تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية بعد سلسلة العمليات الفدائية الناجحة في الأسبوع الأخير



happy aid
02-03-2002, 07:08 AM
تحليل اخباري
بعد سلسلة العمليات الفدائية الناجحة في الأسبوع الأخير
تعاظم قدرة الردع الفلسطينية.. يقابله تعاظم مأزق خيار الحسم العسكري الشاروني
رام الله عبدالسلام الريماوي:

بدا الجندي الإسرائيلي على حاجز بير زيت الشمالي كأنه يحاول التأكد من قدرة رشاشه المتطور فراح يصوبه في هذا الاتجاه أو ذاك وينتقل بسرعة حول الدشم الاسمنتية والرملية التي تكون الحاجز، بصورة تكشف حالة الارتباك والخوف التي تسيطر على الجنود أكثر مما تكشف جاهزيتهم العسكرية.فالهزائم التي منيت بها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بكل ما لديها من قوات وترسانة عسكرية متطورة، على أيدي رجال المقاومة الفلسطينية خلال الاسبوع الأخير، خاصة عملية سردا شمال رام الله، حيث قتل جندي عن قرب وضرب آخر وجرد من سلاحه، ألقت بظلال سوداء على معنويات جنود الحواجز الذين ينكلون بالمواطنين صباح مساء ، وجعلتهم في حالة استنفار دائم، وجاهزية كاملة لاطلاق النار.ويرابط على الحاجز العسكري عادة أربعة أو خمسة جنود، واحد أو اثنان يشرفان على تفتيش السيارات الفلسطينية التي تصلهم من مختلف الاتجاهات، والبقية يتمترسون خلف بنادقهم وأكياس الرمل ويصوبونها على ركاب السيارة التي يأتي دورها للتفتيش. وكثيرا ما تكون مدرعة أو اثنتان أو جيبات عسكرية جزءاً من عناصر الحماية لجنود الحواجز، إضافة الى مجموعة أخرى من الجنود تستحكم على تلة مشرفة بالجوار، وتوفر قدرا أكبر من الحماية لجنود الحاجز.وتنطوي الطريقة التي نفذت فيها عملية حاجز سردا، وكما أعلنت عنها الجهات الإسرائيلية على كثير من الاهانة ربما المقصودة لهيبة الجيش الذي لا يقهر وتكشف امكانية قهره. ووفقا للرواية الاسرائيلية فإن مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين "تبنتها كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح"، هاجمت جنود الحاجز، في ساعات الليل قبل أربعة أيام، حيث اطلق أحد افرادها النار من مسدس وعن قرب على أحد الجنود وقتله، فيما قام آخرون بضرب جندي ثان وتجريده من سلاحه. وأما الجندي الثالث فيبدو انه اصيب بحالة هلع ولم يتمكن من أداء واجبه العسكري تجاه زميليه. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم يقتل الفلسطينيون الجندي الثاني واكتفوا بضربه. هل كان ذلك صعبا ام انهم أرادوا ايصال رسالة ما للجنود، ومؤسستهم العسكرية؟.وجاءت هذه العملية عقب يوم واحد من الضربة الموجعة التي سددتها ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية "تشكيل يضم مقاتلين من مختلف الفصائل" بتدميرها أحدث وأقوى جيل من دبابات ال "ميركافا"، التي اعتبرت حتى وقت قريب حصنا آمنا للجنود. وتلتها العملية الاستشهادية التي نفذها فدائي كتائب الشهيد " أبو علي مصطفى" الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مستعمرة "كرنيه شومرون" بعد اختراقه للتحصينات الأمنية خارجها وداخلها.سلسلة من العمليات النوعية والناجحة نفذتها فصائل فلسطينية عدة وبإيقاع غير مسبوق من حيث التوقيت، والتنوع، تزامنت مع اعتداءات دموية نفذتها قوات الاحتلال في الضفة والقطاع، وهو ما جعلها تبدو بمثابة الرد المشروع والسريع على العدوان وأكسبها صفة "الردع الموازن".ولعلها المرة الوحيدة التي استطاعت فيها فصائل المقاومة الفلسطينية منذ 16شهرا الوصول إلى هذا الوضع، بالرغم من اختلال ميزان القوة العسكرية بشكل لا يحتمل المقارنة، وبالرغم من وقوف الولايات المتحدة الكامل مع "إسرائيل" في عدوانها على الشعب الفلسطيني، وبالرغم من عدم توفر الغطاء السياسي الفلسطيني بشكل صريح لمثل هذه العمليات لأسباب تتعلق بالضغوط الأمريكية والدولية والإسرائيلية التي تمارس على القيادة الفلسطينية.وقد دفعت الاخفاقات و"الهزائم" التي مني بها جيش الاحتلال في الأيام الأخيرة بالحكومة الإسرائيلية وأركان جيشها إلى بحث هذه التطورات والتي وصفها وزير حربها بن اليعازر بأنها تصعيد في العمليات المعادية، التي تتنافس فصائل المقاومة الفلسطينية على تنفيذها. وقد اتخذت حكومة الحرب الإسرائيلية قرارا بالقيام بردود عسكرية تتصاعد تدريجيا خلال الأيام المقبلة بهدف زيادة قدرتها الردعية.ومهما تكن مثل هذه الاجراءات والخطوات العسكرية التي تنوي "إسرائيل" القيام به فإنها لن تنجح في كسر شوكة المقاومة الفلسطينية التي وكما يظهر اصبحت تدرك أكثر من أي وقت مضى عناصر القوة لديها ومكامن الضعف لدى خصمها، خاصة انها ليست المرة الأولى التي تجرب حكومة "إسرائيل" اسلوب التصعيد العسكري لاقناع ناخبيها من الإسرائيليين بأن خيار الحسم العسكري هو الخيار في المواجهة الدائرة مع الفلسطينيين، وهو ما بات أكثر من أي وقت مضى على المحك بالنسبة لحكومة شارون التي وعدت الإسرائيليين بالأمن وفشلت في تحقيقه. ولعل تعاظم اعداد المشاركين في التظاهرات التي تنظمها حركات السلام الإسرائيلية للمطالبة بإنهاء الاحتلال يوما بعد يوم، يعكس حالة الإحباط واليأس التي وصل إليها الإسرائيليون من الخيار الوحيد، خيار الحسم العسكري الذي ينتهجه شارون وحكومته.