المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية هل هي 'مناورة' أم مؤشرات لبداية 'حرب عصابات' ؟



MandN
02-03-2002, 09:51 AM
أوردت مصادر من داخل أفغانستان أن القوات البريطانية في كابل تعرضت لإطلاق نار من مجهولين للمرة الثالثة في ظرف أقل من أسبوعين . وقال المصدر أن الجنود التابعين ل"القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في افغانستان (ايساف)" تعرضوا مساء أول أمس إلى عملية إطلاق نار في موقع مراقبة تابع لهم جنوب كابول. وقال النقيب غراهام دنلوب الناطق باسم القوة الدولية، أن تبادل إطلاق النار الذي وقع قرابة الساعة الثامنة والنصف صباحاً حسب التوقيت المحلي لم يسفر عن سقوط ضحايا. وهذا الهجوم الثالث في أقل من أسبوعين الذي يستهدف القوات البريطانية في العاصمة الأفغانية. وقال الناطق باسم القوة الدولية في العاصمة الأفغانية أمس أن مسلحاً مجهول الهوية فتح النار على موقع المراقبة البريطاني و أن طلقة أصابت سقف برج المراقبة.
و يأتي الحادث الجديد في وقت اعتبر مراقبون أن زيارة رئيس الحكومة الأفغانية المؤقتة حامد قرضاي لفرنسا منيت ب"نصف فشل" بعد أن أبدى الطرف الفرنسي رفضه توسيع مهام القوات الدولية إلى خارج العاصمة كابل رغم قبوله تمديدها زمنيا. و يعقد الرفض الفرنسي من سعي قرضاي لبسط سيطرة حكومته على المقاطعات الأفغانية خاصة في الشرق و الشمال.
و تشكل الولايات الشرقية في حد ذاتها تحديا أمنيا غير مسبوق منذ تولي الحكومة الإنتقالية مهامها حيث توالت المعلومات المتطابقة عن تجمع جيوب مقاومة من مقاتلي تنظيم القاعدة و قادة ميدانيين في حركة طالبان حسب مصادر أفغانية. و قد كشف المسؤول الثاني في المخابرات الأفغانية على مستوى إقليم باكتيا غول منغال أن ما بين 4 و 5 آلاف من النقاتلين الأجانب في القاعدة متجمعين في إقليم باكتيا و في الجهة الأخرى من الحدود مع باكستان. و ذكر المصدر أن جيبا للمقاومة قد رصد في غارديز و أنه تم اكتشاف كمية "مهمة" من الأسلحة. و ذكر الجنرال جون روسا العضو في هيئة الأركان المشتركة الأمريكية أن القوات الخاصة في مقاطعة باكتيا رصدت من جهتها "مئات من المقاتلين المناوئين" و أسلحة لم يحدد نوعها و لا كميتها. كما أشارت مصادر أخرى أن وزير الشؤون القبلية و الحدود في حكومة طالبان جلال الدين حقاني يوجد ضمن القادة الميدانيين الذين هم بصدد الإتصال بقبائل المنطقة لإقناعها بالجهاد ضد القوات الأمريكية و الدولية.
و كانت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية التي تتخذ من مدينة بيشاور الباكستانية مقراً لها قد كشفت في وقت سابق أن منشورات وزعت في أفغانستان "دعت الشعب إلى الجهاد ضد القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها." وذكرت الوكالة أن المنشور صدر بلغة البشتون ووزعته في شرق البلاد جماعة غير معروفة، وهو يطالب القوة الدولية بمغادرة أفغانستان، و مما جاء فيه: "سيأتي يوم قريب تصبح فيه أفغانستان مقبرة للأميركيين في شكل أفدح مما حدث في فيتنام والصومال." واعتبر المنشور أن "الجهاد ضد الولايات المتحدة وحلفائها فرض" كما نقلت الوكالة عن المنشور أن "من يؤيد الحكومة الأفغانية المؤقتة ليس مسلماً"، وذكر أن الولايات المتحدة تسعى إلى إقامة دولة علمانية في أفغانستان لتحقق أهدافها.
و إذا كان من الصعب التحقق من صحة ما يتداول بفعل تضارب المعلومات بخصوص قوة جيوب المقاومة - كالحديث عن آلاف المقاتلين المتجمعين - خاصة أنه لا تفترض الأمانة في مصادرها ( المخابرات الأفغانية ) التي هي طرف موالي للولايات المتحدة داعم لحملتها، تجدر الإشارة إلى مسعى القبائل و أمراء الحرب لاستنفار القوات الدولية و الأمريكية بغرض كسب مزيد من النفوذ و الإعداد للتفاوض من موقع قوة تحسبا لحلول موعد تشكيل مجلس حكومي جديد بعد شهر يونيو مثلما ينص عليه اتفاق بون. و الظاهر أن كل شيء مباح لتحقيق الغرض المذكور، بل أن القاعدة و طالبان هي الورقة المفضلة بالنسبة للباحثين عن موقع تحت الشمس في أفغانستان.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/E03F8A77-FC98-49D6-859F-BBF29792F05D.html)