المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقرأ عن الحجامة الجزء الثاني



أبوسعود
04-03-2002, 06:28 PM
أنواع الحجـامة
الحجامة أربعة أنواع : الفصد ، الحجامة الجافة ، الحجامة الرطبة ، الحجامة بدودة العلقة والذي يهمنا في هذا المبحث هو الحجامة الرطبة.



1_ الفصد " أنظر باب الفصد "

2_ الحجامة بدودة العلقة . Blood-sucking leech

يقول ابن منظور في لسان العرب العَلَقُ: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان. والمعلوق من الدواب والناس: الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب. وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه. والعَلَقَةُ: دودة في الماء تمصُّ الدم، والجمع عَلَق. والإعْلاقُ: إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم. وفي حديث عامر: خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة؛ العَلَق: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة .



‏وفي الحديث: (خير الدواء اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق) بفتح العين واللام بضبط المصنف دويبة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية لمصها الدم الغالب على الإنسان ، انظر فتح القدير شرح الجامع الصغير ‏

ولا تزال هذه الطريقة تستخدم في معظم دول العالم يتعالجون بالعلق بأنواعه حتى يومنا هذا ، يقول ابن القف 630- 685 هـ: والعلق جذبه للمواد الدموية ابلغ من جذب الحجامة ولو انه أقل من الفصد. ومن العلق ما طبعه السمية ومنه ما هو خال من السمية وهو المستعمل في المداواة الطبية وتصاد قبل يوم أو يومين ثم تكب على رؤوسها حتى يخرج جميع ما في اجوافها حتى يشتد جوعها وتلتقم الجلد حتى اذا امتلأت اجوافها تسقط ويعلق غيرها اذا لزم الأمر. وتعلق المحاجم على مواضعها وتمص مصا قويا لجنب الدم المتبقي في الموضع.



3_ الحجامة الجافة " كاسات الهواء " تفيد في نقل الأخلاط الرديئة من مواضع الألم الى سطح الجلد وبذلك يختفي جزء كبير من الألم ، وتختلف عن الحجامة الرطبة " بتشريط الجلد تشريطا خفيفا " ووضع المحجمة على مكان التشريط وتفريغها من الهواء عن طريق المص فيندفع الدم والأخلاط الرديئة من الشعيرات والأوردة الصغيرة الى سطح الجلد بسبب التفريغ الذي أحدثه المص ، وهي غير فصد الدم ، وإذا ما علقت الحجامة على مكان السحر فإنها تستفرغ مادته الرديئة من هذا المكان فيبطل بإذن الله تعالى.



طريقة الحجامة الجافة :

1. عقم الموضع المراد حجامة بالمطهرات الطبية .

2. ربما تحتاج الى وضع قليلاً من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم لصق المحجمة على الجلد .

3. ضع كأس المحجمة على الموضع المراد حجامته .

4. فرغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب.

5. سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس .

6. بعد خمسة دقائق الى عشرة دقائق " حبذ أن لا تزيد على 10 دقائق " انزع الكأس برفق وذلك بالضغط على الجلد عند حافة الكأس .

7. في حالة حجامة الوجه لا تزيد المدة عن نصف دقيقة .



4_ طريقة الحجامة الرطبة :

1. تأكد من نظافة وتعقيم آلات الحجامة ، واستخدم مشرط جديد ومعقم .

2. عقم الموضع المراد حجامة بالمطهرات الطبية .

3. ربما تحتاج الى وضع قليلاً من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم لصق المحجمة على الجلد .

4. ضع كأس المحجمة على الموضع المراد حجامته .

5. فرغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب .

6. سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس .

7. بعد خمسة دقائق انزع الكأس برفق وذلك بالضغط على الجلد عند حافة الكأس .

8. شَرط موضع الحجامة بالمشرط (أو موس حلاقة معقم ) تشريطاً خفيفاً سطحياً " ويمكنك استخدام إبرة فحص فصيلة الدم في حالة مرض السكر وسيولة الدم " .

المُشْرَطُ:المِشْرَطُ: المِبْضَعُ ، والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ: الآلةُ التي يَشْرُط بها.

9. يجب أن يكون التشريط على امتداد العروق وليس بالعرض أي بالطول من ناحية الرأس الى ناحية القدم.

10. ضع الكأس على نفس الموضع المراد حجامته مرة أخرى .

11. فرغ كأس المحجمة من الهواء ، ومن أجل تخفيف ألم الحجامة التدرج بنفريغ المحجمة من الهواء " المص " فالأولى تكون أخف من الثانية والثانية تكون أخف من الثالثة .

12. سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس ويخرج الدم من خلال الجروح التي أحدثها المشرط.

13. فرغ الكأس إذا امتلأ بالدم وكرر نفس العملية مرة أخرى ، حتى يخرج الدم صافيا رقيقا ، أو ينقطع خروج الدم .

14. نظف موضع الحجامة بالمطهرات الطبية وضع لاصق طبي على موضع الجروح اذا لم يرقأ الدم .

15. امسح جوانب موضع الحجامة بمنشفة مبلولة بماء دافئ . وبذلك تكون انتهيت من العملية .



وينبغي أن يدفن الدم بعد الحجامة لما ورد في ذلك عن المصطفي صلى الله عليه وسلم ، فعن أم سعد قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بدفن الدم إذا احتجم ، وعن عبد الله بن الزبير قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاني دمه، قال: اذهب فواره لا يبحث عنه سبع أو كلب أو إنسان، فتنحيت فشربته ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما صنعت؟ قلت: صنعت الذي أمرتني، قال: ما أراك إلا قد شربته! قلت: نعم، قال: ماذا تلقى أمتي منك! قال أبو سلمة فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال أبو جعفر الترمذي: دم النبي صلى الله عليه وسلم طاهر؛ لأن أبا طيبة شربه، وفعل مثل ذلك ابن الزبير وهو غلام حين أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم دم حجامته ليدفنه فشربه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (من خالط دمه دمي لم تمسه النار) .





وفي كتاب الجراحة لابن القف )630- 685 هـ( إن الحجامة عند الجراحين تعنى بالمادة الدموية المستولية على ظاهر البدن لاخراجها أما بشرط ( رطبه ) أو بلا شرط ( جافه ) ، والتي بغير شرط إما بنار أو بغير نار(مص)، والطبيب خادم الطبيعة يحذو حذو أفعالها وإذا دعت الحركة الطبيعية المادة إلى جهة من الجهات أو مالت هي بنفسها إلى تلك الجهة ، فمن الواجب أن تعان على إخراجها وتجفيف مقدارها وذلك بفتح مجاريها أو بشرط الجلد ثم وضع ما يعين على بروزها بالمحاجم. والحجامة تلزم حين الحاجة لا سيما في الأبدان العليلة مع مراعاة مقدار الشرط ( طوله وعمقه بحسب مقدار مادة الخلط وقواها) ويمرخ العضو قبل الشرط تمريخا قويا ويعلق عليه المحاجم مرة وأخرى بغير شرط لتنجذب المواد المراد إخراجها. إما المواضع المناسبة للحجامة فمنها النقرة التي فوق القف بأربع أصابع وتنفع من الرمد وثقل الرأس والقمحدوة والاخدعين في جانبي العنق والذقن والكاهل بين الكتفين والمنكب مقابل الترقوة من الخلف والناغض خلف اليد. والمحاجم بغير النار فتمص مصا بالغا وتريح العضو لتسكين الوجع. والمحاجم بالنار فيوضع قطن داخل المحجمة أو في قدح مناسب ويوقد فيه نار ثم تلقمه العضو فإنه يجذبه ويمصه مصا قويا.



تنبيــه
1. لا تحجم المريض وهو واقفاً أو على كرسي ليس له جوانب تمنع المريض من السقوط على الأرض ، لأنه قد يغمى عليه وقت الحجامة .

2. لا تحجم الجلد الذي يحتوي على دمامل وأمراض جلديه معدية أو التهاب جلدي شديد .

3. لا تحجم في مواضع لا يكون فيها عضلات مرنه .

4. لا تحجم المواضع التي تكثر فيها الأوردة والشرايين البارزة مثل ظهر اليدين والقدمين خصوصا مع الأشخاص ضعيفي البنية .

5. لا تحجم المرأة الحامل في أسفل البطن وعلى الثديين ومنطقة الصدر خصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى.

6. يجب أن تكون الحجامة دائما مزدوجة ، مثال : كلا اليدين وكلا القدمين وعلا جانبي العمود الفقري ومن الأمام والخلف في بعض الحالات .

7. تجنب الحجامة في الأيام الشديدة البرودة .

8. تجنب الحجامة للإنسان المصاب بالرشح أو البرد ودرجة حرارته عالية .

9. تجنب الحجامة على أربطة المفاصل الممزقة .

10. تجنب الحجامة على الركبة المصابة بالماء ولكن بجوارها وكذلك الدوالي.

11. تجنب الحجامة بعد الأكل مباشرة ولكن على الأقل بعد ساعتين .

12. تجنب الحجامة بأكثر من كأس في وقت واحد لمن يعاني من الأنيميا " فقر الدم "أو يعاني من انخفاض في ضغط الدم وعدم حجامته على الفقرات القطنية لأنها تتسبب في انخفاض ضغط الدم بسرعة ، وينصح بأن يشرب المصاب شيء من السكريات أو طعام يزوده بسعرات حرارية قبل الحجامة .

13. تجنب الحجامة لمن بدأ في الغسيل الكلوي .

14. تجنب الحجامة لمن تبرع بالدم إلا بعد يومين أو ثلاثة .

15. تجنب الحجامة لكبار السن والأطفال دون سن البلوغ إلا أن يكون الشفط قليلا.

16. في حالة الإغماء وقت الحجامة أو على إثرهـا ، يستلقي المصاب على ظهره وترفع قدماه للأعلى بوسادة أو غيرها ، وكذلك يشرب المصاب شيء من السكريات أو العصيرات الطازجه .





لـــون لدم
عدم خروج الدم: قد يستدل به على سلامة العضو من العلل .

دم أحمر سائـل : قد يستدل به على سلامة ذلك الموضع من العلل .

دم اسود سائل : يستدل به على وجود أخلاط ضاره في ذلك العضو.

دم اسود متخثر: يستدل به على وجود أخلاط كثيرة ضارة في ذلك العضو .

توقف خروج الدم أو خروج البلازما المادة الصفراء يستفاد منه على نهاية الحجامة .



ملاحظة قد يواصل الدم بالخروج بسبب عمق التشريط فينبغي التوقف بعد استفراغ كمية الدم المناسبة من ذلك العضو والتي هي في الغالب أقل من 200 مل وحسب موضع الحجامة .

بعد الحجامة ينصح بما يلي :

1. يمتنع من يريد أن يحتجم عن الجماع قبل الحجامة مدة 12 ساعة وبعد الحجامة لمدة 24 ساعة .

2. يمتنع عن شرب السوائل شديدة البرودة لمدة 24 ساعة .

3. يغطي المحتجم موضع الحجامة ولا يعرضه للهواء البارد .

4. يجب ان لا يأكل المحتجم طعاما مالحا أو فيه بهارات " حوار "بعد الرقية ، بل ينتظر لمدة ثلاث ساعات أو نحوها .

5. يجب أن يرتاح المريض ولا يجهد نفسه ولا يغضب بعد الحجامة لمدة يوم أو يومين وعدم أخذ الراحة الكافية سبب في عودة الألم مرة ثانية .

6. بعض الناس يشعر بارتفاع في درجة حرارة في الجسم وذلك ثاني يوم من الحجامة ، هذا أمر طبيعي ويزول بسرعة .

7. بعض الناس يشعر بغثيان أو يحصل له إسهال عندما يحتجم في ظهره ، هذا أيضا أمر طبيعي .

فوائد الحجامــة
يقول الدكتور علي رمضان في مقال له في مجلة صحتك العدد الحادي والعشرون ، أن الحجامة تنفع كثيرا بإذن الله تعالى في الحالات الآتية :

1. حالات الصداع المزمن الذي فشلت معه الوسائل الأخرى .

2. حالات آلالام الروماتيزمية المختلفة خاصة آلام الرقبة والظهر والساقين.

3. بعض حالات تيبس أو تورم المفاصل المختلفة .

4. الآلام والحرقان الموجود في الأطراف خاصة مرضى السكر .

5. الضغط المرتفع .

6. بعض الحالات النفسية وحالات الشلل .

7. وقد وجد بعض المعالجين بالقرآن الكريم أن قراءة القرآن أثناء الحجامة تساعد الكثير من المرضى . أ.هـ.

8. آلام الظهر والمفاصل والنقرس وأمراض البطن " إمساك ، عسر هضم ، عدم شهية ".

9. الأرق ومشاكل الحيض ... الخ . أ.هـ.



جاء في كتاب ‏الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني في باب حكم التعالج:

‏‏(‏ فوائد تتعلق بالحجامة ‏)‏ منها ‏:‏ أنه يستحب لمن أراد الحجامة أن لا يقرب النساء قبل ذلك بيوم وليلة وبعده كذلك ‏,‏ ومثل الحجامة في ذلك الفصادة ‏.‏ ومنها ‏:‏ أنه إذا أراد الحجامة في الغد يستحب له أن يتعشى في ذلك اليوم عند العصر ‏,‏ وإذا كان به مرة بكسر الميم فليذق شيئا قبل حجامته خيفة أن يغلب على عقله ‏,‏ ولا ينبغي له دخول الحمام في يومه ذلك ‏.‏ ومنها ‏:‏ أنه ينبغي أن لا يأكل مالحا إثر الحجامة فإنه يخاف منه القروح والجرب ‏,‏ نعم يستحب له إثرها الحلو ليسكن ما به ثم يحسو شيئا من المرقة ويتناول شيئا من الحلو إن قدر ‏,‏ وينبغي له ترك اللبن بسائر أصنافه ولو رائبا ‏,‏ ويقلل شرب الماء في يومه ‏.‏ ومنها ‏:‏ اجتناب الحجامة في نقرة القفا لما قيل من أنها تورث النسيان ‏,‏ والنافعة في وسط الرأس لما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ‏:‏ ‏{‏ إنها في هذا المحل نافعة من وجع الرأس والأضراس والنعاس والبرص والجذام والجنون ‏}‏ ولا تنبغي المداومة عليها لأنها تضر ‏.‏ ومنها ‏:‏ أنه يستحب ترك الحجامة في زمن شدة الحر في الصيف ‏,‏ ومثله شدة البرد في الشتاء ‏,‏ وأحسن زمانها الربيع ‏,‏ وخير أوقاتها من الشهر عند أخذه في النقصان قبل انتهاء آخره ‏. ا. هـ.

والحقيقة أن فوائد الحجامة أكثر مما ذكر ، والذي له معرفة في اللغة الإنجليزية فليبحث في الإنترنت عن كلمة cupping في عدة مواقع ليرى أقول الباحثين في فوائد الحجامة .

تكرار الحجامــة :

يقول الإمام علي الرضا كما هو مكتوب في " الرسالة الذهبية للدكتور محمد علي البار " لتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين فابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوماً ، وابن ثلاثين في كل ثلاثين يوماً مرة واحدة ، وكذلك من بلغ من العمر أربعين سنة يحتجم كل أربعين يوماً مرة وما زاد فبحسب ذلك .أ.هـ. ، ولعل الصواب والله أعلم أنه يمكن تكرار الحجامة كل أسبوع عند الحاجة إليها كما ذكر الدكتور علي رمضان . لأن بعض الأمراض تزول من أول حجامة وأخرى تزول بعد عدة مرات .



الحجامة وتأثيرها على العين والسحر والجن

تأثير الحجامة على الجن:

الجن يتلبس الإنسان لأسباب عدة منها العين والسحر والعشق والأذى ... الخ ، ويتأثر الجان عندما تستفرغ مادة السحر والعين بالحجامة فتجد المريض في حالة اضطراب وارتعاش بل وإغماء أو حضور كامل أو جزئي قبيل وقت الحجامة .

وبعض الجن يكون مقيداً في أماكن محددة في الجسد ، وربما تكون هذه الأماكن هي مواضع الحجامة ، فأما أنه يهرب قبل الحجامة أو ينفر المريض منها ، وقد مرت علي حالات يحضر الجان حضوراً كاملاً فلا يشعر المريض بالألم حتى أنتهي منه ، وحالات يطلب خادم السحر حجامة المسحور في موضع معين من الجسم لتخفيف كمية السحر الذي يؤثر على المريض ، وهذه الأمور غيبية لا نعلم سببها ، فبعض الجن يتأذون من الحجامة وآخرون يطلبون الحجامة والنتيجة واحدة هي منفعة المريض بإذن الله تعالي .

ومن المعلوم أن الجان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما ورد في الحديث ، ولعله يتسبب في ترك بعض الأخلاط الضارة في عصب وعضل وعروق الإنسان ، والحجامة تستفرغ هذه الأخلاط إذا ما وقعت عليها .

الحجامة وتأثيرها على العين :

إن العين إذا أصابت الإنسان يكون لها حيزاً وجرماً داخل جسم الإنسان ، إما على شكل بخار أو سائل أو زلال ، ومع الرقية تخرج على شكل رشح " عرق" أو على شكل بخار مع التثاءب أو على شكل زلال مع البلغم والإسهالات ، ويستفاد من الحجامة بأنها تمتص العين أو بعضها من الأماكن القريبة من سطح الجلد إذا ما وقعت عليها .

الحجامة وتأثيرها على السحر :

الحجامة تنفع في استفراغ السحر المأكول والمشروب والمشموم والمرشوش على الجسم " الداخلي عموما ".

فالسحر بعد أن يؤكل أو يشرب يستقر في البطن وينتشر مع الدم إلى معظم أعضاء الجسد ، ويكون في مواضع أكثر من غيرها على حسب أوامر السحر ، والحجامة تنفع كثيراً في استفراغ مادة السحر القريبة من سطح الجلد ، ولكنها لا تصل إلى السحر في أعماق البدن كالذي في أعماق البطن والصدر على الرغم أنه يأذن الله تعالى بأن يستفرغ المسحور أوي يحصل له إسهالا على إثر الحجامة ، وعموما هي نافعة جداً بإذن الله تعالى في استفراغ مادة السحر إذا ما تابع المسحور الحجامة على مواضع العقد والألم ومجامع السحر .



شواهد:

ذكر لي أحد المرضى وكان مسحوراً يقول: كنت أعاني من ألم شديد في أسفل الظهر وكنت لا أستطيع الجلوس إلا متكئا على وسادة أو غيرها ، ذهبت إلى الحجام وطلبت منه أن يضع المحجمة على موضع الألم ، وبعد الحجامة وجدت خفة وراحة وشفيت من ذلك الألم ولله الحمد .



آخر يقول كنت أعاني من صداع شديد لم تفلح معه الأدوية والمسكنات وكان بسبب السحر، نصحني أحد الاخوة بالحجامة ، ذهبت للحجام وذكرت له ما أعانيه من شدة الصداع فوضع المحجمة على هامتي ، وبدأ في مص المحجمة ، وبعدما أزال المحجمة عجب الحجام من لون الدم فقد كان لونه للقطران هو أقرب منه للدم ، وبعدها خف الصداع كثيراً ولله الحمد .



شاب أعرفه كان مسحورا بسحر الجنون وعانى من هذا السحر الشيء الكثير حتى دله الله سبحانه وتعالى على طريق الرقية الشرعية ومنها إلى الحجامة ، فكان يتعاهد نفسه بحجامة رأسه وجانبي رقبته حتى عادت له صحته وعقله وفقه الله إلى ما يحب ويرضى.



وآخر كان لا يستطيع أن يركع الركوع الصحيح في الصلاة بسبب سحر في ظهره ، وبعد الحجامة ذهب عنه ما يجد من الألم وأصبح يركع الركوع الصحيح ولا يشعر بشيء ولله الحمد والمنة .



أخذ الأجرة على الحجامة


سُئِلَ أنَسٌ عَنْ كَسْبِ الْحَجّامِ؟ فَقَالَ أَنَسٌ: احْتَجَمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. وَحَجَمَه أبُو طَيْبَةَ. فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلّمَ أهْلَهُ فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ، وَقَالَ "إنّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِه الْحِجَامَةُ" أوْ "إنّ مِنْ أمْثَلِ دَوَائِكُمُ الْحِجَامَةَ".

قال أبو عيسى حديثُ أنَسٍ حَدِيثٌ حسنٌ صحيحٌ. وَقَدْ رَخّصَ بَعْضُ أهل الْعِلمِ مِنْ أصْحَابِ النبيّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ. في كَسبِ الْحَجّامِ. وَهُوَ قَوْلُ الشّافِعيّ.

يقول ابن قيم الجوزية في زاد المعاد في هدي خير العباد: وأما إعطاءُ النبىِّ صلى الله عليه وسلم الحجام أجره، فلا يُعارض قوله ((كسب الحجام خبيث)) فإنه لم يقل: إن إعطاءه خبيث، بل إعطاؤه إما واجب، وإما مستحب، وإما جائز ولكن هو خبيثٌ بالنسبة إلى الآخذ، وخبثُه بالنسبة إلى أكله، فهو خبيثُ الكسب، ولم يلزم مِن ذلك تحريمُه ، فقد سمى النبىُّ صلى الله عليه وسلم الثوم والبصل خبيثين مع إباحة أكلهما، ولا يلزم من إعطاء النبىِّ صلى الله عليه وسلم الحجَّام أجرَه حِل أكلِه فضلاً عن كون أكله طيباً، فإنه قال: ((إنِّى لأُعْطِى الرَّجُلَ العَطِيَّةَ يَخْرُجُ بِهَا يَتَأَبَّطُهَ نَارَاً))، والنبىُّ صلى الله عليه وسلم قد كان يُعطى المؤلفةَ قلوبُهم مِن مال الزكاة والفىء مع غناهم، وعدم حاجتهم إليه، ليبذُلوا من الإسلام والطاعة ما يَجِبُ عليهم بذلُه بدون العطاء، ولا يَحِلُّ لهم توقُف بذله على الأخذ، بل يجبُ عليهم المبادرةُ إلى بذله بلا عوض.وهذا أصل معروف مِن أصول الشرع أن العقد والبذل قد يكونُ جائزاً، أو مستحباً، أو واجباً من أحد الطرفين، مكروهاً أو محرماً من الطرف الآخر، فيجب على الباذلِ أن يَبْذُلَ ويحرم على الآخذ أن يأخذه.



وبالجملة فخبثُ أجرِ الحجَّام من جنس خُبث أكل الثوم والبصل، لكن هذا خبيثُ الرائحة ، وهذا خبيثٌ لكسبه ، وهذا هو الذي قرره أهل العلم .