Black_Horse82
10-03-2002, 02:30 PM
د.اميمة احمد الجلاهمة*
لتوماس فريدمان..
التاريخ: 3/3/2002 م
منذ أشهر قليلة لم يكن ممكناً أن أتوقف للكتابة إلى (توماس فريدمان) بأي حال من الأحوال، لا لشيء إلا لأنه وبكل بساطة لم يكن أمره ليعنيني، وبطبيعة الحال لم يكن أمري كمواطنة سعودية يعنيه بهذا الشكل المكثف..!!
إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر غيرت وجهته إلى مائة وثمانين درجة ولتصبح المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً وبدون مقدمات من أولى اهتماماته.. بل أعظمها شأناً، فما أن ينتهي من كتابة سطور تتحدث عنا وعن أحوالنا كسعوديين حتى يبدأ من جديد..
السيد (توماس فريدمان) تحدثت بإسهاب عن أوضاع المجتمع السعودي.. وعلى فرض أنك فعلت ذلك بحسن نية وهو أمر لا أخفي استبعادي له.. إلا أني ومن باب الأمانة سأحاول إلقاء الضوء على قضايا أمريكية تستحق منك الاهتمام أكثر بكثير من اهتمامك بأمور سعودية أنت مع الأسف جاهل بها حتى النخاع.. ففي إحدى مقالاتك تحدثت عن الوضع الاجتماعي للشاب السعودي الذي أصبح بين ليلة وضحاها يقبل على أعمال لم يكن بإمكانه قبولها منذ سنوات، كموظف استقبال في فندق سعودي ذي خمس نجوم على سبيل المثال.. كما تحدثت عن التعليم الجامعي الذي يخرج سنوياً خريجين وبأعداد لا يستهان بها من كليات الدراسات الإسلامية والآداب. مقترحاً تقليص هذا التوجه في التعليم الجامعي والتركيز على تخريج أفراد لديهم مهارات في التقنية الحديثة.. وأيضاً تحدثت عن البطالة ودور المساجد في إثارة الأفراد العاطلين ضد وطنك أمريكا.. وطبعاً كان لي كمواطنة سعودية نصيب من اهتمامك إذ اعتقدت أنه بات من الواجب أن يسمح لي كسيدة سعودية بسياقه السيارة لا تقديراً منك لكياني.. بل رحمة بمن صورته ـ ولا أعرف على أية أساس ـ بالمسكين.. رحمة بالزوج العاجز على حسب تعبيرك عن خدمة أسرته..
ابتداء ما كتبت هذه السطور دفاعاً فلسنا كشعب يفتخر بانتمائه، محب لوطنه في وضع اتهام.. ما كتبت هذه السطور إلا من منطلق احترامي للرجال والنساء الخيرين على أرض أمريكا.. احترامي لهذا الشعب كان وراء كتابتي هذه السطور.. احترام ما كان لينفيه اختلافي مع مواقف سياسية للحكومة الأمريكية تجاه قضية الشرق الأوسط..
سيد فريدمان.. هلا حوّلت أنظارك إلى وطنك لتعالج سلبيات أوجدها المجتمع الأمريكي على أرضه، سلبيات لم تعد تخفى عن العالم.. ففيما يتعلق بالتعليم الجامعي.. هذا التعليم محظور في وطنك إلا على الأغنياء أو الموهوبين المحظوظين منهم دون غيرهم.. أليست الأمية الجامعية إن جاز لي التعبير من السمات العامة للمجتمع الأمريكي.. ثم أراك بعد هذا تشغل بالك وقلمك بأوضاعنا الجامعية.. وضع لا أفهمه ولا أستطيع تفسيره ففاقد الشيء لا يعطيه.. ثم ألست معي أن الشباب الأمريكي بصفة عامة محبط للغاية، فمن السهل ان يشاهد الزائر لوطنك حتى فتاتكم الشابة تواصل ليلها بنهارها سعياً للوقوف على كسرة خبز.. ولتجد غرفة تأوي إليها بعد يوم مضنٍ.. وعلى أرض وطنك أمريكا أيضاً من السهل أن يشاهد الزائر ابنتكم تغسل الأواني تنظف المراحيض في الأماكن العامة لأنها لم تجد عملاً أفضل.. وكيف لها أو للشاب ذلك..!؟ ووطنهما أمريكا لم يمهد لهما طريق المعرفة الحديثة ليحسنا من وضعهما الوظيفي.. لم يفتح لهما أسرار التقنية الحديثة التي تنصحنا بفتحها وإلزام أبنائنا وبناتنا على دراستها في المرحلة الجامعية.
ثم البطالة التي يعاني منها العالم بأسره وتعانون أنتم منها كغيركم، فما هو وضع العاطلين عندكم وكيف يعيشون..!؟
أليس افتراش العاطلين المشردين للطرقات في وطنكم أمريكا معلوماً لدى السلطات الأمريكية.. أليس من غير المستبعد أن يرى الأمريكي أحدهم قد مد يده المتسخة في قاع القمامة باحثاً متلهفاً للإمساك ببقايا أطعمة تكون وليمته الكبرى ليومه ذاك.. طبعاً هذا حالة إذا لم يختر أن يكون عضواً في إحدى العصابات.. نهاية مروعة..!! نهاية كان للمساجد في بلادي دور في حماية أبنائنا العاطلين منها.. المساجد هي الدواء لا الداء كما صور قلمك.. وضع العاطل في وطنك الأم يا سيد فريدمان مأساوي لا نراه في بلادنا ولله الحمد..
وأخيراً وصلت للمرأة عندكم وأقول وبكل صدق سيدتكم الأمريكية لم يحمها القانون، السيدة الأمريكية لم تعرف معنى أن تكون امرأة لها حقوق وعليها واجبات.. السيدة عندكم عليها كل الواجبات وليس لها من الحقوق إلا النذر اليسير.. حقوق تحارب منذ عقود للحصول عليها.. إلا أن شقيقها الرجل الأمريكي أبى لها راحة البال.. فمازال على حاله يلوح لها بالفتات..
نصيحة لك يا سيد فريدمان.. توجه لها ولو بجزء من اهتمامكم.. ونحن كنساء سعوديات مسلمات، على استعداد تام لتوضيح ما ينقصها من حقوق.. فعلى الأغلب هي لا تدري ما الذي فاتها..
*جامعة الملك فيصل ـ الدمام
___________________________
من جريدة الرياض السعوديه
--------------------------------------------------------------------------------
لتوماس فريدمان..
التاريخ: 3/3/2002 م
منذ أشهر قليلة لم يكن ممكناً أن أتوقف للكتابة إلى (توماس فريدمان) بأي حال من الأحوال، لا لشيء إلا لأنه وبكل بساطة لم يكن أمره ليعنيني، وبطبيعة الحال لم يكن أمري كمواطنة سعودية يعنيه بهذا الشكل المكثف..!!
إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر غيرت وجهته إلى مائة وثمانين درجة ولتصبح المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً وبدون مقدمات من أولى اهتماماته.. بل أعظمها شأناً، فما أن ينتهي من كتابة سطور تتحدث عنا وعن أحوالنا كسعوديين حتى يبدأ من جديد..
السيد (توماس فريدمان) تحدثت بإسهاب عن أوضاع المجتمع السعودي.. وعلى فرض أنك فعلت ذلك بحسن نية وهو أمر لا أخفي استبعادي له.. إلا أني ومن باب الأمانة سأحاول إلقاء الضوء على قضايا أمريكية تستحق منك الاهتمام أكثر بكثير من اهتمامك بأمور سعودية أنت مع الأسف جاهل بها حتى النخاع.. ففي إحدى مقالاتك تحدثت عن الوضع الاجتماعي للشاب السعودي الذي أصبح بين ليلة وضحاها يقبل على أعمال لم يكن بإمكانه قبولها منذ سنوات، كموظف استقبال في فندق سعودي ذي خمس نجوم على سبيل المثال.. كما تحدثت عن التعليم الجامعي الذي يخرج سنوياً خريجين وبأعداد لا يستهان بها من كليات الدراسات الإسلامية والآداب. مقترحاً تقليص هذا التوجه في التعليم الجامعي والتركيز على تخريج أفراد لديهم مهارات في التقنية الحديثة.. وأيضاً تحدثت عن البطالة ودور المساجد في إثارة الأفراد العاطلين ضد وطنك أمريكا.. وطبعاً كان لي كمواطنة سعودية نصيب من اهتمامك إذ اعتقدت أنه بات من الواجب أن يسمح لي كسيدة سعودية بسياقه السيارة لا تقديراً منك لكياني.. بل رحمة بمن صورته ـ ولا أعرف على أية أساس ـ بالمسكين.. رحمة بالزوج العاجز على حسب تعبيرك عن خدمة أسرته..
ابتداء ما كتبت هذه السطور دفاعاً فلسنا كشعب يفتخر بانتمائه، محب لوطنه في وضع اتهام.. ما كتبت هذه السطور إلا من منطلق احترامي للرجال والنساء الخيرين على أرض أمريكا.. احترامي لهذا الشعب كان وراء كتابتي هذه السطور.. احترام ما كان لينفيه اختلافي مع مواقف سياسية للحكومة الأمريكية تجاه قضية الشرق الأوسط..
سيد فريدمان.. هلا حوّلت أنظارك إلى وطنك لتعالج سلبيات أوجدها المجتمع الأمريكي على أرضه، سلبيات لم تعد تخفى عن العالم.. ففيما يتعلق بالتعليم الجامعي.. هذا التعليم محظور في وطنك إلا على الأغنياء أو الموهوبين المحظوظين منهم دون غيرهم.. أليست الأمية الجامعية إن جاز لي التعبير من السمات العامة للمجتمع الأمريكي.. ثم أراك بعد هذا تشغل بالك وقلمك بأوضاعنا الجامعية.. وضع لا أفهمه ولا أستطيع تفسيره ففاقد الشيء لا يعطيه.. ثم ألست معي أن الشباب الأمريكي بصفة عامة محبط للغاية، فمن السهل ان يشاهد الزائر لوطنك حتى فتاتكم الشابة تواصل ليلها بنهارها سعياً للوقوف على كسرة خبز.. ولتجد غرفة تأوي إليها بعد يوم مضنٍ.. وعلى أرض وطنك أمريكا أيضاً من السهل أن يشاهد الزائر ابنتكم تغسل الأواني تنظف المراحيض في الأماكن العامة لأنها لم تجد عملاً أفضل.. وكيف لها أو للشاب ذلك..!؟ ووطنهما أمريكا لم يمهد لهما طريق المعرفة الحديثة ليحسنا من وضعهما الوظيفي.. لم يفتح لهما أسرار التقنية الحديثة التي تنصحنا بفتحها وإلزام أبنائنا وبناتنا على دراستها في المرحلة الجامعية.
ثم البطالة التي يعاني منها العالم بأسره وتعانون أنتم منها كغيركم، فما هو وضع العاطلين عندكم وكيف يعيشون..!؟
أليس افتراش العاطلين المشردين للطرقات في وطنكم أمريكا معلوماً لدى السلطات الأمريكية.. أليس من غير المستبعد أن يرى الأمريكي أحدهم قد مد يده المتسخة في قاع القمامة باحثاً متلهفاً للإمساك ببقايا أطعمة تكون وليمته الكبرى ليومه ذاك.. طبعاً هذا حالة إذا لم يختر أن يكون عضواً في إحدى العصابات.. نهاية مروعة..!! نهاية كان للمساجد في بلادي دور في حماية أبنائنا العاطلين منها.. المساجد هي الدواء لا الداء كما صور قلمك.. وضع العاطل في وطنك الأم يا سيد فريدمان مأساوي لا نراه في بلادنا ولله الحمد..
وأخيراً وصلت للمرأة عندكم وأقول وبكل صدق سيدتكم الأمريكية لم يحمها القانون، السيدة الأمريكية لم تعرف معنى أن تكون امرأة لها حقوق وعليها واجبات.. السيدة عندكم عليها كل الواجبات وليس لها من الحقوق إلا النذر اليسير.. حقوق تحارب منذ عقود للحصول عليها.. إلا أن شقيقها الرجل الأمريكي أبى لها راحة البال.. فمازال على حاله يلوح لها بالفتات..
نصيحة لك يا سيد فريدمان.. توجه لها ولو بجزء من اهتمامكم.. ونحن كنساء سعوديات مسلمات، على استعداد تام لتوضيح ما ينقصها من حقوق.. فعلى الأغلب هي لا تدري ما الذي فاتها..
*جامعة الملك فيصل ـ الدمام
___________________________
من جريدة الرياض السعوديه
--------------------------------------------------------------------------------