الروح
06-03-2002, 06:03 PM
ثقوب في الجدار!!!
اعظم تحد يواجه الانسان هو علاقه الانسان بالانسان ولا يمكن فهم الانسان بدون معرفه الطفل .. والدخول الى عالم الطفل يعني الامساك بمفاتيح تغيير الانسان واعظم انقلاب اجتماعي سيكون في انتاج الطفل السلامي الذي يحل مشاكله بالفكر اكثر من القوه " ولتعلمن نبأه بعد حين ".
احتار احد الاباء في معالجه حالات النزق عند طفله الصغير فأراد تعليمه كيف يضبط مشاعره ونوبات الغضب عنده .. فلما كلمه قال له : ياابت ليس لي من سبيل اليها فهي تملكني ولا املكها واتمنى ان اضبط نقسي , قال له يابني انه منك ان تحمل هذه المسامير ودفع في يده بعلبه فيها مساميرا وناوله في اليد الثانيه مطرقه , ثم قال له كلما انفعلت او غضبت فاضرب مسمارا في هذا الحائط فلعلك تتذكر فتملك نفسك عند الغضب , اطاع الغلام آباه وبدأيضرب مع كل انفجار في مرجل الغضب مسمارا واحدا , فاذا تكررت معه النوبه ضرب اثنين وهكذا , كان اليوم الاول كارثه لان الحائط تحول الى نقش مخيف من مسامير شتى تأمل الولد الحائط وعرف ان غضبه ارتسم في لوحه سيرياليه لا تسر الناظرين ولا يفسرها غيره , لكن مع تقدم الايام بدأ عدد المسامير في التناقص تدريجيا حتى كان ذلك اليوم الذي لم يضرب فيه مسمارا قط ,وهكذا هدأت نوبات الغضب وتوقفت عمليه ثقب الحائط المستمره , انطلق الطفل الى ابيه فرحان جذلا انظر ياابت لا مسمار اليوم , قال له والده الحكيم حسنا الآن سنقلب المشوار فكل يوم يمر عليك لا تغضب فيه عليك نزع مسمار من الحائط تأمل الولد الحائط , لقد كان العدد مريعا مع كل ايام الانفعالات التي لا يحصيها المرء ولكنها كانت حكمه بالغه , وهكذا بدأ العد التنازلي فالنفس انظبطت وعادت الى السواء والمنعكسات تأسست على نحو متوازن واصبح الطفل في حاله رائعه من الصحه النفسيه ,وعدد المسامير بدأ يقل في الحائط الى ان كان اليوم الذي هرع فيه الولد الى ابيه وعلى قسمات وجهه مزيج من الحبور والانتصار , ياابت لقد زالت كل المسامير وانا فرح جدا اليوم لقد رجعت الى افضل حال واصبحت لا انفعل مهما كان الوضع سيئا بل اتعامل معه بهدوء , ابتسم الاب واخذ بيد ابنه الصغير ثم اقترب من الحائط وقال له ضع اصابعك الصغيره في الثقوب هل تشعر بها ؟ اطرق الطفل خجلا وقال نعم انها ذكريات من تلك الايام السيئه قال له الاب : يابني ان الاخطاء التي نعملها تشبه هذه الثقوب وان الكلمات والانفعالات جروح حقيقيه انك لوطعنت احدا بسكين ثم انتزعته من لحمه وقلت له الف مره انا آسف فلن تلحم الكلمات اللحمه , وسيلتئم الجرح وفق طبيعته الخاصه به ,لكنه لن يعود كما كان قط ,بل يترك ندبه لاتزول الى الموت , وان نفوسنا كذلك ان احدنا لو احسنت له الدهر كله ثم أسأت له مره فلن ينساها لك الاذو صبر وذو حظ عظيم ,لان الجروح لا تندمل دون ندبه وكذلك النفوس اذا انجرحت والخاطر اذا انسكر ,وانا شخصيا اتذكر من طفولتي مواقف لا تمحى من الذاكره ,ولعل كلامنا مرت عليه تلك اللحظات السوداء وامتلأت نفسه بالمراره في تصرف ما , لكن من العجيب ان المعاناه هي التي تخلق الانسان , واكثر المغامرين هم اناس دخلوا اتون المعانها ولكن من كرم الله علينا اننا لسنا " حيطان " فوضعت فينا آليه النسيان , والتسامح وهو اعظم لانه يدخل من بوابه الوعي , اما النسيان فيعمل بشكل غبر واع رحمة من عنده والا متنا غيظا.
اعظم تحد يواجه الانسان هو علاقه الانسان بالانسان ولا يمكن فهم الانسان بدون معرفه الطفل .. والدخول الى عالم الطفل يعني الامساك بمفاتيح تغيير الانسان واعظم انقلاب اجتماعي سيكون في انتاج الطفل السلامي الذي يحل مشاكله بالفكر اكثر من القوه " ولتعلمن نبأه بعد حين ".
احتار احد الاباء في معالجه حالات النزق عند طفله الصغير فأراد تعليمه كيف يضبط مشاعره ونوبات الغضب عنده .. فلما كلمه قال له : ياابت ليس لي من سبيل اليها فهي تملكني ولا املكها واتمنى ان اضبط نقسي , قال له يابني انه منك ان تحمل هذه المسامير ودفع في يده بعلبه فيها مساميرا وناوله في اليد الثانيه مطرقه , ثم قال له كلما انفعلت او غضبت فاضرب مسمارا في هذا الحائط فلعلك تتذكر فتملك نفسك عند الغضب , اطاع الغلام آباه وبدأيضرب مع كل انفجار في مرجل الغضب مسمارا واحدا , فاذا تكررت معه النوبه ضرب اثنين وهكذا , كان اليوم الاول كارثه لان الحائط تحول الى نقش مخيف من مسامير شتى تأمل الولد الحائط وعرف ان غضبه ارتسم في لوحه سيرياليه لا تسر الناظرين ولا يفسرها غيره , لكن مع تقدم الايام بدأ عدد المسامير في التناقص تدريجيا حتى كان ذلك اليوم الذي لم يضرب فيه مسمارا قط ,وهكذا هدأت نوبات الغضب وتوقفت عمليه ثقب الحائط المستمره , انطلق الطفل الى ابيه فرحان جذلا انظر ياابت لا مسمار اليوم , قال له والده الحكيم حسنا الآن سنقلب المشوار فكل يوم يمر عليك لا تغضب فيه عليك نزع مسمار من الحائط تأمل الولد الحائط , لقد كان العدد مريعا مع كل ايام الانفعالات التي لا يحصيها المرء ولكنها كانت حكمه بالغه , وهكذا بدأ العد التنازلي فالنفس انظبطت وعادت الى السواء والمنعكسات تأسست على نحو متوازن واصبح الطفل في حاله رائعه من الصحه النفسيه ,وعدد المسامير بدأ يقل في الحائط الى ان كان اليوم الذي هرع فيه الولد الى ابيه وعلى قسمات وجهه مزيج من الحبور والانتصار , ياابت لقد زالت كل المسامير وانا فرح جدا اليوم لقد رجعت الى افضل حال واصبحت لا انفعل مهما كان الوضع سيئا بل اتعامل معه بهدوء , ابتسم الاب واخذ بيد ابنه الصغير ثم اقترب من الحائط وقال له ضع اصابعك الصغيره في الثقوب هل تشعر بها ؟ اطرق الطفل خجلا وقال نعم انها ذكريات من تلك الايام السيئه قال له الاب : يابني ان الاخطاء التي نعملها تشبه هذه الثقوب وان الكلمات والانفعالات جروح حقيقيه انك لوطعنت احدا بسكين ثم انتزعته من لحمه وقلت له الف مره انا آسف فلن تلحم الكلمات اللحمه , وسيلتئم الجرح وفق طبيعته الخاصه به ,لكنه لن يعود كما كان قط ,بل يترك ندبه لاتزول الى الموت , وان نفوسنا كذلك ان احدنا لو احسنت له الدهر كله ثم أسأت له مره فلن ينساها لك الاذو صبر وذو حظ عظيم ,لان الجروح لا تندمل دون ندبه وكذلك النفوس اذا انجرحت والخاطر اذا انسكر ,وانا شخصيا اتذكر من طفولتي مواقف لا تمحى من الذاكره ,ولعل كلامنا مرت عليه تلك اللحظات السوداء وامتلأت نفسه بالمراره في تصرف ما , لكن من العجيب ان المعاناه هي التي تخلق الانسان , واكثر المغامرين هم اناس دخلوا اتون المعانها ولكن من كرم الله علينا اننا لسنا " حيطان " فوضعت فينا آليه النسيان , والتسامح وهو اعظم لانه يدخل من بوابه الوعي , اما النسيان فيعمل بشكل غبر واع رحمة من عنده والا متنا غيظا.