تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية والحرم الثالث لا خادم له!



MandN
25-02-2002, 10:38 PM
لعل اختزال قضية شرعية الحاكم في مسألة تحكيم الشريعة - أو قل التحاكم إلى الشريعة – فحسب بحيث تدور معها وجوداً وعدماً دون النظر إلى المناطات الأخرى التي تتلبس بالحاكم فتسلبه الشرعية قد أدى إلى ضرب سورٍ منيعٍ من الحماية "الشرعية" لمن يتسترون بخدمة أستار الكعبة والسقاية والرفادة، وهو سور شبيه بذلك السور المضروب على المجاهرين بعلمانيتهم والمتمثل في ضوابط تكفير المعين التي تحولت إلى وسائل حماية المعين المتلبس بالمناط المكفر ونحن تنتظر من يقوم بتنزيل هذه الضوابط وتحريرها لإصدار الحكم الشرعي الذي يمكننا أن ندين به لله تعالى فيهم، ولكن يبدو أن هذا الانتظار لن يعود بأكثر مما عاد به انتظارنا لخدام بيت الله الحرام – أو قل الحرمين الشريفين إن شئت – الذين تستروا بستار الرفادة والسقاية متوهمين أن يخفف ذلك شيئاً من خيبة آمال الملايين من المسلمين المتلهفين لصيحة جهاد تصدع من مهد الإسلام وتهب لنجدة الحرم الثالث حرم الأقصى الشريف الذي يعج بمواكب الاستشهاديين في حين تعج قصور الجزيرة بأحفاد القردة والخنازير وبعلوج الكفر الصليبيين، ولكن ليعلم هؤلاء أن الرفادة والسقاية ليست بشيء أمام ذلكم الواجب الإيماني الذي عطلوه، قال تعالى:" أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين. الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون"(التوبة19-20).
وليت الأمر اقتصر على التخاذل، فإذا بأبواق التثبيط والتخذيل وصيحة التطبيع والخنوع تخرق حجاب الصمت لتستقر طعنة في صدر كل مسلم وحرقة في قلب كل غيور على حمى الإسلام والمسلمين، أي ثبور وأي خيبة وأي خسران في ذلكم النداء الآثم لتلويث صفحة الإسلام الطاهرة بتطبيعٍ رخيص مع مجرمي التاريخ؛ لا أقول جريمة حرب ولا أقول جريمة إنسانية ولكن انظر إلى بعضٍ من جرائم الذين يدعوننا إليهم هؤلاء :" لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق"(آل عمران 181)، " وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلَّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيراً منهم ما أُنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً"(المائدة 64)،" سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئاً"(المائدة 42)، والنصوص كثيرة مستفيضة لا يسع متدبرها إلا أن يوقن أن "التطبيع" مع الذين جعل الله منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت لا يصدر إلا عن "طبع" على القلوب وأكنة تمنع تدبر هذه الأوصاف واعتبار هذه الجرائم التي يشمئز منها سليم الذوق والجنان، ناهيك عمن عمر قلبه الإيمان، ومن أجل ماذا هذه التجارة الخاسرة؛ تراب أم أرض أم ربما تثبيت عرش وطول تربع على كرسي حكم…
فيا أيها الواهمون؛ حذار أن تتاجروا بحرمات المسلمين، إنما هي حرمات ثلاث البيت الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، لا تفريط فيها كما لا تفريط بحرمة مال أو دم أو عرض مسلم، ولئن اخترتم التضحية بالحرم الثالث لتتربعوا على عرش خدمة الحرمين فهيهات هيهات، ولا يغرنكم تحكمكم بالأمر في الظاهر كما لا يغرنكم تربص علوج الكفر الصليبي المدنسين لتراب الجزيرة الحبيبة لحماية مستنقعات الظلم الآسنة، فإنكم والله أبداً لن تتحكموا في دعوة مظلوم نجأر بها إلى الله مهما قننتم دعوات القنوت، وأبداً لن تتحكموا في دماء الشهادة التي تشخب من عروق الاستشهاديين لتثج ثجاً فتغسل ديار الإسلام من رجس من تصافحون ومن دنس من تخدمون وتوالون، ولن تكون أبداً أدنى حرمة من حرمات الإسلام قرباناً تضحون به على مائدة الكفر الصليبي لترضوا به حاخامات الإجرام الصهيوني ناهيك عن حرمة الأقصى، ولئن سركم أن تمدوا يد المصافحة إلى من يثخنون في حرمات المسلمين القتل والتشريد فبئست اليد تلكم التي تمدون وبئست اليد تلكم التي تصافحون، ولئن أصررتم على ذلك التثبيط والخذلان فبشراكم إذاً زلزال؛ زلزال لن يبقى معه من تصافحون لأنه ذاهبٌ بهم، زلزال لن تنجدكم منه أمريكا لأنه آخذ بها أيضاً، قال تعالى :" وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد" (هود 102) والقرى تهلك بالظلم ولو كانت مسلمة ولو كانت مؤمنة، فالتوبة التوبة قبل أن يفوت أوانها، ولا زال في الأمر متسع حتى تغسلوا عار القول بطهر الفعل ، فوالله لئن تمخضت منكم عزيمة صادقة لهذا الدين لما عادت ملايين الحجيج إلى ديارهم بل هبوا للانخراط في جيش محمدي عرمرم لا تهدأ له ثورة ولا تفنى له همة حتى يلحق آخر مجرم صهيوني بأسلافه من بني قريظة، ولتولى مخنثو أمريكا مذعورين خاسئين عن جزيرة العرب إلى ديار كفرهم ومجونهم، فهل من صحوة، وهل من لحظة صدق مع شرف الحرمين لا بل الحرمات الثلاث ، فها قد أنذرناكم إما توبة وإقامة للجهاد وإما طرداً وتشريداً من البلاد فلقد ضاقت الأرض بأمثالكم وآن أوان الرحيل، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/DE817934-0A07-4051-BDE3-3CF33FA0B615.html)

alamid
26-02-2002, 12:04 AM
مشكور