المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية طنطاوي يوظف الأزهر الشريف لضرب الإسلام والمسلمين



MandN
27-02-2002, 02:25 AM
طالعتنا أجهزة الإعلام والصحف بأخبارٍ وصورٍ لشيخ الأزهر الشريف محمد سيد طنطاوي، ولقائه بتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا. كما زفت إلينا بشرى توقيع وثيقة التعاون والحوار بين الأزهر الشريف والكنيسة الإنجيليكانية (!) التي بموجبها يتم إرسال حوالي أربعين من رجال الأزهر الشريف ممن يُسموْن بالدعاة لحضور دورات تدريبية على عدم التعصب وعلى التسامح (!) والحوار بين الأديان، في إطار ما يسمى بلجنة التعاون والحوار بين الأزهر وهذه الكنيسة، والتي سيعقد لها اجتماع سنوي في ذكرى أحداث نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر من كل عام.
ولما كانت مثل هذه اللقاءات والحوارات هي من محاولات الغرب الكافر وعملائه من الحكام الخونة والمأجورين لتمييع الإسلام وضرب المسلمين، كان لابد من بيان حقيقة هذه اللقاءات والحوارات والحكم الشرعي المتعلق بها.
إن توقيت هذه اللقاءات والحوارات والدعاوة لها ليدل دلالة قاطعة على مدى انزعاج الغرب الكافر من وعي الأمة الإسلامية على إسلامها وتطلعها إلى استئناف الحياة الإسلامية التي كانت تحياها بإعادة الحكم إلى الإسلام، كما وتدل على مدى انزعاجه من محاولة الأمة الإسلامية الانعتاق من ربقته والتحرر من طراز عيشه الغربي بالعودة إلى الإسلام. ومن أجل ذلك يسعى إلى تمييع هذا الانعتاق وهذا التحرر مستخدمًا عملاءه من الحكام والسياسيين والمفكرين وعلماء السلاطين للترويج إلى الحوار بين الأديان والحوار مع الآخر وما إلى ذلك من شعارات، ويتخذ من الإجراءات ما يحقق به هذه الشعارات ومنها ما أقدم عليه من إنشاء هذه اللجان للحوار بين الأديان.
ويقيمون هذا الحوار على ثلاث مقولات هي: 1 مقولة وحدة الأديان وأن المقصود بالإسلام هو الخضوع والانقياد لله رب العالمين وهو ما عليه الأديان السماوية وما كان عليه الرسل والأديان التي تدعو إلى عبادة إله واحد. 2 مقولة أن الإسلام في دعوته، كما الأديان الأخرى، يدعو إلى الحوار مع المخالفين، دون استعلاء بعضهم على بعض. 3 مقولة تكوين بديل حضاري عن طريق الوصول إلى الأمور المشتركة بين الأديان.
ولمَّا كان هذا إلباسَ حقٍّ بباطل، وقد نهى عنه رب العالمين بقوله: ]ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون[، ولمَّا كان الإسلام قد كمُل وما ترك صغيرة ولا كبيرة في علاقات الإنسان إلا ووضع حكمها في شريعته مصداقاً لقوله تعالى: ]اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً[ وقوله تعالى: ]ونزّلنا عليكَ الكتابَ تبيانًا لكل شيء[، ولما كانت الديانات السابقة قد تلاعب بها أصحابها وحرفوها كما قال تعالى: ]وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون @ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ ابنَ مريم وما أُمِروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون[، ولمَّا كان دين الإسلام هو الدين الخاتَم الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يلحقه ولن يلحقه أي تبديل أو تحريف مصداقاً لقوله تعالى: ]إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون[ وقوله تعالى: ]لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من حلفه تنزيل من حكيم حميد[، لكل ذلك فلا مجال للقول بوحدة الأديان ولا بالمساواة بينها.
وكذلك فليس المقصود بالإسلام هو المعني اللغوي أي مجرد "الخضوع والانقياد" لله رب العالمين بل المقصود به هو المعنى الشرعي للإسلام وهو الخضوع والانقياد والتسليم لله رب العالمين بحسب شرعته التي أرسل بها نبيه ورسوله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، ولذا رأينا أن كلمة "الإسلام" بالمعنى الشرعي ما وردت في القرآن الكريم إلا وكانت مقرونة بكلمة "الدين" حتى لا يكون هناك مجال لصرف الذهن إلى معناها اللغوي، يقول تعالى: ]اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً[ ويقول: ]ومن يبتغِ غيرَ الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين[ ويقول سبحانه وتعالى: ]إن الدين عند الله الإسلام[. أما أن ترد آيات بوصف الأنبياء والرسل وأتباعهم بكونهم مسلمين فالمقصود منه المعنى اللغوي وهو أنهم "خاضعون منقادون" لله في أصل الملة. وعليه فالإسلام المقصود به هو الدين الخاتم الذي أرسل به الله نبيه ورسوله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، وليس كل أتباع الأديان السماوية الأخرى مسلمين، أي مؤمنين بشريعة محمد.
وأما مقولة الحوار مع الآخرين، فقد علمنا الإسلام أن التحاور معهم لا يكون إلا على أساس واحد هو قوله تعالى: ]قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبدَ إلا اللّهَ ولا نشركَ به شيئاً ولا يتخذَ بعضُنا بعضاً أرباباً من دون الله[ هذا هو أساس الحوار. وعلمنا كيفية هذا الحوار يقوله: ]ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن[. أما أن نتحاور معهم على غير أساس من العقيدة الإسلامية وحمل الدعوة إليهم وإقناعهم بالإسلام، وبغير أن نصارحهم بأن ما هم عليه ضلال لا ينفعهم في الدنيا ولا ينجيهم في الآخرة، فهذا حرامٌ لا يرضي الله ولا رسوله بحال من الأحوال.
وأما مقولة تكوين بديل حضاري، فهذا لا يخطر ببال مسلم، لأن ما أنزله الله لا يمكن لبشر أن يأتي بمثله فضلاً عن أن يكون أفضل: [اتَّبعوا ما أُنزِل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء].
أيها المسلمون:
إن الأزهر الشريف كان وسيظل، بإذن الله، منارة للعلوم والثقافة الإسلامية، ومدرسة لحَمَلَة الدعوة من العلماء والمفكرين. ويجب أن يعود رائداً في الدفاع عن الإسلام والمسلمين كما كان في سابق عهده. ولكن أن يوظف لضرب الإسلام والمسلمين من قبل صاحب هذا المنصب الكهنوتي محمد سيد طنطاوي المسمى بشيخ الأزهر وأمثاله لهو دربٌ من دروب إلباس الحق بالباطل وتضليل المسلمين نهى عنه رب العالمين. فلا تغرنّكم هذه المناصب والأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان. ونسألكم أن تسألوا الشيخ طنطاوي ما الذي فعله حين رفض ممثل مجلس الكنائس العالمي ومندوب الفاتيكان التوقيع على وثيقة تدين الإرهاب في هذا المؤتمر للأديان السماوية الذي دعت إليه أمريكا، بحجة أن التوقيع عليها معناه اعتراف بالإسلام كدين سماوي، وهذا مازال محل خلاف عندهم ؟! ماذا فعل الشيخ طنطاوي عندما أعلن الفاتيكان في وثيقته التي سماها "وثيقة الخلاص" بأن الفاتيكان لا يعتبر أية عقيدة غير الكاثوليكية والكاثوليكية تحديدًا - هي العقيدة المخلّصة للإنسان يوم القيامة ؟! ثم كيف يلتقي بتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا ويداه مازالتا تقطران من دماء المسلمين الأبرياء في أفغانستان، وبضرب العراق، ويظاهر يهود على قتل أهل فلسطين وإخراجهم من ديارهم ؟! ولْتتقدَّمْ بريطانيا وساستها من أمثال توني بلير ليقودوا حواراً عندهم بين البروتستانت والكاثوليك يقضي على هذا الإرهاب والتعصب الأحمق بين أبناء الشعب البريطاني، وبعد ذلك يفكرون بحوار بين المسلمين والنصارى.
علماءَ الأزهر الأجلاء:
إن الأزهر الشريف، نظرًا لما كان يلعبه من دورٍ بارزٍ في إيقاظ المسلمين والتصدي لموجات الكفر التي تمر بها الأمة، لم يسلم من الغرب الكافر وعملائه من الحكام الخونة فسعوا سعيًا حثيثًا لتقويض دوره في مواجهتهم، ما ترتب عليه ما وصل إليه من حال لا يخفى عليكم، بالرغم مما يعج به من علماء أفذاذٍ شرفاء آثروا الترفع عن هذه المناصب والمراكز حتى لا يطعنوا في دينهم وتقواهم. ولكن الترفع عن هذه المناصب أو عدم المشاركة فيها فحسب لا يعفيهم من الصدع بكلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتذكروا قوله تعالى: ]واتقوا فتنة لا تصيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصّة[، فأنظار الأمة شاخصة إليكم وتنتظر منكم رأياً أو إشارة، فأَروا اللّهَ من أنفسكم خيراً وأنكروا هذه الجرائم النكراء من مبارك وبطانته من أمثال الشيخ طنطاوي، واعملوا على إقامة دولة الإسلام (الخلافة) التي تحقق عز الإسلام والمسلمين وتوحدهم تحت راية خليفة واحد، وتحمل الإسلام دعوة للعالم. يقول صلى الله عليه وآله وسلم : "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه، فقتله".
حزب التحرير ولاية مصر