المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص عن الفراسة



AbadY2000
13-03-2002, 04:18 PM
الفراسة لغة الاسم في قولك تفرست فيه خيراً ، وهو يتفرس أي يثبت وينظر .. فهي إذن ذهن سريع الاستدلال بدون حد وسط ، من المعلوم على المجهول وقيل هي القدرة على التنبوء يهبها الله لمن يشاء من أوليائه وأصفيائه وقيل هي معرفة ما يكون بالإلهام أو التقدير والظن وقيل هي الاستدلال بالخَلق على الخُلق .


وهناك قصص كثيرة جداً ، وقد اخترت منها أمثلة بسيطة وأرجو أن تنال إعجابكم ..

1- رأى أحمد بن طولون يوماً حمالاً يحمل صندوقاً وهو يضطرب تحته ، فقال : لو كان هذا الاضطراب من ثقل المحمول لغاصت عنق الحمال وأنا أرى عنقه بارزة ، وما أرى هذا الأمر إلا من خوف ، فأمر بحط الصن فإذا جارية قد قتلت وقطعت ، فقال : اصدقني عن حالها .. فقال : أربعة نفر في الدار الفلانية أعطوني هذه الدنانير ، وأمروني بحمل هذه المقتولة .. فضربه وقتل الأربعة .
2- تقدم إلى إياس بن معاوية أربع نسوة فقال إياس : أما إحداهن فحامل ، والأخرى مرضع والأخرى ثيب والأخرى بكر ، فنظروا فوجدوا الأمر كما قال ، فقالوا : وكيف عرفت ؟ فقال : أما الحامل فكانت تكلمني وترفع ثوبها عن بطنها فعرفت أنها حامل ، وأما المرضع فكانت تضرب ثدييها فعرفت أنها مرضع وأما الثيب فكانت تكلمني وعينها في عيني ، فعرفت أنها ثيب ، وأما البكر فكانت تكلمني وعينها في الأرض فعرفت أنها بكر .
3- كان رجل من أصحاب أبي حنيفة يريد الزواج فقال أهل المرأة : نسأل عنه أبا حنيفة ، فأوصاه ابو حنيفة فقال : إذا دخلت علي فضع يدك على ذكرك ، ففعل ذلك ، فلما سألوه عنه قال : قد رأيت في يده ما قيمته عشرة آلاف درهم .
4- روي أن رجلين من آل فرعون سعيا برجل مؤمن إلى فرعون ، فأحضره فرعون وأحضرهما وقال للساعين : من ربكما ؟ قالا : أنت ، فقال للمؤمن : من ربك ؟ قال : ربي ربهما ن فقال فرعون سعيتما برجل على ديني لأقتله ، فقتلهما ، قالوا : فذلك قوله تعالى : (( فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب )) ..
5- سرق من رجل خمسمائة دينار ، فحمل المتهمين إلى الوالي ، فقال الوالي : أنا ما أضرب أحداً منكم ، بل عندي خيط ممدود في بيت مظلم ، فادخلوا فليمر كل منكم يده عليه من أول الخيط إلى آخره ويلف يده في كمه ويخرج ، فإن الخيط يلف على يد الذي سرق ، وكان قد سود الخيط بسخام ، فدخلوا فكلهم جر يده على الخيط في الظلمة إلا واحد منهم ، فلما خرجوا نظر إلى أيديهم مسودة إلا واحد فألزمه بالمال ، فأقر به .
6- من المنقول عن ابن المبارك رحمه الله أنه عطس عنده رجل ولم يحمد الله ، فقال له ابن المبارك : أي شئ يقول العاطس إذا عطس ؟ قال : الحمد لله ، قال : يرحمك الله .
7- استأذن حاجب بن زرارة على كسرى ، فقال له الحاجب : من أنت ؟ قال : أنا رجل من العرب ، فأذن له ، فلما وقف بين يديه قال له : من أنت ؟ قال : سيد العرب . قال : ألم تقل للحاجب أنا رجل منهم ؟ قال: بلى ولكني وقفت بباب الملك وأنا رجل منهم ، فلما وصلت إلى الملك سدتهم ، فقال كسرى : زه احشوا فاه دراً .
8- روي أن امرأة جاءت إلى ابن سيرين فقالت : رأيت في حجرتي لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى فسألتني أختي إعطاء إحداهما فأعطيتها الصغرى ، قال : إن صدقت رؤياك فإنك تعلمت سورتين إحداهما أطول من الأخرى وعلمت أختك القصيرة ، قالت : صدقت .
9- يروى أن أمية بن أبي الصلت مر عليه بعير تركبه امرأة ، وكان البعير يرفع رأسه ويدعو فقال : إن البعير يقول لك : إن في الحداج ( المحفة ) إبرة فرفعت المرأة فإذا مستقرة في المحفة ، وهي تحك في سنام البعير .
10- كان نصراني يختلف إلى الضحاك بن مزاحم ، فقال له يوماً : لم لا تسلم ؟ قال : لأني أحب الخمر ولا أصبر عنها ، قال : فاسلم واشربها ، فأسلم ، فقال له الضحاك :انك قد أسلمت الآن ، فإن شربت حددناك وإن رجعت عن الإسلام قتلناك .
11- دخل الوليد بن يزيد على هشام بن عبد الملك ، وعلى الوليد عمامة وشي ، فقال له هشام : بكم أخذت عمامتك ؟ قال : بألف درهم . فقال هشام : بألف – يستكثر ذلك - ؟ فقال الوليد : إنها لأكرم أطرافي يا أمير المؤمنين ، وقد اشتريت جارية بعشرة آلاف درهم لأخس أطرافك .
12- كان الواثق يقول بخلق القرآن ويعاقب من خالفه ، فأدخل عليه رجل فقال له : ما تقول في خلق القرآن ؟ فتصامم الرجل ،فأعاد السؤال : فقال : من تعني يا أمير المؤمنين ؟ قال : إياك أعني ، فقال : مخلوق ، وتخلص منه .
13- صادف رجلان فلاحاً ، فأرادا أن يضحكا عليه ، فسأله أحدهما قائلاً : يا هذا هل أنت ثور أم حمار ؟ فأجاب الفلاح : لا أدري ، غير أني أظن أنني بين الاثنين ( أي بينهما ) فتركاه وذهبا في طريقهما .
14- اختلف رجلان من القافة ( من القيافة وهم الذين يتتبعون الأثر ، وهي من ضروب الفراسة ) في أمر بعير وهما بين مكة ومنى ، فقال أحدهما : هو جمل وقال الآخر : هي ناقة وقصدا يتبعان الأثر حتى دخلا شعب بني عامر ،فإذا بعير واقف فقال أحدهما لصاحبه : أهو ذا ، قال : نعم ، فوجداه خنثى فأصابا جميعاً .



ولمن يريد المزيد عن هذا الموضوع هناك كتاب من جزئين بعنوان ( فراسة المؤمن ) مؤلفه / إبراهيم بن عبد الله الحازمي ويحتوى على مثل هذه القصص .

والله ولي التوفيق .


;-)

;-)

;-)