MandN
02-03-2002, 03:08 AM
خالد حسن:
حمى المبادرات طفحت على السطح فأشغلت الرأي العام، وأصحاب المبادرة (سواء ولي العهد السعودي أو القذافي أو غيرهما) غالبا ما يصدقون أنهم نجحوا في هدفهم، ففي حالة السعوديين – وهو الذي يعنينا هنا -، ربما يظن مستشارو ولي العهد أن تطاير شظايا "المقترح" هنا وهناك، تغير صورتهم في نظر الأمريكيين بثمن بخس
" ألفاظ معدودات" ( تطبيع كامل مع الكيان الصهيوني مقابل انسحاب كامل إلى حدود ما قبل احتلال 1967)، وكأن التطبيع يباع في المزاد على أنه مخدر للأمريكان واليهود، يخدر مشاعر الإسرائيليين العدائية ويحسم الصراع في جلسة "ودية" بين صحفي في مهمة دبلوماسية، وولي عهد يريد أن يحكم فعلا لا دعاية.
والذي أشار على الأمير عبد الله، خانته الذاكرة أو هكذا يبدو، فهل تغير شيئ منذ مبادرة " فهد" في عام 1981 التي لا تختلف كثيرا في المبنى والمعنى عن مقترح خليفته؟ ألم تجري مفاوضات تفصيلية حول تكييف المبادرة السعودية آنذاك، والتي انتهت بالفشل سواء أمام السوريين أو الفلسطينيين!. صحيح أن الأحداث والملابسات تغيرت، لكنَ اليهود هم اليهود.
إلى حد الآن وبعد أكثر من خمسين سنة من الصراع، لم يستوعب المبادرون السياسة الإسرائيلية والنفسية اليهودية أو هكذا يبدو (إذا تجاهلنا الخلفيات غير المرئية). إن مثل هذه المبادرات خاصة في صيغها التي تظهر بها وتُقدم وتُعتمد والتي يغلب عليها طابع الشعارات العمومية، تفسح المجال واسعا للخيال والتأويلات، وتسوغ للصهاينة الإمعان في تهديدهم ومكرهم، كيف؟ ذلك أنهم يفهمون منها ما يريحهم ويناسبهم: فمثلا "مبادرة" ولي العهد لم تتعرض لحق العودة ولا يوجد حتى تأكيد لقضية الأماكن المقدسة في القدس، الأمر الذي يعتبر في نظر الصهاينة استعدادا سعوديا للتنازل أكثر من الفلسطينيين! وكأن المبادرة صيغت بشكل يفرض شرط الكيان الصهيوني في المفاوضات على الفلسطينيين: وأعطت الشرعية لمظلة لم يتجرأ الفلسطينيون اختراقها، وأوضحت ( المبادرة) للفلسطينيين ما لم توصله التوضيحات الاسرائيلية!.
وكيف نعتقد أنه من البساطة أن يوافق الصهاينة فجأة على الصيغة السعودية وهم الذين رفضوا العودة إلى خطوط يونيو 1967 على الجبهة السورية وفي داخل أرض فلسطين، وفي وقت وصل فيه الصراع بين الصهاينة والشعب الفلسطيني المقاوم ذروته؟. وربما سيقول اليهود بناء على هذا المقترح : مادام الحكام العرب قائمين، ومن ورائهم العالم العربي، فهم أصحاب الشأن، يقبلوننا أو يرفضوننا، وإذا تعنت عرفات، فها هو الامير عبد الله ينتصب بدلا عنه فأي حظ هذا – على حد تعبير أحد المحللين الصهاينة-.
وهل فعلا ستغير هذه "المبادر السخية" نظر الأمريكان للسعوديين؟ وهل سترفع من أسهمها مجددا في سوق " حلفاء أمريكا"؟ آخر الاستطلاعات في الولايات المتحدة تشير أن 44% من الامريكان وضعوا السعودية في المرتبة الثالثة من بين الدول التي تعتبر داعمة للارهاب في نظرهم. إيران والعراق في الصدارة وتليهما السعودية، بينما تأتي كل من سورية وكوريا الشمالية خلفها.
ولا أظن أنه يوجد سبب واحد للمجرم شارون حتى يتملكه الفزع من أن تصل المبادرة السعودية إلى ما هو أبعد من تقرير ميتشل الذي لم يصل حتى إلى طاولة المجلس الوزاري المقلص؟!.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/B11939E1-2F82-45FC-BFF5-FE7F458DB43B.html#top)
حمى المبادرات طفحت على السطح فأشغلت الرأي العام، وأصحاب المبادرة (سواء ولي العهد السعودي أو القذافي أو غيرهما) غالبا ما يصدقون أنهم نجحوا في هدفهم، ففي حالة السعوديين – وهو الذي يعنينا هنا -، ربما يظن مستشارو ولي العهد أن تطاير شظايا "المقترح" هنا وهناك، تغير صورتهم في نظر الأمريكيين بثمن بخس
" ألفاظ معدودات" ( تطبيع كامل مع الكيان الصهيوني مقابل انسحاب كامل إلى حدود ما قبل احتلال 1967)، وكأن التطبيع يباع في المزاد على أنه مخدر للأمريكان واليهود، يخدر مشاعر الإسرائيليين العدائية ويحسم الصراع في جلسة "ودية" بين صحفي في مهمة دبلوماسية، وولي عهد يريد أن يحكم فعلا لا دعاية.
والذي أشار على الأمير عبد الله، خانته الذاكرة أو هكذا يبدو، فهل تغير شيئ منذ مبادرة " فهد" في عام 1981 التي لا تختلف كثيرا في المبنى والمعنى عن مقترح خليفته؟ ألم تجري مفاوضات تفصيلية حول تكييف المبادرة السعودية آنذاك، والتي انتهت بالفشل سواء أمام السوريين أو الفلسطينيين!. صحيح أن الأحداث والملابسات تغيرت، لكنَ اليهود هم اليهود.
إلى حد الآن وبعد أكثر من خمسين سنة من الصراع، لم يستوعب المبادرون السياسة الإسرائيلية والنفسية اليهودية أو هكذا يبدو (إذا تجاهلنا الخلفيات غير المرئية). إن مثل هذه المبادرات خاصة في صيغها التي تظهر بها وتُقدم وتُعتمد والتي يغلب عليها طابع الشعارات العمومية، تفسح المجال واسعا للخيال والتأويلات، وتسوغ للصهاينة الإمعان في تهديدهم ومكرهم، كيف؟ ذلك أنهم يفهمون منها ما يريحهم ويناسبهم: فمثلا "مبادرة" ولي العهد لم تتعرض لحق العودة ولا يوجد حتى تأكيد لقضية الأماكن المقدسة في القدس، الأمر الذي يعتبر في نظر الصهاينة استعدادا سعوديا للتنازل أكثر من الفلسطينيين! وكأن المبادرة صيغت بشكل يفرض شرط الكيان الصهيوني في المفاوضات على الفلسطينيين: وأعطت الشرعية لمظلة لم يتجرأ الفلسطينيون اختراقها، وأوضحت ( المبادرة) للفلسطينيين ما لم توصله التوضيحات الاسرائيلية!.
وكيف نعتقد أنه من البساطة أن يوافق الصهاينة فجأة على الصيغة السعودية وهم الذين رفضوا العودة إلى خطوط يونيو 1967 على الجبهة السورية وفي داخل أرض فلسطين، وفي وقت وصل فيه الصراع بين الصهاينة والشعب الفلسطيني المقاوم ذروته؟. وربما سيقول اليهود بناء على هذا المقترح : مادام الحكام العرب قائمين، ومن ورائهم العالم العربي، فهم أصحاب الشأن، يقبلوننا أو يرفضوننا، وإذا تعنت عرفات، فها هو الامير عبد الله ينتصب بدلا عنه فأي حظ هذا – على حد تعبير أحد المحللين الصهاينة-.
وهل فعلا ستغير هذه "المبادر السخية" نظر الأمريكان للسعوديين؟ وهل سترفع من أسهمها مجددا في سوق " حلفاء أمريكا"؟ آخر الاستطلاعات في الولايات المتحدة تشير أن 44% من الامريكان وضعوا السعودية في المرتبة الثالثة من بين الدول التي تعتبر داعمة للارهاب في نظرهم. إيران والعراق في الصدارة وتليهما السعودية، بينما تأتي كل من سورية وكوريا الشمالية خلفها.
ولا أظن أنه يوجد سبب واحد للمجرم شارون حتى يتملكه الفزع من أن تصل المبادرة السعودية إلى ما هو أبعد من تقرير ميتشل الذي لم يصل حتى إلى طاولة المجلس الوزاري المقلص؟!.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/B11939E1-2F82-45FC-BFF5-FE7F458DB43B.html#top)