المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية المبادرة السعودية ومحاذيرها



Black_Horse82
27-02-2002, 09:32 AM
عبد الباري عطوان
كلمتان سحريتان كانتا وراء كل هذا الأهتمام العالمي بمبادرة الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية، هما التطبيع الكامل ، اما النقاط الأخري التي تضمنتها المبادرة، بما في ذلك الانسحاب الاسرائيلي الشامل من الأراضي العربية المحتلة، فهي أقل أهمية، ولا تحتوي علي أي جديد.
فعندما تعرض دولة مثل المملكة العربية السعودية، يحمل ملكها لقب خادم الحرمين الشريفين، وتتربع علي أضخم احتياطي نفطي في العالم التطبيع الكامل مع الدولة العبرية، بما في ذلك اقامة علاقات دبلوماسية وتجارية، فهذا عرض مغر بكل المقاييس، حتي لو كان ثمنه الانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة وسيادة عربية شكلية علي اجزاء من القدس العربية المحتلة.
فالخلاف لم يكن ابداً علي مسألة الانسحاب الاسرائيلي الكامل من اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة التي لا تمثل الا ثمان ٍ في المئة من أرض فلسطين التاريخية، وانما علي حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الي ديارهم، وفق قرارات الشرعية الدولية.
ومبادرة الأمير عبد الله لم تتحدث مطلقا، عن حق العودة، وحصرت التسوية الدائمة في الانسحاب، ولهذا رحبت بها الأوساط الاسرائيلية، ودفعت الرئيس الاسرائيلي الي توجيه دعوة اليه، اي ولي العهد السعودي، لزيارة القدس المحتلة، او الذهاب بنفسه الي الرياض لمناقشة هذه المبادرة، اذا ما تلقي الدعوة في هذا الخصوص، مستذكرا تصريحات مماثلة للرئيس السابق انور السادات الي المذيعة الامريكية المشهورة باربارا والترز التي تحولت الي كرة ثلج انتهت بالزيارة الساداتية المشؤومة الي القدس المحتلة، واتفاقات كامب ديفيد الكارثية.
ہ ہ ہ
القضية الفلسطينية كانت دائماً قضية لاجئين، ولم تكن ابداً قضية ارض فقط، والحروب العربية ـ الاسرائيلية اندلعت من اجل هدف واحد هو اعادة هؤلاء الي وطنهم ووضع حد لمعاناتهم في مخيمات اللجوء.
وربما يفيد التذكير بأن الثورة الفلسطينية انطلقت من المخيمات الفلسطينية، وقبل احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في صيف حزيران (يونيو) عام 1967.
ولا نعرف ما اذا كان الأمير عبد الله علي دراية كاملة بمعني التطبيع الكامل والالتزامات التي يمكن ان تترتب علي بلاده من جراء القبول به، وهو الذي اتخذ دائما مواقف متشددة من الدول المطبعة، ومن القيادة الفلسطينية التي وقعت اتفاقات اوسلو لكسر العزلة العربية والامريكية المفروضة عليها بسبب موقفها المعارض للعدوان علي العراق.
توماس فريدمان الذي اماط اللثام عن هذه المبادرة، وكان من اوائل المحرضين علي اطلاقها، في مقالاته التي نشرها في صحيفة نيويورك تايمز قال ان الأمير السعودي عني بالتطبيع اقامة علاقات دبلوماسية وتجارية وسياحية، وانتظرنا اسبوعا لعلنا نقرأ نفيا لهذه التفاصيل يصدر عن الجانب السعودي، ولكن هذا النفي لم يأت، ووجدنا في الاعلام السعودي تبنيا كاملا لكل ما جاء في المبادرة، وتسويقاً غير مسبوق لها، باعتبارها الحل لكل مشاكل المنطقة، والنهاية العادلة لمعاناة الشعب الفلسطيني.
السؤال الذي نطرحه علي الأمير عبد الله وجميع مستشاريه هو عما اذا كان خطر علي باله بان التطبيع السياحي الذي وافق عليه مع الدولة العبرية، يعني وصول افواج من الاسرائيليين الي المدينة المنورة للتنقيب عن آثار اجدادهم واقامة مهرجانات دينية في اعيادهم لاحياء ذكري صحابتهم من بني قريضة وبني قينقاع وغيرهم، تماماً مثلما يتدفقون الي جربة في تونس، والي قبر ابو حصيرة في مصر؟
ہ ہ ہ
من الانصاف القول ان المقارنة غير واردة بين الأمير عبد الله والرئيس الراحل انور السادات، فالفرق شاسع بين الرجلين، ولكن ما نخشاه هو ان تتورط المملكة العربية السعودية في هذه المبادرة، وينطبق عليها المثل الذي يقول كمن يستجير من الرمضاء بالنار .
فالأمير عبد الله قال ما قاله في اطار حملة علاقات عامة، نصحه بها بعض المحيطين به، لوقف الهجمات الاعلامية الامريكية الشرسة علي حكومة بلاده، التي ركزت علي الفساد وهدر المال العام وغياب الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان، وتبني مذهب اسلامي يخرّج ارهابيين ، ويبدو ان هذا التوجه نجح في ايقاف هذه الهجمات امريكيا، ولكنه قد يؤدي الي متاعب اخري، ربما اكثر خطورة، في داخل السعودية نفسها، بسبب المكانة الدينية الخاصة التي تتمتع بها، وطبيعة مجتمعها الاسلامي المحافظ.
بعض المسؤولين في منطقة الخليج يتحدثون عن صفقة مقايضة يجري الترويج لها حاليا، تقوم علي اساس اطاحة النظام العراقي في بغداد مقابل اقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولا نستغرب ان تكون المبادرة السعودية هي جزء من هذه الصفقة، فالادارة الامريكية عازمة علي تهدئة الاوضاع في فلسطين المحتلة، ووقف الانتفاضة، قبل ان ترسل صواريخها وقاذفاتها العملاقة من طراز (ب 25) لتدمير العراق للمرة الثانية.
وبمعني آخر لا بد من تقديم رشوة للرأي العام العربي علي شكل انسحاب ما من الضفة الغربية والقطاع، و رشوة اخري للاسرائيليين علي شكل تطبيع كامل لتبرير مثل هذا الانسحاب واقناع احزابهم المتطرفة به.
المنطقة مزدحمة بالمبادرات، فهناك مبادرة اوسلو، وتينيت، والسناتور الامريكي ميتشيل، وهناك المبادرة المصرية ـ الاردنية، وفوق كل هذا وذاك هناك قرارات الامم المتحدة. فالمشكلة ليست في اطلاق المبادرات، ولكن في الزام الطرف الاسرائيلي بتطبيقها. ولكن خطورة هذه المبادرات التي تأتي من الاطراف العربية تكمن في كونها تقدم دائما تنازلات جديدة، وتحدد سقفا اوطي للمطالب العربية، وهنا يكمن السر في مطالبة امريكا وبعض الاقلام اليهودية للعرب بتقديم مبادرات، ولا يفعلون الشيء نفسه مع الاسرائيليين.
ہ ہ ہ
ما نخشاه ان تنتهي مبادرة الأمير عبد الله بما انتهت اليه مبادرة الرئيس السادات، فالأول تحدث عن انسحاب كامل وحل عادل للقضية الفلسطينية، فانتهي بانسحاب جزئي من سيناء، واقامة اول سفارة للدولة العبرية في عاصمة عربية. والأمير عبد الله يطالب بالشيء نفسه، اي الانسحاب الكامل مقابل التطبيع الكامل، فهل ننتهي بانسحاب جزئي، او تهدئة جزئية، مقابل فتح بوابة التطبيع العربية، علي مصراعيها؟
نأمل ان يكون تطيرنا في غير محله، ولكن من حقنا ان نستمر في وضع ايدينا علي قلوبنا تحسبا لمفاجآت عديدة، بعضها غير سار بكل تأكيد.
امريكا تهدئ اسواق المال
بنفي شائعة ارسالها قوات للعراق
واشنطن ـ رويترز: هدأ الجيش الامريكي امس من روع اسواق المال التي اعتراها القلق. ونفت واشنطن للمرة الثانية خلال اسبوع انها ارسلت قوات خاصة الي العراق.
وقال المتحدث باسم الوزارة اللفتنانت كولونيل ديف لابان ليس لنا قوات في العراق .
وكان اكبر اثر للشائعة في الاسواق الامريكية. فبعد 30 دقيقة من بدء التعاملات غيرت اسواق البورصة اتجاهها الصعودي وانخفضت بشدة. وقال احمد اوكومس رئيس صندوق التحوط اوكومس كابيتال ومقره نيويورك والذي يدير اصولا قيمتها 520 مليون دولار هناك شائعة عن ان قوات خاصة امريكية علي الارض في العراق. سمعت انهم هبطوا في منطقة الملاذ الامن الكردية الشمالية .
وفي الساعة العاشرة صباحا كان مؤشر داو جونز قد بلغ مستوي 10187 نقطة بزيادة 41 نقطة. وعلي مدي العشرين دقيقة التالية هوي المؤشر الي 10034 نقطــــة. وتعافـــت السوق جزئيا بعد ان نفت وزارة الدفاع (البنتاغون) وجود قوات في العراق.
وقال نيد كولينز رئيس قسم التعاملات في دايوا للاوراق المالية بالتأكيد كانت الشائعة سبب ان المؤشر هوي في غمضة عين.. وحين نفوها استعدنا حوالي 60 نقطة في غمضة عين .
ونفي البنتاغون الخميس الماضي شائعة مماثلة عن وجود قوات امريكية خاصة في العراق.
وحركت الشائعة الاسعار في اسواق الطاقة والمعادن. وتزايدت التكهنات بان العراق قد يكون الهدف التالي للولايات المتحدة في الحرب علي الارهاب بعد ان وصفه الرئيس الامريكي جورج بوش بانه يمثل مع ايران وكوريا الشمالية محور الشر . واتهم بوش الدول الثلاث بتطوير اسلحة للدمار الشامل ودعم الارهاب الدولي.