رهين المحبسين*
04-03-2002, 01:54 PM
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، نشأ على الأخلاق الفاضلة ، وهو ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية 0وهو أحد أعاظم العرب ، وسيداً من سادات قريش ، وغنياً من كبار موسريهم ، وشجاعاً بطلاً ، وعالماً بأنساب العرب وأخبارها وكان العرب يلقبونه بعالم قريش ، موصوفاً بالحلم والرأفة على العامة 0
صاحب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل النبوة ، وهو أول من آمن به من الرجال ، وأول من سمي صديقاً ، وصاحبه في الغار والهجرة فكان ثاني إثنين إذ هما في الغار ، وزًوجه ابنته عائشة ، وشهد معه الغزوات جميعها ، وحج بالمسلمين نيابة عنه ، وأمهم في الصلاة أثناء مرضه ، وتولى الخلافة بعده فكان أول الخلفاء الراشدين 0
مدة خلافته سنتان وثلاثة أشهر ونصف الشهر ، وكان نقش خاتمه : نعم القادر الله 0 له في كتب الحديث 142 حديثاً 0 قالوا في صفته : أبيضً ، معروق الوجة ، غائر العينين ، ناتيء الجبهة ، خفيف العارضين ، نحيفاً لايستمسك إزاره عن حقويه 0
من أقواله 00
** الحب والبغض يتوارثان 0
** اصلح نفسك يصلح لك الناس 0
** صنائع المعروف تقي مصارع السوء 0
** اقلل من الكلام فإنما لك ماوعي عنك 0
** إياكم والكذب ، فإن الكذب مجانب الحق 0
** لاتكتم المستشار خبراً فتؤتى من قبل نفسك 0
** اعلم أن عليك عيوناً من الله ترعاك وتراك 0
** إن دعاء الأخ لأخيه في الله عز وجل يستجاب 0
** ليست مع العزاء مصيبة ، ولا مع الجزع فائدة 0
** ليكن الإبرام بعد التشاور ، والصفقة بعد التناظر 0
** اقبل من الناس علانيتهم وكلهم الى الله في سرائرهم 0
إنه لاخير في خير بعده النار ، ولا شر في شر بعده الجنة 0
** إن من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله عز وجل 00
فلا تخفرن الله عز وجل في ذمته فيكبك في النار على وجهك 0
** إنه لم يقسم بين الناس شيء أفضل من المعافاة بعد اليقين
ألا إن الصدق والبرّ في الجنة ، ألا وإن الكذب والفجور في النار 0
** استحيوا الله عز وجل فوالذي نفسي بيده إني لأضل حين أذهب الى الغائط في الفضاء
مغطياً راسي استحياء من ربي عز وجل 0
** أفضل الناس عند الله عز وجل من عز به الحق ، وانتشر عنه الصدق ، ورتق برأيه
الفتق 0
** إن المسلم ليؤخر في كل شيء حتى في النكبة وانقطاع شسعه ، والبضاعة تكون في كمه فيفتقد بها فيفزع لها فيجدها في ضبته 0
** إن الملوك إذا ملك أحدهم ،
زهّده الله في ماله ، ورغّبه في مال غيره ، وأشّرب قلبه الإشفاق ، وهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير ، جذل الظاهر ، حزين الباطن ، فإذا وجبت نفسه ، ونضب عمره ، وضحا ظله ، حاسبه الله عز وجل فأشد حسابه ، وأقل غفره 0
** إن لله تعالى عملاً بالنهار لايقبله بالليل ، وعملاً بالليل لايقبله بالنهار ، وأنه لايقبل نافلة حتى تؤدى فريضته 0 وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم ، وحق لميزان يوضع فيه الحق غداً أن يكون ثقيلاً 0 وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم ، وحق لميزان يوضع فيه الباطل غداً أن يكون خفيفاً 0
من خطبه له ، قال :
** إياكم والفخر ، وما فخر من خلق من تراب ، ثم الى التراب يعود ، ثم يأكله الدود ، ثم هو اليوم حي وغداً ميت 0
** اعملوا يوماً بيوم ، وساعة بساعة ، وتواقوا دعاء المظلوم ، وعدوا أنفسكم في الموتى 0
** اصبروا ، فإن العمل كله بالصبر ، واحذروا والحذر ينفع ، واعملوا والعمل يتقبل 0
** احذروا ماحذركم الله من عذابه ، وسارعوا فيما وعدكم من رحمته 0
** افهموا وتفهموا ، واتقوا وتوقوا ، فإن الله قد بين لكم ما أهلك به من كان قبلكم وما نجى به من نجى قبلكم ، وقد بين لكم في كتابه حلاله وحرامه وما يحب من الأعمال ومايكره
** اعلموا أنكم ما أخلصتم لله من أعمالك ، فربكم أطعتم وحظكم حفظتم واغتبطتم ، وما تطوعتم به لدينكم فاجعلوه نوافل بين أيديكم تستوفوا سلفكم وتعطوا جرايتكم حين فقركم وحاجتكم اليها 0
** تفكروا عباد الله في إخوانكم وأصحابكم الذين مضوا ، قد وردوا على ماقدموا فاقاموا عليه وحلوا في الشقاء أو السعادة فيما بعد الموت 0
** إن الله ليس له شريك ، وليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيراً ولا يصرف عنه سوءاً إلا بطاعته واتباع أمره 0
** مر به رجل ومعه ثوب
فقال أبو بكر : أتبيع الثوب ؟
فقال الرجل : لا ، عافاك الله
فقال أبو بكر : لقد علمتم لو كنتم تعلمون ، قل : لا ، وعافاك الله
** في مجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قيل له : هل شربت الخمر في الجاهلية ؟
قال : أعوذ بالله
قيل له : ولـم ؟
قال : كنت أصون عرضي وأحفظ مالي ، فمن شرب الخمر كان مضيعاً في عرضه ومروءته
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : صدق أبو بكر ، صدق أبو بكر 0
** رأه عمر وهو مدل لسانه آخذه بيده
فقال له : ما تصنع ياخليفة رسول الله ؟
فقال : وهل أوردني الموارد إلا هذا
** مرض رضي الله عنه فعادوه
فقالوا له : ألا ندعو لك الطبيب ؟
فقال : قد رآني الطبيب
قالوا : فأي شيء قال لك ؟
قال : قال : إني فعال لما أريد
** رأى غراب وافر الجناحين ، فقلبه
ثم قال : ما صيد من صيد ، ولا عضدت شجرة ، إلا بما ضيعت من التسبيح
** وكان رضي الله عنه إذا أثنى عليه أحد
يقول : اللهم ، أنت أعلم بي من نفسي ، وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم فاجعلني خيراً مما يحسبون ، واغفر لي مايعلمون ، ولا تؤاخذني بما يقولون 0
وفي دعائه كان يقول :
** اللهم ؛ اجعل خير زماني آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوم لقائك 0
** اللهم ؛ إني أسألك الذي هو خير لي في عاقبة الخير 00
اللهم ؛ اجعل آخر ما تعطيني من الخير رضوانك والدرجات العلى من جنات التعيم 0
** أسألك تمام النعمة في الأشياء كلها ، والشــكر لك عليه حتى ترضى ، والخيرة في
جميع ماتكون فيه الخيرة بجميع ميسور الأمور كلها لابمعسورها ياكريم 0
ــــــــــ
المصادر :
كناب الزهد ( أحمد بن حنبل ) ، صفة الصفوة ( ابن الجوزي ) ، عدة الصابرين ( ابن قيم الجوزية ) ، كتاب الصمت ( ابن أبي الدنيا ) ، أدب الدنيا والدين (الماوردي ) ، روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ( ابن حيان ) ، الرياض النضرة ( الطبري ) ، العـقد الفريد ( ابن عبد ربه ) ، البيان والتبين ( الجاحظ ) ، جـواهر الأدب ( الهاشمي ) ، أقـوال مأثـــورة ( الصباغ ) ، الأعلام ( الزركلي ) ، الموسوعة العربية ( محمد شفيق ) 0
أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، نشأ على الأخلاق الفاضلة ، وهو ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية 0وهو أحد أعاظم العرب ، وسيداً من سادات قريش ، وغنياً من كبار موسريهم ، وشجاعاً بطلاً ، وعالماً بأنساب العرب وأخبارها وكان العرب يلقبونه بعالم قريش ، موصوفاً بالحلم والرأفة على العامة 0
صاحب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل النبوة ، وهو أول من آمن به من الرجال ، وأول من سمي صديقاً ، وصاحبه في الغار والهجرة فكان ثاني إثنين إذ هما في الغار ، وزًوجه ابنته عائشة ، وشهد معه الغزوات جميعها ، وحج بالمسلمين نيابة عنه ، وأمهم في الصلاة أثناء مرضه ، وتولى الخلافة بعده فكان أول الخلفاء الراشدين 0
مدة خلافته سنتان وثلاثة أشهر ونصف الشهر ، وكان نقش خاتمه : نعم القادر الله 0 له في كتب الحديث 142 حديثاً 0 قالوا في صفته : أبيضً ، معروق الوجة ، غائر العينين ، ناتيء الجبهة ، خفيف العارضين ، نحيفاً لايستمسك إزاره عن حقويه 0
من أقواله 00
** الحب والبغض يتوارثان 0
** اصلح نفسك يصلح لك الناس 0
** صنائع المعروف تقي مصارع السوء 0
** اقلل من الكلام فإنما لك ماوعي عنك 0
** إياكم والكذب ، فإن الكذب مجانب الحق 0
** لاتكتم المستشار خبراً فتؤتى من قبل نفسك 0
** اعلم أن عليك عيوناً من الله ترعاك وتراك 0
** إن دعاء الأخ لأخيه في الله عز وجل يستجاب 0
** ليست مع العزاء مصيبة ، ولا مع الجزع فائدة 0
** ليكن الإبرام بعد التشاور ، والصفقة بعد التناظر 0
** اقبل من الناس علانيتهم وكلهم الى الله في سرائرهم 0
إنه لاخير في خير بعده النار ، ولا شر في شر بعده الجنة 0
** إن من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله عز وجل 00
فلا تخفرن الله عز وجل في ذمته فيكبك في النار على وجهك 0
** إنه لم يقسم بين الناس شيء أفضل من المعافاة بعد اليقين
ألا إن الصدق والبرّ في الجنة ، ألا وإن الكذب والفجور في النار 0
** استحيوا الله عز وجل فوالذي نفسي بيده إني لأضل حين أذهب الى الغائط في الفضاء
مغطياً راسي استحياء من ربي عز وجل 0
** أفضل الناس عند الله عز وجل من عز به الحق ، وانتشر عنه الصدق ، ورتق برأيه
الفتق 0
** إن المسلم ليؤخر في كل شيء حتى في النكبة وانقطاع شسعه ، والبضاعة تكون في كمه فيفتقد بها فيفزع لها فيجدها في ضبته 0
** إن الملوك إذا ملك أحدهم ،
زهّده الله في ماله ، ورغّبه في مال غيره ، وأشّرب قلبه الإشفاق ، وهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير ، جذل الظاهر ، حزين الباطن ، فإذا وجبت نفسه ، ونضب عمره ، وضحا ظله ، حاسبه الله عز وجل فأشد حسابه ، وأقل غفره 0
** إن لله تعالى عملاً بالنهار لايقبله بالليل ، وعملاً بالليل لايقبله بالنهار ، وأنه لايقبل نافلة حتى تؤدى فريضته 0 وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم ، وحق لميزان يوضع فيه الحق غداً أن يكون ثقيلاً 0 وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم ، وحق لميزان يوضع فيه الباطل غداً أن يكون خفيفاً 0
من خطبه له ، قال :
** إياكم والفخر ، وما فخر من خلق من تراب ، ثم الى التراب يعود ، ثم يأكله الدود ، ثم هو اليوم حي وغداً ميت 0
** اعملوا يوماً بيوم ، وساعة بساعة ، وتواقوا دعاء المظلوم ، وعدوا أنفسكم في الموتى 0
** اصبروا ، فإن العمل كله بالصبر ، واحذروا والحذر ينفع ، واعملوا والعمل يتقبل 0
** احذروا ماحذركم الله من عذابه ، وسارعوا فيما وعدكم من رحمته 0
** افهموا وتفهموا ، واتقوا وتوقوا ، فإن الله قد بين لكم ما أهلك به من كان قبلكم وما نجى به من نجى قبلكم ، وقد بين لكم في كتابه حلاله وحرامه وما يحب من الأعمال ومايكره
** اعلموا أنكم ما أخلصتم لله من أعمالك ، فربكم أطعتم وحظكم حفظتم واغتبطتم ، وما تطوعتم به لدينكم فاجعلوه نوافل بين أيديكم تستوفوا سلفكم وتعطوا جرايتكم حين فقركم وحاجتكم اليها 0
** تفكروا عباد الله في إخوانكم وأصحابكم الذين مضوا ، قد وردوا على ماقدموا فاقاموا عليه وحلوا في الشقاء أو السعادة فيما بعد الموت 0
** إن الله ليس له شريك ، وليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيراً ولا يصرف عنه سوءاً إلا بطاعته واتباع أمره 0
** مر به رجل ومعه ثوب
فقال أبو بكر : أتبيع الثوب ؟
فقال الرجل : لا ، عافاك الله
فقال أبو بكر : لقد علمتم لو كنتم تعلمون ، قل : لا ، وعافاك الله
** في مجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قيل له : هل شربت الخمر في الجاهلية ؟
قال : أعوذ بالله
قيل له : ولـم ؟
قال : كنت أصون عرضي وأحفظ مالي ، فمن شرب الخمر كان مضيعاً في عرضه ومروءته
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : صدق أبو بكر ، صدق أبو بكر 0
** رأه عمر وهو مدل لسانه آخذه بيده
فقال له : ما تصنع ياخليفة رسول الله ؟
فقال : وهل أوردني الموارد إلا هذا
** مرض رضي الله عنه فعادوه
فقالوا له : ألا ندعو لك الطبيب ؟
فقال : قد رآني الطبيب
قالوا : فأي شيء قال لك ؟
قال : قال : إني فعال لما أريد
** رأى غراب وافر الجناحين ، فقلبه
ثم قال : ما صيد من صيد ، ولا عضدت شجرة ، إلا بما ضيعت من التسبيح
** وكان رضي الله عنه إذا أثنى عليه أحد
يقول : اللهم ، أنت أعلم بي من نفسي ، وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم فاجعلني خيراً مما يحسبون ، واغفر لي مايعلمون ، ولا تؤاخذني بما يقولون 0
وفي دعائه كان يقول :
** اللهم ؛ اجعل خير زماني آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوم لقائك 0
** اللهم ؛ إني أسألك الذي هو خير لي في عاقبة الخير 00
اللهم ؛ اجعل آخر ما تعطيني من الخير رضوانك والدرجات العلى من جنات التعيم 0
** أسألك تمام النعمة في الأشياء كلها ، والشــكر لك عليه حتى ترضى ، والخيرة في
جميع ماتكون فيه الخيرة بجميع ميسور الأمور كلها لابمعسورها ياكريم 0
ــــــــــ
المصادر :
كناب الزهد ( أحمد بن حنبل ) ، صفة الصفوة ( ابن الجوزي ) ، عدة الصابرين ( ابن قيم الجوزية ) ، كتاب الصمت ( ابن أبي الدنيا ) ، أدب الدنيا والدين (الماوردي ) ، روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ( ابن حيان ) ، الرياض النضرة ( الطبري ) ، العـقد الفريد ( ابن عبد ربه ) ، البيان والتبين ( الجاحظ ) ، جـواهر الأدب ( الهاشمي ) ، أقـوال مأثـــورة ( الصباغ ) ، الأعلام ( الزركلي ) ، الموسوعة العربية ( محمد شفيق ) 0