المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاشقة من نوع آخر.....



Zuluf
28-02-2002, 08:09 PM
تدفقت الحيوية في جسدها بغتة …..أزاحت خصلات من شعرها عن عينيها… وقد أشرقتا بلون أخضر متوهج تحسدها عليه الكثيرات ..اعتدلت في مجلسها لتناول إحدى الروايات، وتفتح بهدوء صفحاتها ..تقلبها حتى تتوقف عند أحدها ….تنظر مليا إلى السطور تقرأ ..تقلب الصفحة ……
طافت ملامح وجهه في أرجاء الصفحة ..تتقافز الكلمات لا تنتظم ثانية في السطور كأنما أعلنت التمرد لمحة غضب أطلت من عينيها حدجها بنظرة قاسية ما انتظرتها أبدا منه يوما. صفعت أحلامها قبل أن يصفعها كلمة واحدة نطقت بها… الرحيل .. بمزيج من الدهشة والغضب هتف..هكذا ..ألقت إليه بالوردة الحمراء التي أهداها يوم عيد ميلادها .. هتف وقد هزه المشهد.. أتجرؤين.. تجاوزت حدود العقل وصرخت والدموع تملأ مقلتيها..
أنت من قرر ذلك.. أتذكر يوم عدت من سفرك الطويل أتذكر ماذا حدث يومها ..؟ قال وقد استبد به الغضب : وهل موقف عابر يعني أن تتركيني ..؟
تهدج صوتها بالبكاء حاولت أن تتكلم . عجزت حروفها عن التجسد وتراخت … ألقت بنفسها على أقرب مقعد ..بكت كما لم تبك من قبل …..أحست بيد حانية ترتب على كتفها ..
وصوت ملهوف ينادي بها.. ما بك عزيزتي … أفاقت ..داعب النسيم وجهها ..نظرت إليه كانت عيناها غائبتين عن الحضور …أطالت النظر إلى وجهه … ثم نظرت إلى الرواية ..: نعم.. نعم.. لقد .. ثم صمتت فعاد ليسألها ما بك ؟.. احتضنت الرواية ثم تنهدت :…لا شيء ..لا شيء ..ولكنه عاد من جديد لماذا كنت تبكين ..؟
نظرت إليه : تراجعت أيامها لسنوات حين كانت صغيرة .. تتقافز ..تمرح ما أجمل لحظات الطفولة براءة … ونقاء روح ..مرت السنوات كبرت الصغيرة غدت جميلة في عيون الجميع … تذكر يوم جاء أحمد لم تكن تهوى الشباب كل من يتقدم لها تعلن رفضها قبل أن تعرف من هو ولكن أحمد حين جاء إليها خاطبا .. أحست بحنين وشوق إليه كأنما تعرفه منذ زمن ..ثلاثة أيام فقط وأصبحت خطيبته….
هاهو الآن أمامها ملامح وجهه تنم عن الطيبة يعلن حبه لها في كل وقت ..ولكن هي هل أحبته .؟؟ كان هذا السؤال يغزو عقلها.. فكما تمردت بطلة روايتها تبغي هي التمرد ولكن على ماذا ..؟
تنبهت إلى أحمد يتحدث .. يهمس إليها هل أحضر لك طبيبا ..؟قالت بصوت بالكاد سمعه وهل أنا بحاجة إليه ؟.. قال محاولا الابتسام ..حسنا ..نعم كي يجعلك لا تشردين بعقلك بعيدا عني .. قالت هامسة من جديد : لماذا تريد أن تتزوجني ..؟
- أسند ظهره إلى المقعد محدقا فيها .لأنني أحبك ؟
فقالت : ولماذا تحبني ؟ ….
فتح شفتيه لينطق فهتفت به ؟أرجوك لا لا تقل لأنني جميلة ؟ فضحك وقال : وسؤالك التالي لو لم أكن جميلة ما كنت ستتزوجني ؟ …. نظرت إليه بخوف ..وهزت برأسها وهي تتمنى من أعماقها ألا يجيب …طافت في بلاد الخيال مع زقزقة العصافير لتفتح وريقات قلبها لها ..همست البنفسج .أنا متعبة جدا ..؟ أريد مرفأ أمان ولكن البنفسج لم يجبها .. تركته وسارت وسط الورود لتجد قلب الكون يفتح أبواب السعادة لها ..صرخت جذلة كطفلة صغيرة ركضت إليه تحمل قلبها الصغير بين يديها.. لحظات وتناثرت أجساد الورد أشلاء.. ومزقت الكلمات نياط قلبها المحب تعثرت … وسقطت من علو… صرخة مدوية انطلقت ..
هتف أحمد ..: قد مسك الجنون حتما… عادت من جديد ساهمة في وجهه.. انتفضت وهي تتأوه .. مشى أحمد إليها اقترب منها تناول يدها برفق ونظر صوب مستقبله رسم ابتسامة جذابة على شفتيه ..
عزيزتي ..مم تعانين ؟؟.. دوما تحملك أحلامك بعيدا عني.. أنت إلى جواري لا تشعرين بي..تشردين بعيدا بعيدا .. أطرقت برأسها ثم نظرت إليه خائفة ملتاعة نظراتها… حزن دفين يطل من رفوف عينيها تحاول دمعة الإفلات من أسوار معتقلها ..وتنجح في الفرار لتحفر قصتها في قلوب الملايين ..وتفتح الرواية من جديد .. فينهض أحمد مبتعدا من المكان …..