المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية نظرة عامة لافغانستان ومتى حاربتها أمريكا



الملا عمر مجاهد
24-02-2002, 09:17 PM
نظرة عامة لأفغانستان ومتى حاربتها أمريكا

بقلم : أبو مجاهد

الطالبان هم طلاب العلوم الشرعية من المجاهدين القدامى تولوا أمر أفغانستان عن طريق ثورة شعبية قامت ضد الفوضى الناتجة عن تقاتل قادة الأحزاب على السلطة في أفغانستان ، فلما عمت الفوضى وانتشر قطاع الطرق قام الملا محمد عمر وهو أحد المجاهدين ( والذي تفرغ بعد فتح كابل لطلب العلم و تعليم القرآن في قريته ) قام مع مجموعة من المجاهدين المتطوعين لفرض الأمن في قريته ومطاردة قطاع الطرق ومحاكمتهم ، وقد تمكن من إرساء الأمن واشتهرت قريته بذلك ، واشتهر بالعدل ، فأحبه الناس و أقبلو عليه وجعلوه والياً عليهم ، وأقبل عليه علماء الولايات و المدن المجاورة وولوه عليهم فأرسى الأمن فيها وحكم بالعدل ، فاجتمع الناس حوله

خلال ست سنوات ونصف التي حكمت طالبان فيها ، أثبتت مصداقيتها واقعياً حيث عم الأمن والعدل أرجاء البلاد وعادت البلاد إلى الاستقرار بعد اضطراب دام أكثر من عشرين سنة ، وهذه شهادة الأعداء قبل الأصدقاء و كانت مثل هذه الشهادات قبل أن تفرض عليهم أمريكا رأيها

عادت البلاد إلى الإعمار والحركة الاقتصادية ، بغض النظر عن مخالفتها للرأي العالمي في منعها للمحرمات ، فإن منع الغناء ودور السينما ومنع حلق اللحى وإلزام النساء بالحجاب مطابق لجميع المذاهب الأربعة الإسلامية وليس فقط المذهب الحنفي ولم تأت حركة طالبان في ذلك بجديد ، ولأن الناس اعتادوا انتشار المنكرات فقد استغربوا الإلزام بذلك ( علماً أن الأفغان يطلق أكثرهم اللحى عادة ، كما أن زي النساء ليس جديدا عليهم )

أما منع تدريس النساء فقد أجاب عنه الطالبان بأن الوضع الحالي ( بعد سيطرتهم على كابل ) ليس مهيأ للتدريس على النهج الإسلامي ولابد من تنقية تلك المدارس من الترسبات الشيوعية ، وعدم توافر المعلمات الموثوقات على قدر كافٍ وكان القصد تأجيل ذلك فقط لولا التداعيات الخارجية التي لم تترك للسلطة قدرة المتابعة واكتفت بالتدريس على نطاق ضيق

ومنذ قيام هذه الدولة الإسلامية اعترفت بها ثلاث دول بناء على طرح باكستان لخداع الطالبان واحتوائهم ، كما قال مسؤول باكستاني رفيع ، إلا أن هذه الدول ما لبثت أن سحبت اعترافها بناء على طلب أمريكا الأم

الدولة التي أقرت الأمن ونشرته في أفغانستان وتمكنت من السيطرة على جل البلاد وأعادت البلاد إلى الاستقرار وحكّمت القرآن ونشرت العدل بعد عقود من الظلم والخوف والدمار لم يعترف بها أحد ـ لأنها دولة ارهابية !ـ كما تقول أمريكا

وقد طُرحت مسألة الشيخ بن لادن في بداية الموقف الدولي من الحكومة الأفغانية قبل خمس سنوات وطرح محمد عمر الموضوع على مجلس الشورى وقرروا حماية المجاهدين ، وتجاوز الأفغان في نقاشهم مع المجتمع الدولي مسألة وجود الشيخ بن لادن ليتعرفوا على المطالب الأخرى المطلوبة بعد حل قضية بن لادن ، فإذا بالمجتمع الدولي يقرر الحصار ليس من أجل إخراج الشيخ أسامه ولكن لأسباب أخرى من أهمها تشكيل حكومة موسعة وإعطاء الأقليات الحرية المطلقة وإعطائهم نصيباً في الحكم ، والسماح للأفغان بحرية الاعتقاد و إعطاء المرأة حريتها في الوظيفة والتعليم والمساواة ، والالتزام بالقوانين الدولية في جانب حقوق الإنسان وفي الجانب الثقافي تحت مظلة اليونسكو وغير ذلك من قائمة المطالب الطويلة جداً ، وتبين للأفغان بعد ذلك كما قال الملا محمد عمر في خطبة العيد التي جاءت بعد الحصار أن المقصود هو تنازل الأفغان عن دينهم والاكتفاء بالشكليات واتباع شرعة أمريكا ! ، فقرروا عدم التحاور مع كل الأطراف التي أرادت رسم دين جديد للأفغان

وبدأت أمريكا بالحملة الإعلامية على أفغانستان واتهامها بالإرهاب ، وبعد تفجيري نيروبي ودار السلام طالبت أمريكا أفغانستان بتسليم بن لادن ، ورفضت التجاوب لطلب الأفغان بالأدلة لتسليمه

( السؤال هنا ماذا لو كان العكس ، هل ستسلم أمريكا من يأوي إليها حتى لو لم يكن له فضل عليها ، هل ستسلمه أو تحاور في الموضوع فضلاً عن طلب الأدلة ، هل سلمت ـ مثلاً ـ أمريكا قائد المتمردين في التبت ( دليلاما ) للصين حينما لجأ إليها ؟ وهل طلبت من الصين إثبات جرائمه ؟ بل لم تسلم أمريكا الطفل ( إليانا ) إلى والده في كوبا إلا بعد شق الأنفس وهو والده ولا يحتاج الأمر إلى أدلة إثبات ، وهل سلمت بريطانيا سلمان رشدي للمسلمين ؟ بل هل طلبت أدلة ؟! ، والشواهد كثيرة يطول تتبعها )

هل سياسة أمريكا هذه عادلة : إما أن تسلموا من ليس لدينا دليل على إدانته أو الحرب ؟؟!

بعد ذلك بدأت الحرب بين أمريكا وأفغانستان ( وإن كانت من طرف واحد ـ أمريكا ) وكانت بداية الحرب قبل أحداث مركز التجارة العالمي بثلاث سنوات تقريباً ، عندما حاصرت أمريكا أفغانستان حصاراً كاملاً مات على إثره أكثر من 70 ألفاً كلهم من الضعفاء ( الأطفال والنساء والشيوخ ) ، ناهيك عن المرضى وغيرهم ، وخسرت الحكومة الأفغانية المليارات التي كانت كفيلة بإعادة إعمار البلاد وعودة اقتصادها وروحها ولكن أمريكا قررت الحرب ( ولو لم تعلن ذلك رسمياً ) فقد قتل وتضرر من جراء الحصار أكثر بكثير من الحرب المعلنة اليوم خاصة مدنياً

كان في مخطط الحكومة الأفغانية الاهتمام الداخلي بإعمار البلاد و إعادة بناء الاقتصاد والتعليم و الإعلام والصناعة واستغلال الثروات المعدنية لولا الحصار الأمريكي الجائر الذي أهلك الحرث والنسل ، ( هذا ما حث فعلاً والواقع يشهد على ذلك ، وليس كلاماً إعلاميا مجرداً )

إذاً الحرب بدأت منذ إعلان أمريكا الحصار الكامل على أفغانستان ( ناهيك عن ضربها بصواريخ كروز )

وأمريكا بدأت الحرب على أفغانستان ولو سمتها بغير اسمها ، كما أنها استهدفت الأبرياء بشكل خاص حيث قتلت بالحصار عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ وأحرقت بالحصار الآمال الأفغانية ببلد مستقر

فكيف نتعجب من الرد ـ على فرض صلة الأفغان بالحادثة ( وابن لادن والقاعدة ) ـ على هذه الحرب الظالمة والتي امتدت إلى أكثر من ثلاث سنوات أحرقت كل شيء بيد أمريكا !!!

مع ذلك كان موقف الطالبان من تسليم القاعدة في غاية الحكمة حيث طلبوا الدليل لتسليمه إلا أن أمريكا رفضت الحوار أصلاً إما أن تسلمونا إياه أو الحرب المعلنة ( وإلا فالحرب قائمة منذ الحصار ) غاية الاستكبار والتسلط والعنجهية !!

ومما لا شك فيه أن أمريكا لا تملك الدليل ( ولو كان لديها لعرضته ولما تمسكت بخطاب بن لادن تبحث فيه عن دليل ) وليس في تأييد بن لادن لما حدث نسبة إليه وثناءه على من قام به لا يعني أنه أرسلهم !

وعلى فرض أن بن لادن الفاعل فماذا عن الحرب من أمريكا على الأفغان بالحصار وهل دماء عشرات الآلاف من الأفغان الذين قتلوا بالحصار الأمريكي رخيصة بالنسبة لدماء قتلى البرجين الأربعة آلاف ؟!

1) إذاً أمريكا بدأت الحرب على أفغانستان منذ أكثر من ثلاث سنوات بلا دليل وبحجج واهية بل ظالمة ، لكنها حرب غير إعلامية قتلاها أضعاف أضعاف قتلى الحرب العسكرية

2) ليس لدى أمريكا دليل على فعلها وإنما فعلت ذلك بناء على الظن المجرد ، وحقداً على الإسلام وأهله

3) حرب أمريكا أثبت الواقع أنها حرب إبادة لكل من يؤيد قيام دولة إسلامية خالصة ، وللسيطرة على البلاد الإسلامية المخالفة لشرعها

4) أمريكا تحارب حرية شعب ( أو أغلبية شعب ) يرغب بتحكيم شرع الله في بلاده ، فهي تصف من تمسك بدينه بالإرهابي وتؤيد الأخذ بشكليات الدين فقط وتحذر من وصول الإسلاميين إلى الحكم ( وتركيا خير دليل على ذلك )

5) الطالبان دولة إسلامية أثبت الواقع صدق نياتها وعدم خضوعها للشرعية الغربية وتطبيقها جميع أحكام الله بناء على اجتهادها

6) الأمم المتحدة منظمة ظالمة لايعقل التحاكم إليها فضلا عن حرمته ( ومواقفها المزدوجة من إسرائيل وأمريكا وتيمور وكشمير وغيرها لا تخفى )

7) محمد عمر أثبت أنه صادق بفعله لا بكلامه ، فقد ترك ملك دولة عظيمة كان بين يديه وكانت جميع الاغراءات أمامه ، تأييد أمريكي ودولي ودعم لا محدود إذا وافقهم على ما يريدون ، بعد أن كان منذ أيام فقيرا لا يملك شيئاً ومدرساً بلا أجر

لقد ترك ذلك كله ، فقد عرض تسليم ابن لادن على العلماء } فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون { } وأمرهم شورى بينهم { فلما قرروا وحكموا بحمايته وقالوا هذا ما نرى أن الدليل يدعو إليه ، تحمل هو هذا القرار ورضي بتبعاته كلها ولم يخالف قراراً يراه من أمر الله ، والله كريم فمن تحمل كل ما أصابه لوجه الله فإن الله لن يخذله وهو ناصره ولو بعد حين ، هذا ما يليق بصفات الله جل وعلا

وأخيراً ( هل تعرف أحداً أصدق من هذا الرجل في هذا الزمان ملك مثل ما ملك ؟ أنا لا أعرف )

اللهم انصر عبادك الأفغان ، اللهم دمر أمريكا وجنودها ، اللهم اقتلهم بدداً وأحصهم عدداً ولا تغادر منهم أحداً ، اللهم أبدل أمريكا من بعد العز ذلاً ، ومن بعد الأمن خوفاً ، ومن بعد الغنى فقراً ، ومن بعد القوة ضعفاً ، اللهم عجل لها بالدمار والهلاك ، اللهم مزقها كل ممزق كما مزقت أمريكا أجساد المسلمين بقذائفها ، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزم أمريكا وزلزلها وعجل بدمارها يا قوي يا عزيز

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين