المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية من المهم ان نري اسم السعوديين في قائمة التمويل!!!!!????



Black_Horse82
27-02-2002, 09:34 AM
الاقصي مقابل حق العودة .. حل رخيص لا يكلف الا 30 مليار دولار
ثمة دافعان يحركان الامير السعودي عبدالله ليطرح امام الصحافي توماس فريدمان من نيويورك تايمز مبادرة السلام الجديدة لبلاده. احد الدافعين مرتبط بشبكة العلاقات بين الرياض وواشنطن. عندما اتضح ان سعوديين كثيرين شاركوا في الهجوم الارهابي علي الولايات المتحدة طالب الامريكيون من العائلة المالكة منح النظام في السعودية علامات أولية للديمقراطية. ولكن الحكومة السعودية لا تستطيع ان تنشر وترسي في بلادها مناهج تعليمية ديمقراطية تحل بالخراب علي سلطتها المطلقة. مع ذلك فهي ادركت ان وصفها كموطن للارهاب الاسلامي يلزمها بتحسين صورتها. والمساهمة في دفع السلام مع اسرائيل في اطار خطة معتدلة عربية هي البديل الذي سيرضي جورج بوش بدون ان يحوم خطر الديمقراطية علي استقرار النظام في الرياض. والدافع الاخر مرتبط باحداث العنف في الشرق الاوسط. ان اصرار ياسر عرفات علي رفض مبادرة السلام التي طرحها بيل كلنتون وايهود باراك اثار سأم الحكام العرب. وثبت ذلك في الرد المتزن علي هزيمة الفلسطينيين في الانتفاضة ولكنهم يدركون بان تحطيم عرفات في القتال مع الاسرائيليين يجعل منه خطرا حسيا علي الاستقرار الواقعي في انظمتهم.
علي هذين المدماكين ـ اللذين يتغذيان من الرغبة في الحفاظ علي استقرار النظام السعودي ـ استندت خطة الامير عبدالله التي نقلت الي نيويورك تايمز عشية مؤتمر الجامعة العربية. ثمة اساس للادعاء الذي طرحه ايهود اولمرت في برنامج مشعل حام بان حزم ارييل شارون ازاء العنف الفلسطيني كان العامل الذي حث التطور الهام في السعودية. وحسب صائب عريقات لم يكن هناك ما هو اهم من هذه المبادرة منذ عقد مؤتمر مدريد في خريف 1991، وهو يتذكر ان اتفاق اوسلو وقع بعد سنتين من المؤتمر.
ان التاريخ الطويل للمواجهة الاسرائيلية ـ الفلسطينية يدل علي انه في المفترقات الحاسمة امتاز بانخراط واسع للدول العربية المجاورة. ان ظهور وفد من قبل الملوك العرب برئاسة الزعيم العراقي نوري السعيد كان شرطا اساسيا لوقف الاحداث في عام 1936 ـ 1939، ولم تكن حرب التحرير لتنشب لولا ان قامت الدول العربية بغزو اسرائيل عام 1948، وكذلك الاعتداءات ضد اسرائيل في 1967، 1973 ارتبطت دائما بالحكومات المجاورة بحيث كان الفلسطينيون مجرد المبرر والذريعة للقتال في دولة اليهود.
كان هناك زعماء اسرائيليون فهموا او احسوا بان تسوية النزاع لا يمكن ان تنتهي بحدود اسرائيل - فلسطين. اعتقد موشي ديان انه لا يوجد حل سهل لمشكلة القدس فتحدث عن علم سعودي في الحرم وكان هناك من اقترح تحديدا رئيسا مناوبا مغربيا. ورغم ان ياسر عرفات كاذب مواظب، فقد بانت علامات الصدق في اقواله بانه لا يستطيع ان يتوصل الي اتفاق مع اسرائيل حول القدس بدون الحصول علي مصادقة سلفا من العالم العربي. والان بدأ عهد تغطية الدول العربية للفلسطينيين مع الالتزام المفاجيء بتطبيع العلاقات مع اسرائيل.
من ناحية اقليمية ثمة وجه شبه بين الاقتراح السعودي وخطة كلينتون التي وافق عليها باراك. ورغم انها غير مقبولة علي شارون حسنا فعل عندما بدأ باتصالات من اجل الالتقاء مع ممثل سعودي كل يحصل منه علي معلومات من المصدر الاول عن ما قرأه من الصحافي فريدمان وما سمعه شمعون بيريس من رئيس الكونغرس اليهودي - الامريكي سابقا هنري سيغمان ، الذي يعتبر من اشد نقاد اسرائيل.
حتي حكومة يمين اسرائيلية يجب عليها ان تدرس الخطة بامعان، لانها تعرض عليها علاقات ديبلوماسية كاملة ليس فقط مع الفلسطينيين بل مع كل العالم العربي، وتنطوي علي مرونة في مجال تبادل الاراضي وتحديد مكانة معترف بها لاسرائيل في الحوض المقدس في القدس. وهي ايضا تنطوي علي نقاط ضعف بارزة اهمها هي تجاهل قضية اللاجئين. لقد اقترح د. سري نسيبه بحكمة وجرأة ما تفتقد اليه مبادرة ولي العرش السعودي: وهو ان يتنازل الفلسطينيون عن حق العودة. من حيث الجوهر، الصفقة هي الحرم مقابل حق العودة.
ثمة لشارون و بيريس ما يفحصانه لدي السعوديين لأنهم اصحاب المكانة المركزية في العالم العربي وخاصة في القضايا الدينية المرتبطة بالتسوية المقترحة في القدس. والذي لا يقل أهمية هو ان اتفاق السلام ـ خاصة اذا شمل تنازلا عن حق العودة سيكلف 30 ـ 40 مليار دولار. من المهم ان نري اسم السعوديين في قائمة التمويل.
دان مرغليت
(معاريف) ـ 26/2/2002