شموع لا تنطفئ
28-02-2002, 09:27 PM
فلا تكونن ظهيراً للكافرين.. بقلم : حسين بن محمود
كثر ذكر أسرى المسلمين في كوبا في الآونة ونقل صورهم والحديث عن حالهم وعذابهم في سجون الكفار .. وكيف سمحت أمريكا للصحفيين بتصوير هؤلاء الأسرى ، بل وتمكين أحد الصحفيين النصارى بتجربة الأسر حتى ينقل للعالم عظيم المعاناة اللتي يلقاها هؤلاء الأسرى ..
لا شك أن هؤلاء الأسرى إخواننا ولهم حقوق علينا ، ولكن ما يجب التنبيه إليه هو كيفية استخدام الكفار لهؤلاء الأسرى كدعاية حربية لقتل الروح المعنوية للأمة.
لماذا منعت أمريكا الصحفيين من تصوير القتلى الأفغان من النساء والأطفال ، بينما تسمح للصحفيين بتصوير أسرى في جزيرة نائية ملأت الدنيا بأخبارهم ومعاناتهم !!
إن تصوير السفن الحربية العملاقة وهي تجوب البحار والمحيطات ، وتصوير الطائرات الحديثة وهي تجوب الفضاء ، وتصوير القنابل العملاقة وهي تلقى على الجبال ، وإطلاق التصريحات الرنانة من قبل ساسة البيت الأبيض ، ونشر معلومات تفيد بأن أمريكا تُراقب السكنات وتعُد على الناس الأنفاس ، ونشر الأفلام الحربية عن الجيوش الأمريكية .. كل هذه الأمور وغيرها ما هي إلا جزء من الحرب النفسية التي تخوضها أمريكا في سبيل إضعاف الروح المعنوية للمسلمين وخلق حالة من الإحباط واليأس في صفوفهم ..
يقول اللواء الركن محمد جمال الدين محفوظ [في مقال له بعنوان: خذوا حذركم من الحرب النفسية ] ، "وفي مجال الصراع بين الأمم أو بين الجيوش، فإن كل جانب يحرص على أن ينشئ في خصمه "الحالة العقلية" التي تحقق له أهدافه والانتصار عليه. وهنا يأتي دور "الحرب النفسية" أو "الدعاية" التي يجمع الخبراء على أنها أقوى أسلحة الصراع أثرا في تحقيق النصر بسرعة وبأقل الخسائر في الأرواح والمعدات"
لا شك أنه على المسلمين أن لا ينسوا أسراهم في كوبا وفي غيرها ، ولكن يجب علينا أن ننتبه لهذه الحملة الإعلامية التي تهدف إلى إضعافنا نفسياً ، وأن لا نكون سبباً في قتل روحنا المعنوية وتفتيت عزائمنا ، أو أن نكون عوناً لأعدائنا على أمتنا ، هذه الصور التي أثارت الرعب في قلوب كثير من الشباب حتى أحجم بعضهم عن السفر للخارج (للدعوة ، أو حتى للتجارة) خوفاً على نفسه من غوانتانامو !!
يقول اللواء الركن محمد جمال الدين محفوظ " أما "الحرب النفسية " فهي تستطيع ما هو أخطر وأعمق أثرا (من الحرب العسكرية) ، إنها تجرده من أثمن ما لديه وهو "إرادته القتالية"، فهي تستهدف في المقاتل أو المواطن عقله وتفكيره وقلبه وعواطفه لكي تحطم روحه المعنوية وتقوده إلى الهزيمة، وهذا ما دعا القائد الألماني روميل إلى القول بأن « القائد الناجح هو الذي يسيطر عل عقول أعدائه قبل أبدانهم »، ودعا تشرتشل إلى أن يقول: « كثيرا ما غيرت الحرب النفسية وجه التاريخ! ».. وقد بلغ من تأثير الحرب النفسية أن كثيرا من الأمم - كما يروي التاريخ- استسلمت لأعدائها قبل أن تطلق جيوشها طلقة واحدة!!"
إ
ننا بتخويفنا شباب الأمة من مصيرهم المحتوم بالمواجهة نكون قد سقناهم كالأنعام ليذبحوا بالسكين الأمريكي دون إبداء أية مقاومة ، والكل يعرف قصة التتري الذي أتى جماعة من المسلمين في بغداد وأمرهم أن ينتظروه حتى يأتي بسيفه فيذبحهم !!
إن الحرب النفسية نحن أساتذته وسابري غوره ، ففي كتاب ربنا جل وعلى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوا الله وعدوكم" ، ولاحظوا كيف أن الإرهاب النفسي يكون بالإعداد فقط دون القتال .. وهذا الفن أتقنه الذي نُصر بالرعب مسيرة شهر ، فبعد معركة أُحد والمسلمون محاصرون في الجبل ، انتبه النبي صلى الله عليه وسلم للعامل النفسي فأبى أن يجمع على المسلمين الهزيمة العسكرية والهزيمة النفسية فأمر المسلمون بالرد على أبي سفيان فكان الجواب: "الله مولانا ولا مولى لكم" ، "قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" .. و حينما قاد النبي صلى الله عليه وسلم الكتيبة الخضراء من المهاجرين والأنصار مدججين بالسلاح أمام أبي سفيان قبل فتح مكة قال أبو سفيان للعباس "لا قبل لأحد بقتال هؤلاء"
هذا الفن بروفسوره "سيف الله" الذي سطر في رسالته للفرس قواعده "بسم الله الرحمن الرحيم ، من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد: فالحمد لله الذي فضّ خدَمكم ، وسلب مُلككم ، ووهن كيدكم .. من صلى صلاتنا ، واستقبل قبلتا ، وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم ، له ما لنا وعليه ما علينا .. إذا جائكم كتابي هذا فابعثوا إلي بالرُّهُن ، واعتقدوا مني الذمة ، وإلا ، فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوماً يحبون الموت كما تحبون الحياة" .. وقال لماهان قائد الروم لما أراد إغرائه بالمال "إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت ، ولكننا قوم نشرب الدماء ، وقد علمنا أنه لا دم أشهى ولا أطيب من دم الروم فجئنا لذلك" .. ولقد أقسم سيف الله بأن يجري النهر بدماء الفرس وأبر قسمه ، وأرعب أهل فارس حتى قال قائلهم "ما رأى قوم وجه خالد ورأوا النصر".
إن أمريكا باختيارها لضرب دولة فقيرة كأفغانستان والتلميح بضرب الصومال التي هي أفقر من أُختها تطبق "النظرية العنترية" ، فقد سُئل عنترة بن شداد عن سر غلبته لأقرانه فقال: "إني آتي الضعيف فأضربه ضربة يطير لها قلب الشجاع" ..
يقول اللواء الركن محمد جمال الدين محفوظ: " إن الخبراء الذين يخططون لحملات الحرب النفسية لتدمير الروح المعنوية وتحطيم الإرادة القتالية، يسعون إلى تحقيق هذا الهدف من خلال المهام الرئيسية التالية:
1 - التشكيك في سلامة وعدالة الهدف أو القضية.
2 - زعزعة الثقة في القوة "من كافة عناصرها" والثقة في إحراز النصر، وإقناع الجانب الآخر بأنه لا جدوى من الحرب أو الاستمرار في القتال أو المقاومة.
3 - بث الفرقة والشقاق بين الصفوف والجماعات.
4 - التفريق بين الجانب الآخر وحلفائه ودفعهم إلى التخلي عن نصرته.
5- تحييد القوى الأخرى التي قد يلجأ إليها الجانب الآخر للتحالف معها أو لمناصرته."
سُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: عن سر غلبته كل من بارزه ، فقال: إذا استقبلت خصمي فإني أعلم بأني سأغلبه ، وهو يعلم بأني غالبه ، فأكون أنا ونفسه عليه" أو كما قال رضي الله عنه.
هذا لا يعني أن لا نكتب عن معاناة المسلمين من أسرى وغيرهم ، ولكن مثل هذه الصياغات المثبطة قد تكون غير حكيمة في مثل هذه الظروف ، فليس للأمة الإسلامية - بعد الله سبحانه وتعالى – إلا هذه الروح المعنوية المتبقية في بعض أفرادها .. إننا أحوج ما نكون في هذه الأوقات إلى شحذ الهمم ، وتحرير جموع الأمة من عقدة الخوف من الأعداء .. لقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم كلمات عظيمة بعد معركة أُحد والمسلمون ينظرون إلى قتلاهم تحت الجبل فذكّرهم بمصير هؤلاء الشهداء وبفضل المسلمين على الأعداء ، فردت هذه الكلمات الحياة في قلوب الصحابة فإنتقلوا من هزيمة عسكرية إلى نصر نفسي زادهم قوة وإصراراً على التضحية ..
لقد أثبت المجاهدون في أفغانستان بأن الآلة العسكرية لا قيمة لها أمام الإرادة الإيمانة والعزيمة الربانية ، وأن قتال العقيدة أصلب من المخترعات الحديثة .. فيا حبذا لو ركز الكتاب على هذه المعاني وزرعوا في قلوب الأمة روح العزة والإستعلاء على الأعداء. لا نُريد الرعونة في فكرنا ، ولاكن نريد خُيلاء أبي دُجانة ، فهو محمود في مثل هذه المواقف.
أيها الكاتب المسلم: أرجوا أن تراعي هذا الجانب وأنت تكتب في هذه الأوقات العصيبة ، وأن تراعي في ما تكتب الأثر المرجو على القراء من شباب الإسلام الذين تكالبت عليهم الدعايات النصرانية والمنافقة من تغريب ، وتثبيط ، وتخويف ، وترويع عبر وسائل الإعلام وغيرها من الوسائل التي تصب في قالب مصلحة الأعداء .. أنت مؤتمن "فلا تكونن ظهيراً للكافرين" (القصص: 86 ) .
كثر ذكر أسرى المسلمين في كوبا في الآونة ونقل صورهم والحديث عن حالهم وعذابهم في سجون الكفار .. وكيف سمحت أمريكا للصحفيين بتصوير هؤلاء الأسرى ، بل وتمكين أحد الصحفيين النصارى بتجربة الأسر حتى ينقل للعالم عظيم المعاناة اللتي يلقاها هؤلاء الأسرى ..
لا شك أن هؤلاء الأسرى إخواننا ولهم حقوق علينا ، ولكن ما يجب التنبيه إليه هو كيفية استخدام الكفار لهؤلاء الأسرى كدعاية حربية لقتل الروح المعنوية للأمة.
لماذا منعت أمريكا الصحفيين من تصوير القتلى الأفغان من النساء والأطفال ، بينما تسمح للصحفيين بتصوير أسرى في جزيرة نائية ملأت الدنيا بأخبارهم ومعاناتهم !!
إن تصوير السفن الحربية العملاقة وهي تجوب البحار والمحيطات ، وتصوير الطائرات الحديثة وهي تجوب الفضاء ، وتصوير القنابل العملاقة وهي تلقى على الجبال ، وإطلاق التصريحات الرنانة من قبل ساسة البيت الأبيض ، ونشر معلومات تفيد بأن أمريكا تُراقب السكنات وتعُد على الناس الأنفاس ، ونشر الأفلام الحربية عن الجيوش الأمريكية .. كل هذه الأمور وغيرها ما هي إلا جزء من الحرب النفسية التي تخوضها أمريكا في سبيل إضعاف الروح المعنوية للمسلمين وخلق حالة من الإحباط واليأس في صفوفهم ..
يقول اللواء الركن محمد جمال الدين محفوظ [في مقال له بعنوان: خذوا حذركم من الحرب النفسية ] ، "وفي مجال الصراع بين الأمم أو بين الجيوش، فإن كل جانب يحرص على أن ينشئ في خصمه "الحالة العقلية" التي تحقق له أهدافه والانتصار عليه. وهنا يأتي دور "الحرب النفسية" أو "الدعاية" التي يجمع الخبراء على أنها أقوى أسلحة الصراع أثرا في تحقيق النصر بسرعة وبأقل الخسائر في الأرواح والمعدات"
لا شك أنه على المسلمين أن لا ينسوا أسراهم في كوبا وفي غيرها ، ولكن يجب علينا أن ننتبه لهذه الحملة الإعلامية التي تهدف إلى إضعافنا نفسياً ، وأن لا نكون سبباً في قتل روحنا المعنوية وتفتيت عزائمنا ، أو أن نكون عوناً لأعدائنا على أمتنا ، هذه الصور التي أثارت الرعب في قلوب كثير من الشباب حتى أحجم بعضهم عن السفر للخارج (للدعوة ، أو حتى للتجارة) خوفاً على نفسه من غوانتانامو !!
يقول اللواء الركن محمد جمال الدين محفوظ " أما "الحرب النفسية " فهي تستطيع ما هو أخطر وأعمق أثرا (من الحرب العسكرية) ، إنها تجرده من أثمن ما لديه وهو "إرادته القتالية"، فهي تستهدف في المقاتل أو المواطن عقله وتفكيره وقلبه وعواطفه لكي تحطم روحه المعنوية وتقوده إلى الهزيمة، وهذا ما دعا القائد الألماني روميل إلى القول بأن « القائد الناجح هو الذي يسيطر عل عقول أعدائه قبل أبدانهم »، ودعا تشرتشل إلى أن يقول: « كثيرا ما غيرت الحرب النفسية وجه التاريخ! ».. وقد بلغ من تأثير الحرب النفسية أن كثيرا من الأمم - كما يروي التاريخ- استسلمت لأعدائها قبل أن تطلق جيوشها طلقة واحدة!!"
إ
ننا بتخويفنا شباب الأمة من مصيرهم المحتوم بالمواجهة نكون قد سقناهم كالأنعام ليذبحوا بالسكين الأمريكي دون إبداء أية مقاومة ، والكل يعرف قصة التتري الذي أتى جماعة من المسلمين في بغداد وأمرهم أن ينتظروه حتى يأتي بسيفه فيذبحهم !!
إن الحرب النفسية نحن أساتذته وسابري غوره ، ففي كتاب ربنا جل وعلى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوا الله وعدوكم" ، ولاحظوا كيف أن الإرهاب النفسي يكون بالإعداد فقط دون القتال .. وهذا الفن أتقنه الذي نُصر بالرعب مسيرة شهر ، فبعد معركة أُحد والمسلمون محاصرون في الجبل ، انتبه النبي صلى الله عليه وسلم للعامل النفسي فأبى أن يجمع على المسلمين الهزيمة العسكرية والهزيمة النفسية فأمر المسلمون بالرد على أبي سفيان فكان الجواب: "الله مولانا ولا مولى لكم" ، "قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" .. و حينما قاد النبي صلى الله عليه وسلم الكتيبة الخضراء من المهاجرين والأنصار مدججين بالسلاح أمام أبي سفيان قبل فتح مكة قال أبو سفيان للعباس "لا قبل لأحد بقتال هؤلاء"
هذا الفن بروفسوره "سيف الله" الذي سطر في رسالته للفرس قواعده "بسم الله الرحمن الرحيم ، من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد: فالحمد لله الذي فضّ خدَمكم ، وسلب مُلككم ، ووهن كيدكم .. من صلى صلاتنا ، واستقبل قبلتا ، وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم ، له ما لنا وعليه ما علينا .. إذا جائكم كتابي هذا فابعثوا إلي بالرُّهُن ، واعتقدوا مني الذمة ، وإلا ، فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوماً يحبون الموت كما تحبون الحياة" .. وقال لماهان قائد الروم لما أراد إغرائه بالمال "إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت ، ولكننا قوم نشرب الدماء ، وقد علمنا أنه لا دم أشهى ولا أطيب من دم الروم فجئنا لذلك" .. ولقد أقسم سيف الله بأن يجري النهر بدماء الفرس وأبر قسمه ، وأرعب أهل فارس حتى قال قائلهم "ما رأى قوم وجه خالد ورأوا النصر".
إن أمريكا باختيارها لضرب دولة فقيرة كأفغانستان والتلميح بضرب الصومال التي هي أفقر من أُختها تطبق "النظرية العنترية" ، فقد سُئل عنترة بن شداد عن سر غلبته لأقرانه فقال: "إني آتي الضعيف فأضربه ضربة يطير لها قلب الشجاع" ..
يقول اللواء الركن محمد جمال الدين محفوظ: " إن الخبراء الذين يخططون لحملات الحرب النفسية لتدمير الروح المعنوية وتحطيم الإرادة القتالية، يسعون إلى تحقيق هذا الهدف من خلال المهام الرئيسية التالية:
1 - التشكيك في سلامة وعدالة الهدف أو القضية.
2 - زعزعة الثقة في القوة "من كافة عناصرها" والثقة في إحراز النصر، وإقناع الجانب الآخر بأنه لا جدوى من الحرب أو الاستمرار في القتال أو المقاومة.
3 - بث الفرقة والشقاق بين الصفوف والجماعات.
4 - التفريق بين الجانب الآخر وحلفائه ودفعهم إلى التخلي عن نصرته.
5- تحييد القوى الأخرى التي قد يلجأ إليها الجانب الآخر للتحالف معها أو لمناصرته."
سُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: عن سر غلبته كل من بارزه ، فقال: إذا استقبلت خصمي فإني أعلم بأني سأغلبه ، وهو يعلم بأني غالبه ، فأكون أنا ونفسه عليه" أو كما قال رضي الله عنه.
هذا لا يعني أن لا نكتب عن معاناة المسلمين من أسرى وغيرهم ، ولكن مثل هذه الصياغات المثبطة قد تكون غير حكيمة في مثل هذه الظروف ، فليس للأمة الإسلامية - بعد الله سبحانه وتعالى – إلا هذه الروح المعنوية المتبقية في بعض أفرادها .. إننا أحوج ما نكون في هذه الأوقات إلى شحذ الهمم ، وتحرير جموع الأمة من عقدة الخوف من الأعداء .. لقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم كلمات عظيمة بعد معركة أُحد والمسلمون ينظرون إلى قتلاهم تحت الجبل فذكّرهم بمصير هؤلاء الشهداء وبفضل المسلمين على الأعداء ، فردت هذه الكلمات الحياة في قلوب الصحابة فإنتقلوا من هزيمة عسكرية إلى نصر نفسي زادهم قوة وإصراراً على التضحية ..
لقد أثبت المجاهدون في أفغانستان بأن الآلة العسكرية لا قيمة لها أمام الإرادة الإيمانة والعزيمة الربانية ، وأن قتال العقيدة أصلب من المخترعات الحديثة .. فيا حبذا لو ركز الكتاب على هذه المعاني وزرعوا في قلوب الأمة روح العزة والإستعلاء على الأعداء. لا نُريد الرعونة في فكرنا ، ولاكن نريد خُيلاء أبي دُجانة ، فهو محمود في مثل هذه المواقف.
أيها الكاتب المسلم: أرجوا أن تراعي هذا الجانب وأنت تكتب في هذه الأوقات العصيبة ، وأن تراعي في ما تكتب الأثر المرجو على القراء من شباب الإسلام الذين تكالبت عليهم الدعايات النصرانية والمنافقة من تغريب ، وتثبيط ، وتخويف ، وترويع عبر وسائل الإعلام وغيرها من الوسائل التي تصب في قالب مصلحة الأعداء .. أنت مؤتمن "فلا تكونن ظهيراً للكافرين" (القصص: 86 ) .