المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزل حاشي



kobra
11-03-2002, 05:41 PM
كثرر في فياض الصمان الأبل لكبر المساحه وحسن المرعى وكثرة الربيع وقت الأمطار(الله يجيب السيل) وأيضاً وجود الدحول التي تختزن الماء في الصيف (الدحول : جمع دحل وهي الحفر العميقة الملتوية في الأرض وتكون في أماكن منخفضة من الأرض تنحدر السيول فيها أثناء موسم الأمطار)
من هذه الأبل حاشي مراهق ممشوق القوام أبيض اللون كثيف الشعر على الرقبة والحلق والرأس وذروة السنام يمشي متبختراً بجماله (ولا رامي عيّاش) كل همه يتندح بين هالنياق الصغار خاصة (البكار) ويضمنها لا هيئة ولا شي، المهم مرّت الايام وهو على هالحال همه أكل وشرب وغزل في هالنياق.

يوم جا ذاك اليوم على عادته إلا هاك الناقه واردة الماء وتبي تشرب وماقدرت قال هذي فرصتك وقم وافتح لها حنفية الوايت كلها قال: إشربي لعن أبو الفقرلا تروحين للدحل وأنا فيه على غير أهلها ماتجيب راس مالها. شربت لين رويت ومسحت شفايفها بمنديل عشان مايتلعوط الروج إللي جايبته من قزاز وقالت الله يعطيك ألف عافيه توني زملة من نزلة هالدحل وعلي هالخف الكعب يزلّّق!!

قال الحاشي :

على شانك تحملت الصعايب ** أذوق المر لأجل رضاك حالي
أبتسمت الناقه وصكّته بذيك النظره إللي بغت تجيب أجله.

تنهّد الحاشي وقال:




الله أكبر كيف يجرحن العيون ** كيف مايبرى صويب العين أبد
أحسب أن الرمش لا سلهم حنون ** وأثر رمش العين ماياوي لأحد


ضحكت الناقه ودرت إنها لعبت في سستمه عطته وراها ومشت على هونها وهي تومي بذيلها يمنة ويسره وقلبه يروح يمين ويسار قال:


آآآآآآه وأنعطف هاك الشعر فوق المتون ** وأنثنى عوده وقفى وابتعد
طال الليل على خوينا الحاشي متى يجي الصبح؟ كل شوي يطالع في ساعته الريموندويل ماصدق أنه يسمع صوت الراعي يأذّن طمر من محلّه وراح يدور عند الشبك وهو يطقق خفوفه طبعاً ماله أصابع ويروح ويجي لين طلع النور وجاالراعي وفتح لهم هو يقاله صغير وإلا الأبل مايصّك عليها ماصدق خبر وراح عند الوايت يحتريها تشرب جا الراعي قال : خير إنشاالله وش جايبك أنت وخشّتك كل ذا ضما؟؟ تلعثم الحاشي.. وقال : هاه لااا أبد مافيه شي بس طاح كبكي أمس هنا وجيت أدوره.
قال الراعي : أقول بلا إستهبال كبك وأنت عليك ثوب ساده يالله ظف وجهك مع البعارين لا ألكمك!!
لٌقّط وجهه خوينا وراح قال: خيره إنها ماسمعت وش قال لي الراعي.."يقصد الناقه طبعاً"..كان طحت من عينها ولا عطتني وجه المهم وهو يكلم نفسه إلا هذي رفيقته تقابله يوم شهق من الفرح ( أمّا بعير يشهق كثّر منها.. ) وقال :



كفاني عذاب الله يجازيك بأفعالك ** جرحت الضمير ولا طرالك
تداويني

ضحكت الناقه ذيك الضحكة إللي شلعت قلبه وقالت

ياعل قلب ماشكا الحب والتاع ** تنهار من فوقه محاني ضلوعه
ياما نهيت القلب لا شك ماطاع ** ماطاع يدله والليالي تلوعه
أثر الموّلع دمعته تجرح القاع ** والى ذكر مافات هلت دموعه
الحين تاكد الحاشي إنها تبادله نفس الشعورإرتاح خاطره وأسفهلّ وماعاد خذته الدنيا. مرّت الأيام وكبروا وكبر حبهم معهم ،يلتقون كل يوم ويتبادلون المشاعر والأحاسيس.

وفي يوم من الأيام وهم قاعدين على ذاك الطعس إلا يوم مرت ذيك الناقه العفراء طيّّر عيونه رفيقنا مشبّّه عليها مهوب قصده شي! إنتبهت له الناقه خويته وطمرت من محلها قالت خلها تنفعك الله يمّليك بركتها إنتبه خوينا إنه أخطأ ولحقها وقال: وّقفي أشرح لك الموضوع إلتفتت عليه وقالت:


مدام قلبي لك شفوق وميلاف ** وراك ياخلي قليل المروفه
قلّي عسى مابه على الخاطر خلاف ** عسى حبيبي ماقصر دون شوفه
لا لا تعسر القلب في كل محراف ** واحذر يجي عقب الموده حسوفه
دوك الدموع بحاجرالعين وقّاف ** لاانت بماسكها ولاهي ذروفه
تحسّف أبو الشباب ودرى إنه غلطان وإنه حسّها رد عليها وقال


لك حق تزعل ثم لك حق نرضيك ** ماأقوى زعل حبيب قلبي وعيني
مدام قلبي ياريش العين مغليك ** أطلب ولك روحي ومافي يديني
وقفت وتبسمت وأرتاح خاطرها وهو تنهد قال هاه طاح الحطب ؟ قالت اه ياااني لو كنت أأدر أسيبك (شويكار هذي مهيب ناقه) وعاشوا في سبات وتبات وخلفوا حواشي وناقات

النايم
11-03-2002, 05:45 PM
:أفكر: