المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية أمريكا و علا...مات السقوط ؟



MandN
02-03-2002, 04:44 AM
ليلى أحمد:
بعد قلب نظام الطالبان، وبعدما لم يوجد لأسامة بن لادن أثر، لم يعد الأمريكيون يطرحون السؤال الذي طالما شغلهم وحير عقولهم: لماذا يكرهنا الآخرون ؟
هذا السؤال الذي تداولته ألسنة عدة مسؤولين سامين ورجالات الإعلام المحنكين لم نعد نسمع عنه شيئا اليوم، حين تأكدت أمريكا من قوتها العسكرية وتمكنت من إبهار الرأي العام الأمريكي، متناسية أن الحرب التي شنتها غير متكافئة البتة؛ وأن ما تملكه من سلاح وعتاد لا يضاهي عشر معشار ما يملكه الطرف الآخر. ومحاولة منها في إضفاء الشرعية عما تقوم به من ظلم وتعسف في حق الأبرياء العزل، تروج كل مرة إلى فكرة أخطر من سابقتها، فتارة تقول أن بن لادن يملك السلاح النووي وتارة تصرح أن الأعداء يملكون مخططات بناها التحتية التي قد تكون في أي وقت هدف هجوم عنيف أو حتى تلويث بيولوجي فتاك، ولأن أمريكا لن تتحمل أن ترى الموت على أرضها مرة أخرى، ولا تسمح لأي كان أن يتحداها أو يقول "لا " في وجهها، لهذا فقط فهي تخول لنفسها كل الصلاحيات لضرب وصد من شاءت وحتى اعتقال من تريد. وهكذا انتقلت الريادة في فرقة بوش من كولن باول إلى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الأمر الذي يظهر التوجه العسكري الغاشم لسياسة بوش الخارجية المدعوم بطلب البيت الأبيض بزيادة ميزانية النفقات العسكرية بنسبة 40% خلال الخمس سنوات القادمة، وعندما يتعلق الأمر بإثبات قوة أمريكا وفرض هيمنتها، فلا فرق بين ديمقراطي وبين جمهوري، الكل موافق على تضخيم النفقات الحربية لإبادة من يجرأ على الوقوف في وجه أمريكا، فالجميع مثلا يشد عضد بوش للإطاحة بصدام. مهما كلف ذلك و ربما عطل لنمو الولايات المتحدة الأمريكية.
نحن اليوم بعيدون كل البعد عن فكرة اتفاقيات الأمم أو الشرعية الدولية، بل تائهون عن مفهوم الحق، الذي تبلور في مفهوم واحد وهوالحق للأقوى وهذا ما صور عالمنا كمحيط عميق يأكل فيه الحوت الكبير السمك الصغير… ولا حياة لمن تنادي….
إن الصين و روسيا و أوروبا والعالم العربي كلهم قلقون ومتخوفون مما تقوم به أمريكا ومن حين إلى آخر يستجمع أحدهم كل قواه ويحرر برقية تنديد رسمية ضد تعنتها واستبدادها. لكن الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية يختلف تماما، فلا أحد يستطيع أن يقول شيئا فيما يحكم عليه بوش وأتباعه بأنه الأصلح للعالم وفق مبدأ غريب تريد أن تجعله أمريكا مألوفا ومستحسنا لدى الجميع: ما هو صالح لأمريكا هو حتما الأصلح.
وأمام إذعان الكل نراها تحتفل مسبقا بما لم يحدث تحت تأثير نشوة نصر لم يتحقق يفتخر فيه حلفاؤها بتمكنها من الإطاحة بصدام وبإخضاع إيران تحت سيطرتها وفرض مخطط سلام يخدم مصالحها في الشرق الأوسط، وكأن الأمر يتعلق بتنفيذ إرادة ربانية ليُستخلف في الأرض من هو أقوى.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/0DA8D60B-A05F-473A-9079-0AB3AEAD8994.html)