المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية الامير عبدالله: امريكا لن تظل شرطي العالم.. والعرب مهووسون بلوم الاستعمار!!!!!!!!



Black_Horse82
26-02-2002, 05:40 PM
حقق العديد من الانجازات.. ووجوده ضروري للمملكة في هذا المنعطف التاريخي)
لندن ـ القدس العربي :
يمثل ولي العهد السعودي الامير عبدالله، قوة ايجابية تملك مصداقية لتغيير الاوضاع في السعودية، هذا ما توصل اليه تقرير اعدته مجلة التايم الامريكية كجزء من الحملة الاعلامية والمنافسة الامريكية لتغطية المملكة العربية السعودية، التي تظل في وعي الامريكيين، الصحافة والرأي العام، مملكة معزولة ومغلقة.
ويبدو ان الامير عبدالله الذي يملك قدرة علي التعبير عن افكاره بصراحة وبدون مداورة قد حاز علي اعجاب السعوديين الذين ينظرون اليه باعتباره صورة عن امير، يختلف عن الامراء السعوديين الذين يقدر عددهم بالالاف.
فالامير عبدالله، يخوض، مدفوعا باثر الهجمات علي امريكا في ايلول (سبتمبر) الماضي معركة اصلاح داخلي، طالت ليس المسؤوولين الحكوميين، والسياسات والتخطيط لمستقبل المملكة، بل علي صعيد مزايا العائلة المالكة.
ومنذ ظهوره علي المسرح السياسي في السعودي كحاكم يدير اعمال الحكومة نيابة عن اخيه الملك فهد، المريض، قام الامير عبدالله بسلسلة من الخطوات التي ادهشت المحيطين به، سواء كانت هذه الخطط محلية، اقليمية او دولية. وصراحته كما يقول كاتب التحقيق في مجلة تايم سكوت ماكليد، جلبت له الكثير من المشاكل، خاصة مع الحليف الاستراتيجي، امريكا.
بالنسبة للسعوديين، فان الاعوام الاربعة الماضية، قدمت صورة عن امير جديد، يقوم بزيارة المواطنين، ويأكل معهم الهامبورغر في مطاعم الاكل السريع، ويستقبل المواطنين في المساء يستمع اليهم ولمشاكلهم، فيما يقوم برعاية وادارة شؤون المملكة حتي الساعات الاولي من الصباح. وحسب احدي المواطنات السعوديات فان كل السعوديون ينظرون اليه، كشخصية فوق الخلافات، والفساد. ويتعامل السعوديين مع الامير كشخصية تكرس وقتها لخدمة الوطن، وعلي صلة قريبة بالمواطنين ومشاكلهم.
وحسب السفير الامريكي السابق في السعودية وين فاولر، فان قيادة الامير عبدالله للسعودية تعتبر حيوية وضرورية في هذا المنعطف التاريخي الهام من حياة الدولة. ويعتبر هذا الحديث مديحا للامير، الذي وجد نفسه في مواجهة عدد من المشاكل التي نتجت عن حقبة الازدهار النفطي، فخلال العشرين عاما الماضية التي حكم فيها الملك فهد، ارتفعت النفقات الحكومية، وزادت معدلات الولادة، وتراجع المد النفطي، وزادت سلطة المؤسسة الدينية.
وحينما تسلم الامير عبدالله مهام السلطة نيابة عن اخيه، قام باعادة ترتيب اوضاع المملكة، وهزها، واخرجها من غفوتها الطويلة التي امنت بالمنافع النفطية طويلة الامد.
وفي عام 1998 اعلن الامير عبدالله رسميا عن نهاية فترة الازدهار النفطي، وطلب من المواطنين السعوديين الذين تعودا علي نمط حياة معين، التعود علي نمط جديد ومختلف. واعلن الامير ان الازدهار النفطي انتهي ولن يعود ابدا .
وقاد الامير حملة طموحة لاصلاح الاقتصاد، حيث قام بالتفاوض مع الشركات النفطية الغربية للتنقيب عن الغاز الطبيعي في السعودية وتقدر قيمة العقد بحوالي مئة مليار دولار امريكي. كما قام الامير بتخفيض النفقات العسكرية غير الضرورية.
وحذر الامير عبدالله، هذا الشهر، البيروقراطـــيين السعوديين للتكيف مع الاوضاع الجديدة. ولم تستثن الاصلاحـات قبيلة الامراء السعوديين الذيـن يقدر عددهم بحوالي 30 الف امير من الاجراءات والاصلاحات، حيث قرر الغاء منح التلفونات الهاتفية المجانية، والمزايا الاخري التي تمتعوا بها بالسفر، والاعفاء من فواتير الماء والكهرباء.
ومنذ احداث ايلول (سبتمبر) الماضي، ارسل الامير عبدالله العديد من الاشارات الدالة والتي تطالب السعوديين باخراج رؤوسهم من الرمال. واجتمع مع العديد من الهيئات التعليمية والدينية محذرا اياهم من نشر الافكار المتطـرفة والمتشددة، كما قام بتجميد العديد من حسابات الجمعيات الخيـرية التي يعتقد ان لها علاقة باســـامة بن لادن. كما طلب من اجهـزته الامنية مراقبة اعمال الجمعيات هذه.
وفي اثناء اجتماع لمجلس التعاون الخليجي، دعا الامير عبدالله نظراءه القادة الخليجيين بالتوقف عن لوم الاخرين ومراجعة اخطائهم .
وحقق الامير وسياساته نجاحات بين النساء السعوديات حينما تعهد بفتح كل المجالات المتاحة لهن، ودعا المرأة السعودية للعب دور ايجابي وفاعل في الحياة السعودية.
صراحة عبدالله واستقامة خطابه السياسي، لم تعجب الادارة الامريكية، فالامير لام ادارة بوش علي تقصيرها في معالجة تطرف الحكومة الاسرائيلية. والامير يحب مراقبة الاخبار ونشراتها، فمن مكتبه يستطيع مراقبة ثلاثين محطة فضائية، وخلال مؤتمر صحافي لبوش لام فيه ياسر عرفات.
اعرب الامير عن غضبه وأمر سفيره في واشنطن الامير بندر بن سلطان، بنقل رسالة شديدة، حذر فيها الامير عبدالله واشنطن من ان دعمها المطلق لشارون يضع العلاقات الامريكية ـ السعودية امام منعطف خطير.
ولكن الامريكيين لم يكونوا راضين عن موقف الحكومة السعودية من الحملة الامريكية ضد طالبان، حيث رفض السعوديون فتح القواعد العسكرية للامريكيين، وهذه الازمة قادت الي اعادة مراجعة للوجود الامريكي في السعودية. ومع تأكيد الامير علي ان ملف الوجود الامريكي في القواعد العسكرية السعودية لن يفتح الان، الا ان مسؤولين سعوديين وامريكيين يتحدثون عن توقف استخدام هذه القواعد، ومراجعة قريبة في المستقبل للتواجد الامريكي في المملكة.
من القضايا الاخري التي تعتبر مركزا للتوتر بين البلدين اللذين يرتبطان بعلاقات استراتيجية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، الموقف الامريكي من العراق. فالسعـوديون لا يريدون اعطاء الامريكيين بطاقة بيضـاء ومفتوحـة لاستخدام القواعد العسكرية لضرب العراق، فهو خائفون من اثر الضربة علي الوضع الداخلي في السعودية، اذا سيتحول الضغط الشعبي ضد التواجد الامريكي، ويحوله الي موضوع ساخن.
وقد انتقد الامير عبدالله، الموقف الامريكي، الاحادي الجانب، حيث يتساءل عن هذا الدور قائلا ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تظل الشرطي الوحيد في العالم . ويقول الامير ان الحرب ضد الارهاب لا تطبق علي العراق.
وضمن هذا السياق حذر الامير عبدالله الولايات المتحدة من دعم خطوات شارون الداعية للتخلص من عرفات ، حيث ارسل محذرا بوش قائلا ان خطوة كهذه ستهز العالم العربي والاسلامي، وستهز مصداقية الدول التي ستشارك فيها . ولكن الامير عبدالله لم يكن خجولا لطرح مبادرته التي عرض فيها التطبيع الكامل مع اسرائيل مـــقابل الانسحاب الاسـرائيلي الكــامل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومبادرة الاميــــر عبدالله ستناقش في مؤتمـــر القمة العربي القادم الذي سينعقد في بيــــروت. وفي هذا السياق يــري الامير عبدالله ان البيت العربي ليس علي ما يرام، فالعرب، ينظرون للداخل، ويمتنعون عن انتقاد انفسهم ويعلقون اللوم دائما بالاستعمار.
واضاف الامير ان ما نراه الان هو التفرق والتشرذم، ولو كان هناك انسجام عربي لحققنا الاستقرار والامن ونلنا احترام بقية العالم .
كذلك قام الامير بتحديد وتحذير سلطة المؤسسة الدينية التي توسعت في عهد الملك فهد، حيث اكد ان عدم تهديد تنظيم القاعدة المباشر للسعودية لا يعني ان نغض الطرف عن ولادة جيل من اتباع بن لادن في المستقبل.
وعلي الرغم من نجاحاته الكثيرة الا ان المعلقين يراقبون الاوضاع بحذر وامكانية قيام الامير بتمرير اصلاحاته، خاصة في مجال الحد من سلطة المؤسسة الدينية الوهابية، التي تتحالف مع العائلة السعودية منذ القرن الثامن عشر. فالامير يحاول ضم السعودية لمنظمة التجارة العالمية، وهذا سيشكل تحديا لبرنامج الامير الاصلاحي، كما ان الامير سيواجه تحديات حينما يتعلق الامر بالتعليم وقضايا الجنس، وقضية المرأة ومنعها من قيادة السيارة.
كذلك قد يواجه الامير عددا من المشاكل تتعلق باصلاح النظام التعليمـــي، فمع رفض الامير للاتهامات الامريكيـــة ان النظام التعلمي يقوم بتخريج جيل يشبه بن لادن، الا انه يريد اصلاح النظام التعليمي بشكل يتساوق مع الواقع المعاصر. ولكن لا يعني ان الامير راض عن اسامة بن لادن، فالاخير يكره السعوديين كما يكره الامريكيين. ويقول لو كان بن لادن مسلما حقيقيا لاتبع دينه الحنيف.
كل هذه النجاحات والبرامج الطموحة لنقل السعودية للامام، مرهونة بسلطة الامير المحدودة، فهو ما زال وليا للعهد، وحسب الدستور السعودي لا يزال الملك فهد هو الحاكم الفعلي للبلاد.
وسلطة الامير تتعلق بالنظام السياسي الحالي وشكله في السعودية، فهناك اصوات بدأت ترتفع في داخل العائلة المالكة، لتحديث الدولة وفتح المؤسسات الديمقراطية، فكما يقول الامير طلال بن عبد العزيز فان قضايا مثل حقوق الانسان، والديمقراطية، والمرأة حيوية، والسعودية لن تفر من مواجهتها في المستقبل القريب. وفي خلال هذا فالامير الذي يجلس امام المواطنين في المساء، لا يخفي مشاعره تجاه المؤسسة الدينية التي قد تعارض الديمقراطية، حيث اكد انه تحدث معهم. وبدأوا بالتخفيف من لهجهتم البلاغية والخطابية، خاصة تلك التي تهاجم امريكا، ولكن هذا لا يعني ان الديمقراطية آتية لا محالة للسعودية.

alamid
26-02-2002, 08:08 PM
مشكور اخوي