Black_Horse82
09-03-2002, 12:18 AM
عبد الله باجبير
قرر مستشار الأمن القومي السابق هنري كيسنجر تلقين الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش بعض الدروس في كيفية ادارة السياسة الاميركية الخارجية في كتاب بعنوان «هل تحتاج اميركا الى سياسة خارجية»، وذلك بعد ان شعر ان بوش قد يحتاج الى هذه النصائح بالفعل، وللكتاب عنوان فرعي هو «نحو سياسة جديدة للقرن العشرين».
وقد توغل كيسنجر في السياسات والمعاهدات الدبلوماسية بين الدول بدءاً من معاهدة وستفاليا في عام 1648 بعد قيام الامبراطورية العثمانية ثم ثورة الشيوعيين في الصين وصولاً الى كامب ديفيد وكوسوفو.. لقد توغل كيسنجر في دهاليز التاريخ وذلك لكي يصل في النهاية الى بوش ويقرع بابه لينبهه بأن هذا الكتاب هو دليله لادارة العالم.
وفي جزء من الكتاب عن المحاكم الدولية يؤكد كيسنجر ان الحكومات تخضع لطغيان القضاة فالمحاكم الدولية يجب الا تسمح باستخدام القوانين كسلاح في قضايا سياسية، ولعله بهذا يدافع عن سلوبودان ميلوشيفيتش وعن نفسه ايضاً لدوره في كمبوديا وفيتنام.
اما موضوع كيسنجر الرئيسي فهو التفوق الاميركي منذ بداية الحرب الباردة ولكنه لا يستطيع ان يخفي قلقه من قراءة التاريخ الذي يؤكد ان اكبر واعظم الامبراطوريات قد تحطمت امام اصرارها على سيادة العالم لأن ذلك سيوحد العالم ضدها، وقد كان مثل هذا الموقف بداية النهاية للامبراطوريات السابقة، ولذلك فكيسنجر يرى ان سياسة اميركا الخارجية يجب ان تستند الى الدبلوماسية وليس العنف. ولم ينس كيسنجر ان يعلن احتقاره لسياسة بيل كلينتون في كل صفحات كتابه، فهو يرى ان كلينتون برع في الكذب واختلاق المواقف وتبني سياسة الهرب عند حدوث المشاكل.
ان اميركا في رأي وزير الخارجية العجوز تفتقد البصيرة والى قيادة مستنيرة تضيء الطريق المظلم في وجه الولايات المتحدة، ولذلك فالتحدي الاميركي الكبير هو تحويل القوة الى اجماع اخلاقي حتى يتقبلها العالم بالارادة الحرة.
ولكن للأسف لقد اختار كيسنجر الوقت الخطأ لتلقين بوش الدرس وتوعيته بمخاطر الغرور والاعتداد الشديد بالنفس، فبوش اغرق اتفاقية «كيوتو» وكاد يفعلها مرة اخرى في اتفاقية ABM الخاصة بالصواريخ النووية، ففي خلال سبعة اشهر فقط من حكمه ادى ازدراؤه للاتفاقيات الدولية الى توحيد العالم ضده.
كيسنجر يرى ان بوش شرد بعيداً جداً وعليه ان يقرأ هذا الكتاب ليستعيد توازنه.
قرر مستشار الأمن القومي السابق هنري كيسنجر تلقين الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش بعض الدروس في كيفية ادارة السياسة الاميركية الخارجية في كتاب بعنوان «هل تحتاج اميركا الى سياسة خارجية»، وذلك بعد ان شعر ان بوش قد يحتاج الى هذه النصائح بالفعل، وللكتاب عنوان فرعي هو «نحو سياسة جديدة للقرن العشرين».
وقد توغل كيسنجر في السياسات والمعاهدات الدبلوماسية بين الدول بدءاً من معاهدة وستفاليا في عام 1648 بعد قيام الامبراطورية العثمانية ثم ثورة الشيوعيين في الصين وصولاً الى كامب ديفيد وكوسوفو.. لقد توغل كيسنجر في دهاليز التاريخ وذلك لكي يصل في النهاية الى بوش ويقرع بابه لينبهه بأن هذا الكتاب هو دليله لادارة العالم.
وفي جزء من الكتاب عن المحاكم الدولية يؤكد كيسنجر ان الحكومات تخضع لطغيان القضاة فالمحاكم الدولية يجب الا تسمح باستخدام القوانين كسلاح في قضايا سياسية، ولعله بهذا يدافع عن سلوبودان ميلوشيفيتش وعن نفسه ايضاً لدوره في كمبوديا وفيتنام.
اما موضوع كيسنجر الرئيسي فهو التفوق الاميركي منذ بداية الحرب الباردة ولكنه لا يستطيع ان يخفي قلقه من قراءة التاريخ الذي يؤكد ان اكبر واعظم الامبراطوريات قد تحطمت امام اصرارها على سيادة العالم لأن ذلك سيوحد العالم ضدها، وقد كان مثل هذا الموقف بداية النهاية للامبراطوريات السابقة، ولذلك فكيسنجر يرى ان سياسة اميركا الخارجية يجب ان تستند الى الدبلوماسية وليس العنف. ولم ينس كيسنجر ان يعلن احتقاره لسياسة بيل كلينتون في كل صفحات كتابه، فهو يرى ان كلينتون برع في الكذب واختلاق المواقف وتبني سياسة الهرب عند حدوث المشاكل.
ان اميركا في رأي وزير الخارجية العجوز تفتقد البصيرة والى قيادة مستنيرة تضيء الطريق المظلم في وجه الولايات المتحدة، ولذلك فالتحدي الاميركي الكبير هو تحويل القوة الى اجماع اخلاقي حتى يتقبلها العالم بالارادة الحرة.
ولكن للأسف لقد اختار كيسنجر الوقت الخطأ لتلقين بوش الدرس وتوعيته بمخاطر الغرور والاعتداد الشديد بالنفس، فبوش اغرق اتفاقية «كيوتو» وكاد يفعلها مرة اخرى في اتفاقية ABM الخاصة بالصواريخ النووية، ففي خلال سبعة اشهر فقط من حكمه ادى ازدراؤه للاتفاقيات الدولية الى توحيد العالم ضده.
كيسنجر يرى ان بوش شرد بعيداً جداً وعليه ان يقرأ هذا الكتاب ليستعيد توازنه.