المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية حرب المبادرات العربية على أي إيقاع سيرقص عمرو موسي



MandN
09-03-2002, 04:30 AM
لم يجد عمرو موسى وصفاً يدافع فيه عن (حرب المبادرات العربية) التي انطلقت مؤخراً من بعض العواصم العربية، سوى أن ينفي وجودها، ويصف هذه المبادرات العربية، بأنها خيرة ومشكورة.!
وأمام مثل هذا السقوط من أعلى القمم إلى قاع الأرض، لا يملك المرء منا سوى أن يتحسر على عمرو موسى القديم، قبل تحنيطه والباسه وجه عصمت عبد المجيد، فقد كان قديماً يثير حنق (اسرائيل) في تصريحاته ومواقفه، وكان وقتها في صف الجماهير العربية التي أحبته، ووجدت عنده ما تبقى من كرامة الرجال. ولهذا السبب -ربما- أمر الخديوي حسني مبارك بعزله، أو معاقبته مثل موظف يعمل في القاهرة ويُنفى إلى أحد قرى الصعيد، مع العلم أن قرى الصعيد أطهر وأشرف من جامعة الدول العربية التي نُفي إليها موسى.
وبالطبع، لن يستطيع موسى أن يرد على ما وصفه رئيس تحرير جريدة القدس العربي بحرب المبادرات العربية، بغير ما قاله بأنها مبادرات خيّرة، نزلت برداً وسلاماً على الفلسطينيين الذين يتعرضون لمذبحة جماعية. فالمنصب الرفيع الذي يحتله موسى هو ناطور للأنظمة العربية، ومهمته هي ارضاء الحكام العرب لا مخالفتهم، وهو -أي موسى- لا يسمع بالأصل عن تلك المبادرات إلا مثلنا من خلال قناة الجزيرة، رغم انه أمين الجامعة التي من المفترض أن تكون البديل البريطاني عن الوحدة العربية.
ولأن كل حاكم عربي يغني على ليلاه، فالأمير عبد الله فرط بفلسطين، وحقوق اللاجئين بأوراق محشوة في درج مكتبه. والقذافي (أمين القومية العربية) أعلن أنه ألف كتاباً أبيض فيه حلول لقضية فلسطين بتسميتها سراطين ولعن أم الجامعة والعرب، وأعلن عن نيته بالانسحاب من الجامعة العربية، وهو الأمر الذي دفع عمرو موسى أن يطير إلى ليبيا على الفور ليلتقي القذافي ويرجوه أن يعدل عن فكرة انسحابه من الجامعة!
أما المبادر الثالث، فهو حسني مبارك الذي همّه ودينه عملية السلام وانقاذها، حيث قدم مبادرة في واشنطن دعا فيها شارون وعرفات للقاء في شرم الشيخ لانقاذ السلام!
بالله عليكم، على أي ليلى سيغني موسى؟
بالطبع، لا خيار أمامه سوى أن يرقص على الإيقاعات الثلاثة، ايقاعات التوسل والتسول بمبادرات يعرف الحكام العرب الذين يقدمونها لشارون أنه سيرفضها، ويعرفون أيضاً أنهم لا يملكون بدائل عن هذه المبادرات، أو أنهم يملكونها، ولكنهم أعجز من استخدامها بعد أن تعهدوا لأمريكا والصهيونية أن استرتيجيتهم هي السلام، حتى وان حاصر شارون قصورهم جميعاً فانهم لن يحيدوا عن السلام!!
وفي حالة مثل هذه، يصير منصب أمين الجامعة أقرب إلى أمين مكتبة ملآة بالكتب والوثائق والبحوث والدراسات عن جدوى الوحدة العربية والسوق الاقتصادي العربي وتنمية الدول الفقيرة.. الخ. ولا رأي له ولا قرار، وإذا قرر أن يخرج عن النص بأن يتخيل يوماً أنه قادر على حل مشكلة العراق والكويت، تصدى الرئيس المعظم للأمة الكويتية العظيمة له، محذراً إياه بأن لا ينسى حجمه الحقيقي، فهو مجرد سكرتير عند 12 حاكماً عربياً. ولا يرد موسى الذي كان صوته (يلعلع) في السابق سوى بقوله ( الكويتيون لهم وجهات نظر)! غير أن الرئيس الضاحك، والذي تتسع ضحكته دائما مع المجازر والمذابح حسني مبارك لا يكتفي بـ (شرشحة) الكويتيين له، فيقول أن مبادرة موسى لحل مشكلة الكويت والعراق مبادرة شخصية!!
ويسكت موسى، ولا يرد، فلا كلمة له بعد كلمة مبارك الحريص دوماً على تحجيم موسى بعد أن بيعت اربعة ملايين نسخة من أغنية تتغنى بحبه. فالرئيس مبارك المنتخب دائماً بخانة الأعشار، لم يكد يتخلص من موسى في وزارة خارجيته، حتى وجده يحاول أن يلئم الجراح العربية من خلال الجامعة التي يحتكر مبارك تنصيب أمينها والوصاية عليها لسنوات طويلة، بلغت خلالها الشرذمة العربية إلى حد تصارع أبناء المدن والقرى والعشائر والحارات بعضهم ببعض، وأثيرت النعرات والفتن الدينية بين أبناء العروبة التي لم يتبق منها سوى تسميتها وجامعتها العتيدة!
www.watan.com (http://www.watan.com/kalam9.htm)