MandN
28-02-2002, 01:36 AM
خالد حسن:
التقيت بشقيق أحد الجزائريين المعتقلين في سجن قاعدة غوانتنامو بكوبا، وقد أتوا به من البوسنة مع أربعة آخرين، بعدما سُحبت منهم الجنسية البوسنية، وروى لي معاناته، وتنكر السلطات الجزائرية له ولأخيه، وكل ينأى بنفسه ويتورع أن يتدخل، لأن السجان "أمريكا"، فلا البرلمان ولا الحكومة ولا وزارة الخارجية ولا الأمن ولا الرئاسة اهتمت بالقضية أو أولتها جانبا من الرعاية. بينما تدخل الرئيس شخصيا في قضية الطيار الجزائري لطفي الذي اعتقل في لندن عشية أحداث 11 سبتمبر، لأن أحد مقربيه على علاقة شخصية بالرئيس؟!.
صاحبنا المعتقل أعرفه شخصيا منذ فترة طويلة، وأتذكر اليوم الذي ترك أهله وأحبابه ودراسته وتوجه إلى البوسنة، مناصرا لإخوانه، واختار العون والجانب الإغاثي ونبغ فيه وتفرغ له، متنقلا بين زغرب والبوسنة.
عندما أُخذ من بيته، قالوا لأهله (متزوج من بوسنية وله طفلان) : تحقيق عادي وسيعود، وخرج الفارس الهمام ولم يعد، وأقلته طائرة حربية مع رفقائه الأربعة الآخرين إلى كوبا.
شقيقه، يتساءل بلهفة، ماذا أفعل؟ والأبواب موصدة، أريد أن أتحرك، أن أقف مع أخي، لكن لا أحد يأبه، ويعطيك فرصة لسماع قضيتك. وذكر لي أن أحد "المراجع القانونية" التابعة للسلطة، سأله قائلا: أليس لأخيك جنسية بوسنية، فلماذا لا تقصد الحكومة هناك؟! ثم مالذي حمل أخوك للسفر إلى كوبا؟!
الكائنات الميتة التي قصدها صاحبي في الجزائر – ومثيلاتها في أغلب بلاد المسلمين- موغلة في الترتيبات الأمنية التي فرضتها أمريكا، لذا فلن تتحرك إلا في حدود الهامش المتاح لها والذي يضيق يوما بعد يوم، وحبيسة الخوف والهلع، عقيمة، إن لم تضرك فلن تنفعك، لذا فالبيت الأبيض لا يأبه بها ولا بشكاويها! ويُحكى أن بلدا اشتكى من حملة أمريكية دعائية ضده استهدفت مناهجه وجامعاته وقيمه، فأرسلت أمريكا له مُسعر الحملة، ليستقبل بالبساط الأحمر في المطار، ويحظى بتكريم وسبق دعائي وسياسي، هكذا تعامل أمريكا حلفاءها، والتسلح وزيادة الإنفاق على الترسانة العسكرية، يكفيان لاستدامة أجواء الرعب وحالة العقم.
أمريكا لا يخيفها رئيس ولا أمير ولا ملك، مادام هؤلاء يعيشون عالة على شعوبهم، لم تأت بهم إرادة شعبية، ولا أهلتهم كفاءات وخبرات، فُرضوا على الشعوب فرضا، يحرسهم جيش "محترف" في التنكيل ووأد الحريات، وحولهم طوابير من الجواسيس ينقلون لهم أخبار مكايد الصهاينة والأمريكان، حاشا! ما لهذا تدربوا، وإنما لالتقاط الأنفاس وتتبع زلات اللسان وهفوات الأقلام، عُينوا!
أمريكا يؤرقها كاتب رصين يفضح سياستها ويكشف اختلال نظامي القيم والمفاهيم لديها (كما فعل الباحث والخبير السياسي النفيسي)، وكتاب عميق الفكرة، بعيد النظر، يتتبع مخططاتها في مختلف مناطق العالم الاسلامي، ويفصح عما دفنته الكواليس والكراسات (ككتاب وعد كيسنجر للشيخ سفر الحوالي)، وتوجه يدعو للأصالة بالإلتزام بالكتاب والسنة، وتجديد الدين وإصلاح الحياة الإسلامية، لا يُساوم ولا يتملق، ومقاتلون أوفياء، صنعوا الكرامة، وصاروا مفخرة الأمة، وقالوا لا لأمريكا، وساقوها إلى الوحل الأفغاني.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/4EBADEB4-4041-4AAF-AFBE-EB4BB5BE1637.html)
التقيت بشقيق أحد الجزائريين المعتقلين في سجن قاعدة غوانتنامو بكوبا، وقد أتوا به من البوسنة مع أربعة آخرين، بعدما سُحبت منهم الجنسية البوسنية، وروى لي معاناته، وتنكر السلطات الجزائرية له ولأخيه، وكل ينأى بنفسه ويتورع أن يتدخل، لأن السجان "أمريكا"، فلا البرلمان ولا الحكومة ولا وزارة الخارجية ولا الأمن ولا الرئاسة اهتمت بالقضية أو أولتها جانبا من الرعاية. بينما تدخل الرئيس شخصيا في قضية الطيار الجزائري لطفي الذي اعتقل في لندن عشية أحداث 11 سبتمبر، لأن أحد مقربيه على علاقة شخصية بالرئيس؟!.
صاحبنا المعتقل أعرفه شخصيا منذ فترة طويلة، وأتذكر اليوم الذي ترك أهله وأحبابه ودراسته وتوجه إلى البوسنة، مناصرا لإخوانه، واختار العون والجانب الإغاثي ونبغ فيه وتفرغ له، متنقلا بين زغرب والبوسنة.
عندما أُخذ من بيته، قالوا لأهله (متزوج من بوسنية وله طفلان) : تحقيق عادي وسيعود، وخرج الفارس الهمام ولم يعد، وأقلته طائرة حربية مع رفقائه الأربعة الآخرين إلى كوبا.
شقيقه، يتساءل بلهفة، ماذا أفعل؟ والأبواب موصدة، أريد أن أتحرك، أن أقف مع أخي، لكن لا أحد يأبه، ويعطيك فرصة لسماع قضيتك. وذكر لي أن أحد "المراجع القانونية" التابعة للسلطة، سأله قائلا: أليس لأخيك جنسية بوسنية، فلماذا لا تقصد الحكومة هناك؟! ثم مالذي حمل أخوك للسفر إلى كوبا؟!
الكائنات الميتة التي قصدها صاحبي في الجزائر – ومثيلاتها في أغلب بلاد المسلمين- موغلة في الترتيبات الأمنية التي فرضتها أمريكا، لذا فلن تتحرك إلا في حدود الهامش المتاح لها والذي يضيق يوما بعد يوم، وحبيسة الخوف والهلع، عقيمة، إن لم تضرك فلن تنفعك، لذا فالبيت الأبيض لا يأبه بها ولا بشكاويها! ويُحكى أن بلدا اشتكى من حملة أمريكية دعائية ضده استهدفت مناهجه وجامعاته وقيمه، فأرسلت أمريكا له مُسعر الحملة، ليستقبل بالبساط الأحمر في المطار، ويحظى بتكريم وسبق دعائي وسياسي، هكذا تعامل أمريكا حلفاءها، والتسلح وزيادة الإنفاق على الترسانة العسكرية، يكفيان لاستدامة أجواء الرعب وحالة العقم.
أمريكا لا يخيفها رئيس ولا أمير ولا ملك، مادام هؤلاء يعيشون عالة على شعوبهم، لم تأت بهم إرادة شعبية، ولا أهلتهم كفاءات وخبرات، فُرضوا على الشعوب فرضا، يحرسهم جيش "محترف" في التنكيل ووأد الحريات، وحولهم طوابير من الجواسيس ينقلون لهم أخبار مكايد الصهاينة والأمريكان، حاشا! ما لهذا تدربوا، وإنما لالتقاط الأنفاس وتتبع زلات اللسان وهفوات الأقلام، عُينوا!
أمريكا يؤرقها كاتب رصين يفضح سياستها ويكشف اختلال نظامي القيم والمفاهيم لديها (كما فعل الباحث والخبير السياسي النفيسي)، وكتاب عميق الفكرة، بعيد النظر، يتتبع مخططاتها في مختلف مناطق العالم الاسلامي، ويفصح عما دفنته الكواليس والكراسات (ككتاب وعد كيسنجر للشيخ سفر الحوالي)، وتوجه يدعو للأصالة بالإلتزام بالكتاب والسنة، وتجديد الدين وإصلاح الحياة الإسلامية، لا يُساوم ولا يتملق، ومقاتلون أوفياء، صنعوا الكرامة، وصاروا مفخرة الأمة، وقالوا لا لأمريكا، وساقوها إلى الوحل الأفغاني.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/4EBADEB4-4041-4AAF-AFBE-EB4BB5BE1637.html)