المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فكانت اسهم عينيها تخترق جسدي ...



Zuluf
01-03-2002, 05:30 PM
جلست على جنبات ذاك المقهى العتيق…ارمق ما قد مضى من حياتي

و أفكر بارتعاش فيما هو آت…كم من عمري الضائع قد بقى

لماذا اجلس وحيدا؟؟ اين هي حبيبتي؟؟

لماذا هجرتني؟؟؟

و لماذا قتلتني؟؟؟ لماذا قتلت الإحساس فيني و أبقت لي الجسد؟؟؟
أهو كرم الخائن؟؟؟
أهو عطف الجائر؟؟؟
أم هو نبل الوضيع؟؟

وفجأة دخلت من لم أرى في جمالها منذ أمد…
كانت متمسكة في ذراع صديقتها كالطفلة…
حلوة في ابتسامتها
أنيقة في ملبسها
هادئة …آه كم هي هادئة

التفت إليها…فكانت اسهم عينيها تخترق جسدي
لم تلتفت في هذا المقهى لغيري…

تراقص قلبي فرحا
أهي تبادلني شعور الإعجاب
أهذا ما يسمى الحب من النظرة الأولى

بادلتها النظرات بأعمق منها
تهامسها صديقتها فتبقي نظراتها و ابتساماتها لي

بدأت أتساءل في ريبة بعد أن طالت نظراتها لي
أهي تعرفني؟؟؟
أم هي من قريباتي؟؟؟
أم أنها تقرأ القلوب
فأحبت صفاء قلبي ..
وتمنت أحاسيسي

طردت تلك الأسئلة السخيفة من بيت تفكيري
و أدخلت التفاؤل إلى حجرة أحزاني
و جمعت شتات قواي
وشجعت نفسي أن أكلمها
نعم يجب أن أكلمها

لم يفدني الخوف و الخجل في حياتي أبدا
رغم أنها من حسنات صفاتي
ولكن ليس الآن
فقد مللت أن انتظر الظروف تحكم حياتي
لماذا لا اصنع قدري

انتظرت وأنا أشير لها بإصبعي بأني قادم لمحادثتها
لكني انتظر الفرصة المناسبة
لم تحرك ساكنا رغم إشاراتي

يا الهي
متى تأتي هذه الفرصة
طال انتظاري
وبدأت الزلازل تهز أركان قلبي خوفا
هل ستأتي الفرصة
أم سأظل سجينا في زنزانة نحسي

و جاءت الفرصة على عجل
الحمد و الشكر لك يا رب
فأنت تعلم ما في قلبي
لقد انتظر منذ زمن أن أجد الحب بهذا الأسلوب

إعجاب تجتاحه أعاصير الرومانسية
ونظرات تغطيها غيوم الأمل
هذه هي بداية الحب الذي فقدت الأمل في وجوده

قامت صديقتها من مكانها و اتجهت الى حيث لا اعلم
فقد ظلت نظراتي تلاحق عيون حلوتي الجالسة الهادئة

قمت من مكاني و ما زلت انظر إليها
رباه لم ترفع عينيها لتنظر إلى و أنا قادم إليها
رباه هل أعود أدراجي أم اكمل مسيرتي نحو حلمي

لا لن أعود
اتجهت نحوها و خاطبتها بزقزقة عصفور صغير
وقلت: مساء الخير
قالت : مساء النور…من أنت

قلت : أنا من قتلتني نظراتك التي ساقت قدماي إلى جوارك.
قالت: أنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قلت :نعم أنتي…و ارجوك لا تخجلي فقد فهمت من نظراتك ما يجول في قلبك
و اعتقد انك قد فهمتي جيدا من نظراتي بمدى اعجابي بكِ وبعينيك الجميلتين

لم تقل شيئا و نظرت الى الأرض و بكت !!!!!
وقالت: ارجوك اتركني وحيدة …واستبيحك عذرا لو أنى نظرت إليك , فلم اقصد ذلك
قلت في دهشة: لم تقصدي؟؟؟؟
فجاءت صديقتها من بعيد و وقفت بجانبي و علامات الدهشة على وجهها ولسان حالها يقول :
من أنت يا هذا و ماذا تريد من صديقتي !!!
فتهامست مع صديقتها و أنا واقف أحاول شرح الموقف دون أن انطق بكلمة

قامت صديقتها بمسك ذراع تلك الجميلة التي سحرتني بنظراتها و هموا بالخروج
ثم التفتت صديقتها نحوي و قالت: فعلا لم تقصد أن تنظر إليك بالطريقة التي فهمتها يا هذا

قلت و الحزن قد تقمص ملامحي: كيف لم تقصد و نظراتها واضحة و مفهومة .
قالت صديقتها: لسبب بسيط جدا …
قلت: وما هو؟؟
قالت: لانها ضريرة

ومنذ تلك اللحظة
أصبحت أؤمن بما يسمى بالنحس
وباني قرينه و صديقه و ظله.



:" :# :":