المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاعر الآلة .... خواطر



عنفوان الزمن
12-03-2002, 02:11 PM
بساط أخضر على مد النظر ...
تلال و هضاب .. خضراء بكل ما تحمله الكلمة من معان..
الشمس تختلف عما أعتدت أن أراها به .. هل ترا الإختلاف بالإشعاع .. أم هو الشعور بعدم الرضى؟
هنالك إختلاف حتماً ..
ماذا يحدث..
أتراه ...
أستيقظت من نومي ..
من نوم قصدت به الفرار من واقع .. أقرب إلى الجحيم..
نظرة سريعة إلى النافذة ..
السماء داكنة ..
في أي وقت أنا..
أانا بليل قاتم يجثم علي فلا يدعني التقط أنفاسي ..
أم بنهار .. بمدينة تضج بالإزدحام .. و الروتين .. و تتسم بالبدائية..
ماذا يحدث لي ..
أتغيرت؟ .. بالتأكيد .. ولكن بأي إتجاه ..
ربما وصلت لنهاية طريق .. ينبغي أن أعود ..
ولكن ..
لأية نقطة أعود؟
شريط من الذكريات يمر من أمام عيناي ..
ذكريات .. بل مراحل من عمري .. تسير على مهل .. وكأنما بعقلي يقف ليتلقى كل لحظة .. فيمتزج معها .. بحثاً عن راحة قد زالت .. و وهم قد سيطر عليه و تمكن؟
بحث يائس ..
عن سعادة ..
مؤقتة .. نعم ..
فلا شيء يدوم ..
تطلعت إلى غرفتي ..
اتطلع فيها بمزيج عجيب من المشاعر ...
لأول مرة أتطلع بهذا بهذا الشيء من التمعن فيها ..
أهذا منتهى الطموح ...
غريب .. في بلاد بعيدة .. يسعى إلى هدفين يعانيان من فقر المشاعر ...
الهذا الحد وصلت ... الهذا الحد هربت من المشاعر .. إلى اللا مشاعر!
الهذه الدرجة أخذتني دوامة الحياة ..
ضاقت نفسي بي.. فلا أستطيع التحمل..
خرجت ..
بحثاً عن مكان هادئ..
يلطف النيران المتأجج الذي في أعماقي ..
ذهبت و بسرعة كبيرة ..
لا ألوي شيئاً .. سوى الإبتعاد عن الضجة ..
قاصداً مكاناً مهجوراً ...
بعيداً ..
ها أنا ذا قد وصلت ..
هاهو المحيط الكبير ...
هاهو البحر الغامض ..
عجباً...
أتراني أسمع ضحكة ساخرة منه ... قد تلقى من هموم الإنسان الجل الأكبر..
كأني به يدعوني..
"أهلاً بك!"
"كنت متأكداً من قدومك"
"أنتم جنس البشر لا يمكنكم الإستغناء عني"
"أنتم جنس البشر طالما أتيتم لتسكبوا أحزانكم عندي"
أنتم جنس البشر ..أنتم جنس البشر .. أنتم جنس البشر..
أخذت الكلمة تتردد في ذهني .. و تدور..
أمثلي كثير..
أأنا ببشر..
لطالما فكرت .. أني تحولت لآلة..
آله مجردة من المشاعر .. مهمتها الوحيدة تنفيذ ما يتم إسناده إليها..
لطالما فكرت أن المشاعر كذبة كبرى .. تجتاح حياتنا.. لتعيث فيه الفساد الكبير ..
و أن الأفضل التجرد منها...
و الأغرب أنها .. قد إستكانت ... قد ضمرت ... بل إختفت ..
فلماذا التفكير الآن؟
ولماذا الآن؟
هاهي الشمس و هي تشرق ..
هاهو الشروق الذي تغني به الكثير...
هاهو ذا ...
أجميل هو؟
وما مقياس الجمال؟
بل ما هو الجمال؟
هاهي الشمس تخرج .. و كأنها وليدة المحيط .. تخرج بلهيب يرقص .. و كأنها فرحة بميلادها ..
ميلاد يوم جديد..
وما فرق اليوم الجديد؟
ما فرق السنين فيما بينها؟
ما فرق الثانية .. و الدقيقة .. و الساعة ........... و القرن؟
إهناك فعلاً إحساس بالوقت؟
أعمري ... تجربة أهدرتها؟
هاهو قرص الشمس المتوهجة تخرج..
كبرياء نادر ..
لعمري أن اشعاعها قليل .. ليدرك الناس أي خلق هي...
أرجع أسبح في محيطي..
و عالمي ..
و عقلي..
أهذا الإنسان الذي طمحت أن أكون هو..
أهذا الإنسان .. الذي ذاب و أندثر .. في روتينة و صخب المدينة ..
إهذا الشخص الذي طالما تقت لأكون هو..

"عفواً"
خرجت من بحر الذكريات ..
"أبخير أنت؟؟"
"نعم نعم"

تحركت مرة أخرى .. لمجرد الإبتعاد..
و عدت أسبح في بحر الماضي...
أي حياة هذه؟
أي آلة أصبحت؟
أهذه الحياة؟
مع وميض لحظات الماضي .. توقفت لحظة ..
ثم كبرت ..
لتشمل كل كياني .. و ذكرياتي...
لحظة .. رأيت فيها من كان يشاطرني همومي .. و أحزاني..
فرحي .. و سعادتي..
بأي مكان أصبحت الآن يا هذا؟
بأي حال غديت؟
عدت الوم نفسي...
أي قاتل أنت!
بل أي مجرم أنت؟!
يالك من تمثال لإنسان .. كان يعج بالحياة ..
و قتلته .. بوقوفك ساكناً...
لحظتها فقط .. خرجت دمعة .. معلنة ميلاد مشاعر جديدة ..
معلنة ميلاد إنسان جديد..
إنسان بمشاعر..
خرجت من بحر الذكريات ..
منهك ..
متعب ..
أخذت أفكر ..
لما لا؟
أخرجت الهاتف ..
أضرب الرقم تلو الآخر..
" لطالما كنا على لقاء؟"
لقاء..
أسرعت يدي تقطع الخط.
لسنا على لقاء ..
ولسنا على موعد..
فلماذا المحاولة؟
أتدري عمن يسكن قلبه؟
أمن حقك المحاولة؟
كانت الفرصة بيدك .. فأضعتها! ...مزقتها ...و قتلتها..
لا..
هذا ليس من حقك ...
أرجع لمن كنت أن تريد ..
تجرد من مشاعرك الوهمية...
أغد آلة كما كنت .. وكما كنت تريد أن تكون!
لقد فات الأوان ..
فات بكثير...
وفاتك قطار العمر...
فليس من حقك محاولة أخرى...
و لن يكون لك محاولة أخرى ...
فأرجع كما كنت ...
ولا تقلب الأحزان...

عنفوان الزمن
12-03-2002, 04:31 PM
للرفع ...
وما زلنا ننتظر النقد ..

عاشق سلسلة لونر
14-03-2002, 07:49 PM
ماشاء الله عليك ...

من جد خاطرة أكثر من رائعة ...

وياليت أخوي لو تزيد كمان .... وتمتعنا بكتاباتك الحلوة و القيمة ...

وأنا منتظر أقرأ لك شيء جديد قريب ....

وشكراً لك