دائرة أبناء جنسه " القوم " وكلها قياسات جاهلية داخل مجتمعات جاهلية ، وأهداف جاهلية ، ووسائل جاهلية داخل مجتمعات جاهلية تستمد تصورها من منهج جاهلي !

والجماعة المسلمة المؤمنة المجاهدة بحد السيف ليس لها مقوّم ولا سند سوى الله سبحانه وتعالى ، تستمد النور الذي تمشي به وسط ليل مظلم حالك من كتاب الله العزيز بفهم المصطفى عليه الصلاة والسلام

فلا قوم ولا جنس ولا عشيرة ولا أرض هي التي تتحكم في سير هذه الجماعة المجاهدة ، بل العقيدة " الإيمان " هي وحدها الكفيل بتسييرها والتحكم فيها

بمعنى أن كل من اتبع الهدى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، والتزم بالنهج الذي رسمه فهو منها وهي منه

أما من خالف ذلك وأبى إلا أن يجعل من القوانين الأرضية - من رأسمالية واشتراكية وديمقراطية - هي الحكم والميزان ، فهو خارج من دائرتها ولا يحسب عليها مهما غلف نفسه برداء الإسلام الفضفاض ، او تسمى بأسماء المسلمين

ولله الحمد والمنة ، فكلما صبرت القلة المؤمنة المقاتلة على الحق ، ولم تبدل أو تحرف الكلم عن مواضعه ، رزقها الله القوة والعزة ، وزاد التفاف أصحاب الحق بها ، بل وزاد الناس تمسكا بها طوعا أو كرها ، دون أدنى مساومة في أي مبدأ من مبادئ عقيدتها

إن الثبات على مبدأ الإيمان كفيل بفضح كل الوجوه المصطنعة والقلوب المريضة والنفوس الهزيلة والاصوات الناعقة وراء كل ناعق يدعو إلى ضلالة أو بدعة او ردة { في كل واد هم يهيمون } { ليميز الخبيث من الطيب }

إنه تمايز ، رحمة للمؤمنين وعذاب على المنافقين