المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة مع غنية مغرورة جميلة و غبية..2



Zuluf
04-03-2002, 07:15 PM
الجزء الثاني و الاخير
هنا بدأ الخوف يتسلل الى قلبي و بدأت بالتشهد

أما الجميلة فكانت تبكي بكاءً هستيريا لم اسمع بكاءً مثله من قبل

كانت النيران في تلك الأثناء تنهش في جسد المحرك

و كانت الجميلة متشبثة في ذراعي من شدة خوفها

وقام قائد الطائرة بالهبوط الاضطراري في أحد المطارات الأجنبية

قامت فرق الإنقاذ بإنزالنا من الطائرة بسرعة

نزلنا الى ساحة المطار و قاموا بنقل من أصيب إلى المستشفى أما الباقون فقد أخذوهم الى الفندق

ذهبت الجميلة مع الحشد الغفير المرافق لها و لم أراها منذ نزولنا من الطائرة

اخبرونا بان الرحلة القادمة ستكون في اليوم التالي

إذا ينبغي أن نبيت في هذا الفندق

جلست في بهو الفندق

احتسي فنجان من القهوة و أشعلت سيجارة و رحت أتذكر ما حدث

جاءت الجميلة و جلست أمامي دون استئذان

وقالت: بماذا تفكر؟؟؟

قلت: فيما حدث

قالت: لقد كانت أوقات عصيبة خفت فيها أن أموت

ابتسمت و لم انطق ببنت شفة

قالت: ولم هذه الابتسامة

قلت: لان هناك ما يخيفك

قالت: ولكنك كنت خائفا مثلي فما الفرق؟؟؟

قلت: لنأخذ عهدا بأن تصارحيني و أصارحك دون حياء في نقاشنا هذا و بعد ذلك كل منا سيذهب في طريقه و ندفن ما قلناه في هذا المكان. اتفقنا؟؟؟؟

قالت اتفقنا.

قلت: بالتأكيد كنت خائفا ولكنني متأكد بأن خوفي و تفكيري كان يختلف اختلافا جذريا مع خوفك و تفكيرك في تلك الأثناء.
أنا كنت خائفا من مقابلة وجه ربي …رغم أنني أؤدي فرائضي ولم اكن سيئا ذات يوم و لكني كنت خائفا
وكنت أفكر في الحزن الذي سيصيب عائلتي لو مت. لقد استرجعت ما فات من عمري في لحظات, وكيف نشأت
وماذا فعلت في حياتي من سيئات و حسنات…فتذكرت باني لم اظلم أحدا…وكنت بارا بابي و أمي…عطوفا على اخوتي..محب لعائلتي …كريم مع الفقير…محبوب من الجميع…ولم اتجرا قط على فعل المعصية قاصدا أو متعمدا…قد اكون عاصيا في بعض الامور ولكن بعد هذه الحادثة عرفت ماهو الصواب…

قالت: وكيف اصدرت حكما باني لم افكر مثلك

قلت لانك كنتي تبكين بحرقة والبكاء له أسباب …إما الحزن وهو ما لم يكن متناسبا مع الموقف أو الفرح وكان ذلك بعيدا عنا وقتها…أو الندم وهو ما يتناسب مع الموقف و خصوصا مع انسانة متعجرفة مثلك, سمعتها السيئة سبقت حضورها و هي من اسباب شهرتها…وظلمها كان يبسط ذراعيه اينما حلت…

قالت: لا اعلم ان كنت ابكي ندما ام لا …ولكنني لا اذكر سوى انني ظلمت كثيرين و بصقت في وجه كثيرين…لم اكن افكر ان كنت محقة فيما افعل او لا…كان جل تفكيري ان ما اريده يجب ان يتحقق ولو على حساب الاخرين…كم اشخاص سجنوا بسببي…وكم من عائلة فقدت قوت يومها بسببي …كم أتعبت والدي المسكين بتصرفاتي …كم قسوت على اتباعي و كم ضربت خدمي…سافرت الى كل اصقاع الارض و لم افكر يوما في زيارة اطهر البقاع…دفعت اموالا طائلة على مشترياتي و لم انفق قط لاكفل يتيما…كم سهرت الليالي مع صديقاتي حتى الصباح نرقص و نشرب ولم افكر يوما في قيام الليل… كم من الشباب اوقعتهم في غرامي و تلاعبت بهم و تركتهم مذلولين ولم افكر في ان هناك من هو اقوى و يستطيع اذلالي و قهري…مارست السحر و فرقت بين زوجين…لعبت القمار …كان كل ذلك من باب التسلية و لتضييع وقت فراغي القاتل

بكت و استمرت في البكاء و قالت: لم افعل شيئا في حياتي يستحق ان يذكر و يمنحني احترام الاخرين و محبتهم

الهي كم أذنبت فاغفر لي خطاياي

وقامت تجر خطاها …وقلت : الى اين انتي ذاهبة؟؟؟

قالت: أريد أن اجلس وحدي و اختلي بنفسي و اصلي ركعتين لاشكر الله …

وانتهت الحكاية.

اخواني و اخواتي

ان ما اريد قوله من هذه القصة المختلقة بأن محاسبة انفسنا يجب ان لا ترتبط بموقف …وان فرصة النجاة من كارثة او مصيبة ليست الطريقة الوحيدة للعودة الى الطريق الصحيح و ان الفرصة التي سنحت لابطال القصة قد لا تسنح لنا.
فلنراجع انفسنا و نحاسبها قبل ان يفوت الوقت و نندم و قبل ان نواجه خالقنا في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون

و تذكروا قول الله تعالى( يوم تبدل الارض غير الارض و السموات و برزو لله الواحد القهار)


ولكم تحياتي