المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عالم المرأة يا ابنتي: لماذا اصطحبت قدومك دموع الحزن؟



الموز
01-03-2002, 07:31 AM
أخية قرأت هذا المقال ونقلته لكِ لتقرأيه.....
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ابنتي..
ما أجمل تحية الإسلام، وما أعظم شأنها، ولذلك أول ما ألقاك يسرني أن أبادلك بها؛ فالسلام عليك ورحمة الله وبركاته.. سائلة الله أن تصلك كلماتي وأنت تلبسين ثوب العافية وترفلين في جوانح السعادة الآمنة.

يا ابنتي..
كم كنت أحلم بوجودك وأتمنى رؤياك ومرت الأيام تلو الأيام فإذا بالخبر يطمس كل الأحلام، مباركاً بقدومك إلى ساحة الدنيا الفسيحة، ووالله يا ابنتي لقد كانت سعادتي مشوبة بالحزن فسالت الدموع، فما أدري أكفكفها عن أعين الناظرين فأحجب عنهم سعادتي وآمالي، أو أدعها تنهمل فيرى الناس دموع الحزن تغلب دموع الفرحة فيتساءلون.



يا ابنتي..
علك تسألين كيف اصطحب قدومك دموع الحزن مع أن الفرحة منتظرة؟ كيف لا أحزن، كيف لا تنهمر الدموع، وعصرك يا ابنتي حزين تنتابه الآلام؟ عصر بقي المتحشمات فيه غريبات.. عصر تنهر فيه الصالحة وتبجل الفاسقة.. عصر المتمسكات فيه غريبات، والمفرطات فيه بطلات جليلات.. فكيف أريدك له يا ابنتي؟

يا ابنتي..
لقد جاء ميلادك مع عصر تسود فيه القوه إلى أبعد ماتتصورين، فيتسلى الأقوياء على خيرات الضعفاء دون خوف أو وجل..
عصر فتحت فيه الشهوة أبوابها إلى أبعد صور الرذيلة، حتى أصبت المرأة بوابة للشهوة العريضة..
عصر ضعف فيه الحياء، وغابت الغيرة، وانتهت كل معاني الإنسانية..
عصر يدخل بيتك ويسايرك في طريقك..
عصر لا كل العصور..
فكيف لايشوب مجيئك دموع الحزن والحسرات؟

يا ابنتي..
ها هو مصعب يعيش لذة دلال الأمهات فيخرج شاباً أنيقاً يحمل بين أعطافه العطورات.. نساء مكة بأسرها تتطاول أعناقهن لرؤية الفتى المدلل..
كان يعيش قمة النعمة الظاهرية؛ نعمة الملبس وجميل الثياب ونعمة المسكن والمشرب، وفي نفس الوقت كان يعيش حياة لا تحمل نهجاً.. حياة الفارغين.. يغتسل ويلبس ويتطيب ويرحل إلى أين أراد، ومع كل ذلك كان يبحث عن السعادة والاستقرار، فعاد إلى المسجد والتقى بصاحب الرسالة، وعاش لذة القرآن وسمر مع أحاديث السنة؛ فوجد ما فقده وعاش اللذة بكل معانيها.

يا ابنتي..
هاهو بيتنا الجميل يحتضن كتب العلماء والعلم في أرجائه فيثبت العقيدة أساساً متيناً في حياتك وتحدو بك السيرة إلى المعالي تنمقين نفسك كتب التربية فترفعين نفسك إلى عالم الأوفياء من المصلحات، ولأني أدرك أني راحلة عن هذه الحياة وأؤمل أن يطول بك العمر، فتجدين في هذه المكتبة ما يشبع وجدانك وتكتبين بها عالمة من الجدية؛ فيعلو ذكرك في عالم المصلحات فيصلني عبيق دعائك في وقت أحوج ما أكون فيه إلى الدعاء..

يا ابنتي..
عاثت الفضائيات في أخلاق قريناتك فأوصلتهم إلى صور مجردة من القيم والمثاليات. وكم أتمنى أن أرى فيك الصورة الدؤوبة للداعيات المصلحات، فتخاطبين كل هؤلاء بخطاب الرحمة والشفقة، فتذكرينهم بالخالق وتنمين جوانب الغيرة علك تسهمين في عودهم المبارك فتكونين في عداد المصلحات الكرام.

يا ابنتي..
الأمنيات كثيرة، ولئن كنت اليوم لم أتمكن من سردها عليك للتذكير بها فلعل في روحك المتطلعة، وحياتك المستقبلية ما يحقق لأمك كل الاماني والتطلعات.

وفي الختام...
لا أملك إلا أن أتوجه إلى الله أن يصلح حالك؛ فتعيشين صالحة مصلحة فتعودين على أمتك بالنفع والخير العظيم.. سائلة الله أن يهيء لك الرفقة الصالحة، وقبل ذلك العون والسداد منه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تــوتـه
03-03-2002, 10:45 PM
مشكور على المشاركه:) :)