المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيصل تعلق بملذات الدنيا ...



Zuluf
02-03-2002, 05:33 PM
كان للحزن مساحة...... كما كان للفرح بقايا

سكن الحزن دارا .....وسكن الفرح دارا

منزلان في نفس الحي.....يفصلهما سور

تسكنهما عائلتان .....لكل منهما ولد

فيصل و عبدالرحمن

فيصل الوحيد بين الاناث في منزله

احبه والده فاعطاه ما يملك وما لا يملك

مرفه فيصل فامتلك كل ما اراد

حلم بالدراجه فحصل على السيارة

اصابه الضجر فأقلته الطائرة حيث يريد

أما عبدالرحمن فكان الرابع بين اخوته السبعة

ذكور واناث قبله و بعده

لم يكن مدللا مثل فيصل ولم يكن محروما ايضا

فأباه رجل بسيط الحال والعلم

يعمل ليلا ونهارا ليكسب قوت يومه

تربى فيصل و عبدالرحمن سويا

فيصل تعلق بملذات الدنيا

أما عبدالرحمن فتعلق بكتاب الله

فيصل تقوده قدماه للعب والتفاهة

أما عبدالرحمن فيرتجي رضا الله والشفاعة

يمر عبدالرحمن في طريقه للمسجد بفيصل و هو يلعب الكرة

فيناديه فيصل: هيا يا عبدالرحمن لنلعب الكرة

فيجيبه عبدالرحمن: ولكن الصلاة ستفوتني

فيصل: فلتصلي بعد اللعب

عبدالرحمن: اعذرني لا استطيع يا فيصل

فيسمع عبدالرحمن تهامس فيصل واصدقائه بانه معقد و ابله

تألم عبدالرحمن مما سمع ممن يطلق عليهم اصدقائه

فقرر ان يلعب معهم في الغد

و توجه عبدالرحمن للعب....رحبوا به فالتأم جرح مشاعره

وقبل صلاة المغرب بنصف ساعة خرج عبدالرحمن من الملعب ليجهز نفسه للصلاة

وفي اليوم الثاني عاد عبدالرحمن ليلعب مع اصدقائه

فرفضوا إشراكه معهم

فسأل عن السبب؟؟؟؟؟

فأجابه فيصل: أنت تخرج من اللعب باكرا فترجح كفة الفريق الاخر مما يفقد اللعب حماسه
فإما أن تكمل اللعب او لا تلعب!!!!

عبدالرحمن: ولكن الصلاة اهم يا فيصل

قاطعه فيصل: فلتغرب عن وجهي فلست بحاجة لمواعظك

خرج عبدالرحمن من الملعب يعتصر الما لاحساسه بانه فقد صديقه للابد

لم يكن اعبدالرحمن اصدقاء سوى فيصل

والان...... لم يعد هناك فيصل

توجه عبدالرحمن للمسجد باكرا

وكان الحزن يسكن وجهه

فراه امام المسجد

فساله عن سر حزنه

فأخبره عبدالرحمن عما حصل

ومن هنا بدأت صداقة حميمة بين عبدالرحمن وامام المسجد

فاصبح عبدالرحمن يلازمه في الندوات والمحاضرات الدينية

ويساهم في فعل الخير

وتطوع للعمل في مركز البر

واطلق اللحية

واقصر في ثوبه
ومرت السنون

وكبر عبدالرحمن و ازداد تعلقه في الدين وعرف طعم السعادة الحقيقة

فكر عبدالرحمن بالزواج

فطرق باب احد الجيران في نفس الحي

فقد كان عبدالرحمن يحلم بالزواج من تلك الفتاة التي احبها منذ صغره

ولكن خوفه من الله جعله ينتظر و يكتم حبه في قلبه البريء حتى ياتي الوقت و يتقدم للزواج بها

فأجابه والدها بانهم سيفكرون في الموضوع

انتظر عبدالرحمن على احر من الجمر حتى جاء اليوم الذي رن فيه جرس الهاتف منزلهم

و اذا بوالدة الفتاة تطلب الحديث من ام عبدالرحمن

وكما الصاعقة نزل الخبر على مسامع عبدالرحمن بانهم رفضوه

وان الفتاة سيعقد قرانها قريبا على فيصل

فلا رغبة لوالد الفتاة بأن يزوج ابنته بمتدين مثل عبدالرحمن !!!!

أما فيصل فهو الشخص المناسب

وكيف لا و هو المتفتح المتحرر

وعبدالرحمن في وجهة نظرهم البائسة شخص معقد منغلق يقتل سنين من تقبل به

احتل الحزن قلب عبدالرحمن

فقرر السفر

ولكن لم تكن المتعة هدفه

بل اراد الجهاد في سبيل الله

فسافر و تدرب و حارب في سبيل الله عله يلقى ما يرتجيه المجاهد

و عاد عبدالرحمن إلى وطنه مرة اخرى وقلبه ازداد تعلقا بحب الله

رجع عبدالرحمن فخورا بما فعل و ظن ان الكل كذلك

ولم يجد غير التجريح و النبذ

فوالده و اخوته اتهموه بالجنون

واقرانه ابتعدوا عنه خوفا من ان يشتبه بهم

اذاقوه من اصناف العذاب النفسي ما يكفي للتفكير بالانتحار

ولكن ايمانه بربه فاقت حدود جهلهم

ففاتح اهله بأنه قرر السفر إلى مكة المكرمة ولكنه فقير الحال

فلا عمل ولا مال

فوافق والده على اقراضه المبلغ كما اراد

و استغرب عبدالرحمن من هذه الايجابية

ولم يطل استغرابه حين عاد يوما من الخارج وسمع والده يحدث اخوته
بأنها فرصة ليبتعد هذا المخبول عنا فيريحنا منه فقد شوه سمعتنا


الهي .....هل عبدالرحمن من شوه سمعتكم؟؟؟؟؟

ذهل عبدالرحمن

و جر قدماه ببطء نحو القبو ليبحث عن حقيبته القديمة

فسحب حقيبته القديمة من اعلى الخزانة فسقطت

كما سقطت دمعة من عينيه ينفلق لها الحجر ويلين لها الصخر

فأجهش في البكاء كطفل فقد امه

وقال: رباه لم افعل خطا أجازى عليه كما يفعلون

الهي استغفرك ان اشرك بك واعلم ان الله اذا احب عبده امتحنه

الهي تعلم ما في قلبي ولا اعلم شيئا

فخفف عني و ارحمني


الهي تعلم اني مظلوم وانك مستجيب لدعاء المظلومين

اللهم اني اسالك حسن الخاتمة و اسألك الجنة

واحفظ اهلي و والدي واغفر لهم خطاياهم

حزم عبدالرحمن امتعته و سافر إلى مكة المكرمة حيث اراد

وكانت دموعه تسبق خطاه اينما ذهب و حيثما كان حتى في صلاته


و في ذات يوم بينما كان عبدالرحمن يقوم الليل في الحرم المكي

وكان من عادته ان يطيل السجود ليدعي الله فأقرب ما يكون العبد إلى ربه في وقت السجود

وجاء احد اصدقاء عبدالرحمن في الحرم ليعطيه قليلا من ماء زمزم ليشرب قبل الامساك

فأطال عبدالرحمن السجود حتى ان صلاة الفجر قد قاربت

فدنى منه صديقة

واذا بعبدالرحمن قد اسلم الروح لبارئها

فيالها من حياة بائسة عاشها عبدالرحمن

ويالها من خاتمة يتمناها كل انسان


ويبقى السؤال كوصمة عار

هل اصبح عبدالرحمن وامثاله هم النبوذين؟؟؟؟؟

اللهم ارحمنا برحمتك فكم من عبدالرحمن بيننا يعاني ما عاناه بطل هذه القصة المختلقة.

ونرجع لنتذكر قول رسولنا الكريم حين قال(ياتي زمان على الناس,القابض على دينه كالقابض على الجمر).

الهي رحمتك .....

لم تعد الدنيا كما كانت.......فكتبت هذه القصة






:" :"