المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدعوكم إلى حسن الخطاب واللين في الكلمة وعدم الاستفزاز وازدراء الغير؟؟



محروم
10-03-2002, 07:12 AM
أدعوكم إلى حسن الخطاب واللين في الكلمة وعدم الاستفزاز وازدراء الغير؟؟
اخواني أعضاء المنتدى الأفاضل بلا استثناء... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أردت في مقالي هذا أن أدعو الجميع إلى ممارسة ذلك النشاط الحياتي اليومي الذي نمارسه في المنزل والشارع والعمل والمدرسة والجامعة ومختلف وسائل الإعلام.. ألا وهو الحوار والتواصل الإنساني وتبادل الأفكار والخبرات وتكاملهما.. وبقدر ما يكون الحوار إيجابياً بقدر ما يكون مثمرا في حياة الفرد وحياة الجماعة.. وبقدر ما يكون سلبياً يكون هدّاماً لكيان الفرد والجماعة على السواء.
أعتقد أننا وحتى الآن لم نستطع إثبات تطورنا الفكري بتبنّي ذلك الحوار الراقي الذي يهدف إلى ارتقاء فكرنا ويدلّ على تحضّر ووعي.. لكن فشلنا هذا لا يعني الاستسلام وعدم تكرار المحاولات الجادّة للوصول إلى هذا الهدف البنّاء.
نحن هنا في المنتدى.. حريّة ضمنها المنتدى بشروط الحرية التي تضمن عدم التعدّي على حريّات الآخرين بأي شكل كان والتزام الحدود الفاصلة بيننا وبين تلك الدوائر حولهم.. أدعوكم إلى حسن الخطاب واللين في الكلمة وعدم الاستفزاز وازدراء الغير والتهكم وتراشق الاتهامات على غير بيّنة.. فاحترام الآخرين شرط من شروط نجاح الحوار.. فما الفائدة من حوار لا يرى فيه طرفيه أو أحدهما سوى سلبيات وأخطاء ونواقص الغير ويسعى جاهداً لإظهارها لغرض الإنتقاص وتحقيق النصر بطريقة الحروب والمعارك..؟ إحباط يسدّ الطريق أمام كل محاولة للنهوض بالحوار من جديد لجني الفائدة أو لإيصال وجهة النظر المطروحة.. لن نوصل وجهات نظرنا بطريقة أنت كذا وكذا.. إنما بطريقة قصدت كذا وكذا.. إنشغالنا بالتفوق اللفظي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة هو نوع من إثبات الذات بشكل سطحي ودليل فعلي على الخواء.. فهل هذا ما أردناه من طرحنا لموضوع معين؟ أو لربما قد ناقضنا أنفسنا بما احتواه ذلك الموضوع من حيث لا ندري بطريقة فاضحة!
إننا حينما نطرح موضوعاً للحوار يجب أن نشترك فيه وأن ندخل طرفاً من أطرافه لنبتعد عن التسلّط بفرض الرأي أو التصاق تهمة الكبر بنا وذلك لأنه ومن هذا التصرّف يتضّح للطرف الآخر أنه قد أُلغيت شخصيته وكيانه ورُفض رأيه بالكلية وازدُري واتُّهم بالنقص وبأنه أدنى من أن يُحاوَر.. إنما عليه الاستماع والإذعان فلا ينال بالنهاية إلا الإحباط والقهر الذي يؤثر عليه سلباً.. وهذا ما نراه هنا وللأسف!
أما ذلك الحوار السطحي الذي يبتعد عن الجوهر إما لجهل المحاور الرئيسي به وطلباً منه للسلامة فهذا كان من الأولى أن لا يطرح موضوعه أو أن يعترف بعدم قدرته الحواريه لعدم إلمامه بالمحتوى ويفتح المجال للآخرين.. فلا عيب ولا نقص.. فلسنا نعلم بكل شيء في الحياة وإلا لخلقنا عالمين..
ومن الحوارات المرفوضة كذلك ذلك الحوار الذي يسدّ الطريق أمام المتحاورين ويوهمهم بأن لا حل آخر ولا رأي مخالف يُقبل لتمسك من طرح الحوار منذ البداية بثوابت لا تحمل التغيير على حدّ رأيه وما يؤمن به.. وأن كل ما سوى رأيه خطأ وينبري لتسفيه كل الآراء المخالفة لرأيه ويزيد بأن يسدد سهام الاتهامات لإثبات شيء في نفسه دعاه إلى إظهار تفوقه على حساب نقائص الآخرين المزعومة!
ولن يصل كذلك من أوهم الطرف المحاور الآخر باتفاقه معه في كل ما يقول لا لشيء إنما تنفيذاً للقول (خذه على قد عقله) لعدم رغبته في محاورته فهو أقل من أن يحاور.. أو أن يصمت عناداً أو تجاهلاً فكلاهما مرفوض..
ألوان الحوار كثيره ومتعدده معظمها سلبي يحتاج إلى التعديل بأن يعرف المحاور حتمية الاختلاف بين البشر في وجهات النظر وأنه حين الاختلاف يتوجب الشرح واحترام الآراء الأخرى والمشاعر وتقبّلها جميعاً.. فكما أن لنا حق.. لهم حق أيضاً..
قد رأيت ما يحزن حقاً من سوء الحوار والاختلاف السلبي والتسفيه لآراء الغير.. وإني من هنا أقول أني سأضطر إلى سدّ الباب في وجه أي نوع من الحوار الذي يخرج عن أهدافه السامية ليتحول إلى ساحة عراك.. عملاً بالقول الكريم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
لكم تحياتي جميعا واتمنى لكم التعاون للإرتقاء بنا وبأفكارنا وبمركب حملنا جميعا دون أن يضيق بنا.

محروم