المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية فوائد وعبر من معركةجاني فيدنو



سيدو
25-02-2002, 06:38 PM
1-
لقد أصابت الأخ أبو الوليد طلقة في أسفل بطنه ولم تصبه بسوء وما ذلك إلا من
الله ، وليس في ذلك غرابة فقد عشنا قصة أبي خبيب المدني رحمه الله عندما كان
في أفغانستان وقد دخلت الطلقة من عينه وخرجت من قفا رأسه وأخرجت معها أكثر من
أربعين جراماً من مخه ، ولما أسعفه الأطباء قالوا إن موته متيقن والمسألة
مسألة وقت إلا أن يشاء الله ، ولكن الله شاء له الحياة ومع ذلك لم يمت الأخ
وبقي حياً يرزق وعافاه الله وعاد بعد شفاءه إلى الجبهة ليقاتل الروس من جديد
، فقاتل في أفغانستان وانتهت القضية الأفغانية وتوجه بعدها إلى البوسنة ورزقه
الله الشهادة هناك نسأل الله أن يتقبله ، فمثل هذه القصص والأحداث ربما
يستبعد العقل وقوعها إذا سمع بها لأول وهلة ولكن من رأى مثل تلك والمواقف
يذهل ويعلم أن الأرواح بيد الله ، فمن كتب الله موته في يوم مات على فراشه
ومن كتب الله له الحياة لم يمت ولو كان يخوض المعارك طوال حياته ، فهذا خالد
بن الوليد رضي الله عنه يقود جيوش المسلمين في فتح العراق والشام وحروب الردة
ومؤتة وبعد كل هذا يموت على فراشه وهو يقول ( أموت كما يموت الجمل على فراشه
لا نامت أعين الجبناء ) ومات وفي جسمه ثمانين ضربة ما بين ضربة بسيف وطعنة
برمح ورمية بسهم ، فالأرواح بيد الله وما أعظم قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم الذي رواه الترمذي وأحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله ( ... واعلم
أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك
ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت
الأقلام وجفت الصحف ) فلو اجتمعت جيوش العالم بكل أسلحتها وعتادها الحربي
وسلاحها النووي لقتل رجل واحد لم يأذن الله له بالموت لم يقتلوه ومتى كانت
هذه العقيدة تملأ قلوبنا فإن النصر سيكون حليفنا بإذن الله ، لأن الوهن سينزع
من قلوبنا والوهن هو حب الدنيا وكراهية الموت ، ولكن أنبه على أمر مهم في ذكر
بعض الكرامات وهي أن لا يكثر الأخوة من ذكر الكرامات ويكون ديدنهم ذلك لا
تكذيباً بالكرامات أو تقليلاً من شأنها ولكن من باب ماروى البخاري عن علي رضي
الله عنه حينما ( حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله )
فالإسهاب من ذكر الكرامات ربما يسبب استهزاء بعض ضعاف النفوس بمثل تلك
الكرامات وتكذيبها واستحقار الدين وأهله ، وقد رأينا وقرأنا مثل ذلك ، لا
سيما أن الكرامات تحصل لتثبيت من وقعت في حقهم ونحن ولله الحمد إذا حصلت لنا
كرامة فإننا نفرح بها ونشكر الله عليها ونزداد إيماناً مع إيماننا فالمقصود
منها حصل وسرت بها نفوسنا ، وتصديق الناس لها أمر ثانوي إذا جاء عرضاً فلا
مانع منه وإن لم يحدث فلم نخسر شيئاً ، وليعلم الجميع أننا لم نذكر تلك
الكرامات منفردة ولولا أنها أتت في سياق قصة ما ذكرناها لنكف عن أنفسنا ألسن
السفهاء .




2-
كان الهم الذي يراود أبا الوليد بعدما أصيب في بطنه أن يسهل على الأخوة حمله ، لأنه
يعلم أنه لو سقط في منطقة مكشوفة فإنه سيحمّل الأخوة مالا يطيقون من المخاطرة لسحب
جثته فكان تفكيره في آخر لحظات حياته كما يتوقع أن يسهل على إخوانه ، ولو أن كل
مجاهد فكر في عواقب الأمور و فكر بإخوانه قبل أن يفكر في نفسه لانتصرنا ، كما كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتدي بأضعف القوم وإذا أراد أمراً نظر في حال أصحابه
هل يطيقونه أم لا ، ولذا كم ترك عليه الصلاة ولسلام من عبادة خشية أن تفرض على
الأمة رغم حب أصحابه لها كصلاة التراويح وغيرها ، فالتفكير بحال الآخرين وعواقب
الأمور يجعل من المجاهد أكثر اتزاناً في أفعاله وأقواله فما كل ما يصلح لشخص يصلح
لغيره وما كل ما يطيقه شخص يطيقه الجميع ، فأكثر من التفكير بالآخرين ولا تحمّل من
معك ما لا يطيقون والرسول يقول عن المتهورين كما جاء في الصحيحين عن سعد رضي الله
عنه قال ( إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين
فحرم عليهم من أجل مسألته ) والمقصود كما ذكر بن حجر في أنه يأثم إذا سأل عن أمر
تسبب سؤاله بتضييق واسع على المسلمين أو ألحق ضراً بالمسلمين في أمر غير ملح لم
يحمله على ذلك السؤال إلا التعنت ، فانظر أخي الكريم فيمن تسبب بضرر على المسلمين
أو ضيق عليهم واسعاً حينما يتصرف تصرفات غير مسؤولة لا فائدة منها لا تعود عليه ولا
على المسلمين إلا بالبلاء و لا تزيد المسلمين إلا أذى وتضررا ، فمن فكر بعواقب
الأمور انطلاقاً من هذا الحديث فإنه بالتأكيد لن يقول أو يفعل إلا ما فيه مصلحة
للجميع ، وما كان ضرره أعظم من نفعه على الإسلام و المسلمين فإنه يجتنب ، إلا أمراً
يكون الله أمر به على الفور والله أعلم

alamid
26-02-2002, 12:34 AM
مشكور