Black_Horse82
04-03-2002, 03:04 AM
جدل حول مبادرة الأمير عبد الله: حملات عنيفة ضده واتهامه بالتآمر لضرب الانتفاضة.. وفندي يطالب مبارك بتأييد ضرب العراق
القاهرة ـ القدس العربي
من حسنين كروم:
كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد عن بدء زيارة الرئيس مبارك لامريكا، وبيان رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد في مجلس الشعب عن حادث القطار، وبدء النيابة الادارية تحقيقاتها، واستمرار مسلسل الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية واستشهاد حوالي 28 من اشقائنا الفلسطينيين، وعمليات فدائية واستشهادية أوقعت حوالي عشرة قتلي من الاسرائيليين، ورفض محكمة جنايات شبين الكوم بمحافظة المنوفية الاستشكال الذي قدمته الفنانة وفاء مكي ووالدتها وباقي الذين صدرت ضدهم احكام بالسجن، والاستمرار في حبسهم، واستمرار عودة الحجاج ودفء الجو ومباريات كرة القدم، واخبار اخري لا أهمية لها، فيما اتجه القسم الاكبر من المقالات والتعليقات الي مبادرة الأمير عبد الله ولي عهد السعودية، والعلاقات المصرية ـ الامريكية، وكارثة القطار، وقضايا اخري عديدة وهامة لا تتوافر مساحة لعرضها، ولذلك سندخل الي باب المدخرات.
مبادرة الأمير
والي مبادرة الأمير عبد الله التي قال عنها اسامة سرايا رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي يوم السبت: كشفت عن عمق العلاقة القوية بين السعودية والخليج والقضية الفلسطينية، وان قادة الخليج مهتمون بالحقوق الفلسطينية، واسترداد الأرض المحتلة، لكنهم كانوا ومازالوا ينتظرون، ما تسفر عنه مباحثات السلام الراهنة، وكان تدخل الأمير عبد الله في توقيت دقيق الي حد كبير، فقدم ورقته للفلسطينيين، وللرأي العام الاسرائيلي، ولم يقدمها الي شارون وحكومته، كما يحاول المعارضون للسلام، والحكومة الاسرائيلية الاستفادة منها حتي تكشف الدعاوي الشارونية ضد السلام العربي ـ الاسرائيلي وتسميمها للأجواء ولمستقبل التعايش في منطقة الشرق الأوسط، لصالح اهداف عدوانية .
اما سلامة احمد سلامة، في عموده اليومي بـ اهرام السبت ـ من قريب ـ فقد حذر السعودية بطريقة غير مباشرة من التطبيع مع اسرائيل قائلا: ولا حاجة بنا الي القول بأن السعودية لن تقع في الكمين الاسرائيلي، وأن ما اثارته الافكار السعودية قد ساعدت علي اظهار مدي الحاجة الي تحرك دولي جاد يحمل الجميع، وعلي رأسهم الولايات المتحدة مسؤولية حالة الحرب المتصاعدة في الشرق الأوسط .
وتبعه زميله مسعود الحناوي بقوله: من الخطأ ان يعتقدوا ان الافكار السعودية قد تحمل بين جوانبها اي تنازلات او ثغرات يمكن ان ينفذوا من خلالها لتحقيق مآرب غير مشروعة علي حساب الفلسطينيين او السوريين او اللبنانيين أو أي طرف عربي آخر. مطلوب من القادة الاسرائيليين عدم محاولة الالتفاف واضاعة الوقت والاصطياد في الماء العكر باعلان الاستعداد لتوجيه الدعوة لولي العهد السعودي لزيارة القدس او توجههم الي الرياض بحجة مناقشة المبادرة .
ومن الاهرام الي اخبار اليوم ورئيس تحريرها ابراهيم سعدة الذي ركز مقاله علي المبادرة ودار حول قضايا ممهدة لما اراد ان يقوله في نهاية المقال، وحمل في طياته تشكيكا في نجاحها قائلا: وفي الحديث الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست مع الرئيس حسني مبارك عشية بدء زيارته الي الولايات المتحدة، شكك الرئيس في استعداد اسرائيل للتخلي عن جميع الأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية وكل المواقع المقدسة، فمن رأي الرئيس مبارك ان اسرائيل لم تفاجأ ـ كما تحاول ـ بما جاء في المبادرة السعودية التي هي تأكيد لقرار الأمة العربية بالسعي الي تحقيق السلام الشامل مقابل الانسحاب الكامل الاسرائيلي من الاراضي المحتلة، وهو ما طالبنا به اسرائيل، حكومة بعد اخري، ورغم ذلك فإنها رفضته ولا تزال ترفضه. ان اسرائيل لا تهدف من تصريحاتها المتفائلة، ومن تشجيعها للمبادرة السعودية الا للالتفاف حولها، واعادة الكرة الي خارج ملعبها مرة اخري .
اما نبيل زكي في نفس العدد فقد وضع للمبادرة شروطا جاء فيها: مفتاح الخروج من الصراع الدائر في هذه المنطقة، في ضوء المبادرة السعودية التي طرحها الأمير عبد الله بن عبد العزيز، هو قرار دولي صريح وواضح لا يحتمل أي تأويل، يصدر من مجلس الأمن وينص علي الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة جميعها الي حدود 4 حزيران (يونيو) 1967، ويشمل الانسحاب من المستوطنات، وقيام دولة فلسطينية حقيقية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، اما إذا كان كل هدف الطرف الآخر هو ابتلاع الاراضي الفلسطينية ورفض الانسحاب الي حدود 1967 فان قضية السلام لا تعني بالنسبة له اي شيء، ويبدو حتي الآن ان هذا هو الواقع بدليل ما صرحت به مصادر في مكتب شارون من ان المبادرة السعودية ما هي الا مجرد بالون اختبار يهدف الي تحسين صورة السعودية في نظر الادارة الامريكية ووسائل الاعلام بعد احداث 11 ايلول (سبتمبر)!! .
ومنه الي الاهرام وزميلنا في واشنطن محمد السيد سعيد وقوله حتي الأيام القليلة الأخيرة والتي طغي عليها الاهتمام بمبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله، تقول مصادر وزارة الخارجية ان هناك ادراكا بان العامل الحاسم في السلام في الساحة الفلسطينية هو مصر .
ومنه الي الاهرام وزميلنا في واشنطن محمد السيد سعيد وقوله حتي الأيام القليلة الاخيرة والتي طغي عليها الاهتمام بمبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله تقول مصادر وزارة الخارجية ان هناك ادراكا بان العامل الحاسم في السلام في الساحة الفلسطينية هو مصر .
وننتقل الي يوم الاحد ومقال محمود عطا الله بمجلة اكتوبر الذي قال فيه بشكل غامض بعض الشيء: رغم كل هذه الجهود العربية المخلصة، ليس هناك بارقة أمل، علي الجانب الآخر، يمكن ان تبعث علي التفاؤل بامكان تحقيق ولو نصف طموحات الشعوب العربية وآمالها والا لكان المخلصون أيضا من اعداء التطبيع مع اسرائيل، قد أبدوا استعدادهم من زمن طويل لمراجعة حساباتهم واعادوا النظر في مواقفهم الثابتة .
والي الوفد وزميلتنا الرقيقة سناء السعيد التي يبدو انها كانت في حيرة من امرها، هل ترفض المبادرة ام تقبلها، وتمثلت حيرتها في الآتي: تزامن طرحها مع تصعيد شارون لحملاته العسكرية ضد الفلسطينيين العزل وسياسة العصا التي استخدمها لتقليم أظافر عرفات والامعان في إذلاله وتحقيره وامتهانه بالابقاء عليه رهين محبسه في رام الله، ونتساءل ما الذي يمكن للمبادرة فعله وسط هذه الظروف المأساوية؟ لا سيما ان اسرائيل لن تحركها اية مبادرة وانما سيحركها احد عاملين: الأول موقف امريكي حاسم وموقف عربي واحد يشعر اسرائيل ان العرب جميعا يتبنون موقفا واحدا. مبادرة ولي عهد السعودية ليست بالجديدة، ولعلها نسخة معادة لمبادرة سبق ان تقدم بها الملك فهد وتمت الموافقة عليها في فاس سنة 1982، المهم ان طرح مبادرة السعودية اليوم يتزامن مع استمرار الانتفاضة الفلسطينية وظهورها كشوكة حادة لا يمكن استئصالها او وأدها خاصة بعد ان امتدت عملياتها لتطال المستوطنات ومواقع الجيش الاسرائيلي، ومأزق شارون ظاهر للعيان، فالرجل خسر المعركة بعد ان وعد شعبه بأنه وخلال مئة يوم سيحقق الأمن لهم، وعليه يمكن للمبادرة السعودية ان تشكل طوق انقاذ لاسرائيل ينتشلها من الموقف المأزوم الذي تعاني منه حاليا من جراء ضربات المقاومة الفلسطينية التي حاصرتها، ويمكن ان تتولي امريكا اتخاذ القرار نيابة عن اسرائيل لاخراجها من المحنة التي سقطت فيها والتي يبدو كأنما تعذر عليها الخروج منها بمفردها! ومن المنتظر ان تتبني القمة العربية المزمع عقدها قبل نهاية الشهر الحالي هذه المبادرة حيث سيحاول المجتمعون تحويلها الي وثيقة سلام. ومن جديد نقول رغم ان المبادرة ليست بالجديدة وليست بالوحيدة في الميدان الا ان توقيت الاعلان عنها كان ضروريا فضلا عن كونها تعكس رغبة العالم العربي في السلام، اما الخوف فمبعثه ان تبادر اسرائيل برفضها في النهاية بعد الأخذ والرد والمناطحات والمساجلات وان تدير ظهرها لها كما ادارته لكل المبادرات التي طرحت من قبل!! .
وننتقل لـ الاخبار مع سعيد سنبل في بابه اليومي ـ صباح الخير ـ الذي جاء فيه: والمتوقع، بل المؤكد في رأيي ان حكومة شارون التي لا تؤمن بالسلام، لن تقبل المبادرة ولكن في نفس الوقت لن تجرؤ علي رفضها، لذلك فمن المتوقع ان تسعي الي اثارة المشاكل حولها مثل مشكلة اللقاء مع الأمير عبد الله، وذلك بقصد تحويل الانظار عن المبادرة وشد الانظار الي قضايا اخري تستنزف الجهد والوقت! .
ايضا قال زميله محمد وجدي قنديل: وتتضح أهمية المبادرة من أنها تصدر عن المملكة السعودية ـ بثقلها العربي والاسلامي ـ وما تملكه من تأثير علي الولايات المتحدة بحكم العلاقات الخاصة والمتميزة، كما ان الافكار تطرح من جانب الأمير عبد الله المعروف بالتشدد في مواقفه العربية وفي مساندته للقضية الفلسطينية، واذا كانت المبادرة لم تأخذ شكلها الكامل الا انها تعبر عن مبادئ اساسية لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي ولا شك ان مبادرة الأمير عبد الله تلتقي مع جهود الرئيس مبارك لدعم الفلسطينيين وتجاوز المأزق الخطير لعملية السلام،
وتشكل اساسا للبناء عليه من جميع الاطراف ـ وخصوصا الولايات المتحدة ـ وتمنح الفرصة الاخيرة لاسرائيل من اجل الحصول علي اعتراف كامل عربي واسلامي ! .
والي الهجمات التي تعرضت لها المبادرة. ففي السياسي المصري ـ حكومية ـ قال زميلنا سيد الهادي في عموده اقول لكم : والحقيقة ان مبادرة الامير عبدالله حدث مهم فهي المرة الاولي التي تعلن فيها، السعودية صراحة موقفها من الصلح مع اسرائيل، ورحم الله الملك فيصل الذي اغتالوه بعد ان وقف وقفته الشجاعة مع انور السادات في حرب رمضان، واستخدم سلاح البترول واكد انه سيصلي في القدس، ويقيني ان روحه الطاهرة رابضة في ساحة المسجد الاقصي حتي يتم تحريرها، ويجيء شقيقه الامير عبدالله ولي العهد السعودي، ويصرح مؤخرا ان السعودية كانت علي استعداد لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل قبل اعمال العنف التي يمارسها شارون الان ضد الفلسطينيين، واكد ايضا انه كان سيطرح في اجتماع القمة المقبل والذي سيعقد في بيروت في نهاية الشهر الحالي مبادرة تتضمن اعترافات عربية باسرائيل، شريطة انسحابها من كل الاراضي العربية التي احتلتها في حرب حزيران (يونيو) 67، بما فيها القدس وتطبيع كامل العلاقات بين العرب واسرائيل. اليس هذا ما كان ينادي به انور السادات؟ وهو ما بح صوت الرئيس مبارك من اجله، واذا لم تعلن صراحة اسرائيل ومن ورائها امريكا قبولا بالمبادرة وتنفيذها خلال شهور قليلة فيجب علي العرب سحب كل المبادرات والعودة الي ما كان ينادي به الزعيم عبد الناصر، رحمه الله، ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وايضا الايمان بالله قبل كل شيء .
كما قال مجدي مهنا احد رئيسي تحرير الوفد بنفس اليوم: وتقديري ان مبادرة الامير عبد الله بن عبد العزيز قبرت هي الاخري، فاسرائيل تحت حكم المجرم شارون تريد اعتراف العرب بها وتريد التطبيع معها وفي المقابل لا تريد التنازل او التخلي عن شيء. والذي يدعو الي العجب، بل يدعو الي الجنون هو الموقف العربي المتردي تجاه ما يحدث، ففي السابق كانت العواصم العربية تسارع بادانة قوات الاحتلال الاسرائيلي واصدار بيانات الشجب والاستنكار، الان العواصم العربية اصبحت عاجزة حتي عن مجرد اصدار بيان يشجب ويدين، ليس عن قناعة وايمان بعدم جدوي تلك البيانات وانما لان هذه البيانات قد تكلفها الكثير، وهي لا تريد ان تدفع شيئا، وتخشي كل عاصمة عربية علي نفسها، وتخشي ردود الفعل الاسرائيلية والامريكية. والحل؟ لا حل سوي في استمرار المقاومة الفلسطينية الباسلة مهما كلفها ذلك من تضحيات فالنصر سيكون حليفها باذن الله .
والي احرار نفس اليوم وهجوم مدير تحريرها عصام كامل علي الرئيس القذافي ومبادرة الامير عبدالله قائلا: القذافي يقترح ضم اسرائيل للجامعة العربية مقابل الانسحاب وتعويض اللاجئين يا مثبت العقل في الدماغ يا رب...
العمليات الاستشهادية تزلزل اسرائيل ولكن كلما لاحت في الافق علامات انتصار يتدخل عرب اخرون لصالحها من اجل هزيمتنا .
بينما قام سليم عزوز بتوجيه شبهة اتهام للامير قائلا: فلولا انني لست من انصار نظرية المؤامرة لقلت انني اشتم رائحة التآمر علي اضعاف الانتفاضة بالمبادرات التي لا تأتي بجديد ومع هذا يتم التطبيل لها في الصحافة المهاجرة وكأنها تمثل فتحا في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي! من باب الذكري: فان معركتنا مع العدو ليست في العودة الي حدود 67 وانما في العودة الي حدود 47، وبغير هذا فان براقش تكون قد جنت علي نفسها، و براقش بالمناسبة كانت كلبة ! .
وكان سليم قد اشار الي مقالات بجريدة الحياة التي تصدر في العاصمة البريطانية لندن. اما زميلنا عادل الجوجري ـ ناصري ـ فقال في بابه محطات عربية ـ مبادرة الامير عبدالله ولي العهد السعودي تعكس ضرورات الانظمة العربية، لكنها لا تعبر عن خيارات الشعب العربي .
اما العربي جريدة حزبنا العربي الديمقراطي الناصري فقد شنت غارة ضد المبادرة وضد السعودية وطالت الهجمات الرئيس القذافي ايضا وتجنب الامين العام ضياء الدين داود ذكر السعودية والامير عبد الله الا انه قال في الصفحة الثالثة: وكلما استمر العرب في اخطائهم تحت ضغط وابتزاز امريكا، وقدموا ما يسمي مبادرات وهي في حقيقتها خطوات نحو مزيد من الاستسلام والتسليم للصهاينة لتحقيق مطامعهم، والشعب العربي رغم سكوته الغريب رافض لكل ذلك منكر له. ان المبادرات العربية الاخيرة المطروحة تعني حتي لو لم يقبلها الصهاينة ان العرب تراجعوا بلا مقابل عن اهدافهم الاستراتيجية وضاعت بحور الدماء علي أرض فلسطين وأرواح الاف الشهداء هباء. وأخشي ان يسجل علينا التاريخ اننا اسوأ امم الارض قدرة علي التمسك بحقها وثقة في ذاتها وقدراتها .
اما في الرابعة فقال عبد العال الباقوري: لماذا بدأ الاعلام السعودي الموجه، خاصة المدفعية الصحافية والتلفزيونية الثقيلة المنصوبة خارج الاراضي السعودية، يتحدث بلهجة ولغة اعلام الرئيس السادات عشية وغداة مبادرته المشؤومة ؟ انه بالشيء يذكر، ويبدو ان ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز، وعلي طريقة الرئيس السادات ايضا، يخاطب اساسا واصلا البيت الابيض، ولا بأس ايضا من ان يدق أبواب الصهيونية الامريكية ، حيث تتشابه البوابات ما بين البيت الابيض، والبيت الصهيوني، فكل منهما يفضي الي الاخر، ويؤدي اليه ويصب فيه، علي أية حال وباختصار شديد جدا جدا، وبتركيز عميق جدا جدا، ما تسمي مبادرة الامير عبد الله هي صيغة سيئة المضمون والتوقيت. سيئة المضمون لانها ـ في حدود ما اذيع ونشر وقيل لي لحظة كتابة هذه الكلمات ـ لم تتضمن كلمة واحدة عن حق العودة، وهو ـ في ظني ـ حق الحقوق الفلسطينية او الحق الاكبر، والذي يجب ان يتقدم كل الحقوق الاخري، بمعني ان من يقبله ويسلم به ويرضي به، يرضي بجميع الحقوق الفلسطينية الاخري. اما من حيث التوقيت، فيكفي ان حديث المبادرة التي حملها السيد توماس فريدمان، وما ادرانا من هو توماس فريدمان، اصبح يغطي علي بسالة الصمود الفلسطيني، وعلي وحشية العدوان الشاروني وعلي ازمة شارون ايضا بل ازمة اسرائيل ككل. ويبقي ان المحرك الاساسي لهذه المبادرة هو الصراع الداخلي في السعودية، مما يدفع الامير عبد الله ـ وهو معروف بميوله القومية! الي مخاطبة البيت الابيض والصهيونية الامريكية لعلهما يقبلان حل الاعتماد ولا ننسي ان انتفاضة الشعب في كانون الثاني (يناير) 1977 كانت احد المحركات التي عجلت بمسيرة السادات الي القدس.. وسنري.. .
وفي التاسعة قال رفعت سيد أحمد: وهذه المبادرات منذ كامب ديفيد المصرية 1979 حتي مبادرة الامير عبد الله شباط (فبراير) 2002 سيكون دائما مصيرها الفشل، ان من المؤلم جدا ألا تكون حدود هذه المبادرات الفاشلة هي فقط حدود الاقوال والكلام، والجلسات التي يرتادها السماسرة الاوروبيون مثل سولانا او الامريكان مثل بيرنز او كولن باول، او غيرهما ولكنها تتعدي ذلك الي ان تتحول الي سلاح فتاك يطعن الصمود الفلسطيني والعربي من الخلف، ويطعنه برقة عربية متناهية في سذاجتها وغبائها ولن نقول في عمالتها : ان هذه المبادرات اخطر ـ في تقديرنا ـ من القتل المنظم الذي يقوده شارون وكيانه ضد الشعب الفلسطيني، لانها مبادرات اخطأت التوقيت واخطأت المكان واخطأت المضمون واخطأت المتلقي . لقد كان الاولي، ان يقدم الامراء والرؤساء مبادرات للدعم وللصمود وللتأكيد علي خيار المقاومة والصبر فيه وعليه، بدلا من هذه المبادرات ـ الطعنات، والخطير أنهم لا يكتفون بحصرها داخل بيوتهم وقصورهم (!)، بل يريدون تعريبها من خلال عرضها علي القمة العربية القادمة في بيروت لكي تكون الخطوة التالية هي قبول اسرائيل عضوا بالجامعة العربية التي لم يفعل أمينها العام الحالي والذي يروج له اعلاميا من قبل بعض الصبية المخدوعين علي انه صقر ثوري امام هذه المبادرات سوي ان قام فورا وبصوت اجش مبحوح ليعلن انه يوافق علي المبادرات الاخيرة وبخاصة مبادرة الامير عبد الله ولا بأس لديه من دخول الجامعة العربية بيت العرب المزعوم طرفا فيها! .
ما هذه الالفاظ غير اللائقة صبية مخدوعين؟ وصوت اجش مبحوح؟ هذا ومن المعروف ان رفعت دأب علي مهاجمة عمرو موسي منذ ان كان وزيرا للخارجية. والي الصفحة العاشرة ومقال احمد سعيد المدير الاسبق لاذاعة صوت العرب فقال ان مبادرة هذا الرجل اليوم لا تخرج في قليل او كثير عما اتاه السادات وخاصمتموه بسببه. وهو الامر الذي يجعل توسلك اليوم الاعتراف العربي الجماعي باسرائيل مقابل مسالمتها للعرب وتفضلها علي عرب فلسطين بفتات ارض في ظل هوان دائم يسحب عليه اليوم كل ما اتهم به واجهزة اعلامه حقا وفعلا وقولا كل ما اتهمت به اجهزة المملكة العربية السعودية انور السادات ومصر من خيانة للعرب ولفلسطين وايضا للمسلمين. بل لعل هذا الرجل يستحق اكثر مما وصفت به اجهزته السادات ومصر. فالرجل ودولته لم يخوضا عدة حروب دامية ضد اسرائيل وصناعها كما فعلت مصر وضحت بالشباب والاموال وسنوات التنمية والتقدم وانما مارست اسرته من السلبية ما سيصفه المؤرخون المصنفون بالتواطؤ مع العدو في مخططات خاصة، وان التشفي في مصر عبد الناصر كان دائما السمة الاساسية للسياسة السعودية .
وقال احمد سعيد يحضرني سؤال. ان كان حكامنا العرب ايام السادات، من صدام الي السعوديين الي الكويتيين الي التونسيين والموريتانيين قد خافوا علي الجامعة العربية من جريمته ودنسها فنقلوها من مصر الي تونس بأمل ان تبقي مطهرة من روث السفير الصهيوني في القاهرة فهل نجد حاكما عربيا حرا، ابن حرة يخشي علي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة وقبر الرسول في المدينة المنورة فينقلهما من المملكة العربية السعودية حتي لا يتلوثا باعتراف خادم الحرمين الشريفين بدولة العصابات الصهيونية. اعلم والقراء، ان رد الفعل المفترض حدوثه من واقع العرب المهين ان الامر لن يخرج عن احد امرين، اولهما: نقل الكعبة وقبر الرسول غدا الي واشنطن، وثانيهما: نقل شعوب المسلمين والعرب بعد غد علي الاكثر الي القاعدة الامريكية في كوبا حيث اسري تنظيم بن لادن .
وفي حقيقة الامر، فهذا كلام يستحيل قبوله، انه ليس خلافا في الرؤي السياسية، وانما تجاوز لابعد الحدود وبعبارات غير لائقة بالمرة واستهانة بالعقليات، ما هذا المستوي في الحوار؟ حاكم عربي حر ابن حرة؟ ونقل الكعبة وقبر الرسول لواشنطن، واين نحج ونعتمر؟ ونقل شعوب المسلمين والعرب الي قاعدة غوانتانامو في كوبا؟ وهل تتسع لاكثر من مليار نسمة؟ هذا مقال مؤسف. معقول نقل الكعبة وقبر الرسول؟ لماذا لم يقل مثلما قال محمد حماد بنفس العدد افواج الاسرائيليين سوف تحتفل سنويا في مدينة رسول الله باجدادهم الاسرائيليين من بني قريظة وبني قينقاع كما يحتفلون الان بأبو حصيرة في مصر. صفقة السادات الامريكية ـ الاسرائيلية اخرجت مصر بثقلها من الصراع العربي ـ الصهيوني وحافظت علي كرسيه في الحكم، وصفقة آل سعود لن تخرج السعودية بثقلها بل انها سوف تدخل العرب جميعا، الا من رحم ربي، الي الحظيرة الاسرائيلية. مبادرة الامير عبد الله ليست مريبة فقط، بل هي مدبرة .
وفي الصفحة الاخيرة قال زميلنا جمال فهمي في بابه ـ فص ملح ـ فيما كانت المحرقة البشعة التي يقيمها العدو الصهيوني في الضفة العربية وقطاع غزة تتصاعد وتأكل المزيد من شباب ونساء وشيوخ واطفال اهلنا في فلسطين، وفيما كان الصمت والتواطؤ المخزيان يخيمان علي اجواء الوطن الكبير حتي صور الوهم للبعض ان السادة حكام الامة قد ماتوا جميعا.. فجأة دوي انطلاقا من بعض العواصم العربية صوت فرقعة المبادرات التي راحت تمطر العدو بهدايا ليس أقلها التطبيع الكامل معه، اذا تعاطف وتكرم وقبل مشكورا ان يفاوضنا الف عام علي الانسحاب من اراض احتلها في حرب يونيو 1967 وهي هدية تبرع بها الامير عبد الله وارث عرش مملكة المرحوم سعود! وما كدنا نفيق من هول هدية آل سعود للعدو، حتي عاجلنا الاخ قائد هوجة الفاتح ـ لا مؤاخذة ـ من سبتمبر بهدية اخري للعدو تليق بجوده وكرمه المعروفين، اذ اقترح ضم الكيان الصهيوني للجامعة ـ لا مؤاخذة ـ العربية! .
ايضا قال رئيس التحرير التنفيذي عبد الحليم قنديل مبادرة الامير عبد الله تغليف جديد لبضاعة الهوان القديمة الذي ورط ولي العهد السعودي في مبادرة الاعتراف الجماعي باسرائيل يستهدف رأس الامير عبد الله الهدف الاول لمبادرات السلام ـ اياها ـ انقاذ اسرائيل من ثأر الشهداء. كلما دقت ساعة الهزيمة في اسرائيل انخلعت قلوب الحكام العرب، واقتربت لحظة نهاية لن تنجيهم منها مبادرات الروبابيكيا السلامية! .
عرفات وحماس
والي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتعرضه يوم الجمعة في الوفد الي انتقاد حاد وجارح من الوفدي احمد عز العرب بسبب تصريحاته التي قال فيها ان اسرائيل تستخدم حركة حماس، وقال عز العرب انه يختلف علي طول الخط مع حركات الاسلام السياسي، لانهم يستخدمون الدين طريقا للوصول للسلطة، الا انه اضاف: الخلاف العقائدي لا يمكن ابدا ان يكون مبررا للكذب والتجني علي التاريخ وتحويل فريق رئيس للحركة الوطنية الفلسطينية الي خونة وعملاء لاسرائيل رغم الحقيقة الظاهرة علي ارض الواقع وهي ان حركة حماس هي اقوي فرق المقاومة الوطنية الفلسطينية حاليا واكثرها تقديما لشهداء الثورة الفلسطينية وايلاما للعدوان الصهيوني وازعاجا لاحتلاله، اتمني من الله ان يكون التصريح المنسوب لعرفات في الوفد غير صحيح او علي اسوأ الفروض نتيجة الضغط العصبي الرهيب الواقع علي الرجل نتيجة السن والمرض والحصار الاسرائيلي حتي تبقي للشعب الفلسطيني في ذاكرته التاريخية صورة بطل المقاومة الشعبية الذي بدأ مجد الثورة الفلسطينية بمعركة الكرامة في الاردن سنة 1968 واتمني ان يرحم الرجل تاريخه الجليل ويرحم شعبه فيعرف الموعد الذي يتعين فيه علي الزعامة ان تنسحب من القمة وتترك الشعلة لمن يستطيع استمرار حملها مضيئة .
لكن في اليوم التالي ـ السبت ـ هاجم حسين عبد الرازق عضو المكتب السياسي لحزب التجمع اليساري الاخوان بسبب الهجوم الذي شنوه ضده في نشرة المركز الاعلامي للاخوان بالخارج وشبهوه بالرئيس الافغاني كارزاي فقال وابو عمار ليس فوق النقد، وقد ارتكب العديد من الاخطاء والخطايا خاصة منذ اوسلو، ولكن من يملك الجرأة علي تشبيه قائد كان اول من حمل السلاح دفاعا عن فلسطين واختاره شعبه رئيسا له برئيس مؤقت فرضه تحالف دولي او امريكي علي افغانستان مثل كارزاي؟ ومن اعطي الاخوان او غيرهم الحق في التحدث نيابة عن الشعب الفلسطيني واختيار زعمائه؟ من حقنا بل من واجبنا ان نسأل الاخوان المسلمين، هل هذا هو الوقت المناسب لشن هذه الحملة التترية ضد ياسر عرفات؟ ولمصلحة من هذا الهجوم في هذه اللحظة بالذات؟ .
مصر وامريكا
والي العلاقات المصرية ـ الامريكية علي ضوء زيارة الرئيس مبارك الحالية لامريكا، وقد اعد كده تسليك كده توليع استقبالا حافلا للرئيس مبارك في مقاله بـ الاهرام الجمعة، حيث نصحه بعدم البحث في العلاقات الاقتصادية، لانها ثانوية، وان يبحث في القضايا الاستراتيجية الكبري، وتتلخص في دور مصر الاقليمي الذي تحدده لها امريكا، واعتبر الزيارة تاريخية لهذا السبب، وكعادته استخدم الدكتور مأمون فندي عبارات ركيكة وبعض جمل نافق بها الرئيس مبارك ليطلب منه قبول الاتي عن العراق اي سلام كامل مقابل انسحاب كامل لن يشمل العراق وذلك لرفض العراق لهذا التوجه. اذن، ولكي تنجح مبادرة السلام العربية لابد من عراق يوافق عليها، هذا العراق بالقطع لن يكون العراق القديم، اذن لابد من وجود عراق جديد يقبل بالرؤية الاستراتيجية الجديدة، هذا العراق قد يكون عراقا ناتجا عن تغيير داخلي او عن تغيير خارجي لان العراق الرافض لمبدأ السلام يعطي لشارون فرصة للتملص ويعطيه فرصة للقول بان العرب غير قادرين علي منح اسرائيل سلاما كاملا ما دام هذا النظام قائما في بغداد . اي علي الرئيس ان يتخلي عن سياساته ويقبل وهو في امريكا بتغيير النظام العراقي بانقلاب داخلي او هجوم امريكي. وكان كده تسليك كده توليع قد كتب من قبل مقالا بعنوان لا لضرب العراق ووصل الي قمة جرأته لان يطلب من الرئيس ايضا ان تتخلي مصر عن الاهتمام بالمشرق العربي ويتركز دورها في الجنوب والغرب دور مباشر من جهة الجنوب فيما يخص اي ترتيبات مستقبلية في السودان الشقيق وامتداد هذا التصرف ليشمل قضايا حوض وادي النيل كذلك لمصر رؤية فيما يخص الشمال الافريقي وما يحدث في دول الجوار وان محاولة تقليص الدور المصري غربا او جنوبا ليس من مصلحة مصر او من مصلحة الولايات المتحدة، ان التوصل الي صيغة فيما يخص دور مصر الاقليمي المشروع يعتبر من وجهة نظري اكثر اهمية بكثير من الحديث عن قضايا فرعية مثل التجارة الحرة وخلافه .
فندي يتحدث وكأنه وزير دفاع امريكا الذي قال عنه زميلنا كمال عبد الرؤوف بـ اخبار اليوم السبت:
تم اخيرا اكتشاف جهاز خاص في وزارة الدفاع الامريكية لتشويه المعلومات ودسها في صحف وتليفزيونات العالم وخصوصا في امريكا والدول العربية، هذا الجهاز انشأه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي واكبر عدو للدول الاسلامية وللشعوب الفقيرة، واكبر مؤيد للاستمرار في الحرب ضد العراق وضد ايران وكوريا الشمالية.. ويا صحافيي العالم احترسوا من هذا الجهاز الحقير الذي يثير نزعات العنصرية، ويعود بنا الي ايام هتلر الذي يقلده الان وزير دفاع امريكا دونالد رامسفيلد مخترع معسكرات اعتقال الافغان والعرب في قاعدة غوانتانامو في كوبا واحاطتهم بالاسلاك الشائكة مثلما كان يفعل هتلر وتلميذه ميلوسوفيتش رئيس يوغوسلافيا السابق وألد اعداء المسلمين .
الكارثة والحكومة
والي كارثة القطار ومسؤولية رئيس الوزراء وتدخله قبل بدء التحقيقات بالقول ان السبب هو انفجار انبوبة بوتاغاز وهو ما عرضه الي هجوم عنيف من رئيس مجلس الدولة الاسبق، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد المستشار محمد حامد الجمل في مقال بـ الوفد يوم السبت جاء فيه:
وهذا موقف ومسلك لا يجوز دستوريا ولا سياسيا في مواجهة هذه الكارثة غير المسبوقة في تاريخ السكك الحديدية في العالم!! لما في هذه التصريحات من تأثير غير مشروع او مقبول من رئيس الوزراء علي سلطة التحقيق والمحققين واللجان الفنية المختصة، يضعهم جميعا تحت ضغط سياسي واداري واعلامي قد يعوقهم عن التوصل الي نتيجة موضوعية نزيهة ومحايدة وعلمية وسريعة عن اسباب الحادث وتحديد المسؤولين عن وقوعه، او مواجهة التصادم مع ما قالته (الحكومة العاطفية) علي لسان رئيسها (د. عبيد) ولا شك ان هذا الدفاع العلني في تحديد اسباب الحادث وحصر المسؤولين عنه في الضحايا المحترقين والمصابين يعتبر تدخلا غير مشروع في شؤون العدالة يستهدف تبرئة الوزارة من اية مسؤولية مع تحميلها بالكامل للضحايا المنكوبين بناء علي استدلالات ذاتية من المسؤول سياسيا مع وزرائه عن الحادث سياسيا!! ولقد وضع د. عبيد نفسه بجسارة محل جهات التحقيق والقضاء والخبراء الفنيين وسط غضب وذهول الشعب، واندهاش العالم الخارجي دون ان يهتز له جفن!! ولا شك في تناقض ذلك مع الحكمة السياسية لانها اثارت الغضب، والخوف الشديد علي سلامة التحقيقات وعمقها وجديتها ومصداقية نتائجها، خاصة ان (ادارة الطب الشرعي) تابعة لوزير العدل وهو احد اعضاء (الوزارة العبيدية) القدامي كما ان النائب العام ووكلاءه رغم تنزيهنا الكامل وتقديرنا لهم يخضعون ايضا لاشراف وزير العدل بنص قانون السلطة القضائية!! ولا ينكر احد او يجهل الصلات السياسية والشخصية بين الوزير المخضرم ورئيس مجلس الوزراء!! ولكل هذه العوامل تأثيرها النفسي والسياسي الشديد في الرأي العام!! فضلا عن ان رئيس هيئة السكك الحديدية ومديرها تحت اشراف ورئاسة وزير المواصلات الذي هو تابع لرئيس الوزراء وضمن المجموعة الوزارية التي رشحها لتشغل المنصب .
كما تهكم زميلنا بـ الوفد محمد راغب علي رئيس الوزراء وعلي ما انتهت اليه اللجنة الفنية من ان سبب الحريق انفجار وابور كيروسين، لا موقد بوتاغاز كما قال رئيس الوزراء الذي قال له فلاح كفر الهنادوة في اخبار اليوم بنفس اليوم (السبت):
وشفنا اهالينا والنار بتشوي فيهم جوه الباجور، والكفر كلاته في ميتم كبير وقلبي واجعني عليهم، اتعذبوا ف حياتهم واتعذبوا في موتهم يا ولداه.. والحكومة علي راسي من فوق لا بنقول غلطانة ولا هي السبب ولا الباجور باجورها، لكن يخلصك يا بيه تدفع في البني ادم تلتلاف جنيه.. هو ده تمنا يا بيه والحكومة عماله تتكلم بالمريارات؟ ومش غريبة يا بيه ان البني آدم الفقير مننا مالوش تمن وهو حي ولما يموت يبيع الحانوتي جتته بستلاف وسبعتلاف جنيه لتلامذة الطب.. حكمتك يا رب اللهم لا اعتراض .
والفكرة للكاتب الساخر الكبير احمد رجب والرسم لمصطفي حسين اما رئيس التحرير ابراهيم سعده في بابه هذا رأي الذي يوقعه باسم انور وجدي فقد سخر من شيخ الازهر وهاجم وزير النقل السابق الاسبق قائلا: يا فرحة اسر الذين ماتوا حرقا في (قطار الشوي) بالفتوي التي اصدرها فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي ـ شيخ الجامع الازهر ـ باعتبارهم من الشهداء! من المؤكد ان اطفال، وآباء، وامهات، هؤلاء (الشهداء) كانوا يتمنون بقاء (شهدائهم) علي قيد الحياة اكثر من سعادتهم بهذه (الفتوي)!
مدة خدمة الدكتور ابراهيم الدميري ـ كوزير للنقل والمواصلات والطيران المدني والملاحة البحرية، لا تتعدي سنتين ونصف السنة، اما من سبقه في نفس المنصب، المهندس سليمان متولي ـ فقد تخطت خدمته 15 عاما علي الاقل، لقد اقيل د. الدميري في اعقاب كارثة القطار الاخيرة، نتيجة للاهمال المزمن والقديم جدا في وزارة عموم نقل الكوارث الي كل بيت مصري، اما الوزير السابق فلم يحاسب، ولم يعاقب ـ ولو ادبيا ـ حتي هذه اللحظة! .
والمعروف انه في عهد الوزير سليمان متولي وقعت كوارث عديدة لكن لم تكن فيها كارثة بحجم وفظاعة الكارثة الاخيرة، وفي مناسبة العيد.
اما في الاخبار امس فقال احمد رجب في بابه نص كلمة : تقول د. ايمان ابو السعد: كان ينبغي اقامة حداد قومي ليومين او يوم علي الاقل بعد كارثة القطار وهي كارثة قومية بكل المقاييس، اوافقك تماما يا دكتورة واضيف انه بعد ذلك الحداد كان ينبغي اقامة يوم فرح قومي لاستقالة الوزارة .
القاهرة ـ القدس العربي
من حسنين كروم:
كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد عن بدء زيارة الرئيس مبارك لامريكا، وبيان رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد في مجلس الشعب عن حادث القطار، وبدء النيابة الادارية تحقيقاتها، واستمرار مسلسل الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية واستشهاد حوالي 28 من اشقائنا الفلسطينيين، وعمليات فدائية واستشهادية أوقعت حوالي عشرة قتلي من الاسرائيليين، ورفض محكمة جنايات شبين الكوم بمحافظة المنوفية الاستشكال الذي قدمته الفنانة وفاء مكي ووالدتها وباقي الذين صدرت ضدهم احكام بالسجن، والاستمرار في حبسهم، واستمرار عودة الحجاج ودفء الجو ومباريات كرة القدم، واخبار اخري لا أهمية لها، فيما اتجه القسم الاكبر من المقالات والتعليقات الي مبادرة الأمير عبد الله ولي عهد السعودية، والعلاقات المصرية ـ الامريكية، وكارثة القطار، وقضايا اخري عديدة وهامة لا تتوافر مساحة لعرضها، ولذلك سندخل الي باب المدخرات.
مبادرة الأمير
والي مبادرة الأمير عبد الله التي قال عنها اسامة سرايا رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي يوم السبت: كشفت عن عمق العلاقة القوية بين السعودية والخليج والقضية الفلسطينية، وان قادة الخليج مهتمون بالحقوق الفلسطينية، واسترداد الأرض المحتلة، لكنهم كانوا ومازالوا ينتظرون، ما تسفر عنه مباحثات السلام الراهنة، وكان تدخل الأمير عبد الله في توقيت دقيق الي حد كبير، فقدم ورقته للفلسطينيين، وللرأي العام الاسرائيلي، ولم يقدمها الي شارون وحكومته، كما يحاول المعارضون للسلام، والحكومة الاسرائيلية الاستفادة منها حتي تكشف الدعاوي الشارونية ضد السلام العربي ـ الاسرائيلي وتسميمها للأجواء ولمستقبل التعايش في منطقة الشرق الأوسط، لصالح اهداف عدوانية .
اما سلامة احمد سلامة، في عموده اليومي بـ اهرام السبت ـ من قريب ـ فقد حذر السعودية بطريقة غير مباشرة من التطبيع مع اسرائيل قائلا: ولا حاجة بنا الي القول بأن السعودية لن تقع في الكمين الاسرائيلي، وأن ما اثارته الافكار السعودية قد ساعدت علي اظهار مدي الحاجة الي تحرك دولي جاد يحمل الجميع، وعلي رأسهم الولايات المتحدة مسؤولية حالة الحرب المتصاعدة في الشرق الأوسط .
وتبعه زميله مسعود الحناوي بقوله: من الخطأ ان يعتقدوا ان الافكار السعودية قد تحمل بين جوانبها اي تنازلات او ثغرات يمكن ان ينفذوا من خلالها لتحقيق مآرب غير مشروعة علي حساب الفلسطينيين او السوريين او اللبنانيين أو أي طرف عربي آخر. مطلوب من القادة الاسرائيليين عدم محاولة الالتفاف واضاعة الوقت والاصطياد في الماء العكر باعلان الاستعداد لتوجيه الدعوة لولي العهد السعودي لزيارة القدس او توجههم الي الرياض بحجة مناقشة المبادرة .
ومن الاهرام الي اخبار اليوم ورئيس تحريرها ابراهيم سعدة الذي ركز مقاله علي المبادرة ودار حول قضايا ممهدة لما اراد ان يقوله في نهاية المقال، وحمل في طياته تشكيكا في نجاحها قائلا: وفي الحديث الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست مع الرئيس حسني مبارك عشية بدء زيارته الي الولايات المتحدة، شكك الرئيس في استعداد اسرائيل للتخلي عن جميع الأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية وكل المواقع المقدسة، فمن رأي الرئيس مبارك ان اسرائيل لم تفاجأ ـ كما تحاول ـ بما جاء في المبادرة السعودية التي هي تأكيد لقرار الأمة العربية بالسعي الي تحقيق السلام الشامل مقابل الانسحاب الكامل الاسرائيلي من الاراضي المحتلة، وهو ما طالبنا به اسرائيل، حكومة بعد اخري، ورغم ذلك فإنها رفضته ولا تزال ترفضه. ان اسرائيل لا تهدف من تصريحاتها المتفائلة، ومن تشجيعها للمبادرة السعودية الا للالتفاف حولها، واعادة الكرة الي خارج ملعبها مرة اخري .
اما نبيل زكي في نفس العدد فقد وضع للمبادرة شروطا جاء فيها: مفتاح الخروج من الصراع الدائر في هذه المنطقة، في ضوء المبادرة السعودية التي طرحها الأمير عبد الله بن عبد العزيز، هو قرار دولي صريح وواضح لا يحتمل أي تأويل، يصدر من مجلس الأمن وينص علي الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة جميعها الي حدود 4 حزيران (يونيو) 1967، ويشمل الانسحاب من المستوطنات، وقيام دولة فلسطينية حقيقية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، اما إذا كان كل هدف الطرف الآخر هو ابتلاع الاراضي الفلسطينية ورفض الانسحاب الي حدود 1967 فان قضية السلام لا تعني بالنسبة له اي شيء، ويبدو حتي الآن ان هذا هو الواقع بدليل ما صرحت به مصادر في مكتب شارون من ان المبادرة السعودية ما هي الا مجرد بالون اختبار يهدف الي تحسين صورة السعودية في نظر الادارة الامريكية ووسائل الاعلام بعد احداث 11 ايلول (سبتمبر)!! .
ومنه الي الاهرام وزميلنا في واشنطن محمد السيد سعيد وقوله حتي الأيام القليلة الأخيرة والتي طغي عليها الاهتمام بمبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله، تقول مصادر وزارة الخارجية ان هناك ادراكا بان العامل الحاسم في السلام في الساحة الفلسطينية هو مصر .
ومنه الي الاهرام وزميلنا في واشنطن محمد السيد سعيد وقوله حتي الأيام القليلة الاخيرة والتي طغي عليها الاهتمام بمبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله تقول مصادر وزارة الخارجية ان هناك ادراكا بان العامل الحاسم في السلام في الساحة الفلسطينية هو مصر .
وننتقل الي يوم الاحد ومقال محمود عطا الله بمجلة اكتوبر الذي قال فيه بشكل غامض بعض الشيء: رغم كل هذه الجهود العربية المخلصة، ليس هناك بارقة أمل، علي الجانب الآخر، يمكن ان تبعث علي التفاؤل بامكان تحقيق ولو نصف طموحات الشعوب العربية وآمالها والا لكان المخلصون أيضا من اعداء التطبيع مع اسرائيل، قد أبدوا استعدادهم من زمن طويل لمراجعة حساباتهم واعادوا النظر في مواقفهم الثابتة .
والي الوفد وزميلتنا الرقيقة سناء السعيد التي يبدو انها كانت في حيرة من امرها، هل ترفض المبادرة ام تقبلها، وتمثلت حيرتها في الآتي: تزامن طرحها مع تصعيد شارون لحملاته العسكرية ضد الفلسطينيين العزل وسياسة العصا التي استخدمها لتقليم أظافر عرفات والامعان في إذلاله وتحقيره وامتهانه بالابقاء عليه رهين محبسه في رام الله، ونتساءل ما الذي يمكن للمبادرة فعله وسط هذه الظروف المأساوية؟ لا سيما ان اسرائيل لن تحركها اية مبادرة وانما سيحركها احد عاملين: الأول موقف امريكي حاسم وموقف عربي واحد يشعر اسرائيل ان العرب جميعا يتبنون موقفا واحدا. مبادرة ولي عهد السعودية ليست بالجديدة، ولعلها نسخة معادة لمبادرة سبق ان تقدم بها الملك فهد وتمت الموافقة عليها في فاس سنة 1982، المهم ان طرح مبادرة السعودية اليوم يتزامن مع استمرار الانتفاضة الفلسطينية وظهورها كشوكة حادة لا يمكن استئصالها او وأدها خاصة بعد ان امتدت عملياتها لتطال المستوطنات ومواقع الجيش الاسرائيلي، ومأزق شارون ظاهر للعيان، فالرجل خسر المعركة بعد ان وعد شعبه بأنه وخلال مئة يوم سيحقق الأمن لهم، وعليه يمكن للمبادرة السعودية ان تشكل طوق انقاذ لاسرائيل ينتشلها من الموقف المأزوم الذي تعاني منه حاليا من جراء ضربات المقاومة الفلسطينية التي حاصرتها، ويمكن ان تتولي امريكا اتخاذ القرار نيابة عن اسرائيل لاخراجها من المحنة التي سقطت فيها والتي يبدو كأنما تعذر عليها الخروج منها بمفردها! ومن المنتظر ان تتبني القمة العربية المزمع عقدها قبل نهاية الشهر الحالي هذه المبادرة حيث سيحاول المجتمعون تحويلها الي وثيقة سلام. ومن جديد نقول رغم ان المبادرة ليست بالجديدة وليست بالوحيدة في الميدان الا ان توقيت الاعلان عنها كان ضروريا فضلا عن كونها تعكس رغبة العالم العربي في السلام، اما الخوف فمبعثه ان تبادر اسرائيل برفضها في النهاية بعد الأخذ والرد والمناطحات والمساجلات وان تدير ظهرها لها كما ادارته لكل المبادرات التي طرحت من قبل!! .
وننتقل لـ الاخبار مع سعيد سنبل في بابه اليومي ـ صباح الخير ـ الذي جاء فيه: والمتوقع، بل المؤكد في رأيي ان حكومة شارون التي لا تؤمن بالسلام، لن تقبل المبادرة ولكن في نفس الوقت لن تجرؤ علي رفضها، لذلك فمن المتوقع ان تسعي الي اثارة المشاكل حولها مثل مشكلة اللقاء مع الأمير عبد الله، وذلك بقصد تحويل الانظار عن المبادرة وشد الانظار الي قضايا اخري تستنزف الجهد والوقت! .
ايضا قال زميله محمد وجدي قنديل: وتتضح أهمية المبادرة من أنها تصدر عن المملكة السعودية ـ بثقلها العربي والاسلامي ـ وما تملكه من تأثير علي الولايات المتحدة بحكم العلاقات الخاصة والمتميزة، كما ان الافكار تطرح من جانب الأمير عبد الله المعروف بالتشدد في مواقفه العربية وفي مساندته للقضية الفلسطينية، واذا كانت المبادرة لم تأخذ شكلها الكامل الا انها تعبر عن مبادئ اساسية لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي ولا شك ان مبادرة الأمير عبد الله تلتقي مع جهود الرئيس مبارك لدعم الفلسطينيين وتجاوز المأزق الخطير لعملية السلام،
وتشكل اساسا للبناء عليه من جميع الاطراف ـ وخصوصا الولايات المتحدة ـ وتمنح الفرصة الاخيرة لاسرائيل من اجل الحصول علي اعتراف كامل عربي واسلامي ! .
والي الهجمات التي تعرضت لها المبادرة. ففي السياسي المصري ـ حكومية ـ قال زميلنا سيد الهادي في عموده اقول لكم : والحقيقة ان مبادرة الامير عبدالله حدث مهم فهي المرة الاولي التي تعلن فيها، السعودية صراحة موقفها من الصلح مع اسرائيل، ورحم الله الملك فيصل الذي اغتالوه بعد ان وقف وقفته الشجاعة مع انور السادات في حرب رمضان، واستخدم سلاح البترول واكد انه سيصلي في القدس، ويقيني ان روحه الطاهرة رابضة في ساحة المسجد الاقصي حتي يتم تحريرها، ويجيء شقيقه الامير عبدالله ولي العهد السعودي، ويصرح مؤخرا ان السعودية كانت علي استعداد لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل قبل اعمال العنف التي يمارسها شارون الان ضد الفلسطينيين، واكد ايضا انه كان سيطرح في اجتماع القمة المقبل والذي سيعقد في بيروت في نهاية الشهر الحالي مبادرة تتضمن اعترافات عربية باسرائيل، شريطة انسحابها من كل الاراضي العربية التي احتلتها في حرب حزيران (يونيو) 67، بما فيها القدس وتطبيع كامل العلاقات بين العرب واسرائيل. اليس هذا ما كان ينادي به انور السادات؟ وهو ما بح صوت الرئيس مبارك من اجله، واذا لم تعلن صراحة اسرائيل ومن ورائها امريكا قبولا بالمبادرة وتنفيذها خلال شهور قليلة فيجب علي العرب سحب كل المبادرات والعودة الي ما كان ينادي به الزعيم عبد الناصر، رحمه الله، ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وايضا الايمان بالله قبل كل شيء .
كما قال مجدي مهنا احد رئيسي تحرير الوفد بنفس اليوم: وتقديري ان مبادرة الامير عبد الله بن عبد العزيز قبرت هي الاخري، فاسرائيل تحت حكم المجرم شارون تريد اعتراف العرب بها وتريد التطبيع معها وفي المقابل لا تريد التنازل او التخلي عن شيء. والذي يدعو الي العجب، بل يدعو الي الجنون هو الموقف العربي المتردي تجاه ما يحدث، ففي السابق كانت العواصم العربية تسارع بادانة قوات الاحتلال الاسرائيلي واصدار بيانات الشجب والاستنكار، الان العواصم العربية اصبحت عاجزة حتي عن مجرد اصدار بيان يشجب ويدين، ليس عن قناعة وايمان بعدم جدوي تلك البيانات وانما لان هذه البيانات قد تكلفها الكثير، وهي لا تريد ان تدفع شيئا، وتخشي كل عاصمة عربية علي نفسها، وتخشي ردود الفعل الاسرائيلية والامريكية. والحل؟ لا حل سوي في استمرار المقاومة الفلسطينية الباسلة مهما كلفها ذلك من تضحيات فالنصر سيكون حليفها باذن الله .
والي احرار نفس اليوم وهجوم مدير تحريرها عصام كامل علي الرئيس القذافي ومبادرة الامير عبدالله قائلا: القذافي يقترح ضم اسرائيل للجامعة العربية مقابل الانسحاب وتعويض اللاجئين يا مثبت العقل في الدماغ يا رب...
العمليات الاستشهادية تزلزل اسرائيل ولكن كلما لاحت في الافق علامات انتصار يتدخل عرب اخرون لصالحها من اجل هزيمتنا .
بينما قام سليم عزوز بتوجيه شبهة اتهام للامير قائلا: فلولا انني لست من انصار نظرية المؤامرة لقلت انني اشتم رائحة التآمر علي اضعاف الانتفاضة بالمبادرات التي لا تأتي بجديد ومع هذا يتم التطبيل لها في الصحافة المهاجرة وكأنها تمثل فتحا في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي! من باب الذكري: فان معركتنا مع العدو ليست في العودة الي حدود 67 وانما في العودة الي حدود 47، وبغير هذا فان براقش تكون قد جنت علي نفسها، و براقش بالمناسبة كانت كلبة ! .
وكان سليم قد اشار الي مقالات بجريدة الحياة التي تصدر في العاصمة البريطانية لندن. اما زميلنا عادل الجوجري ـ ناصري ـ فقال في بابه محطات عربية ـ مبادرة الامير عبدالله ولي العهد السعودي تعكس ضرورات الانظمة العربية، لكنها لا تعبر عن خيارات الشعب العربي .
اما العربي جريدة حزبنا العربي الديمقراطي الناصري فقد شنت غارة ضد المبادرة وضد السعودية وطالت الهجمات الرئيس القذافي ايضا وتجنب الامين العام ضياء الدين داود ذكر السعودية والامير عبد الله الا انه قال في الصفحة الثالثة: وكلما استمر العرب في اخطائهم تحت ضغط وابتزاز امريكا، وقدموا ما يسمي مبادرات وهي في حقيقتها خطوات نحو مزيد من الاستسلام والتسليم للصهاينة لتحقيق مطامعهم، والشعب العربي رغم سكوته الغريب رافض لكل ذلك منكر له. ان المبادرات العربية الاخيرة المطروحة تعني حتي لو لم يقبلها الصهاينة ان العرب تراجعوا بلا مقابل عن اهدافهم الاستراتيجية وضاعت بحور الدماء علي أرض فلسطين وأرواح الاف الشهداء هباء. وأخشي ان يسجل علينا التاريخ اننا اسوأ امم الارض قدرة علي التمسك بحقها وثقة في ذاتها وقدراتها .
اما في الرابعة فقال عبد العال الباقوري: لماذا بدأ الاعلام السعودي الموجه، خاصة المدفعية الصحافية والتلفزيونية الثقيلة المنصوبة خارج الاراضي السعودية، يتحدث بلهجة ولغة اعلام الرئيس السادات عشية وغداة مبادرته المشؤومة ؟ انه بالشيء يذكر، ويبدو ان ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز، وعلي طريقة الرئيس السادات ايضا، يخاطب اساسا واصلا البيت الابيض، ولا بأس ايضا من ان يدق أبواب الصهيونية الامريكية ، حيث تتشابه البوابات ما بين البيت الابيض، والبيت الصهيوني، فكل منهما يفضي الي الاخر، ويؤدي اليه ويصب فيه، علي أية حال وباختصار شديد جدا جدا، وبتركيز عميق جدا جدا، ما تسمي مبادرة الامير عبد الله هي صيغة سيئة المضمون والتوقيت. سيئة المضمون لانها ـ في حدود ما اذيع ونشر وقيل لي لحظة كتابة هذه الكلمات ـ لم تتضمن كلمة واحدة عن حق العودة، وهو ـ في ظني ـ حق الحقوق الفلسطينية او الحق الاكبر، والذي يجب ان يتقدم كل الحقوق الاخري، بمعني ان من يقبله ويسلم به ويرضي به، يرضي بجميع الحقوق الفلسطينية الاخري. اما من حيث التوقيت، فيكفي ان حديث المبادرة التي حملها السيد توماس فريدمان، وما ادرانا من هو توماس فريدمان، اصبح يغطي علي بسالة الصمود الفلسطيني، وعلي وحشية العدوان الشاروني وعلي ازمة شارون ايضا بل ازمة اسرائيل ككل. ويبقي ان المحرك الاساسي لهذه المبادرة هو الصراع الداخلي في السعودية، مما يدفع الامير عبد الله ـ وهو معروف بميوله القومية! الي مخاطبة البيت الابيض والصهيونية الامريكية لعلهما يقبلان حل الاعتماد ولا ننسي ان انتفاضة الشعب في كانون الثاني (يناير) 1977 كانت احد المحركات التي عجلت بمسيرة السادات الي القدس.. وسنري.. .
وفي التاسعة قال رفعت سيد أحمد: وهذه المبادرات منذ كامب ديفيد المصرية 1979 حتي مبادرة الامير عبد الله شباط (فبراير) 2002 سيكون دائما مصيرها الفشل، ان من المؤلم جدا ألا تكون حدود هذه المبادرات الفاشلة هي فقط حدود الاقوال والكلام، والجلسات التي يرتادها السماسرة الاوروبيون مثل سولانا او الامريكان مثل بيرنز او كولن باول، او غيرهما ولكنها تتعدي ذلك الي ان تتحول الي سلاح فتاك يطعن الصمود الفلسطيني والعربي من الخلف، ويطعنه برقة عربية متناهية في سذاجتها وغبائها ولن نقول في عمالتها : ان هذه المبادرات اخطر ـ في تقديرنا ـ من القتل المنظم الذي يقوده شارون وكيانه ضد الشعب الفلسطيني، لانها مبادرات اخطأت التوقيت واخطأت المكان واخطأت المضمون واخطأت المتلقي . لقد كان الاولي، ان يقدم الامراء والرؤساء مبادرات للدعم وللصمود وللتأكيد علي خيار المقاومة والصبر فيه وعليه، بدلا من هذه المبادرات ـ الطعنات، والخطير أنهم لا يكتفون بحصرها داخل بيوتهم وقصورهم (!)، بل يريدون تعريبها من خلال عرضها علي القمة العربية القادمة في بيروت لكي تكون الخطوة التالية هي قبول اسرائيل عضوا بالجامعة العربية التي لم يفعل أمينها العام الحالي والذي يروج له اعلاميا من قبل بعض الصبية المخدوعين علي انه صقر ثوري امام هذه المبادرات سوي ان قام فورا وبصوت اجش مبحوح ليعلن انه يوافق علي المبادرات الاخيرة وبخاصة مبادرة الامير عبد الله ولا بأس لديه من دخول الجامعة العربية بيت العرب المزعوم طرفا فيها! .
ما هذه الالفاظ غير اللائقة صبية مخدوعين؟ وصوت اجش مبحوح؟ هذا ومن المعروف ان رفعت دأب علي مهاجمة عمرو موسي منذ ان كان وزيرا للخارجية. والي الصفحة العاشرة ومقال احمد سعيد المدير الاسبق لاذاعة صوت العرب فقال ان مبادرة هذا الرجل اليوم لا تخرج في قليل او كثير عما اتاه السادات وخاصمتموه بسببه. وهو الامر الذي يجعل توسلك اليوم الاعتراف العربي الجماعي باسرائيل مقابل مسالمتها للعرب وتفضلها علي عرب فلسطين بفتات ارض في ظل هوان دائم يسحب عليه اليوم كل ما اتهم به واجهزة اعلامه حقا وفعلا وقولا كل ما اتهمت به اجهزة المملكة العربية السعودية انور السادات ومصر من خيانة للعرب ولفلسطين وايضا للمسلمين. بل لعل هذا الرجل يستحق اكثر مما وصفت به اجهزته السادات ومصر. فالرجل ودولته لم يخوضا عدة حروب دامية ضد اسرائيل وصناعها كما فعلت مصر وضحت بالشباب والاموال وسنوات التنمية والتقدم وانما مارست اسرته من السلبية ما سيصفه المؤرخون المصنفون بالتواطؤ مع العدو في مخططات خاصة، وان التشفي في مصر عبد الناصر كان دائما السمة الاساسية للسياسة السعودية .
وقال احمد سعيد يحضرني سؤال. ان كان حكامنا العرب ايام السادات، من صدام الي السعوديين الي الكويتيين الي التونسيين والموريتانيين قد خافوا علي الجامعة العربية من جريمته ودنسها فنقلوها من مصر الي تونس بأمل ان تبقي مطهرة من روث السفير الصهيوني في القاهرة فهل نجد حاكما عربيا حرا، ابن حرة يخشي علي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة وقبر الرسول في المدينة المنورة فينقلهما من المملكة العربية السعودية حتي لا يتلوثا باعتراف خادم الحرمين الشريفين بدولة العصابات الصهيونية. اعلم والقراء، ان رد الفعل المفترض حدوثه من واقع العرب المهين ان الامر لن يخرج عن احد امرين، اولهما: نقل الكعبة وقبر الرسول غدا الي واشنطن، وثانيهما: نقل شعوب المسلمين والعرب بعد غد علي الاكثر الي القاعدة الامريكية في كوبا حيث اسري تنظيم بن لادن .
وفي حقيقة الامر، فهذا كلام يستحيل قبوله، انه ليس خلافا في الرؤي السياسية، وانما تجاوز لابعد الحدود وبعبارات غير لائقة بالمرة واستهانة بالعقليات، ما هذا المستوي في الحوار؟ حاكم عربي حر ابن حرة؟ ونقل الكعبة وقبر الرسول لواشنطن، واين نحج ونعتمر؟ ونقل شعوب المسلمين والعرب الي قاعدة غوانتانامو في كوبا؟ وهل تتسع لاكثر من مليار نسمة؟ هذا مقال مؤسف. معقول نقل الكعبة وقبر الرسول؟ لماذا لم يقل مثلما قال محمد حماد بنفس العدد افواج الاسرائيليين سوف تحتفل سنويا في مدينة رسول الله باجدادهم الاسرائيليين من بني قريظة وبني قينقاع كما يحتفلون الان بأبو حصيرة في مصر. صفقة السادات الامريكية ـ الاسرائيلية اخرجت مصر بثقلها من الصراع العربي ـ الصهيوني وحافظت علي كرسيه في الحكم، وصفقة آل سعود لن تخرج السعودية بثقلها بل انها سوف تدخل العرب جميعا، الا من رحم ربي، الي الحظيرة الاسرائيلية. مبادرة الامير عبد الله ليست مريبة فقط، بل هي مدبرة .
وفي الصفحة الاخيرة قال زميلنا جمال فهمي في بابه ـ فص ملح ـ فيما كانت المحرقة البشعة التي يقيمها العدو الصهيوني في الضفة العربية وقطاع غزة تتصاعد وتأكل المزيد من شباب ونساء وشيوخ واطفال اهلنا في فلسطين، وفيما كان الصمت والتواطؤ المخزيان يخيمان علي اجواء الوطن الكبير حتي صور الوهم للبعض ان السادة حكام الامة قد ماتوا جميعا.. فجأة دوي انطلاقا من بعض العواصم العربية صوت فرقعة المبادرات التي راحت تمطر العدو بهدايا ليس أقلها التطبيع الكامل معه، اذا تعاطف وتكرم وقبل مشكورا ان يفاوضنا الف عام علي الانسحاب من اراض احتلها في حرب يونيو 1967 وهي هدية تبرع بها الامير عبد الله وارث عرش مملكة المرحوم سعود! وما كدنا نفيق من هول هدية آل سعود للعدو، حتي عاجلنا الاخ قائد هوجة الفاتح ـ لا مؤاخذة ـ من سبتمبر بهدية اخري للعدو تليق بجوده وكرمه المعروفين، اذ اقترح ضم الكيان الصهيوني للجامعة ـ لا مؤاخذة ـ العربية! .
ايضا قال رئيس التحرير التنفيذي عبد الحليم قنديل مبادرة الامير عبد الله تغليف جديد لبضاعة الهوان القديمة الذي ورط ولي العهد السعودي في مبادرة الاعتراف الجماعي باسرائيل يستهدف رأس الامير عبد الله الهدف الاول لمبادرات السلام ـ اياها ـ انقاذ اسرائيل من ثأر الشهداء. كلما دقت ساعة الهزيمة في اسرائيل انخلعت قلوب الحكام العرب، واقتربت لحظة نهاية لن تنجيهم منها مبادرات الروبابيكيا السلامية! .
عرفات وحماس
والي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتعرضه يوم الجمعة في الوفد الي انتقاد حاد وجارح من الوفدي احمد عز العرب بسبب تصريحاته التي قال فيها ان اسرائيل تستخدم حركة حماس، وقال عز العرب انه يختلف علي طول الخط مع حركات الاسلام السياسي، لانهم يستخدمون الدين طريقا للوصول للسلطة، الا انه اضاف: الخلاف العقائدي لا يمكن ابدا ان يكون مبررا للكذب والتجني علي التاريخ وتحويل فريق رئيس للحركة الوطنية الفلسطينية الي خونة وعملاء لاسرائيل رغم الحقيقة الظاهرة علي ارض الواقع وهي ان حركة حماس هي اقوي فرق المقاومة الوطنية الفلسطينية حاليا واكثرها تقديما لشهداء الثورة الفلسطينية وايلاما للعدوان الصهيوني وازعاجا لاحتلاله، اتمني من الله ان يكون التصريح المنسوب لعرفات في الوفد غير صحيح او علي اسوأ الفروض نتيجة الضغط العصبي الرهيب الواقع علي الرجل نتيجة السن والمرض والحصار الاسرائيلي حتي تبقي للشعب الفلسطيني في ذاكرته التاريخية صورة بطل المقاومة الشعبية الذي بدأ مجد الثورة الفلسطينية بمعركة الكرامة في الاردن سنة 1968 واتمني ان يرحم الرجل تاريخه الجليل ويرحم شعبه فيعرف الموعد الذي يتعين فيه علي الزعامة ان تنسحب من القمة وتترك الشعلة لمن يستطيع استمرار حملها مضيئة .
لكن في اليوم التالي ـ السبت ـ هاجم حسين عبد الرازق عضو المكتب السياسي لحزب التجمع اليساري الاخوان بسبب الهجوم الذي شنوه ضده في نشرة المركز الاعلامي للاخوان بالخارج وشبهوه بالرئيس الافغاني كارزاي فقال وابو عمار ليس فوق النقد، وقد ارتكب العديد من الاخطاء والخطايا خاصة منذ اوسلو، ولكن من يملك الجرأة علي تشبيه قائد كان اول من حمل السلاح دفاعا عن فلسطين واختاره شعبه رئيسا له برئيس مؤقت فرضه تحالف دولي او امريكي علي افغانستان مثل كارزاي؟ ومن اعطي الاخوان او غيرهم الحق في التحدث نيابة عن الشعب الفلسطيني واختيار زعمائه؟ من حقنا بل من واجبنا ان نسأل الاخوان المسلمين، هل هذا هو الوقت المناسب لشن هذه الحملة التترية ضد ياسر عرفات؟ ولمصلحة من هذا الهجوم في هذه اللحظة بالذات؟ .
مصر وامريكا
والي العلاقات المصرية ـ الامريكية علي ضوء زيارة الرئيس مبارك الحالية لامريكا، وقد اعد كده تسليك كده توليع استقبالا حافلا للرئيس مبارك في مقاله بـ الاهرام الجمعة، حيث نصحه بعدم البحث في العلاقات الاقتصادية، لانها ثانوية، وان يبحث في القضايا الاستراتيجية الكبري، وتتلخص في دور مصر الاقليمي الذي تحدده لها امريكا، واعتبر الزيارة تاريخية لهذا السبب، وكعادته استخدم الدكتور مأمون فندي عبارات ركيكة وبعض جمل نافق بها الرئيس مبارك ليطلب منه قبول الاتي عن العراق اي سلام كامل مقابل انسحاب كامل لن يشمل العراق وذلك لرفض العراق لهذا التوجه. اذن، ولكي تنجح مبادرة السلام العربية لابد من عراق يوافق عليها، هذا العراق بالقطع لن يكون العراق القديم، اذن لابد من وجود عراق جديد يقبل بالرؤية الاستراتيجية الجديدة، هذا العراق قد يكون عراقا ناتجا عن تغيير داخلي او عن تغيير خارجي لان العراق الرافض لمبدأ السلام يعطي لشارون فرصة للتملص ويعطيه فرصة للقول بان العرب غير قادرين علي منح اسرائيل سلاما كاملا ما دام هذا النظام قائما في بغداد . اي علي الرئيس ان يتخلي عن سياساته ويقبل وهو في امريكا بتغيير النظام العراقي بانقلاب داخلي او هجوم امريكي. وكان كده تسليك كده توليع قد كتب من قبل مقالا بعنوان لا لضرب العراق ووصل الي قمة جرأته لان يطلب من الرئيس ايضا ان تتخلي مصر عن الاهتمام بالمشرق العربي ويتركز دورها في الجنوب والغرب دور مباشر من جهة الجنوب فيما يخص اي ترتيبات مستقبلية في السودان الشقيق وامتداد هذا التصرف ليشمل قضايا حوض وادي النيل كذلك لمصر رؤية فيما يخص الشمال الافريقي وما يحدث في دول الجوار وان محاولة تقليص الدور المصري غربا او جنوبا ليس من مصلحة مصر او من مصلحة الولايات المتحدة، ان التوصل الي صيغة فيما يخص دور مصر الاقليمي المشروع يعتبر من وجهة نظري اكثر اهمية بكثير من الحديث عن قضايا فرعية مثل التجارة الحرة وخلافه .
فندي يتحدث وكأنه وزير دفاع امريكا الذي قال عنه زميلنا كمال عبد الرؤوف بـ اخبار اليوم السبت:
تم اخيرا اكتشاف جهاز خاص في وزارة الدفاع الامريكية لتشويه المعلومات ودسها في صحف وتليفزيونات العالم وخصوصا في امريكا والدول العربية، هذا الجهاز انشأه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي واكبر عدو للدول الاسلامية وللشعوب الفقيرة، واكبر مؤيد للاستمرار في الحرب ضد العراق وضد ايران وكوريا الشمالية.. ويا صحافيي العالم احترسوا من هذا الجهاز الحقير الذي يثير نزعات العنصرية، ويعود بنا الي ايام هتلر الذي يقلده الان وزير دفاع امريكا دونالد رامسفيلد مخترع معسكرات اعتقال الافغان والعرب في قاعدة غوانتانامو في كوبا واحاطتهم بالاسلاك الشائكة مثلما كان يفعل هتلر وتلميذه ميلوسوفيتش رئيس يوغوسلافيا السابق وألد اعداء المسلمين .
الكارثة والحكومة
والي كارثة القطار ومسؤولية رئيس الوزراء وتدخله قبل بدء التحقيقات بالقول ان السبب هو انفجار انبوبة بوتاغاز وهو ما عرضه الي هجوم عنيف من رئيس مجلس الدولة الاسبق، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد المستشار محمد حامد الجمل في مقال بـ الوفد يوم السبت جاء فيه:
وهذا موقف ومسلك لا يجوز دستوريا ولا سياسيا في مواجهة هذه الكارثة غير المسبوقة في تاريخ السكك الحديدية في العالم!! لما في هذه التصريحات من تأثير غير مشروع او مقبول من رئيس الوزراء علي سلطة التحقيق والمحققين واللجان الفنية المختصة، يضعهم جميعا تحت ضغط سياسي واداري واعلامي قد يعوقهم عن التوصل الي نتيجة موضوعية نزيهة ومحايدة وعلمية وسريعة عن اسباب الحادث وتحديد المسؤولين عن وقوعه، او مواجهة التصادم مع ما قالته (الحكومة العاطفية) علي لسان رئيسها (د. عبيد) ولا شك ان هذا الدفاع العلني في تحديد اسباب الحادث وحصر المسؤولين عنه في الضحايا المحترقين والمصابين يعتبر تدخلا غير مشروع في شؤون العدالة يستهدف تبرئة الوزارة من اية مسؤولية مع تحميلها بالكامل للضحايا المنكوبين بناء علي استدلالات ذاتية من المسؤول سياسيا مع وزرائه عن الحادث سياسيا!! ولقد وضع د. عبيد نفسه بجسارة محل جهات التحقيق والقضاء والخبراء الفنيين وسط غضب وذهول الشعب، واندهاش العالم الخارجي دون ان يهتز له جفن!! ولا شك في تناقض ذلك مع الحكمة السياسية لانها اثارت الغضب، والخوف الشديد علي سلامة التحقيقات وعمقها وجديتها ومصداقية نتائجها، خاصة ان (ادارة الطب الشرعي) تابعة لوزير العدل وهو احد اعضاء (الوزارة العبيدية) القدامي كما ان النائب العام ووكلاءه رغم تنزيهنا الكامل وتقديرنا لهم يخضعون ايضا لاشراف وزير العدل بنص قانون السلطة القضائية!! ولا ينكر احد او يجهل الصلات السياسية والشخصية بين الوزير المخضرم ورئيس مجلس الوزراء!! ولكل هذه العوامل تأثيرها النفسي والسياسي الشديد في الرأي العام!! فضلا عن ان رئيس هيئة السكك الحديدية ومديرها تحت اشراف ورئاسة وزير المواصلات الذي هو تابع لرئيس الوزراء وضمن المجموعة الوزارية التي رشحها لتشغل المنصب .
كما تهكم زميلنا بـ الوفد محمد راغب علي رئيس الوزراء وعلي ما انتهت اليه اللجنة الفنية من ان سبب الحريق انفجار وابور كيروسين، لا موقد بوتاغاز كما قال رئيس الوزراء الذي قال له فلاح كفر الهنادوة في اخبار اليوم بنفس اليوم (السبت):
وشفنا اهالينا والنار بتشوي فيهم جوه الباجور، والكفر كلاته في ميتم كبير وقلبي واجعني عليهم، اتعذبوا ف حياتهم واتعذبوا في موتهم يا ولداه.. والحكومة علي راسي من فوق لا بنقول غلطانة ولا هي السبب ولا الباجور باجورها، لكن يخلصك يا بيه تدفع في البني ادم تلتلاف جنيه.. هو ده تمنا يا بيه والحكومة عماله تتكلم بالمريارات؟ ومش غريبة يا بيه ان البني آدم الفقير مننا مالوش تمن وهو حي ولما يموت يبيع الحانوتي جتته بستلاف وسبعتلاف جنيه لتلامذة الطب.. حكمتك يا رب اللهم لا اعتراض .
والفكرة للكاتب الساخر الكبير احمد رجب والرسم لمصطفي حسين اما رئيس التحرير ابراهيم سعده في بابه هذا رأي الذي يوقعه باسم انور وجدي فقد سخر من شيخ الازهر وهاجم وزير النقل السابق الاسبق قائلا: يا فرحة اسر الذين ماتوا حرقا في (قطار الشوي) بالفتوي التي اصدرها فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي ـ شيخ الجامع الازهر ـ باعتبارهم من الشهداء! من المؤكد ان اطفال، وآباء، وامهات، هؤلاء (الشهداء) كانوا يتمنون بقاء (شهدائهم) علي قيد الحياة اكثر من سعادتهم بهذه (الفتوي)!
مدة خدمة الدكتور ابراهيم الدميري ـ كوزير للنقل والمواصلات والطيران المدني والملاحة البحرية، لا تتعدي سنتين ونصف السنة، اما من سبقه في نفس المنصب، المهندس سليمان متولي ـ فقد تخطت خدمته 15 عاما علي الاقل، لقد اقيل د. الدميري في اعقاب كارثة القطار الاخيرة، نتيجة للاهمال المزمن والقديم جدا في وزارة عموم نقل الكوارث الي كل بيت مصري، اما الوزير السابق فلم يحاسب، ولم يعاقب ـ ولو ادبيا ـ حتي هذه اللحظة! .
والمعروف انه في عهد الوزير سليمان متولي وقعت كوارث عديدة لكن لم تكن فيها كارثة بحجم وفظاعة الكارثة الاخيرة، وفي مناسبة العيد.
اما في الاخبار امس فقال احمد رجب في بابه نص كلمة : تقول د. ايمان ابو السعد: كان ينبغي اقامة حداد قومي ليومين او يوم علي الاقل بعد كارثة القطار وهي كارثة قومية بكل المقاييس، اوافقك تماما يا دكتورة واضيف انه بعد ذلك الحداد كان ينبغي اقامة يوم فرح قومي لاستقالة الوزارة .