المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية بول فندلي عضو الكونغرس السابق : 'أشعر بالعار لشراكة أمريكا إسرائيل في تدمير



MandN
03-03-2002, 03:25 PM
ذكر الكاتب والسياسي بول فندلي، عضو الكونجرس الأمريكي السابق في محاضرة ألقاها في الإمارات مؤخرا، أن العسكريين الأمريكيين ليسوا هم الذين يضغطون على الزناد، أو يسقطون القنابل، أو يقودون الدبابات أو طائرات الهليكوبتر الحربية ضد الفلسطينيين أو اللبنانيين، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة تعتبر شريكاً كاملاً في ذلك لأنها هي التي تمنح إسرائيل على الدوام ودون انقطاع البنادق والقنابل والطائرات الحربية.
وأكد أنه يشعر كأمريكي بالعار لما يحدث، وعندما تقرأ الأجيال الأمريكية المقبلة تاريخ شراكة الولايات المتحدة لإسرائيل في تدمير الشعب الفلسطيني وإذلاله، وفي ذبح الأبرياء اللبنانيين - هذا إذا كانت كتب التاريخ تذكر الحقيقة - فسوف يفركون أعينهم غير مصدقين، وإن التحيز الدائم في سياستنا الشرق أوسطية يمثل اعتداءً على أعظم مبادئ الأمة وسماتها.
واستطرد قائلا : " وبعد أن عرفت قوة اللوبي الإسرائيلي الأمريكي أدركت على الفور أن العنصر المفقـود في السياسة الأمريكية ليس في "المعرفة" ذاتها بل في الالتزام بمبادئ العدل التي تشكّل الأساس لدستور الولايات المتحدة. ومنذ سنوات قال أحد زملائي ساخراً بأن أمريكا تحتاج إلى "مقعد للولايات المتحدة داخل وزارة الخارجية "، وإن أعضـاء الكونجرس يصبحون لا حول لهم ولا قوة عندما يتصل الأمر بإسرائيل، لأنهم يوقنون بأنهم سيدفعون ثمناً غالياً إذا أعلنوا رأيهم وحاولوا إيقاف هذا التحيز ضد العرب فسوف يوصمون على الفور بأنهم معادون لإسرائيل، وهذه الصفة تعادل في المفاهيم الحديثة "العداء للسامية" ، ولكني أعرف بأنهم يشعرون بالذنب والعار من صمتهم عن المطالبة بالتغيير".
وأضاف : " إن الأمل الحقيقي الوحيد لحدوث تغيير فوري يكمن في البيت الأبيض، ولكن مأساة الفلسطينيين ليست دائماً على قمة جدول أعمال الرئيس. الولايات المتحدة وحدها تستطيع إحداث تغيير لكنّ إسرائيل حالياً تحكم قبضتها على الرئيس بوش."
و تعرض لسياسة الرؤساء الأمريكان المتعاقبين على الحكم في تعاملهم مع ملف الصراع في فلسطين، فذكر أنه : "وربما كانت تلك المساندة العمياء لإسرائيل من جانب ريجان وكل أعضاء إدارته بمثابة إقرار بذلك الاعتقاد الديني الضال، وليست بسبب قوة اللوبـي الإسرائيلي السياسية في أمريكا، وقد قامت إسرائيل في نهاية ذلك العام بعدوان كبير على بيروت قتلت فيه أكثر من سبعة عشر ألفاً من المدنيين، أي ما يعادل خمسة أضعاف من قتلوا عندما قام الإنتحاريون بالاعتداء على الولايات المتحدة يوم الحادي عشر من سبتمبر. وجدير بالذكر أن ذلك الهجوم الشامل في بيروت لم يثر أي تعاطف من أمريكا على الرغم من أن جميع الأسلحة التي أدت إلى هذه المذبحة كانت مهداة من حكومة الولايات المتحدة إلى إسرائيل".
وأضاف يقول : " لقد تحكم المتطرفون في كل من إسرائيل والأراضي المحتلة، وأصبح الفلسطينيون بلا عمل وبلا كرامة، وبلا مورد ماء مضمون. وبهذا اليأس والإحباط وتحت وابل النيران الإسرائيلية ليل نهار تحّول بعضهم إلى أعمال العنف الانتحارية. والإسرائيليون - وهم يشعرون بالقلق حول الهجمات الانتحارية القادمة، وينتابهم الخوف ليلاً ونهاراً - قد أصبحوا متطرفين يضعون مصيرهم في أيدي القوة الوحشية التي أطلقها شارون" .
وتحدث فندلي عن الفرص التي تجعل بوش يطالب بالعدل لفلسطين، وعن العقبات التي ستواجه بوش، ومنها أن الرؤساء غالباً ما يكونوا محاطين بأسوار تمنعهم من معرفة الآراء الحقيقية للجماهير بشأن القضايا العامة خاصة تلك المتصلة بالحرب والإرهاب. ولقد فقد بوش بالفعل أصوات اليهود رغم أنه قد لا يكون مدركاً لذلك، ذلك لأنه أعلن عن رؤيته بشأن دولة فلسطينية، وبتصنيف إسرائيل على أنها قوة احتلال في فلسطين. لقد دمر بوش وبلا رجعة أية احتمالات لكسب أصوات اليهود عدا الحد الأدنى الذي حصل عليه عام 2000 - ذلك إذا كان يسعى لإعادة انتخابه لفترة ثانية. إن يهود الولايات المتحدة لا يقبلون بأقل من 100% من التعاون من السياسيين خاصة رؤساء الجمهورية، ولا يمكن لأي حجم من التراجع أن يعيد اليهود إلى الساحة.
كذلك فإن بوش يواجه متاعب مع الناخبين المسلمين، بسبب فشل بوش في كبح جماح تزايد العداء الصريح ضد المسلمين، ومطالباته المتكررة بضرورة إيقاف الفلسطينيين للعنف دون أن يوجه توبيخاً للإسرائيليين على اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وترحيبه الحار بشارون الجزار في البيت الأبيض واعتباره صديقاً بينما يرفض مصافحة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ويعتبره عدواً.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/FA8628E9-C9A0-4504-AD83-DDB1F6FBB57B.html)